خاص "هي": Wandering in Style... رحلة بين الأزياء والسفر مع رها محرق، نادية حسن وزينب الحلوه
إعداد: JOELLE TAMER
لكل منا تجاربه الخاصة في السفر. في هذا العدد نذهب في جولة مع متسلّقة الجبال السعودية رها محرق RAHA MOHARRAK، وصانعة المحتوى "نادية حسن" NADYA HASAN ، ورائدة الأعمال وصانعة المحتوى "زينب الحلوه" ZEYNAB EL-HELW، لنضيء على شغفهّن بالسفر وحُبهّن للأزياء، حيث سنتعرف إلى كيفية جمعهّن بين الأناقة والراحة في كل رحلة لهّن. دعونا نكتشف سويا كيف يمكن للأزياء أن تصبح جزءا لا يتجزأ من تجربة السفر، مضيئين بذلك على مفهوم WANDERING IN STYLE.
تعتبر رها محرق أصغر عربية وأول امرأة سعودية تتسلق جبل "إيفرست". مسيرتها حافلة بالإنجازات المذهلة، لكن بعيدا عن القمم بحدّ ذاتها، رها حريصة على الارتقاء إلى آفاق جديدة في تمكين الآخرين، فهي ترغب في إطلاق سلسلة من ورش العمل الخاصة بالمغامرات للشابات، لإلهامهن للتغلب على "قمة إيفرست" الخاصة بهنّ، سواء كان ذلك بالمعنى الحرفي أو المجازي ومن يدري، قد يلوح كتاب أو فيلم وثائقي في الأفق، تُشارك فيه القصص غير المروية عن رحلاتها والأشخاص الرائعين الذين التقت بهم على طول الطريق.. سفراتها ليست ككل السفرات، ومُغامراتها استثنائية.. بالنسية لها العالم عبارة عن ملعب واسع، وبوصلتها موجهة دائما نحو المغامرة العظيمة التالية، فكل رحلة جديدة لها هي خطوة نحو اكتشاف المزيد عن العالم وعن نفسها.
رها محرق مُتسلقة جبال سعودية
لقد حقــــقتِ إنــجـــازات مـــذهـــلـــــة، حيـــث تســـــلقتِ قــمـــة "إيفرست" وغيرها من القمم في مختلف القارات. ما الذي أثار حبك للمغامرة؟
نشهد اليوم على عصر جديد للمرأة السعودية، لكن الوضع كان مختلفا بالنسبة لي من قبل. تخيلي فتاة ذات فضول لا يشبع تعطُش للمجهول، تجد نفسها مفتونة بقصص البلدان البعيدة والمآثر البطولية. الآن، تخيلي تلك الشرارة التي أشعلت في داخلي في إحدى الأمسيات عندما عثرت بالصدفة على فيلم وثائقي عن متسلقين يقهرون أعلى القمم في العالم. كان وميض شاشة التلفاز يضيء أكثر من مجرد الغرفة؛ فأشعل النار داخل روحي. حبي للمغامرة لم ينبع من لحظة واحدة كبيرة، ولكن من خلال سلسلة من الرؤى الصغيرة والعميقة. وجدت جاذبية ما هو استثنائي في الأمور الدنيوية، جبل مختبئ في ثنايا كتاب الجغرافيا المدرسي، والشعور بالانتصار في الوصول إلى الرفّ العلوي من دون مساعدة. بدأ حبي للتسلّق حتى قبل أن تطأ قدماي الثلج بكثير؛ لقد بدأت في ثنايا مخيلتي التي لا حدود لها.
إن فكرة أن البشر يمكنهم تحدي الجاذبية، والدفع إلى ما هو أبعد من الحدود الملموسة، والوقوف على قمة العالم، كان لها صدى عميق في ذهني. أدركت أن المغامرة لا تتعلق فقط بالرحلات الجسدية، بل بتحدي الروايات التي نرويها لأنفسنا. كان الأمر يتعلق بإعادة كتابة السيناريو لما كان ممكنا لامرأة مثلي.
في جوهر الأمر، نشأ حبي للمغامرة من التقارب بين الأحلام والواقع، حيث أصبحت كل قمة بمنزلة استعارة للتغلب على القيود المجتمعية والقيود التي فرضها الآخرون علي. لقد كان إدراك أن أعلى القمم لا تكمن في الجبال فحسب، بل في روح المتسلق.
التحضير لرحلة يتطلب التخطيط الدقيق. ما الأساسيات التي لا يمكنك مغادرة المنزل من دونها، بغض النظر عن المكان الذي تتجهين إليه؟
التحضير للذهاب في مغامرة هو شكل من أشكال الفنّ! لم أغادر أبدا للتسلق بدون يومياتي الموثوقة، فهي ضرورية لالتقاط اللحظات والتأملات طوال الرحلة. إن أداتي المتعددة الاستخدام ضرورية أيضا لتعدد استخداماتها، ولا غنى عن كتاب جيد للتمتّع به في اللحظات الهادئة من الراحة والإلهام. وبطبيعة الحال، فإن معدات التسلق الخاصة بي مجهزة ومحضّرة بدقة، مع إيلاء اهتمام خاص لأحذيتي وأحزمة الأمان، لأنها ضرورية للسلامة والنجاة على الجبال.
ما روتين المطار الخاص بك؟
أصبحت اليوم المطارات بمنزلة المنزل الثاني بالنسبة لي. يبدأ روتيني بفحص سريع للأمتعة. أصل دائما مبكرا لتخطي الإجراءات الأمنية من دون ضغوط، ولإيجاد زاوية هادئة، حيث يمكنني الاسترخاء أو القراءة. أتأكد من أن وثائق السفر الخاصة بي منظمة، ويمكن الوصول إليها بسهولة. وأحب أن أتوقف لحظة لمشاهدة الناس والتساؤل عن قصص زملائي المسافرين، الأمر بمنزلة تذكير بروح الاستكشاف الإنسانية المشتركة.
لقد سافرتِ كثيرا لأنكِ تعملين في مجال السفر والسياحة والمغامرة. هل هناك وجهة معينة لها مكانة خاصة في قلبك؟ ولماذا؟
لا أستطيع الاختيار أبدا! أنا محظوظة جدا، لأنني زرت أكثر من 80 دولة، ولكن إذا كان لا بد لي من الاختيار، فسأقول إن نيبال ستحتل دائما مكانا خاصا في قلبي. جمال جبال الهيمالايا الأخاذ، ودفء السكان المحليين، والجو الذي يطغى عليه الطابع الروحاني كل ذلك يخلق مزيجا فريدا يأسر روحي. إلى ذلك، لقد كان تسلق "إيفرست" تجربة غيّرت حياتي، ليس فقط من حيث الإنجاز الجسدي، ولكن من حيث النمو الشخصي العميق الذي ألهمته. نيبال هي أرض السحر والغموض، وهي تناديني مرارا وتكرارا، وكذلك إسبانيا، وجهتي المُفضلّة المتكررة، وأي مكان آخر في أمريكا اللاتينية أو إفريقيا.
يعتبر الكثير من الأشخاص أن السفر أكثر متعة عند مـــشـــاركتــــه مـــع الآخــريـــــن. هـــل تــفــضـــليـــــن الســـفــر بمـــــــفردك أم تستمتعين به مع الأصدقاء أو الـعــائــلـــة؟
أجد المتعة في كل من المغامرات الفردية والسفر مع أحبائي. يمنحني السفر المنفرد إحساسا عميقا بالاستبطان واكتشاف الذات؛ فهو يسمح لي بالتحرك بالسرعة التي تناسبني والانغماس بالكامل في التجربة. من ناحية أخرى، فإن مشاركة المغامرات مع الأصدقاء والعائلة يجلب نوعا مختلفا من الرضى الذاتي، من خلال الذكريات المشتركة والضحك والترابط من خلال التجارب الجديدة. كلاهما يثري بطرقه الفريدة.
ما جوانب السفر الأخرى التي تجدينها مُثرية؟ هل هي الانغماس الثقافي أم المواقع التاريخية أم أي شيء آخر؟
بالنسبة لي، الجانب الأكثر إثراء في السفر هو الانغماس الثقافي. إن مقابلة أشخاص من خلفيات مختلفة والتعرف إلى تقاليدهم وتجربة أسلوب حياتهم بشكل مباشر أمر مفيد للغاية. المواقع التاريخية رائعة أيضا، لأنها تقدم لمحة عن الماضي والقصص التي شكلت عالمنا. ولكن قبل كل شيء، فإن الروابط الشخصية والقصص التي تمت مشاركتها مع السكان المحليين هي التي تثري رحلاتي حقا، فعندما تسافرين تكتشفين الكثير عن العالم، وكذلك عن نفسك.
ماذا على قائمة أمنيات السفر الخاصة بكِ؟
قائمة أمنيات السفر الخاصة بي تتزايد باستمرار! على رأس القائمة في الوقت الحالي هي اليابان! جمالها الفريد وثقافتها المذهلة مغرية بشكل لا يصدق. وأحلم أيضا باستكشاف النظم البيئية المتنوعة في جزر غالاباغوس، وتنفيذ رحلات عبر براري باتاغونيا. تعِد كل وجهة بمغامرة فريدة وفرصة لمشاهدة الطبيعة في أبهى صورها.
بما أنكِ سافرتِ كثيرا، ما النصيحة التي تقدمينها للمرأة التي تتردد في الخروج من منطقة الراحة الخاصة بها واستكشاف أماكن جديدة؟
نصيحتي بسيطة: "لا تترددي وقُومي بالخطوة" TAKE THE LEAP. العالم مليء بالعجائب التي تنتظر من يكتشفها، والطريقة الوحيدة لتجربتها حقا هي الخروج من منطقة الراحة الخاصة بك. ابدئي بخطوات صغيرة إذا كنت بحاجة لذلك، لكن ابدئي من مكان ما. احتضني المجهول، وكوني منفتحة على التجارب الجديدة، وتذكري أن كل رحلة تبدأ بخطوة واحدة. اللحظات الأكثر تحولا في الحياة غالبا ما تأتي من أجرأ المغامرات، لقد اتبعت شعاري في الحياة، وقد قادني إلى بعض الأماكن الرائعة، وهو التالي: "الرحلة عبارة عن مجموعة من التجارب، هي بمنزلة مُعلّم، ومنعطفات خاطئة ولقاءات عشوائية، وكل ما يحركك بغض النظر عن عظمته أو ضآلته، فهي نادرا ما تقوم بمجرّد ربط نقطة بأخرى، بل إن ما يحدث بين كل ذلك يشكّل هويتك ويغيرك. أنت غنية روحيا بقدر ما تكون رحلتك جيدة. عيشي فضولية بما يكفي لتكتشفي؛ وتوهي بما يكفي ليتم العثور عليك، وشجاعة بما يكفي لاتخاذ الخطوة الأولى".
تنعكس شخصية نادية حسن المحببة وهالتها الإيجابية من خلال المحتوى الذي تقدمه عبر مواقع التواصل الاجتماعي. فهي صانعة محتوى وتعشق كل ما يتعلق بالموضة والجمال. حبها للسفر دفعها لزيارة وجهات مختلفة حول العالم، فهو مصدر إلهام لها، وغالبا ما تشارك تجاربها الشخصية مع متابعيها، وتنقل لهم اللحظات الاستثنائية التي تعيشها. زوجها رفيق السفر المفضل لديها، لأنه يتحمل كل "جنونها وتخطيطها الشديد". أكثر المحادثات التي تتشوق إليها وتثير اهتمامها هي تلك التي تناقش قصص السفر المجنونة. نادية اليوم، تخطط لمغامرة هي الأهم، إذ تستعد لاستقبال مولودها الأول في الشهر الجاري.
نادية حسن صانعة محتوى
ما النـــصـــائح التي تــقـــدمــيــنـــها إلى الــمـــرأة الـــدائــمــة الــحــــركـــة والانشغال حتى تحافظ على أناقتها خلال تنقلاتها؟
بصراحة، أعتقد أن المفتاح هو التخطيط المسبق على الرغم من أن ذلك قد يبدو غير متوافق مع مفهوم التنقل الدائم. ولكن نصيحتي لك هي أن تخططي دائما لأزيائك مسبقا، وتحاولي أن تبقي تلك الإطلالات في ذهنك من أجل اعتمادها في النزهات والأسفار والمناسبات التالية، حتى لا تضطري للبحث في اللحظة الأخيرة عما ترتدينه.
يتطلب السفر عموما تجهيز حقائب السفر بفاعلية عملية. ما المحتويات الضرورية التي تحملينها دائما معك في رحلاتك؟
هناك درس تعلّمته من تجاربي، وأنا متأكدة من أن عددا كبيرا منا قد عانى المشكلة نفسها. لذلك أنصح السيدات بتحضير أزياء كافية لثلاث أو أربع إطلالات في الحقيبة التي سيحملنها معهن في المقصورة، وهكذا إذا ضاعت أمتعتك، يكون لديك ما يلبّي حاجاتك لبضعة أيام. صحيح أن السفر مع حقيبة محمولة باليد ليس دائما ملائما أو مريحا، لكن ذلك أنقذني مرات كثيرة في الماضي. والآن، أبقي معي دائما زوجَي أحذية، ومعظم منتجات التجميل التي أستعملها، ومكواة تمليس الشعر، وملابس داخلية، وأزياء تكفي لثلاث أو أربع إطلالات على الأقل.
وما أفعله أيضا ويساعدني كثيرا هو التخطيط لسير الرحلة، وأخذ لقطات شاشة للأماكن التي أريد زيارتها، من أجل إعداد إطلالتي وفق المكان، وهكذا لا أبالغ في تحميل حقيبة السفر، وأعرف تماما ما الذي سأرتديه أينما ذهبت.
كيف توازنيـــن بين الـــراحــــة والأنـــاقـــــة حيـــــن تخــتـــاريــــن أزياء إطلالتك لأيام السفر؟
لا أعتقد أنني أجيد تحقيق توازن كبير في إطلالاتي خلال السفر، لأنني أحب التأنق والتألّق في إجازتي. أما ما أحرص على فعله دوما، فهو أخذ حذاء مسطّح إضافي إلى كل مكان، لانتعاله عند الحاجة.
برأيي، إذا كنت تحبين زيّا معينا، فلا تساومي على أسلوبك الشخصي من أجل الراحة، ولا تترددي في ارتدائه!
هل يمكنك مشاركتنا نصيحة متعلقة بالموضة والأناقة تعلّمتِها من وجـــهــــة معـــينّة وصـــــارت مــــن مكونات خزانتك المفضلة لديك؟
من أكثر ما أحب فعله لدى السفر، هو "عيش الدور" في الوجهة التي أسافر إليها. قد يبدو الأمر غريبا، لكنني أحب أن أحضّر أزيائي مسبقا بما يتوافق مع المكان، متخيلة أنني في فيلم أو إعلان مصور أتأنّق له بالتماشي مع محيطي.
من المدن الصاخبة إلى أحضان الطبيعة الساكنة، قد استكشفتِ مجموعة متنوعة جدا من الأماكن. هل هناك وجهة مفضّلة لديك أو وجهة معينة تركت في نفسك انطباعا دائما؟
بالفعل قد سافرت كثيرا، وأعتقد أن المكانين اللذين تركا انطباعا دائما في نفسي هما اليابان (طوكيو) والبيرو. هناك شيء ما في هذين المكانين لم أكن قد رأيته من قبل، وقد يعود إلى أن كليهما غنّي جدا بثقافته وتراثه إلى درجة غير موجودة في أي مكان آخر.
من رفيق السفر المفضّل لديك؟ ولماذا؟
زوجي! وذلك لأنه يتحمل كل جنوني وتخطيطي الشديد. أخطط لرحلاتنا حتى لحظاتها الأخيرة، كي أتأكد من أننا لا نفوّت أي شيء أو نضيّع يوما. والمفيد أيضا في مرافقته لي هو أنه يعرف كيف يلتقط صورا لي وينسّق ملابسه مع ملابسي.
كيف أسهم السفر في تشكيل مسار حياتك ونظرتك لها؟
منذ أن كنت طفلة، عرفت أنني أريد السفر واستكشاف العالم. أعلم أن معظم الناس يقولون ذلك، ولكنهم يذهبون إلى الأماكن المعتادة، أما أنا، فلطالما رغبت في اختيار أبعد الأماكن وأكثرها غرابة. ودائما ما تكون أكثر المحادثات تشويقا وإثارة للاهتمام هي تلك التي تناقش قصص السفر المجنونة، وصدقيني لدينا الكثير منها. وطبعا إن السفر أداة تعليمية كبيرة بالنسبة لنا، لمجرد لقاء أشخاص مختلفي الخلفيات والثقافات واختبار طرق عيشهم. وهي وسيلة مثمرة أكثر بكثير من القراءة عنها أو مشاهدتها على التلفاز.
يتفاعل متابعوك بشكل كبير مع المحتوى الذي تقدّمينه، فكيف توفقين بين مشاركة تجاربك الحقيقية والانتباه إلى وقعها وتأثيرها في جمهورك؟
أحاول أن أظهر، قدر المستطاع، ما نختبره ونعيشه، لكنني أنسى ذلك في معظم الأحيان، لأنني أريد أيضا أن أعيش اللحظة وأستمتع بها. أبذل قصارى جهدي لالتقاط تلك اللحظات الصادقة والجميلة، ولكن إذا لم أشاركها كلّها، فسامحوني، واعرفوا أنني أريد أن أعيش تلك اللحظة بكلّيتها.
ماذا عن خططك للسفر في صيف 2024؟
خطّتي للسفر في صيف 2024 كانت تشمل الرقص طوال الليل في كولومبيا، والاستمتاع باكتشاف الثقافة الرائعة في تشيلي، والاسترخاء على شواطئ هاواي. لكن عائلتنا خططت لشيء آخر، فسنستقبل مولودنا الأول في شهر يونيو، ونحن متحمسون جدّا لهذه المغامرة!
مع أكثر من عشر سنوات من الخبرة في مجال صناعة الأزياء، حيث تعاونت خلالها مع مجموعة كبيرة من علامات الأزياء الفاخرة في جميع أنحاء العالم، لم تتردّد زينب الحلوه من التفرّغ الكامل لصناعة المحتوى عبر وسائل التواصل الاجتماعي. ومع تزايد شعبيتها، أخذت مسيرتها المهنية خطوة أخرى إلى الأمام من خلال إطلاق خط الأزياء المستدامة الخاص بها، REBORN. تشتهر زينب بواقعيتها ومحتواها المصقول الذي يُعنى بالموضة والأسرة وأسلوب الحياة، وهي مثال لقدرة المرأة على تأمين التوازن المثالي بين الأمومة وريادة الأعمال، مع تخصيص الوقت للسفر. تعتبر زينب أن السفر يوسع آفاق الموضة الخاصة بها ويغذي إبداعها. أما الوجهة المفضلة بالنسبة لها، فهي ساحل أمالفي، حيث عرض زوجها الزواج عليها هناك. كما أن لتايلاند مكانة خاصة في قلبها، حيث اكتشفت هناك أنّها حامل بمولودها الأول.
زينب الحلوه رائدة أعمال وصانعة محتوى
يُشكّل السفر جزءا لا يتجزأ من أسلوب حياتك والمحتوى الذي تقدمينه عبر مواقع التواصل. كيف يؤثر السفر في اختياراتك للأزياء ويُلهمك في إنشاء المحتوى الخاص بك؟
بالنسبة لي، السفر هو بمنزلة لوحة فنيّة، فهو يُلهم الألوان والأنسجة والأنماط الجديدة التي أدمجها في خزانة ملابسي والمحتوى الذي أقدمه. لكل تصميم طابعه الخاص، وأنا أحب أن أعكس ذلك فيما أرتديه وأبتكره، سواء أكان الأمر يتعلق بأنماط المغرب النابضة بالحياة أو البساطة الأنيقة في طوكيو، فإن السفر يوسع آفاق الموضة الخاصة بي ويغذي إبداعي.
السفر إلى أجزاء مختلفة من العالم يُعرّفك إلى ثقافات متنوّعة، ويساعدك في اكتشاف اتجاهات الموضة. كيف تؤثــــر هذه التــــــــجــــارب في أســـــــلوبـــــــــك الشـــخـــــــــصي وعــــلامـة الأزياء المستدامة الخاصة بك REBORN؟
يُعد السفر إلى أجزاء مختلفة من العالم بمنزلة مصدر إلــــهام دائم لأسلوبي الشخصي وعلامة REBORN أيضا. إن معايشة ثقافات متنوّعة تسمح لي بتقدير مختلف جماليات الموضة وتقنيات الصناعة اليدوية، والتي غالبا ما أدمجها في تصميمات القطع التي أبتكرها في REBORN.
فضلا عن ذلك، فإن مشاهدة التأثير البيئي لصناعة الأزياء في مناطق مختلفة يحفزني على إعطاء الأولوية للاستدامة في علامتي التجارية. تهدف REBORN إلى تقليل الأثر الإيكولوجي من خلال استخدام مواد صديقة للبيئة، وممارسات الإنتاج الأخـــــلاقيـــــة، وأســــاليـــــب التصــمـــيم المُبتكرة والمستوحاة من رحلاتي العالمية.
فيما يتعلق بأسلوبي الشـــــخصي، يُشجـــــعني السفر على تجربة إطلالات مـــخــتــــلفة وتكيــــــيف خــــزانـــــة مـــلابســــــي مع المناخات والأعراف الثقافية المتنوعة التي أعايشها. هذا المزيج الانتقائي من التــأثــــيرات يــشـــكل في نــهـــايــــة الــمــــطاف إحــــســـاسي الفريد بالأسلوب، والذي بدوره يغذي روح التصميم في REBORN.
ما اتجاهات الموضة الرئيسة التي لاحظتِها خلال وجهات السفر المختلفة التي زرتها؟
خلال سفري، لاحظت الكثير من اتجاهات الموضة الرئيسة التي تعكس الثقافة المحلية ومناخ البلد الذي أزوره، مثل الأســــلــــوب الأنــيــــق في باريــــــس، إذ يــمـــزج البـــــــاريسيون القطع الكلاسيكية مع العناصر الحديثة بسهولة، ويــفــضـلون الأزياء المصـمـــمــــة خصيـــــصـــــا لــهــم والألـــــوان المــحـــايـــــــــدة والأقمشة عاليــــة الجـــــودة. الأوشـــحــــــة والــمــــلابـــــس الخـــــارجــــيــــــة المنظمة والإكسسوارات المميزة شائعة.
كما أحب أن أستلهم من الأنماط الملونة الجريئة في مراكش. تهيمن الألوان النابضة بالحياة والأنماط المعقدة على مشهد الموضة في هذه المنطقة، حيث يحتضن السكان المحليون والزوار على حد سواء الأنماط الجريئة والأقمشة الانسيابية والتفاصيل المزخرفة المستوحاة من الثقافة المغربية.
خلال رحلة حديثة ذهبت فيها إلى طوكيو، احتضنت البساطة التي تسودها لمسة طليعية في الوقت نفسه، فغالبا ما تفضل في هذه المنطقة الخطوط الواضحة، والقصات غير المتماثلة، والتصـــمـــيـــمات المبــتـــكـــــرة. كما تــقــــــترن الألــــــوان الــمـــحـــــايــــــــدة والأساسيات عالية الجودة بإكسسوارات مميزة للحصول على مظهر استثنائي. أما في بالي، فينضح مشهد الموضة بأجواء بوهيمية مريحة، حيث أصبحت الفساتين الطويلة الانسيابية والأقــــمـــشــــة خفــيــفـــة الــــوزن والألـــــوان الــــترابيـــــة من الخيارات الشائعة. وتضفي الإكسسوارات المصنوعة يدويا والحقائب المنسوجة لمسة من السحر الحرفي.
وخلال رحلتي الأخيرة إلى لوس أنجلوس لاحظت أن السكان المحليين يتبنون الاتجاه الرياضي الترفيهي، ويمزجون بسلاسة بين الملابس الرياضية والقطع اليومية للحصول على مظهر كاجوال وأنيق. وتعتبر الأحذية الرياضية المريحة والليغينغ والسترات ذات القلنسوة كبيرة الحجم من العناصر الأساسية لأسلوب الحياة السريع.
توضح هذه الاتجاهات كيف تعكس الموضة التأثيرات الثقافية والمناخية ونمط الحياة الفريدة لوجهات السفر المختلفة.
ما القطع أو المنتجات التي تعتبرينها ضرورية خلال السفر؟
زوج مثـــالي من الأحـــذيـــــة الـــريــــاضيــــــــــة، و"هــــــودي" HOODIE بسحاب ضروريان دائما! في حين أن الـــمرطب الذي يحتوي على عامل حماية من الشمس SPF أمر لا بد منه.
أعطيــــنـــا لــمــحـــة عــن روتــيــنــك في المطار؟ وهل هناك أشياء أساسية يجب أن تحمليها معك دائما؟
قطعا! إليكم لمحة عن روتيني في المطار والأشياء الأساسية التي أحملها دائما:
أحب التجول في متاجر المطار، والبحث عن كل ما هو جديد، ثم الجلوس في نهاية المطاف في مقهى لطيف، أو الاسترخاء في صالة الانتظار لمتابعة الرسائل الإلكترونية المتعلقة بالعمل ورسائل الأصدقاء. بالنسبة لي، للمطار تأثير علاجي!
لا أستغني أبدا عن حقيبة خصر ناعمة لحمل وثائق السفر الخاصة بي، ومرطب الشفاه الخاص بي! وسماعات الأذن، وسماعات الرأس بحوزتي دائما، وبالطبع الكثير من الوجبات الخفيفة!
عندما أكون على متن الطـــــائرة أستــخـــــدم دائما مرطب البشرة والشــــفــــــاه بشــــكل مكثـــف لمنح بشــــــرتي جــــرعــــــة إضـــــافية من الترطيب.
ما وجهتك المفضلة للعطلات؟ ولماذا لها مكانة خاصة في قلبك؟
هما مكانان في الواقع. الأول ساحل أمالفي، حيث غنى لي زوجي هناك، وعرض عليّ الزواج. أما الثاني، فتايلاند، حيث اكتشفت أنني حامل بمولودي الأول، ولاحقا عدنا وزرناها مع الأطفال، واكتشفنا المزيد من الأشياء التي نحبها في هذا البلد.
هل تفضلين السفر بمفردك أو مع زوجك أو مع العائلة أو مع الأصدقاء؟
مع زوجي وأولادي. فقد عشنا معا أفضل الذكريات!
برأيــــك مـــا أهــــم الـــــدروس التي يــمــــكن للمرء أن يتعلمها من خلال معايشة ثقافات مختلفة؟
المعرفة الثقافية والتنوع وتوسيع المعرفة كلها ذات قيمة حقا!
ما خططكِ لصيف 2024؟ وهل هناك وجهة أنت متحمسة لها بشكل خاص؟
سنزور بعض الأماكن في أوروبا هذا الصيف، ونستقر في لندن، حيث إن عائلتي موجودة هناك. ولكنني متحمسة للغاية للعودة إلى بودروم، واصطحاب الأطفال إلى الساحل، حيث ستكون أول زيارة لهم للمكان.