مستشارة علم الألوان والمظهر وخبيرة الإتيكيت والإستايلست في حوار ممتع  عبر موقع هي كنموذج مشرف للمرأة السعودية بمناسبة اليوم الوطني السعودي

مستشارة الأزياء والإتيكيت ريهام أبو الفرج.. نجاحاتها تعانق عنان السماء في عالم الألوان والمظهر.. لتجسد شخصية المرأة السعودية

رحاب عباس

أيقونة الإبداع، ملامحها تجسد أصالة التراث السعودي، بدأت برسم وحب الألوان منذ نعومة أظافرها؛ ورغم حيرتها في اختيار المجال الذي يحدد خاطرة الطريق أمام مواهبها؛ إلا أننا عندما نتحدَّث عنها يخطر بأذهاننا، على الفور مدى التوافق بين جمالها الداخلي والخارجي الذي تنصح به كل امرأة تسعى إلى التميز والنجاح.

غيَّرت نظرتنا لاختيار الملابس والمظهر العام على المستوى العربي والخليجي، وعلّمتنا أن الإطلالة اللافتة والجميلة لا تعتمد فقط على الذوق، ولكن تندرج تحتها عدّة أمور، منها نوع المناسبة، وشكل الجسم، وحتى لون "بؤبؤ" العينين وأيضًا لون البشرة، لاستنتاج الألوان المناسبة لكل من يحظى بالتدريب معها.

بداية بتحديد ألوان المكياج والملابس حتى صبغة الشعر، تسعى دومًا لتعزيز جمال المرأة السعودية تحديدًا، ورغم الصعوبات التي واجهتها في إقناع النساء السعويات بمدى أهمية مجالها؛ إلا أنها باتت أبرز امرأة سعودية في مجال المظهر والألوان عربيًّا وعالميًّا؛ من خلال مشاركتها في مهرجانات عالميَّة.

هكذا تبدو لنا مستشارة علم الألوان والمظهر، وخبيرة الإتيكيت والإستايلست ريهام أبو الفرج؛ بأسلوبها السلس، وروحها الجميلة، الذي تميزت به ليسطع نجمها عنان السماء في مجال المظهر والألوان.

ومع احتفائنا باليوم الوطني السعودي 94 كان معها هذا الحوار الممتع عبر موقع "هي".

الإبداع يجسد ملامح مستشارة علم الألوان والمظهر وخبيرة الإيتيكيت والإستايلست ريهام أبو الفرج
الإبداع يجسد ملامح مستشارة علم الألوان والمظهر وخبيرة الإيتيكيت والإستايلست ريهام أبو الفرج

حدِّثينا عن دراستكِ، نشأتكِ وبدايتك العملية؟

درست في جامعة الملك عبد العزيز، وحصلت على درجه البكالوريوس والماجستير في إدارة الأعمال.
ومنذ صغري كنتُ مولعة بالفن، وكنتُ أحب المشاركة في النشاطات الفنية وعضوة فعَّالة في أي نشاط فني داخل مدرستي، مثل تزيين الفصل، والاهتمام بديكورات المدرسة، والرسم على جدران المدرسة.قررت بعد حصولي على البكالوريوس والماستر، تنمية موهبتي في الفن والرسم، والتحقت بالمعهد الثقافي السعودي للفنون التشكيليَّة، وحصلت على الدبلوم، وبدأت بممارسة الرسم وشاركت في العديد من المعارض، ولكن رغم حبي لهذه الهواية الجميلة إلا أنها لم تشبع شغفي التام بالفن والألوان، خصوصًا أنني كنت أقضي ساعات عديدة وحدي في الرسم، وأنا بطبعي شخصية اجتماعية أحب الأعمال التي فيها تفاعل أكثر مع الأشخاص والمجتمع.

كيف اتَّجهتِ لعالم الألوان؟ وما الذي شدَّكِ لها؟

بالصدفة في عام ٢٠٠٩ م، كنت أتابع برنامج أوبرا الشهير، وكانت تتحدَّث عن علم الألوان وتأثيرها في النفس والمظهر الشخصي، وهو علم رغم قدمه إلاّ أنَّه لم يكن معروفًا حينها في وطننا العربي، فشدني الموضوع وبحثت عنه، وجمعت الكثير من المعلومات، حتى توصلت لجهة بريطانية متخصصة لها خبرة 35 سنة ورائدة في هذا المجال؛ لتكون وجهتي لتطوير مهاراتي، وهي شركة هاوس أوف كلورHouse Of Colour البريطانيّة المهتمة بهذا المجال، والحاصلة على الجائزة الذهبية في الاستثمار الفرد؛ حيث تقدمت للدراسة لديهم، وبعد فترة الدراسة اكتسبت ثقتهم، وأصبحت أمثلهم في المنطقة الغربية بالسعودية.

ما الصعوبات التي واجهتكِ في بدايتك؟

كأي تخصص جديد في بداية العمل واجهت صعوبة في إقناع الآخرين بطبيعة التخصص وأهميته، وتأثير حسن اختيار الألوان والمظهر المناسب في تقدير الآخرين لهم وفي أنفسهم، فكنت أُكثِّف في تلك الفترة المقابلات واللقاءات في الإذاعة والتلفزيون للتعريف بهذا العلم والتخصص وطبيعة عملي.والآن -ولله الحمد- أصبح الكثيرون يلجأون لي طلبًا للاستشارات والخدمات التي أقدمها، وعملائي ليس فقط على مستوى الأفراد، بل حتى الشركات الكبرى! الآن نستطيع أن تقول إنه صار علمًا معروفًا ومنتشرًا.

كيف تُحددين الألوان المناسبة لكل امرأة  أو أي شخصية تتعاونين معها؟

تحليل الألوان يحتاج إلى أدوات خاصة، ومتطلبات، وإضاءة معينة، ويختلط الأمر على الكثير من الناس الذين يعتقدون أن الموضوع ألوان مناسبة أُطل بها وكفى! وهذا خطأ.
الألوان المناسبة ليس لها علاقة بلون البشرة، وكل إنسان يستطيع ارتداء جميع الألوان ولكن بشرط أن يختار الدرجة الصحيحة والمناسبة لتصنيف البشرة سواءً "الدافئة أو الباردة)، ولأي فصل ينتمي ونوع الفصل أيضًا، ويتم ذلك في جلسة تحليل الألوان التي تمتد من "ساعتين إلى 3 ساعات"، نكتشف فيها تصنيف البشرة، ونوعها، وما الذي يناسبها من ألوان، فنحن نعتمد على "الاندرتون" وهو الطبقة الأساسية لكل بشرة.

ما الاعتبارات الأخرى التي تؤثِّر في الحصول على إطلالة مميَّزة ومتناسقة؟

هناك اعتبارات كثيرة، الألوان جزء منها، فالأصل هو جلسة تحليل المظهر الشخصي، فشكل الجسم، وشكل الوجه، تحليل الشخصيَّة، و"الاستايل" الخاص بالشخص، بالإضافة للألوان التي يرتديها، كل ذلك يوضع في الاعتبار عند الاستشارة.

هل هناك إقبال على الدورات التي تقدمينها في الاستديو الخاص بكِ؟

مجتمعنا العربي مجتمع ذكي، راقٍ وعريق، ومحب للفن والجمال، والاهتمام بالمظهر والأناقة، واتباع آخر صيحات الموضة؛ لذلك أستطيع القول إن الإقبال كبير، خاصة أنِّني لم أكتفِ فقط بتقديم استشارات الألوان والمظهر، ولكن طوَّرتُ نفسي، وحصلت على العديد من الدورات في الاستايل، وتصميم الأزياء من لندن وميلان.
وأصبحتُ أقدِّم أيضًا ورش عمل، ودورات مختلفة، مثل: "دورة خاصة للعروس، ودورة خاصة بخبيرات المكياج، ودورة خاصة بالمصوِّرات، ومصمِّمات الأزياء وتنسيق الألوان، وغيره، وأصبحت -أيضًا- أقدِّم خدمة الاستايل وتنسيق (اللوك) في جلسات التصوير الاحترافيَّة والمجلات. ولإيماني الشديد بأن مظهر الإنسان مُكمل لجوهره، وأن تصرُّفات الإنسان وشخصيَّته ولباقته مُهمة كمظهره تمامًا، قررتُ دراسة علم الإتيكيت مع مدرسة واشنطن للبروتوكول، ومن هنا أصبحتُ خبيرة إتيكيت، وأقدِّم دورات في هذا العلم، وربطتُ علم الألوان والمظهر الشخصي بعلم الإتيكيت والبروتوكول.

ما الفئة العمريَّة الأكثر إقبالًا؟

مستشارة علم الألوان والمظهر وخبيرة الإتيكيت و الإستايلست ريهام أبو الفرج
مستشارة علم الألوان والمظهر وخبيرة الإتيكيت و الإستايلست ريهام أبو الفرج

الفئة العمريَّة الأكثر إقبالاً -تقريبًا- من 18 حتى 40 - 50 سنة.

كيف تلبين احتياجات الشركات لوضع خطط للألوان والمظهر العام المناسب لموظَّفيها؟

بداية، أبدأ بعقد اجتماع لمعرفة متطلباتهم واحتياجاتهم الفعليَّة، ثم أضع خطة مناسبة للتدريب بحسب مجال الشركة واحتياجاتها. ولابد أن أنوِّه بأن أغلب الموظَّفين في الشركات لا بد أن يحصلوا على تدريب للمظهر الشخصي الوظيفي الاحترافي، وأيضًا لإتيكيت العمل.

لا يخلو مجال من التعرُّض لمواقف منها محرجة وأخرى مضحكة.. حدِّثينا عن بعضها؟

صحيح! أغلب المواقف المحرجة التي أصادفها تكون بسبب عدم فهم بعض العملاء لطبيعة عملي، فالبعض يعتقد أنني خبيرة مكياج أو كوافير.وأذكر موقفًا مضحكًا حصل معي في بداياتي؛ حيت أرسلتْ لي إحدى متابعاتي صورة لها تطلبُ فيها أن أقوم بتحليل بشرتها، ومعرفة الألوان المناسبة لها! فشرحتُ لها – بلطف - أن جلسة تحليل البشرة تحتاج أدوات، ومتطلبات معيَّنة، وإضاءة الشمس؛ حتى أستطيع إعطاءها النتيجة الصحيحة، فأرسلت لي صورة أخرى وهي في البحر تحت أشعة الشمس، وتقول لي: “طيِّب كده ينفع”؟!

حدثينا عن تجربتكِ في المشاركة بالمهرجانات العالمية؟

بدأتُ بحضور أسابيع الموضة؛ لارتباطها بمجال عملي كـ “ستايلست”، ومستشارة مظهر، وخبيرة موضة، ثم حصلتُ على فرصة للعمل كـ”ستايلست” خلف الكواليس ضمن أسبوع ميلان للموضة، قابلت فيها الكثير من العارضات أمثال: جيحي حدي، بيلا حديد، كايا جاربر ابنة سيندي كروفورد، حليمة عدن أول عارضة محجَّبة، وغيرهن، وشاهدت التحضيرات والتجهيزات ورأيت كيف يتدربن.كانت تجربة جميلة ممتعة ومفيدة، وبعد ذلك أصبحت حريصة على حضور أسابيع الموضة العربية والعالمية.

كنتِ مستشارة مظهر لكثير من المشهورات بالعالم العربي والعالمي، من أبرزهن؟

في الحقيقة، أنا فخورة بكل عميلة من عميلاتي. عمومًا، تعاملتُ مع العديد من الشخصيات المعروفة في عالم الجمال والموضة، واللاتي حضرن معي جلسة تحليل الألوان، مثل الفاشنيستا السعودية لمى العقيل، والفاشنيستا الكويتيّة روان بن حسين، الممثلة العراقيَّة مريم حسين، الممثلة السعوديَّة خيرية أبو لبن، وبعض خبيرات التجميل المعروفات في الوطن العربي، أمثال: نجلاء زيني، أسماء التميمي، وكنت مستشارة مظهر لأول عارضة أزياء إماراتية "رفيعة الهاجسي".

من الشخصيَّة التي تعتبرينها أيقونة المظهر؟

عربيّا: الملكة رانيا.

عالميّا: أودري هيبورن.

سعوديّة: أميرة الطويل.

خليجيَّة: دلال الدوب.

لماذا يحتاج المرأة أو أي شخص إلى متسوِّق شخصيَّةِ وخبيرةِ المظهر؟

لأن المتسوِّق الشخصي يوفر لهم "الوقت، الجهد، المال".

ولماذا يُعتبر تحليل الألوان جزءًا مهمًّا من الاستايل الشخصي؟

لأن الألوان هي أول ما يُلاحظ في مظهر الشخص، وتؤثِّر تأثيرًا مباشرًا فيه! فإذا كانت الألوان صحيحة ومتناسقة تظهر إشراقتك وجمالك، والعكس صحيح.

أحيانًا قد ترتدي المرأة أو أي شخص استايلًا صحيحًا، لكن بألوان خطأ! فيظهر على وجهه التعب والإرهاق، ولابد من تناسق الاستايل مع الألوان؛ ليمنحهم المظهر الجمالي المطلوب، والثقة في النفس.

مَن تتمنين أن تكوني مسؤولة المظهر الخاصة بها؟

عربيًّا: الملكة رانيا، الفنانة يسرا، والفنانة نيللي كريم.
عالميًّا: Alessandra Ambrosio، Adriana Lima، Paris Hilton.

مهرجان أو عرض أزياء تتمنين المشاركة فيه؟

مهرجان “كان”، وميت جالا في نيويورك، وأتمنى أن أشارك فيه كمستشارة مظهر واستايلست؛ لأختار لشخصيات عالمية الأزياء واللوك المناسب للمهرجان. وذلك بخلاف أنني شاركت في اختيار الملابس للعديد من المشاهير على " الرد كاربت"

أين ترّين ريهام أبو الفرج في عام 2030؟

بعد حضوري أول عرض أزياء سعودي العام الماضي بمدينة الرياض؛ باتت الأفكار تسترسل مجرها لتجسيد إبداعات تليق بالمرأة السعودية للدمج بين جمالها الداخلي والخارجي؛ لذا سأستمر في تعزيز ابتكاراتي التي تميل تجاه الـ" اليونيك" وهي الجمع بين أصالة تراثنا العريق ومواكبة العصر الحديث بطرق جديدة تربط بين شكل الجسم ، و ملامح الشخصية، ولون البشرة، وما يناسبها من ألوان ترسم ملامح شخصية المرأة السعودية.

1
مستشارة علم الألوان والمظهر وخبيرة الإتيكيت والإستايلست في حوار ممتع  عبر موقع هي كنموذج مشرف للمرأة السعودية بمناسبة اليوم الوطني السعودي

ما نصيحتكِ لكل من تريد دخول مجال مستشارة المظهر أو الإتيكيت؟

كل من تريد الدخول والنجاح في أي مجال عمل، لا بد وأن تمر بالعديد من الصعوبات والتحديات.

ونصيحتي لكلِّ من تريد دخول مجال استشارات الألوان والمظهر والإتيكيت أو في أي مجال عمل تختاره، أن تتسلح بالحب، وأن تحبه من كل قلبها، ولا تنسى أن "الإخلاص، الإتقان، الإحسان في العمل، العزيمة، الإصرار، والإرادة، والصبر، والإلتزام، والوفاء وبالوعود، وإدارة الوقت" أسلحتها للتميز والنجاح.

أما بخصوص مجال الألوان والمظهر، فنصيحتي عدم تقليد الموضة تقليدًا أعمي؛ بل الاعتماد شكل الجسم في اختيار الملابس، واللون المناسب لتصنيف البشرة، والمناسب للشخصية من دون استثناء.

وختامًا.. لست فقط فخورة بوطني، بل سعيدة  لكل امرأة تريد تحقيق أحلامها، فحيث تكون المرأة يكون المجتمع؛ وبما أنني أؤمن بالمثابرة والإصرار المستمر لما أسعى له، فأنا أتمنى  لكل امرأة سعودية النجاح والتميز بمناسبة اليوم الوطني السعودي 94؛ وأقول لها " كل عام وأنتي مهلمة، وطموحة، وقوية، وناجحة،  ومنجزة؛ أيتها الأم المعطاءة،  والأخت الحنونة، والابنه البارة، والزوجة الصالحة".. أنتى رمز الحياة ..دمتي فخرًا وعزة وكرامة للوطن والعالم بأكلمه.