التعب والبرودة في رمضان: إليكِ أفضل النصائح لمجابهة هذه المشاكل
الصيام مشقةٌ جسدية لا خلاف فيها، والبعض مثلي قد يشعر بهذه المشقة أواخر شهر رمضان. لكن أن أبدأُ الشعور بالضعف والتعب وصولًا إلى الدوخة في الأسبوع الأول من الصيام، فهذ يعني أن ثمة أمرًا غريبًا يحدث معي وينبغي لي معرفته وعلاجه. فضلًا عن مشكلةٍ أخرى أعاني منها، وبالتأكيد هناك غيري ممن يعانون منها أيضًا؛ ألا وهي الشعور بالبرد بعد تناول وجبة الإفطار.
ولأن الصحة هي مقياس الرفاهية وجودة الحياة لكلَ منا، كان عليَ البحث في أسباب هذا التعب المفاجئ والشعور بالبرد بعد الأكل في نهاية صيام كل يوم من رمضان. قمتُ بعد الصيام بشرب ما لا يقل عن 10 أكوابٍ من الماء، لأنني لاحظتُ أن كمية الماء التي كنتُ أحصلُ عليها في الأسبوع الأول للصيام لم تكن بنفس القدر الذي كنتُ أتناولهُ في السابق. ما يعني أنني لربما كنتُ أعاني من الجفاف، ولهذا راودني الشعور بالتعب والدوخة والحاجة الشديدة للنوم.
لكنني لن أكتفِ بهذا القدر من العلاج؛ سأبحثُ عن كافة الأسباب التي تقف وراء التعب والبرودة في رمضان، وسأجد الحلول المناسبة لها من قبل المختصين. فإن كنتِ عزيزتي تعانين من ذات المشكلة وتبحثين عن الحلول، تابعي القراءة هنا..
أسباب التعب في رمضان
لأن الصائم منا يتوقف عن تناول الطعام والشراب لساعاتٍ طويلة من الفجر وحتى آذان المغرب، فإن الجسم يعاني من انخفاضٍ في سكر الدم جراء الجوع وعدم تغذية الجسم؛ وهو ما ينتج عنه الشعور بالتعب والضعف في الجسم.
إلا أن أسبابًا أخرى تقف وراء إصابتنا بالتعب والوهن خلال أيام الصيام، يأتي الجفاف في مطلعها إضافةً للأسباب التالية:
- السهر وقلة النوم.
- تفويت وجبة السحور التي يرى الخبراء أنها بأهمية وجبة الإفطار.
- المعاناة من وضعٍ صحي معين كالحمل مثلًا أو الإصابة بمرضٍ مزمن.
- القيام بنشاطٍ بدني شديد أو ممارسة التمارين الرياضية الشاقة.
- عدم الحصول على كميةٍ كافية من الفيتامينات والمعادن الموجودة بشكلٍ أساسي في الخضروات والفواكه، وثانيًا في المكملات الغذائية.
- الإكثار من الأكل وتناول الحلويات المُشبعة بالسكر والأطعمة الدسمة والغنية بالدهون غير الصحية.
- الإكثار من تناول الملح والتوابل التي تزيد من إدرار البول في النهار، وبالتالي تعزيز الشعور بالتعب بسبب جفاف الجسم.
كيفية التقليل من التعب في الصيام
بعض التعب البسيط لا خوف منه كونه ناجمٌ عن مشقة الصيام والجوع وعدم الأكل والشرب لساعاتٍ طويلة؛ لكن التعب الشديد والمستمر، هو ما يحتاج لمعالجة جذرية واتباع بعض النصائح المفيدة للتقليل منه ، كي يستطيع الصائم الانتظام في فريضة الصيام بيُسر وسلامة.
وتخفيف تعب الصيام يكون بتجنب أسبابه في المقام الأول، لذا ينصحكِ خبراء الصحة بالآتي:
- لتجنب الجفاف، عليكِ بتناول ما بين 8-12 كأسًا من الماء بين وجبتي الإفطار والسحور كل يوم.
- لتجنب مشاكل المعدة، احرصي على تناول طبق الحساء أو الشوربة يوميًا؛ فهو يمدكِ بالعناصر الغذائية المفيدة للهضم، ويساعد في مكافحة الجفاف في رمضان.
- لتجنب التعب وإعادة تنشيط الجسم، عليكِ تناول كميةٍ كافية من الخضروات والفواكه الغنية بالماء والعناصر الغذائية الأساسية؛ مثل البطيخ والخيار والعنب والطماطم وغيرها.
- لتجنب العطش الناجم عن زيادة إدرار البول في النهار، يُنصح بالتقليل من استخدام التوابل والبهارات والملح.
- لتجنب التعب الشديد، ينصحكِ الخبراء بوجوب عدم التعرض للشمس أو ممارسة الرياضة في الحر وأثناء ساعات النهار.
- لتجنب الإرهاق وعدم التركيز، ينصح خبراء مؤسسة حمد الطبية في قطر بوجوب تناول وجبة السحور وعدم إهمالها؛ لأن إهمالها يُطيل أمد الصيام وتزداد معه مخاطر الإصابة بالجفاف والتعب.
- لتجنب الجفاف، لا تُكثري من مشروبت الكافيين كالقهوة والشاي؛ وإن استطعتِ تجنبها، يكون أفضل. كما لا ينبغي تناول المشروبات الغازية ومشروبات الطاقة.
- لتجنب الاضطرابات المعوية وعسر الهضم وبالتأكيد زيادة الوزن؛ تجنَبي الأطعمة الدسمة الغنية بالدهون الضارة. واستبدليها بأطعمة مُحضَرة من زيت الزيتون أو أحد الزيوت الأخرى التي تحتوي على دهون غير مُشبعة. وأنتِ أدرى بتبعات الدهون المشبعة على الصحة والرشاقة!
- لتجنب زيادة الوزن والسُمنة، عليكِ تجنب الكربوهيدرات البسيطة أو المكررة، مثل الخبز والأرز الأبيض والمعجنات والحلويات وغيرها التي ترفع معدل السكر بالدم وتزيد من الوزن. وبدلًا منها، تحوّلي نحو الكربوهيدرات المعقدة الموجودة في الخبز والأرز الأسمر أو المصنوع من الحبوب الكاملة.
- لتجنب التعب وضعف التركيز، ينصح الخبراء بتناول البروتينات والزيوت غير المُشبعة والكربوهيدرات المعقدة مثل البقوليات؛ مع إمكانية تناول نصف كوب من عصير الفاكهة الطبيعي أو تناول نصف حبة من الفواكه.
التعب بعد تناول وجبة الإفطار في رمضان
لا تنحصر مشكلة التعب في رمضان خلال ساعات الصيام فقط، بل أنه قد يُصيب شريحةً من الصائمين بعد تناول وجبة الإفطار. ويعزي الصيدلاني عبدالرحيم محمد الباشا من موقع "الطبي" السبب وراء ذلك إلى زيادة تدفق الدورة الدموية للجهاز الهضمي بعد الإفطار، بغية الحصول على العناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم. وهو ما قد يؤدي إلى انخفاض التدفق الدموي إلى العضلات والأعضاء الأخرى في الجسم، وبالتالي الإحساس بالتعب والنعاس.
كما أن تناول الطعام يزيد من إفراز هرمون السيروتونين في الجسم، وهو ما يزيد الشعور بالاسترخاء أو الإرهاق بعد الصيام.
لذا فإن الحفاظ على نشاط الجسم بعد الإفطار مسألةٌ مهمة، ينصحكِ فيها الصيدلاني الباشا باتباع الخطوات التالية:
- عدم تناول وجبةٍ كبيرة على الإفطار، والاكتفاء بتناول التمر والماء، ثم الراحة لبعض الوقت قبل تناول الوجبة الرئيسية. كما يمكنكِ تقسيم وجبة الإفطار لعدة وجباتٍ صغيرة لتعزيز النشاط في الجسم بعد الإنتهاء من الأكل.
- الحصول على قسط كافٍ من النوم، وذلك لمدة تتراوح 7-8 ساعات كل ليلة.
- شرب الماء بكمياتٍ كافية (كما ذكرنا أعلاه، ما بين 8-12 كوبًا بين الإفطار والسحور).
- الأكل الواعي واليقظ، يجنبكِ الإفراط في الأكل أو الإقبال على الأطعمة المقلية والدسمة والغنية بالسكريات، والتي تجعلكِ تشعرين بالتعب بعد الأكل.
- تناول الطعام الصحي والمتوازن، الذي يتضمن في المقام الأول، الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة والبروتين.
- الإنتظام في ممارسة الرياضة، لتعزيز الطاقة في الجسم ومحاربة التعب والإرهاق بعد الأكل.
- تناول المكملات الغذائية الموصوفة من قبل الطبيب المختص، مثل الحديد وفيتامين ب12.
الشعور بالبرد بعد الأكل في رمضان
مشكلةٌ أخرى يعاني منها معظم الصائمين، ومردها بحسب المختصين إلى الجوع وانخفاض معدل السكر بالدم. وهي مشكلةٌ عادية للأشخاص الأصحاء الذين لا يعانون من أية أمراض أو حالاتٍ صحية؛ لكن مرضى السكري مثلًا ينبغي عليهم توخي الحذر في هذه المسألة، لأن البرودة بعد الأكل في رمضان قد تكون مؤشرًا على نوبة هبوط سكر، وهي حالةٌ طبية تستدعي المعالجة الفورية. كما أن الشعور بالبرد أثناء الصيام لهؤلاء المرضى، يُحتم عليهم الإفطار فورًا؛ وفي مجمل الأحوال، يجب على مرضى السكري مراجعة الطبيب المختص قبل الصوم.
وبالعودة إلى الشعور بالبرد بعد تناول وجبة الإفطار، فهناك العديد من الأسباب يوردها تقريرٌ على موقع Health Shots كما يلي:
-
تناول سعرات حرارية أقل
يساعد الحصول على كمية كافيةٍ من السعرات الحرارية يوميً، على توليد الطاقة ورفع درجة الحرارة في الجسم. وبالتالي فإن الإكتفاء بسعرات حرارية أقل عن المعدل الطبيعي في رمضان وبصورةٍ متكررة، قد يؤدي لانخفاض مستوى الحرارة في الجسم وبالتالي الشعور بالبرد.
-
تناول الأطعمة والمشروبات الباردة
يحب الكثير من الصائمين الإفطار على المشروبات الباردة كالماء والمشروبات الغازية وغيرها، كما يُفضَل بعضهم الإكثار من الأطعمة الباردة لتخفيف ظمأ الصيام. لكن مثل هذه الأطعمة والمشروبات تؤدي لانخفاض درجة حرارة الجسم، وبالتالي الإصابة بالبرودة بعد الأكل.
-
فقر الدم
المصابون بهذا الداء، غالبًا ما يشعرون بالبرودة قبل وبعد تناول الطعام.
-
مرض السكري غير المنضبط
اعتلال الأعصاب المحيطية هو نوعٌ من تلف الأعصاب الناجم عن مرض السكري غير المنضبط؛ ويزيد من فقدان الإحساس أو الشعور بالبرد بعد تناول وجبة الإفطار.
-
قصور الغدة الدرقية
يؤثر انخفاض مستويات هرمونات الغدة الدرقية على وظيفة الجهاز الهضمي، مما يتسبب في انخفاض كمية الحرارة التي ينتجها الجسم، وبالتالي الشعور بالبرودة حتى بعد تناول الطعام.
خلاصة القول، أن التعب والبرودة هما من المشاكل الشائعة عند معظم الصائمين في رمضان؛ لكن تكرارهما سواء خلال الشهر الفضيل أو بعده، قد يكون مؤشرًا على مشكلةٍ صحية تستدعي استشارة الطبيب المختص.