جاد سودا لـ"هي": أستمد إلهامًا كبيرًا من والدي وتصاميمي للمرأة التي تقدّر الجمال والتفاصيل الدقيقة في الموضة
في رسالة تحمل الوفاء والحنين إلى أيقونة الموضة الراحل باسيل سودا، أطلق ابنه جاد مجموعة هوت كوتور 2025 مجسداً بذلك خطاً جديداً في صناعة الأزياء حمل من خلاله شعلة الإبداع وراية التكريم لإرث الدار العريقة. انطلاقاً من مفهوم الفراشة، ظهرت فساتين حديثة بلمسة فريدة وعصرية وتصاميم لا تشبه ما نراه يومياً على ساحة الموضة، حيث تشهد كل قطعة في الإطلالات على روح التحوّل والإحياء والتجديد وتحتفي بتطوّر العلامة التجارية بأناقة وجمال ومرونة كي تُعرّف عن هوية دار باسيل سودا.
عن مجوعته الأخيرة ووعوده المستقبلية، حملت "هي" أسئلتها إلى المصمم اللبناني جاد سودا، وعدنا بهذا الحوار.
ما هو خط الأزياء الجديد الذي يطرحه جاد سودا على ساحة الموضة؟
لطالما خاطبت دار باسيل سودا المرأة العصرية ولبّت كافة متطلباتها في الموضة منذ تأسيسها عام 2000. وقد تابعنا هذه المهمة على خطى المؤسس باسيل سودا، وقمنا بتوسيع الدار وتطويرها على عدة أصعدة. فنحن على مواكبة تامة للتطوّر والتغيير اللذين يشهدهما عالم الموضة، بظل حرصنا الشديد على التمسّك بهويتنا الأصلية.
حالياً، نعمل على اعتماد مبدأ التنوّع في عروضنا وفي مجموعاتنا بهدف الوصول إلى جمهور أوسع وأشمل، وذلك من خلال مقرّينا، في بيروت والقاهرة. إلى جانب الخط النسائي من الأزياء الجاهزة وخط أزياء الخياطة الراقية، نصبّ اليوم تركيزنا على تطوير خط مميز وشامل من البدلات المصممة خصيصًا للرجال.
هناك تشابه بين فستان الزفاف الذي أطلقته في مجموعتك الاخيرة، وهذا الفستان من تصميم والدك الراحل باسيل صودا! هل حصل ذلك على سبيل الصدفة أم تعمّدت ذلك؟
بالفعل، أستمد إلهامًا كبيرًا من تاريخ وأعمال والدي باسيل سودا في عالم التصميم، وأعود دائماً إلى أرشيفه قبل أن أضيف تصميمي الشخصي وقبل أن أطبّق رؤيتي الخاصة للدار، فكل أعماله عبر السنين هي غنى ومصدر وحي لا ينضب.
عندما انطلق في تصاميمي، أغوص بعمق في قطع الأرشيف، وأقوم بدراستها، والاستلهام منها لابتكار قطعاً جديدة تعكس روح الماضي العريق، الذي يحمل هوية علامتنا التجارية، لكن بنفسٍ متجدد. ولم يأتِ تصميم فستان الزفاف هذا بالصدفة، بل هو بالفعل مستوحى من تصميم يعود لوالدي، ملهمي الأول والأخير، والشخصية الاستثنائية التي تشعرنيبالفخر.
صف لنا بالتفاصيل إطلالة الزفاف هذه
تمت خياطة فستان الزفاف هذا من قماش الدانتيل والتول الرقيق، وأتى مزيّناً ومطرّزاً بحبات كريستال سواروفسكي. يبرز في هذا الفستان، تصميم الكورسيه الذي ينحت الجسم ويمنح الجمال لقوام العروس. كما تجسّد هذه الإطلالة عناصر الأنوثة ورموز الرومانسية، فيما تاخذ منحى الجرأة والعصرية وتتطابق مع معايير وهوية دار باسيل سودا.
ما الفكرة وراء اختيار اللون الأسود لإطلالة الزفاف في مجموعة ربيع وصيف 2025؟
أتت فكرة إطلاق فستان زفاف باللون الأسود بمثابة تحدٍ للأعراف المجتمعية والتوقعات التقليدية. الهدف من ذلك كان العمل على إعادة تعريف تصوّر اللون الأسود وتقديمه كأنه لونًا مبهجًا من خلال اعتماد تصميم جديد وغير تقليدي، يتضمن كتابة وسرد قصص حفلات الزفاف بطابعٍ غير مألوف؛ وهذا ما يحدّد ويعكس نظرتي وتفسيري الشخصي لإطلالة العروس. لا شكّ أن اختيار الفستان الأسود يحتاج بالفعل إلى عروس غير تقليدية، قوية وجريئة في نفس الوقت، ولا تخشى المخاطرة في عالم الموضة.
من هي عروس جاد سودا؟
عروس جاد سودا هي أية امرأة تقدّر الجمال، الإبداع، والفن في الموضة. فتصاميمي ليست مخصصةأو محصورةبمجموعة محددة من النساء في بقعة جغرافية محددة، أو في سوق متخصصة فحسب، بل هي مصممة لأي سيدةمن العالم تقدّر الجمال والفن والتفاصيل الدقيقة في الموضة.
ما هي الأقمشة التي تنوي التركيز عليها في إطلالة العروس بالمستقبل؟
يرتكز أسلوبنا في الأعراس على الأناقة والفخامة، ولطالما جسّدنا ذلك من خلال الأقمشة المميّزة والراقية مثل التول والدانتيل، وسنركز مستقبلاً كما السابق على هذه الأقمشة وغيرها، لنزوّد فستان العروس بلمسات ناعمة وأنثوية، بحيث يخلق النسيج شعورًا مرهفاً مخاطباً الروح. فالعروس تبحث عن ما يخاطب روحها ويتجسد ذلك من خلال فستانها الذي سينطبع في ذاكرتها وأحاسيسها لمدى حياتها.
اعتمدت نمط الفراشات تكريماً لوالدك الراحل الذي أطلق هذه الموضة في تصاميمه منذ أكثر من 20 عاماً. فهل برأيك الموضة تكرّر نفسها بشكل عام؟ وما الجديد الذي أضفته هنا؟
من الطبيعي أن يتم تكرار مفاهيم التصميم ورموزها عبر أجيال المصممين. ففي عالم الموضة، غالبًا ما يتم إعادة النظر في المجموعات القديمة، ويأتي الجيل الجديد بوجهات نظر وأفكار جديدة ليتطلّع إلى الماضي بروح المستقبل. في هذه المجموعة، قمنا بتكريم مفهوم الفراشة الذي سبق أن أطلقها والدي، وعملنا على دمجهابنظرتنا الخاصة وبلمسة فريدة ومعاصرة. فعلى غرار رفرفة الفراشات الرشيقة، تجسّد كل قطعة في المجموعة الجديدة روح التحوّل والإحياء والتجديد، وتحتفي بتطوّر العلامة التجارية بأناقة وجمال ومرونة تُعرّف عن هوية دار باسيل سودا.
ما هي الخطوات التي تنوي القيام بها لتعزيز الموضة المستدامة؟
إيماناً منّا بالموضة المستدامة، نعمل دائماً على تعزيزها ضمن مسارات التصميم في مشغلنا الخاص وفي مراكز باسيل سودا، وهذا يدل على التزامنا بتعزيز الموضة المستدامة من خلال أساليب مبتكرة. ونقوم بتحقيق ذلك من خلال المبادرات الداخلية ضمن فريق العمل، وأحيانًا من خلال اعتماد أساليب غير تقليدية لنقدم إلى السوق قطعة جديدة وعصرية وصديقة للبيئة أيضاً. بالإضافة إلى ذلك، نقوم بتوسيع تشكيلة الأقمشة لدينا لتشمل المنتجات العضوية، المواد المعاد تدويرها، والمنتجة بشكل مستدام. هذا، ونسعى بشكل مستمر لاختبار وتبني أيّة خطوة مستدامة في عالم الموضة.
من هو مصممك المفضل الذي تنظر إليه كأيقونة في صناعة الأزياء؟
بالمرتبة الأولى يأتي والدي باسيل سودا،كمصمّمي المفضّل وأعتبره بالطبع من أيقونات صناعة الأزياء؛ كما أتطلّع بشغف إلى دور أزياء أجنبية وعالمية أيضاً مثل دار ألكسندر ماكوين، وغاريث بوغ.
لماذا غبت هذه الفترة الطويلة عن ساحة الموضة؟
عندما رحل والدي عام 2015، كنت أبلغ من العمر 19 عامًا، وكان المصاب اليماً إلى حدّ الصدمة بالنسبة لي، وشعرت بمسؤولية كبيرة متمنياً أن أملأ مكانه. تطلب الأمر وقتاً كي أغوص فعلياً وعملياً في الدار، لأنني كنت أريد التأكد من أنني أدركت تمامًا ماذا أريد وتمكّنت من قدراتي قبل اعتناق إرث باسيل سودا. استغرق ذلك وقتًا طويلاً كي أكتشف ذاتي وأتعلّم من دروس الحياة التي جعلتني أكثر نضجاً واستعداداً لاستلام زمام الأمور. في عام 2017، كنت قد أطلقت علامتي التجارية الخاصة التي تحمل اسمي وكان ذلك بهدف تأسيس هويتي وصقل حرفتي، إلا أنني لم أنطلق في الإدارة الإبداعية الحقيقية والتصميم لدار باسيل سودا حتى عام 2024، أي حين أصبحت جاهزاً.
ماذا تقول لمحبّات تصاميم باسيل سودا؟ بماذا تعدهن؟
أتمنى على كلّ من يحبّ تصاميم باسيل سودا أن يبقى وفياً لهذا الإرث الذي لم يتغيّر منذ العام 2000. فنحن دائماً ملتزمون برسالتنا وواجبنا تجاه زبائننا ونقدّر وفاءهم ونفتخر أننا استطعنا أن نرافق إطلالاتهم الجميلة على مرّ السنين. نعدكم بأن نبقى في طليعة الابتكار، وأن نقدّم إبداعات جديدة ورائدة باستمرار، تحمل روح المؤسس باسيل سودا.
بعد انطلاقتك اللافتة من خلال تصاميم عصرية تتخطى المألوف! ما هي رسالتك لوالدك؟
رسالتي إلى والدي شخصية للغاية ويمكن أن أختصرها بالتالي: الاستمرار في الازدهار وتكريم إرثه بكل فخر.