دراسة جديدة تؤكد فوائد الصيام المتقطع لمقاومة الأنسولين والذاكرة.. إليكِ التفاصيل
كشفت دراسة حديثة أن "الصيام المتقطع" و"اتباع نظام غذائي صحي" أديا إلى تحسين مقاومة الأنسولين والوظيفة الإدراكية لدى كبار السن المصابين بالسمنة تحديًدًا؛ والتي أجراها باحثون من جامعة جونز هوبكنز للطب والمعهد الوطني للشيخوخة التابع للمعاهد الوطنية للصحة في الولايات المتحدة، ونشرنتائجها في مجلة سيل ميتابولزم في 19 يونيو/حزيران الماضي، وكتب عنها موقع يوريك أليرت.
مقاومة الأنسولين هي السمّة المميزة لمرض السكري من النوع الثاني، وتظهر مقاومة الأنسولين -والمعروفة أيضًا بضعف حساسية الأنسولين- عندما لا تستجيب الخلايا في العضلات والدهون والكبد كما ينبغي للأنسولين، وهو هرمون يصنعه البنكرياس ينظم مستويات السكر في الدم.
وبما أن مقاومة الأنسولين شائعة لدى النساء اللاتي يُعانين من السمنة؛ فإن أنظمة فقدان الوزن المختلفة، وخصوصًا الصيام المتقطع تظهر كطرق لتقليل خطر الإصابة بهذه الاضطرابات الأيضية والدماغية.
من هذا المنطلق، سنُطلعكِ عبر موقع " هي " على تفاصيل الدراسة الحديثة حول أهمية الصيام المتقطع لمرضى السكري وكبار السن، ولمن تُعاني من السمنة؛ والتي أيدتها استشارية التغذية العلاجية مريم جمال لوقا من القاهرة.
النظام الغذائي 5:2
ووفقا لموقع مركز تشارلز بيركنز التابع لجامعة سيدني، فإن النظام الغذائي 5:2 المعروف أيضًا باسم "الحمية الغذائية السريعة"؛ هو خطة صيام متقطعة تهدف إلى تعزيز فقدان الوزن والصحة العامة.
بصفة عامة، يعتبر البرنامج بسيط؛ حيث يمكن للمرأة أن تعتمدً على نظامًا غذائيا صحيًا لمدة خمسة أيام، والذي يتضمن الكثير من الخضار، والحبوب الكاملة، والفاصوليا والمكسرات، والأسماك، والفواكه كحلوى.، وفي اليومين المتبقيين تُقلل كثيرًا من تناول السعرات الحرارية.
وعلى عكس الأنظمة الغذائية التقليدية التي تركز على تقييد السعرات الحرارية اليومية، يسمح النظام الغذائي 5:2 باتباع نهج أكثر مرونة في تناول الطعام.
صيام متقطع مقابل نظام غذائي صحي
ولاختبار تأثير النظامين الغذائيين (الصيام المتقطع والنظام الغذائي الصحي) في مؤشرات وظائف الدماغ الحيوية، شارك متطوعون في الدراسة الجديدة، و توزّع المشاركون إلى مجموعتين؛ اتبعت الأولى نظام الصيام المتقطع الذي يقيّد السعرات الحرارية إلى ربع الكمية اليومية الموصى بها لمدة يومين متتاليين في الأسبوع، واتبعوا نظام الغذاء الصحي لوزارة الزراعة الأميركية -الذي يتكون من الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة والبروتينات الخالية من الدهون ومنتجات الألبان قليلة الدسم والحد من السكريات المضافة والدهون المشبعة والصوديوم- في الأيام الخمسة المتبقية.
أما المجموعة الثانية فاتبعت النظام الغذائي الصحي لوزارة الزراعة الأميركية لباقي المشاركين كل يوم من أيام الأسبوع.
نتائج الدراسة الحديثة حول أهمية الصيام المتقطع
ووفقا لمارك ماتسون الأستاذ المساعد في علم الأعصاب بكلية الطب في جامعة جونز هوبكنز والرئيس السابق لمختبر علوم الأعصاب في المعهد الوطني للشيخوخة في بالتيمور، فإن النتائج كشفت أن كلا النوعين من خطط النظام الغذائي الصيام المتقطع واتباع نظام غذائي صحي؛ لهما فوائد فيما يتعلق بتقليل مقاومة الأنسولين وتحسين الإدراك، مع تحسّن في الذاكرة والوظيفة التنفيذية للمرأة والرجل من دون استثناء.
وكان التحسن أكبر مع نظام الصيام المتقطع، فقد تحسنت الذاكرة والوظيفة التنفيذية "وهي مجموعة من المهارات العقلية التي تساعد في التخطيط وتحقيق الأهداف" بنسبة 20٪ تقريبا في مجموعة الصيام المتقطع مقارنة بمجموعة النظام الغذائي الصحي.
وحذر باحثو جونز هوبكنز الأشخاص المهتمين بالصيام المتقطع من دون استشارة الطبيب، لأنه قد يكون ضارًا لبعض الأشخاص، بما في ذلك المصابين بداء السكري من النوع الأول واضطرابات الأكل.
واستكمالًا لحديثنا عن موضوع حمية الصيام المتقطع، تطرقت الدكتورة مريم، إلى فوائده المتنوعة، وذلك على النحو التالي:
أكدت دكتورة مريم، أن بعض الأبحاث تُشير إلى أن الصيام المتقطع قد يكون أكثر فائدة من الأنظمة الغذائية الأخرى في تقليل الالتهابات وتحسين الحالات المرتبطة بها، مثل:
- داء الزهايمر
- التهاب المفاصل
- الربو
- التصلب المتعدد
- السكتة الدماغية
وأضافت دكتورة مريم، من المهم الانتباه إلى أنه قد تكون للصيام المتقطع آثار جانبية مزعجة، لكنها تختفي عادةً في غضون شهر. بصفة عامة، قد تتضمن الآثار الجانبية ما يلي:
- الجوع
- الإرهاق
- الأرق
- الغثيان
- حالات الصداع
ووفقًا للدكتورة مريم، الصيام المتقطع آمن لكثير من الناس، لكنه لا يناسب للجميع. قد لا يكون تخطي الوجبات أفضل طريقة للتحكم في الوزن بالنسلة للحبلى أو المرضعة. إذا كان لديكِ حصى في الكلى أو ارتجاع مَعدي أو سكري أو مشاكل طبية أخرى، فتحدثي مع طبيبك قبل المباشرة بالصيام المتقطع.
علاوة على ذلك، أوضحت دكتورة مريم، أنه عند صيامكِ لمدة 16 ساعة يحدث العديد من التغيرات في جسمك، وهي كالتالي:
- يشعر الجسم بالجوع والتعب نظرًا لنقص الطاقة الناتج عن نقص الجلوكوز.
- يبدأ الجسم بإنتاج الجلوكوز من مخزون الدهون في الجسم لتوفير الطاقةـ تؤدي هذا العملية إلى فقدان الوزن نتيجة استخدام الجسم للجلوكوز والدهون المخزنة.
- مع مرور الوقت، يتكيف الجسم تدريجياً مع الصيام وتنخفض مستويات الجوع.
- تناول وجبة صحية بعد الصيام يزيد من حساسية الأنسولين، وهو مفيد لفقدان الدهون وحماية الجسم من الأمراض مثل السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب.
- خلال فترة الصيام لمدة 16 ساعة، يخضع الجسمك لعملية تهدف إلى تدمير الخلايا القديمة أو التالفة في الجسم، مما يساعد في تقليل الالتهابات والأمراض. ويحسن من صحة البشرة، والمناعة.
- زيادة قدرة الدماغ على التحمل.
وأخيرًا، يجدر الذكر أن التغيرات الحاصلة في الجسم نتيجة الصيام لمدة 16 ساعة قد تختلف من امرأة لآخرى بناءً على عدة عوامل، مثل: "معدل الإجهاد البدني، والنوم خلال ساعات الصيام، وطبيعة الطقس، ولكن بشكل عام فإن الصيام لمدة 16 ساعة صحي، ويساهم في تعزيز وظائف الجسم الحيوية، بشرط أن يتم اتباع نظام غذائي صحي خلال ساعات الإفطار.