المصممة Sara Elemary لـ"هي": أسعى لتقديم قطع خالدة وأن تشعر كل امرأة ترتدي تصاميمي بالقوة والثقة والراحة والفخر بنفسها
تبّنت المصممة "سارة العمري" بشغف منذ تأسيس علامتها التي تحمل اسمها Sara Elemary، تمكين المرأة وتصميم الأزياء المحتشمة التي تظهر قوّة المرأة وثقتها بنفسها. تصاميمها النابضة بالحياة تتميّز بالعصرية والرقي والحيوية، كما تجمع بين جوانب "الراحة والجرأة والقوة" مع الاهتمام بالتفاصيل باعتبارها صيغة رابحة لتقديم تصاميم خالدة.
مؤخرًا، كشفت علامة Sara Elemary عن أحدث مجموعاتها بعنوان "The Wave" لموسم ربيع وصيف 2024، ولإطلاق المجموعة وقع اختيار المصممة على الرياض وهي المرّة الأولى التي تقدّم فيها تصاميمها في المملكة العربية السعودية.
وللحديث أكثر عن مسيرة Sara Elemary في تصميم الأزياء التي انطلقت عام 2006، وعن أحدث مجموعاتها ومشاريعها المستقبلية كانت هذه المقابلة الخاصة لموقع "هي".
حدثينا عن اهتماماتك الأولى بالموضة؟ وما هي العوامل التي دفعتك إلى دخول مجال تصميم الأزياء؟
كنت أقول دائمًا إن الحاجة تخلق حركة. منذ 14 عامًا لم تكن هناك أي علامة أزياء محتشمة متاحة في مصر، كان هناك نقص هائل. كانت النساء المحجبات يبحثن كثيرًا عن ملابس محتشمة مناسبة، ويحاولن ارتداء طبقات كثيرة لجعلها مناسبة، كان الأمر فوضويًا ويستغرق الكثير من الجهد والوقت.
وبما أنني محجبة وكنت أبحث دائمًا عن ملابس محتشمة تمثل شخصيتي وما كان متاحًا لم يكن كذلك في ذلك الوقت. دفعني ذلك إلى بدء خط أزياء خاص بي، بالإضافة إلى حبي للموضة منذ أن كنت طفلة؛ عندما كبرت كنت أُعارك والدتي لأرتدي ما أختاره وليس ما تختاره لي. كنت أحب وضع أنماط وألوان مختلفة معًا لارتدائها. كان لدي مجلات أزياء منذ أن كنت في الحادية عشرة من عمري. حتى أنني بدأت في تصميم بعض الأشياء الخاصة بي عندما كان عمري 13 عامًا، لذلك كان الأمر دائمًا في دمي. لكنني اتخذت خطوة احترافية لإنشاء علامتي التجارية، عندما كنت بحاجة إلى شيء ولم أتمكن من العثور على ما يناسبني.
من أين تستمدين إلهامك في تصاميمك؟
لا أتبع عملية إبداعية تقليدية، فأنا أحلم بتصاميمي وأتخيلها وأبدأ في الإبداع. وعادة ما يبدأ الأمر بقطعة أو قطعتين، ثم أبدأ في البناء عليها. ومع وجود مجموعات متعددة متماسكة، ستشعرون بالسبب الذي جعلني أصفها بـ "The Wave" أي "الموجة". لقد بدأت في التراكم على طول الطريق، وإذا ألقيتم نظرة على المجموعة، فستجدون أنها مقسمة إلى مجموعات صغيرة أو مجموعات تحت نفس المظلة؛ مجموعات من الدنيم، ومجموعات من الساتان، والكتان... إلخ.
كيف تصفين أسلوبك الخاص في التصميم؟
ما أحاول تقديمه هو قطع خالدة لن تظهر فجأة خلال موسم وتختفي، فأنا لا أتبع مشهد الموضة الذي يحدث من حولي، بل أصنع دائمًا قطعي الخاصة، وما أصنعه يدوم، وأعتقد أن هذا جزء من الاستدامة، فأنا أصنع قطعًا تعيش معك ولن تخرج عن الموضة في الموسم التالي أو حتى بعد سنوات.
ما هي رسالة علامتك وأهدافها؟
الهدف من تصاميمي؛ أريد دائمًا أن تشعر أي امرأة ترتدي أيًا من القطع بالقوة والثقة والراحة والفخر بنفسها. نحن نعيش في وقت يضع فيه المجتمع والثقافة أحيانًا المرأة المحتشمة أو المحجبة في صندوق أو إطار معين.. مثل كونها ضعيفة، أو عدم امتلاك حرية الاختيار، أو إجبارها على ارتداء ملابس محتشمة، أو عدم وجود رأي، أو اتخاذ الطريقة السهلة للتغطية لأنها تخجل من جسدها أو جزء معين من الجسم، أو تفتقر إلى حب الذات، ولهذا السبب تغطي نفسها، فهي ليست واثقة جدًا لذا اختارت أن تكون محتشمة... أحاول دائمًا مقاومة كل هذه الأفكار، أركز دائمًا على كلمتين حرة وقوية، وهذا ينعكس دائمًا في تصميماتي. لا أريد أن ترتدي المرأة قطعي وتشعر بالانكسار، بل على العكس، أريدها أن تشعر بالفخر بأنها اختارت بنفسها أن تكون محتشمة، وأنها ليست منبوذة، وأنها تتأقلم... يجب أن تكون فخورة باختياراتها. لا ينبغي لها أن تشعر بالإهمال أو التخلف، لذلك سأحارب دائمًا هذه الأفكار وأعبر عنها من خلال تصميماتي: القوة والحرية.
حدثينا عن أحدث مجموعاتك لصيف 2024 التي حملت عنوان "The Wave".
بالنسبة لهذه المجموعة، أطلقت عليها اسم "The Wave" أي "الموجة" لأنني أعتقد أنها تمثل الصعود والهبوط لكل إنسان في الحياة، حيث نواجه أحيانًا مواقف يتعين علينا أن ندافع عنها وعن نفسنا وفي أحيان أخرى نستسلم حتى يمر المد العالي. وكما هو الحال دائمًا، يأتي إلهامي من مناحي الحياة المختلفة، من لقاءاتنا اليومية، ولكن ليس هناك شيء واحد محدد يلهمني.
لماذا أخترت إطلاقها من المملكة العربية السعودية؟
لطالما أردت أن أغامر في المنطقة، وأن أعرض تصاميمي وأن أتمكن من إلباس المزيد من النساء العربيات، لأنني أعتقد أن فلسفتي وراء العلامة والتصاميم وما تمثله العلامة تلقى صدى لدى العديد من النساء. كانت تجربتي في الرياض، خصوصًا أنها كانت المرة الأولى لي، مثيرة للغاية ومدهشة بنفس القدر من المجتمع والأشخاص الذين التقينا بهم، لأنني شعرت أننا مرتبطون بطريقة ما، والثقافات ليست مختلفة تمامًا، بل على العكس، هناك دائمًا أوجه تشابه وأرضية مشتركة، وشعرت أننا نتمتع بنفس القدر من التشابه. كما شعرت أنها سوق جيدة جدًا تتقبل الأفكار الجديدة.
تتميز المجموعة بمزيج غني من الأقمشة كالحرير مع الخيزران والكتان والقطن والساتان والجينز. كيف جمعت بينها، وما هي المواد التي تفضلين استخدامها في تصاميمك؟
هذه المجموعة مختلفة عن غيرها لأنها تبعث الحياة في أنماط وأقمشة ومواد مختلفة. فهي تحتوي على الحرير، والحرير المخلوط، والحرير المخلوط مع الخيزران، والكتان، والقطن، والساتان، والدنيم... وهي مليئة بالعديد من التصاميم المختلفة من القطع، من القصات الضيقة إلى القطع الأوفر سايز، فهي ليست خطًا واحدًا فقط. إنها مجموعة تبعث الحياة في القطع التي يجب أن تكون في خزانات ملابسنا، بألوان الصيف الزاهية. ستشعرون وكأنها مجموعة صغيرة تحت مظلة مجموعة الصيف، فكل إطلاق متماسك ومتصل بالمواد والألوان والأنماط.
بالنسبة للألوان، عادةً ما أحب العمل بالألوان الطبيعية كقاعدة، ولكن في بعض الأحيان أشعر بالحاجة إلى كسر القاعدة لأن المخاطرة تُظهر أن أي إنسان يمكنه تغيير شيء ما في نفسه ليبرز، وأحيانًا أيضًا تعطي هذه الألوان شعورًا بالسعادة، ولهذا السبب شعرت أنني أريد دمج الألوان الزاهية.
كيف تصفين المرأة التي تصممين لها؟
قوية، جبّارة، حرة، وأصيلة.
كيف تصفين المرأة العربية من خلال تصاميمك؟
أستطيع أن أرى هذه المرأة تحاول الاستكشاف، العثور على هويتها، التمسّك بمبادئها، وكأنها تخرج من شرنقة وتستكشف المزيد.
ما هي رسالتك للمرأة العربية؟
حاربي من أجل نفسك، تحمّلي المخاطر، وكوني واثقة بنفسك، فأنا أؤمن بأن النساء قوة قوية وفعالة. نحن مخلوقات مصممة.
ما هي خططك المستقبلية لعلامتك التجارية؟
إن التوسع في المنطقة هو تركيزي هذا العام إن شاء الله.. أريد أن أغامر أكثر في المنطقة، وأرى المزيد من النساء يرتدين تصاميمي، وفهم ما تحتاجه المرأة العربية واكتشاف الثقافات المختلفة.