رمضان فرصتكم المثالية للإقلاع عن التدخين.. وهذه أفضل الطرق المساعدة
كيف يقدم شهر رمضان المبارك فرصةً مثالية للإقلاع عن التدخين؟
لا شك في أن التدخين هو أكثر آفةٍ عرفها الإنسان منذ عقود ماضية وحتى اليوم؛ وهو لا يتمثل فقط في تدخين السيجارة العادية، وإنما يمتد ليصل كافة أصناف استخدام التبغ الأخرى مثل السيجارة الإلكترونية، الغليون، الشيشة، السيجار وآخرها الفايب الذي أصبح موضة عصرنا الحالي، للأسف.
ويشير موقع منظمة الصحة العالمية، إلى أن التبع يتسبب في وفاة ما يصل إلى نصف متعاطيه الذين لا يُقلعون عنه؛ وهو السبب وراء وفاة أكثر من 8 ملايين شخص كل عام، بمن فيهم ما يقارب 1.3 مليون شخص من غير المُدخنين الذين يتعرضون للتدخين غير المباشر. هذا ويعيش نحو 80% من متعاطي التبغ في العالم في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل. وفي العام 2020، تعاطى 22.3% من سكان العالم التبغ بنسبة 36.7% من الرجال و7.8% من النساء.
إدمان النيكوتين
بدوره، يتحدث موقع "مايو كلينك" عن إدمان النيكوتين؛ والذي يحدث لبعض الأشخاص الذين يتعاطون التبغ بواحد أو أكثر من أنواع. ويمكن أن يظهر هذا الإدمان على شكل علاماتٍ معينة منها:
- عدم القدرة في الإقلاع عن التدخين، حتى بعد المحاولة لمرةٍ واحدة أو أكثر.
- المعاناة من أعراض الإنسحاب عند محاولة الإقلاع عن التدخين؛ منها أعراضٌ جسدية وأخرى نفسية كالقلق والهياج والتململ وصعوبة التركيز والإكتئاب وزيادة الجوع والأرق والإمساك أو الإسهال.
- مواصلة التدخين حتى عند وجود مشكلاتٍ صحية لدى المدخن، مثل مشاكل الرئتين أو القلب.
- التخلي عن الأنشطة الاجتماعية أو الترفيهية من أجل التدخين؛ إذ قد يتوقف المدخنون عن ارتياد المطاعم التي لا تحوي أماكن خاصة للتدخين، أو عن التواصل مع بعض أفراد العائلة أو الأصدقاء لعدم القدرة على التدخين في تلك الأماكن أو بوجود الأهل والأطفال الصغار.
لكن الفرصة الثانية متاحةٌ دومًا، في حال عزم المدخنون فعلًا في الإقلاع عن التدخين والتخلي عن هذه العادة السيئة للأبد. وهنا يأتي شهر رمضان الكريم ليمنح عطيةً كبيرة للمدخنين، وفرصةً مثالية للإقلاع عن التدخين؛ لاسيما وأنه يتعين على المدخنين خلال ساعات الصيام الامتناع عن التدخين، بما يتيح لأجسامهم التخلص تدريجيًا من الإدمان على النيكوتين. فهذه الاستراحة من التدخين مع التركيز على الصبر وضبط النفس، تُمثَل عوامل قوية تُحفَز المدخن على الإقلاع. كما أن الدعم الاجتماعي خلال الشهر الفضيل يساعد أيضًا في رحلة الإقلاع عن التدخين.
يقدم لنا الدكتور زيد زعمط، مدير قسم طب الرئة بمعهد الجهاز التنفسي في مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي، نظرةً شاملة حول الآثار الإيجابية للإقلاع عن التدخين؛ والأهم، الطرق المساعدة التي تتيح للمدخنين التخلي عن عادة التدخين السلبية للأبد خلال شهر رمضان الحالي. فلكل المدخنين، أنصحكم بمتابعة القراءة هنا..
ما هي الآثار الصحية الإيجابية التي تظهر على الجسم عند توقف الشخص عن التدخين خلال شهر رمضان؟
يُقدَم الإقلاع عن التدخين فوائد صحيةٍ كبيرة على المديين القصير والبعيد، بدءًا بالدقائق العشرين الأولى؛ حيث ينخفض ضغط الدم ومعدل نبضات القلب. وبعد 8 ساعات، يعود مستوى أول أكسيد الكربون في دم الشخص إلى وضعه الطبيعي، لترتفع في ذات الوقت مستويات الأوكسجين، مما يؤدي إلى التحسن في وظيفة الجهاز التنفسي وتعزيز أداء الرئة.
وبعد يومٍ واحد من التوقف عن التدخين، ينخفض خطر الإصابة بالأزمة القلبية. وفي غضون 72 ساعة، تسترخي القصبات الهوائية؛ مما يؤدي إلى تحسنٍ ملحوظ في عملية التنفس. وخلال الأسابيع والأشهر التالية، تتحسن الدورة الدموية، والقدرة على ممارسة التمارين الرياضية، وتقلَ تدريجيًا أعراض الجهاز التنفسي مثل السعال وضيق التنفس.
تزداد الفوائد على مر السنين. فبعد 10 سنوات من الإقلاع عن التدخين، ينخفض بشكلٍ كبير خطر الإصابة بسرطان الرئة والأمراض المرتبطة بالتدخين، مقارنةً بالأفراد الذين يستمرون بالتدخين. لذلك فإن الإقلاع عن التدخين يُعد أحد أفضل القرارات لتحسين الصحة والعافية عمومًا.
هل يمكنك إطلاعنا، كيف يتحسن الأداء البدني والاستقرار النفسي للشخص الذي يُقلع عن التدخين خلال الشهر الفضيل؟
يبدأ الإقلاع عن التدخين في شهر رمضان بفترة انسحابٍ، تتسم بالرغبة الشديدة بالتدخين وشعورٍ كبير بعدم الارتياح وأعراض أخرى. إلا أن هذه الأعراض ما هي إلا دليلٌ على تعافي الجسم، وتكون مؤقتة، وعادةً ما تهدأ خلال 10 إلى 14 يومًا. لذلك فإن التركيز على سبب الإقلاع وما سيقدمه من فوائد والاهتمام بالفائدة الروحانية للشهر الفضيل، يمكن أن يُعزَز من الإرادة والصبر على عملية الإقلاع.
يقدم الشهر الفضيل دعمًا عمليًا عبر النشاطات المجتمعية، ويُشجَع الصيام بحد ذاته المدحن على الاستمرار بالإقلاع كما يُخفف من الشعور بالرغبة الشديدة بالتدخين. إضافةً لذلك، فإن التركيز على ضبط النفس والصبر خلال شهر رمضان يُمثَل حافزًا قويًا للتخلص من الإدمان على النيكوتين.
ويعتبر إدخال النشاط البدني المنتظم في روتين الحياة اليومي، مفيدًا للغاية خلال رحلة الإقلاع. فالنشاط البدني يُحسَن من صحة القلب والأوعية الدموية والمزاج، ويُقلَل من التوتر، كما يزيد من قدرة الشخص في التعاطي مع أعراض انسحاب النيكوتين. كذلكفإن الحفاظ على نظامٍ غذائي متوازن يحتوي على الفواكه والخضروات واللحوم قليلة الدهون، يدعم العافية الشاملة ويساعد في رحلة الإقلاع.
ومن خلال التركيز على الرعاية الذاتية وتبنَي عاداتٍ صحية، يتحسنُ الأداء البدني والنفسي بعد الإقلاع عن التدخين. وهذه التغييرات الإيجابية في أنماط الحياة لا تدعم فحسب جهود الإقلاع عن التدخين، بل تُسهم أيضًا في تعزيز العافية العامة للشخص.
كيف يؤثر الإقلاع عن التدخين خلال شهر رمضان على الأسرة والمجتمع؟
من خلال الإقلاع عن التدخين خلال شهر رمضان، تتحسن صحة الأفراد عمومًا ويؤثرون إيجابًا على عائلاتهم ومجتمعاتهم، وعلى البيئة ككل، كما يساهمون في عالمٍ أكثر صحةٍ ونظافة واستدامة.
ويتحول الشخص الذي أقلع عن التدخين لقدوةٍ للأطفال وأفراد الأسرة، إذ يُعزَز إقلاعه من البيئة الصحية في المنزل ويُجنَب المحيطين به خطر التعرض للتدخين السلبي. ويؤسس ذلك لثقافة العافية، كما يُشجَع على تبني عاداتٍ صحية بين أفراد الأسرة.
أضف إلى ذلك، يُعزَز الإقلاع عن التدخين خلال شهر رمضان من الروابط العائلية؛ حيث يدعم الأفراد بعضهم الآخر في رحلتهم نحو تعزيز صحتهم. وهذه التجربة المشتركة يمكنها تعميق أواصر العلاقات الاجتماعية.
وعلى المستوى الاجتماعي، يساهم انخفاض أعداد المدخنين في تعزيز سلامة البيئة وانخفاض تلوث الهواء. ولا يعود ذلك بالنفع على المدخنين الذي ينجحون بالإقلاع فحسب، بل على غير المدخنين أيضًاممن يكونون عرضةً للآثار الضارة للتدخين السلبي. كما أن تناقص معدلات التدخين خلال شهر رمضان يمكن أن يقود لآثارٍ إيجابية على الصحة العامة على المدى الطويل، بما يشمل انخفاض تكاليف الرعاية الصحية وأعباء الأمراض المرتبطة بالتدخين في المجتمعات.
هل هنالك أي توصياتٍ محددة للمرضى الذين يعانون من أمراضٍ أو حالاتٍ صحية معينة، ويرغبون بالإقلاع عن التدخين؟
يتعين على الأشخاص الذين يعانون من حالاتٍ صحية ما طلب المشورة الطبية. على سبيل المثال، قد يحتاج المرضى الذين يعانون من حالاتٍ طبية موجودة، مثل مشاكل القلب والأوعية الدموية أو الجهاز التنفسي، إلى تعديلاتٍ دوائية ومراقبة دقيقة خلال رحلة الإقلاع. ومع الإشراف الطبي المناسب، تكون الرحلة نحو حياةٍ بعيدة عن التدخين آمنة وفعالة للغاية.
فماذا تنتظرون؟ الفرصة سانحةٌ أمامكم اليوم للتخلص نهائيًا من أعباء وتداعيات التدخين المضرة صحيًا وماديًا ومعنويًأ؛ فشهر رمضان ما زال في أوله، وهي يمنحكم الفرصة الذهبية للبدء في أولى خطوات الإقلاع عن التدخين بإشراف المختصين وبدعمٍ كبيرٍ من الأهل والأصدقاء، ممن يتمنون للمدخنين التوقف عن هذه العادة السيئة بتاتًا للتمتع بصحةٍ جيدة وحياةٍ ذات رفاهية وجودة عالية.