فهم المشاعر يعد البداية السليمة لتنمية الذكاء العاطفي لدى طفلك .. إليكِ المزيد
للأم دور كبير في تنمية الذكاء العاطفي لدى طفلها باعتبارها المرسل الأول للعاطفة في علاقتها به، ليس فقط منذ لحظة الولادة وبمرور مراحل الطفل العمرية ولكن أيضًا منذ أن كان في رحمها. ومع مرور الوقت يتعلم الطفل من الأم ماهية العواطف وكيفية التعامل معها بطريقة تلقائية وطبيعية.
والذكاء العاطفي هو مفهوم يشير إلى القدرة على التعرف على المشاعر الخاصة التي تتعلق بالشخص نفسه والآخرين أيضًا، وإدراك كيفية تنظيم وتعبير هذه المشاعر بشكل صحيح وفعال. ولذلك يجب على الأم أن تهتم بتمية الذكاء العاطفي لدى طفلها كما سيلي ذكره في السطور التالية.
لماذا يجب على الأم تنمية الذكاء العاطفي لدى طفلها؟
بحسب توصيات الخبراء، يجب على الأم تنمية الذكاء العاطفي لدى طفلها لأنه يكتسب قوة كبيرة منه بحيث ترتكز هذه القوة على ما يلي:
- تحسين التواصل الاجتماعي وبناء علاقات قوية وناجحة مع الآخرين.
- تنمية الثقة بالنفس وتعزيز القدرة على اتخاذ قرارات صحيحة.
- تعليم الطفل كيفية إدراة الضغوطات والتوتر وتهيئته إلى الخروج إلى الحياة بقوة.
- تنمية الذكاء العاطفي للطفل تساعده في التعامل مع مشاعره بطريقة سليمة ما يساهم في تحقيق النجاح في الحياة.
ما هي فوائد تنمية الذكاء العاطفي للطفل؟
يؤكد خبراء التربية على أن تنمية الذكاء العاطفي للطفل يساعده على التعرف على المشاعر سواء كانت مشاعره أو مشاعر الآخرين وفهمها بدقة، والطفل من خلاله يستطيع أن يتحكم في مشاعره التي تظهر في ردود فعل طبيعية. كما أن تنميته تساهم في تعزيز قدرة الطفل على تحفيز نفسه عند القيام بأي أمر، بمعنى آخر أنه يمكن أن يجعل الطفل قادرًا على البقاء بحافز يساعده في مواجهة أي عقبات إضافة إلى تعزيز قدرته على فهم عواطف الآخرين والتعامل معها بشكل لائق تحت مظلة العلاقات الاجتماعية، ولذلك من الضروري أن تساعد الأم طفلها على تنميته، تُرى كيف يمكنها القيام بهذه المهمة؟
نصائح للأم لتنمية الذكاء العاطفي لدى طفلها
يعد الذكاء العاطفي أحد المقومات الأساسية الناجحة التي تحقق تواصلًا فعالًا بين الطفل والآخرين وعلى صعيد كل المستويات الشخصية ومع دخول المدرسة وفي المستقبل بعد الخروج إلى بيئة العمل.
وبحسب توصيات الخبراء تستطيع الأم أن تلتزم بتطبيق النصائح التالية لأنها تساهم بشكل كبير في تنمية الذكاء العاطفي لدى طفلها، وهذه النصائح هي:
تعزيز حب الذات لديه
إن أهم ما يجب أن تقوم به الأم على الإطلاق في تنمية الذكاء العاطفي لطفلها هو تعزيز حب الذات لديه، ومساعدته على فهم مشاعره بطريقة واضحة. لأن حب الطفل لذاته هو البداية لانطلاق عواطفه نحو الآخرين إذ أنه لا يمكن له أن يفهم مشاعر الآخرين أو يحبهم دون فهمه لذاته وحبه له. ويمكن للأم تعزيز حب الطفل لذاته بأن تكون قدوة حسنة له ليتعلم منها كيفية حب الذات، كما يمكنها ذلك بمدحه وتسليط الضوء على كل جميل فيه ليشعر الطفل بذاته وليفهمها وليحبها.
ولتعليم الطفل كيفية حب الذات يجب مساعدته على اكتشاف مواهبه، وتشجيعه على ممارستها، وتعويده على اتباع نمط حياة صحي قائم على ممارسة الرياضة، وتناول الغذاء الصحي، وتعلم كيفية الاسترخاء كوسيلة لتحقيق الراحة من أي ضغوط تتربص به.
التواصل الحسي وتعليمه لغة العواطف
يجب على الأم تعليم الطفل لغة العواطف ويتحقق ذلك من خلال غمره بمشاعر الحب، والحنان، والعطف، وتقديم الرعاية الكاملة له إضافة إلى ضرورة التفاعل الجسدي معه منذ نعومة أظافره مثل احتضانها لطفلها، لأن ذلك يجعله يتقن لغة العواطف ويمنحه الشعور بالأمان.
تعليمه كيفية التعبير عن مشاعره
تقع على الأم مسؤولية تعليم الطفل التعبير عن المشاعر والاستجابة العاطفية. عندما تعبر الأم عن مشاعرها بصراحة وتشارك طفلها فيها، فإنه يتعلم منها كيفية التعبير عن مشاعره بطريقة صحية وسليمة تجعله قادرًا على التواصل العاطفي مع نفسه أولًا ثم الآخرين لأنه يعلم جيدًا كيف له أن يعبر عن مشاعره.
تعليمه مهارات التفاعل الاجتماعي
يمكن للأم تنمية مهارات التفاعل الاجتماعي لدى طفلها من خلال التفاعل معه وتعريفه بالعلاقات الاجتماعية الإيجابية. واختباره في بعض المواقف الحياتية كبداية، مثل اختبار تعامل الطفل مع أبيه وإخوانه في المنزل ثم مراقبة طريقة تفاعله مع أقرانه في المدرسة من خلال التواصل مع المدرسة، وطريقة تفاعله مع أصدقائه خارج حدودها.
تعليم الطفل مهارات الحديث والكلام
يجب على الأم أن تعلم طفلها الكلام وطريقة الحديث التي سيتعامل من خلالها مع الآخرين. لأن التحدث بطلاقة يساهم في تسهيل التعبير عن المشاعر، وتعزيز التواصل الاجتماعي. ويساهم بشكل كبير في تنمية الذكاء العاطفي لدى الطفل.
تعلم الإدراك الذاتي
تستطيع الأم تنمية الذكاء العاطفي لدى طفلها من خلال مساعدته على فهم مشاعره، ومعرفة مدى تأثير ذلك على سلوكه، وتعزيز الوعي الذاتي لديه وتعويده التحكم في العواطف.
تعزيز التعلم الاجتماعي
يمكن للأم تنمية الذكاء العاطفي من خلال اللعب والمشاركة في أنشطة اجتماعية مختلفة، لأنها تساعد الطفل على تنمية مهارات التعاون وحل المشكلات لدى طفلها.
تعليم الطفل إدارة الضغوط
تقع على الأم مسؤولية تعليم طفلها كيفية إدارة التوتر والضغوط النفسية إذ يمكنها مساعدته على تنمية الذكاء العاطفي لديه من خلال تعليمه كيفية الاسترخاء مثل تعليمه رياضة التأمل وخصوصًا عند دخوله في مرحلة عمرية أكبر مثل مرحلة المراهقة.
وختامًا، لا يمكن الاستهانة أبدًا بدور الأم في تنمية الذكاء العاطفي لدى طفلها، لأنه يؤثر على الطفل في مجالات عدة أهمها حياته الاجتماعية حيث تفاعله النشط واللائق مع الآخرين. فضلًا عن دور الذكاء العاطفي في تأهيل الطفل للحياة بشكل عام.
والآن يُسعدنا أن تشاركونا الرأي .. كيف يمكن تنمية الذكاء العاطفي لدى طفلها؟