كيف تتمتعّين بقدر أكبر من القبول والودّ بين الآخرين؟
تتمتع النساء الودودات في معظم الأحيان بنظرة إيجابية للحياة والطبيعة من حولهن؛ وهن قادرات على التواصل مع الآخرين بسهولة، أما غير الودودات فهن لا يمتلكّن مستويات عالية من الودّ والقبول، وغير متعاونات، ويميلّن للنأي بأنفسهن عن الآخرين، ويضعّن اهتمامتهن الشخصية قبل كل شيء.
وبما أن القبول والودّ، أو الـ Agreeableness هي إحدى سمات الشخصية الخمسة الرئيسية، وتعبّر عن مدى لباقة الشخص ولطفه في التعامل مع الغير؛ لذا فهي مرتبطة بعدد من المشاعر والصفات الإيجابية الأخرى التي تظهر جلية على الأشخاص الودودين، والمتمثلة في "الثقة، الحسّ العالي بالأخلاق، الإيثار، التعاون، التواضع، التعاطف".
لذا دعينا نستعرض معكِ عبر وقع" هي " طرق عملية ستجعلك تتمتعين بقدر أكبر من القبول والودّ بين الآخرين، وذلك بناءً على توصيات أخصائي الطب النفسي كريم فرح من القاهرة؟
القبول والود مرتبطان ببعض العلامات... هل تمتلكّينها؟
تطرق دكتور كريم، إلى بعض الأسئلة التي يجب أن تسألها المرأة لنفسها، وهي: "هل تملكّين دائرة واسعة من الأصدقاء والمعارف؟، هل تعتبرين نفسكِ شخصًا سعيدًا في معظم الأحيان؟، هل تستخدمين وسائل التواصل الاجتماعي للتعرّف على الناس والبقاء على اتصال دائم معهم؟".
إن كانت إجابتك عن الأسئلة السابقة بـ "نعم"، فأنتِ على الأرجح، شخص يتمتّع بدرجة عالية من الودّ والقبول بين أصدقائك وزملائك. فالأشخاص الودودون يجذبون إليهم الكثير من الأصدقاء والعلاقات الطيبة، ويميلون في معظم الأحيان إلى خوض التجارب الممتعة ممّا يجعلهم سعداء ومتفائلين. ليس هذا وحسب، بل إنهم من القلّة الذين يحسنون استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، فيجعلونها وسيلة لهم كي يتعرّفوا على أصدقاء جدد وليس مكانًا للشكوى وتفريغ طاقاتهم السلبية وأفكارهم المتشائمة. إنهم أصحاب نية حسنة بشكل عام الأمر الذي يضعهم في الكثير من المواقف المحرجة نظرًا لأنهم لا يحسنون التصرّف في الكثير من الأحيان ويرتكبون الأخطاء دون قصد، إلاّ أنهم يبادرون بالاعتذار في الحال عمّا بدر منهم.
القبول حليفك والودّ رفيقك بإتباع هذه الطرق
وأضاف دكتور كريم، شخصية الفرد ليست ثابتة، والسمات الشخصية الخمسة تتغيّر وتتباين مع مرور الوقت وباختلاف الظروف والمواقف التي يتعرّض لها الشخص. لذا، إن كنتِ تعتقدين أنكِ شخص يفتقر إلى الودّ، أو تجدين صعوبة في بناء صداقات جديدة مع الآخرين، فلا تبتئسي أو تحزن؛ فمن خلال إتباعك الطرق العملية التالية ستصبحين أكثر ودًّا ولطفًا مع مرور الوقت، وذلك على النحو التالي:
كوني أكثر ودًا في نظر الغرباء
يُمكنكِ السير في الشارع عابسة منغلقة على نفسكِ، كما يسعُكِ أيضًا أن تكوني شخصية متفائلة تتقبل وجود آخرين على الكوكب. الخيار الثاني سيجعلكِ أكثر ودًا بلا شك. إن كنتِ ترغبين في الحصول على قبول حسن من الآخر، فلابد لكِ من تقبّلهم أولًا. لا يحتاج منكِ الأمر للكثير من الجهد، ما عليكِ سوى أن ترسمي الابتسامة على وجهكِ أثناء السير في الشارع، وإن التقت عيناكِ بعيني أحد المارّة، فلا تتردّدي في جعل الابتسامة أكبر قليلًا، هذا كلّ ما في الأمر، لا تحتاجي لأكثر من ابتسامة صادقة لتصبحي أكثر ودًّا في نظر الغرباء.
لا تصدّي الآخرين
صدّ الآخرين هو نقيض الودّ واللطف؛ ويظهر الصدّ في تجاهل الآخرين، أو الردّ عليهم بكلمة واحدة أو باختصار شديد، أو العبوس وجههم أثناء تحدّثهم إليك. عمومًا في حال بادر أحدهم بالتحدّث إليكِ، ابذلي جهدكِ لتقدّمي له شيئًا بالمقابل، انظري إلى عينيه أثناء تحدّثه معكِ، ابتسمي في وجهه، وحاولي أن تردّي عليه بجمل كاملة وطويلة نوعًا ما، بدلًا من الاكتفاء بالردود الجامدة.
انتبهّي إلى لغة جسدّك
قد تكوني أكثر الأشخاص ودًّا ولطفًا، غير أن استخدامك لغة الجسد بشكل خاطئ يجعل الناس من حولكِ يعتقدون العكس؛ لذا انتبهي دومًا لما تقومين به من إيماءات وحركات، وركّزي على ما توصليه للآخرين من مشاعر عن طريق لغة جسدك، والتزمي بالنصائح التالية فيما يتعلّق بلغة الجسد:
- بدلًا من ضمّ يديكِ إلى صدرك، ابسطيهما في استرخاء.
- لا تهزّي قدميكِ باستمرار حينما يتحدّث إليكِ أحدهم، فتلك إشارة على شعورك بالملل وعدم اهتمامك بما يقول.
- أظّهري اهتمامًك بما يقوله الطرف الآخر من خلال الانحناء نحوه قليلًا أثناء حديثه.
- قلّدي لغة الجسد التي يستخدمها الطرف الآخر ولكن باعتدال، فمثلًا إن كان أحدهم يخبرك بقصّة ما، ووضع قدمًا فوق الآخرى أثناء كلامه، انتظري حتى ينهي جملته، ثم قدّمي له ردّك، وفي أثناء ذلك ضعي أنتِ أيضًا قدمًا فوق الأخرى. بهذه الطريقة، أنتِ قد قلّدته، ولكن بشكل عفوي وغير ملحوظ، والأمر ينطبق على مختلف الإيماءات الأخرى.
كوني أنتِ من يبدأ الحوار
بلا شك أن الحديث مع الآخرين والاعتياد على البدء بالحوار، أصعب من الابتسام؛ لكنه ليس مستحيلاً. ليس من الضروري أن تنخرطي في حوار عميق حول نشأة الكون وخفايا النفس البشرية، أو عن تاريخ السياسة، فمجرّد إلقاء التحية على أحدهم وسؤاله عن اسمه، أو الإدلاء بتعليق عن الطقس يكفي للبدء بحوار قد ينتهي بصداقة جديدة. لا تنتظري أن يتحدّث أحدهم إليكِ وكوني أنتِ من يبدأ الحوار، سيجعلكِ ذلك أكثر ثقة بنفسكِ وأكثر ودًّا في نظر الآخرين.
امدّحي الآخرين بصدّق
لعل المديح الصادق الحقيقي هو ألطف شيء تقدّمينه لأحدهم؛ ذلك لأنه يظهر مدى تقديرك لهم وأنكِ أنفقت من وقتك لتلحظين التفاصيل الصغيرة حولهم. إنّه يخلق لدى الآخرين مشاعر جيدة، ومن ثم سيربطون هذه المشاعر بكِ. لذا لا تتردّدي في إخبار أحدهم بما يعجبكِ فيهم، وكوني صادقة، وابتعدي عن المجاملة المبالغ فيها والتملّق.
تجّنبي إطلاق الأحكام على الآخرين
إن أردتِ أن تنالي قبولًا أكبر من الآخرين، تجنّبي إطلاق الأحكام عليهم، وأنصّتي إلى مشكلاتهم دون تحيّز، واتخذي موقفًا محايدًا، فذلك وحده كافٍ.
تركيزك على الاسماء أداة قبول رائعة
ألا تشعرين بالعجب والسعادة إن تذكّر أحدهم اسمكِ أو اسم فرد من عائلتك على الرغم من أنكِ لا تعرفينه معرفة عميقة؟ إنها صفة يتميّز بها الأشخاص الودودون في الغالب، فهم يبذلون جهدًا لتذكّر أسماء الآخرين، بل ولاستخدامها كلّما أتيحت لهم الفرصة لذلك. هذا التصرّف البسيط يجعلهم أقرب إلى القلب، ويبدون في نظر الآخرين أكثر لطفًا وانفتاحًا عليهم.
لذا احرصي في المرّة التي تقابلين فيها شخصًا لأول مرة على أن تعرفي اسمه، وحاولي مناداته باسمه أكثر من مرّة خلال تحاوركما. سيدهشك الأثر الذي يحدثه هذا التصرّف البسيط في علاقاتك مع الآخرين بصفة عامة.
بادري بدعوة الآخرين
بدلًا من انتظار أن يأتي أحدهم إليكِ ويدعوكِ لاحتساء فنجان من القهوة معًا؛ كوني أنتِ المبادرة، فالجميع يرحّب بهذه اللفتة اللطيفة، وحتى إن اعتذر عن الحضور فهو سيقدر لكِ هذه المبادرة؛ لذا اجعلي من دعوة الآخرين للتنزّه أو القيام بالأنشطة المختلفة عادة لكِ على الدوام.
وأخيرًا، اجعلي الآخرين يشعرون بالراحة؛ من خلال تحدثك بكلمات لطيفة تُعبرعن تقديرك واحترامك لهم، وفي حال التطرق إلى أحاديث حصلت في لقاءات سابقة، أعط للطرف الأخر فكرة عن سياق الحديث حتى لا يشعر أنّه مستبعد من الحوار، ولا تنسي أن تتجنبي التهامس مع بقيّة أفراد المجموعة حتى لو كان الموضوع غير متعلّق بهذا الشخص، فهو سيبدو كذلك على أيّة حال.وتأكدي أن قبول الآخرين لشخصيتك أحد مفاتيح ثقتك بنفسكِ، وتحفيزك على تطوير ذاتك واكتساب مهارات جديدة على الدوام.