الوقوع في الحب لا يعني اغتراب الذات

الوقوع في الحب لا يعني اغتراب الذات .. الوفاء لذاتك سر نجاح علاقتك بشريك الحياة

ريهام كامل

ما أجمل الوقوع في الحب، وما أروع مبادلة أحاسيسه الجميلة مع من يدق له القلب وتطمئن له النفس! كل ذلك جميل ورائع جدًا. ولكن هناك الأجمل بل والأروع، وهو تحقيق التوازن بين حب الذات وحب الحبيب أو شريك الحياة حتى لا تختل الموازين، ولكي لا يبدأ العد التنازلي لفشل علاقة الحب. إنها الحقيقة التي يجب عليكِ الالتفات إليها جيدًا عزيزتي حواء، صاحبة القلب الأرق، والعاطفة الأقوى.

الوقوع في الحب لا يعني فقدانك لذاتك

إن الوقوع في الحب لا يعني فقدانك لذاتك والتضحية بها وبراحتها وأمانها من أجل من أحببته، ولا يعني أن تكوني نهرًا يرتوي الجميع منه وتبقين أنتِ عطشى. إن التضحية سمة نبيلة في الحب شريطة أن تكون صحية ومتوازنة. لذا، يجب التمييز بين التضحية النبيلة والتضحية التي تؤدي إلى إهمال الذات.

كما أن التضحية في الحب تُبنى على الاحترام المتبادل والرغبة في تقديم الأفضل للطرف الآخر، ولا ينبغي أن تكون التضحية بعد الوقوع في الحب على حساب كرامتك أو صحتك النفسية والجسدية، أو هويتك الشخصية. "إن الحب الحقيقي يتطلب توازنًا بين الأخذ والعطاء"، لا تنسي ذلك.

أشياء لا يجب التخلي عنها بعد الوقوع في الحب الوفاء للذات على رأسها
أشياء لا يجب التخلي عنها بعد الوقوع في الحب الوفاء للذات على رأسها

تأثير تهميش الذات على علاقتك بشريك الحياة

إن تضحيتك بكل غالٍ ونفيس دون مقابل أو دون تقدير يلحق أذى كبير جدًا بصحتك النفسية والجسدية، لأنكِ ستشعرين بالاستنزاف في وقت لاحق. وستتذوقين مرارة تهميشك لذاتك وخيانتك لها. لذا عليكِ غاليتي الوفاء لذاتك أولًا. واعلمي أن الحب الناضج يستند إلى التفاهم والدعم المتبادل بين الطرفين، وليس إلى التضحية المستمرة التي تجعلك فارغة من الداخل بدون هوية.

ومن التأثيرات السلبية لتهميش الذات بعد الوقوع في الحب ما يلي

  • فقدان الهوية
  • انعدام الاستقلالية
  • خيانة الذات أو انعدام الوفاء الشخصي.
  • الفشل في تحقيق الرفاهية العاطفية داخل العلاقة.

أشياء لا يجب التخلي عنها في العلاقة بعد الوقوع في الحب

تقول داليا شيحة خبيرة علاقات زوجية وأسرية بدبي، أنه توجد أشياء عديدة لا يجب على المرأة التخلي عنها بعد الوقوع في الحب. تابعيها معنا غاليتي حواء، وانتبهي إليها جيدًا.

  • تقديرك لذاتك

يساهم تقديرك لذاتك واحترامك لها في بناء علاقة صحية ومتوازنة مع شريك حياتك. لأن تقديرك لذاتك يزيد من وعيكِ، ويجعلك قادرة على التعبير عن احتياجات بثقة كبيرة ما يساهم في خلق علاقة قوية ومحترمة مع الشريك. واعلمي غاليتي أن الوقوع في الحب لا يعني اهمال حبك لذاتك. كما أن تقديرك لذاتك لا يعني الأنانية أو الانفصال عن الشريك، بل يعني تحقيق التوازن الناتج عن الشعور بالرضا عن النفس وعن الشريك ومن ثم العلاقة ككل.

  • استقلاليتك الشخصية والمالية

إن الوقوع في الحب لا يعني تابعتيك لشريك حياتك. لذا، عليكِ أن تكوني مستقلة شخصيًا وماليًا، لأن الاستقلالية الشخصية والمالية أمر صحي للغاية، ولذلك فوائد عظيمة أهمها أنها تجعلك تشعرين بأن استمرارك في العلاقة بإرادتك وليس بسبب احتياجك للشريك. كما أن استقلالك المالي يمنحك الحرية في متابعة أهدافك واتخاذ القرارات وإعطاء الأولوية لاحتياجاتك دون الاعتماد ماليًا على شريكك. وهذا الأمر يمنحك القوة في تحقيق تطوير ذاتك.

  • حريتك وقراراتك الشخصية

يتضمن الوفاء للذات عدم السماح للشريك بالسيطرة عليكِ والتحكم في مصيرك، هي ليست حربًا ولكنها الحرية في اتخاذ القرار والاختيار. والشريك المحب بحق لن يحاول ولو مجرد محاولة السيطرة عليكِ، وحرمانك من حقوقك الذاتية. لأن الوقوع في الحب لا يعني وضع القيود على قراراتك الشخصية.

  • قيمك ومعتقداتك الأساسية

لا يعني الوقع في الحب، التنازل عن قيمك ومعتقداتك الأساسية. فإن حدث ذلك ضاعت الأصالة، وزادت احتمالات تعرضك لاضطرابات داخلية بمرور الوقت. لا تفعلي ذلك أبدًا لأنه سيؤدي إلى نقص الوفاء، وانعدام الشعور بالرضا في العلاقة، والنتيجة سلبية للغاية ألا وهي، الانفصال عن ذاتك الحقيقية.

الوقوع في الحب لا يعني التضحية بدون مقابل
الوقوع في الحب لا يعني التضحية بدون مقابل 
  • صحتك البدنية والاعتناء بذاتك

اجعلي الأولوية لصحتك البدنية في علاقتك بشريك حياتك، لأن الوقوع في الحب لا يعني إهمال صحتك أو تهميش ذاتك، لذا، افعلي كل ما يحقق لكِ الحفاظ على صحتك، والاهتمام بذاتك وبتطويرها. اعتمدي نمط حياة صحي لتكوني بصحة جيدة دائمًا.

  • سعادتك

سعادتك أولًا، لذا احرصي عليها، ولا تسمحي لأحد مهما كان أن يحرمك منها لأن الوقوع في الحب لا يعني أن تكوني سببًا في سعادة شريكك دون أن يحرص هو عليها.

  • أحلامك وأهدافك وطموحاتك

بعد الوقوع في الحب يجب أن ترافق أحلامك وأهدافك مشاعرك نحو شريك حياتك لكي لا يحدث تعارض. احذري التضحية بهما فمن شأن ذلك أن يُشعرك بالاستياء وعدم الوفاء وفقدان الهوية في وقت لاحق.

خلاصة القول:

إن الوقوع في الحب لا يعني تهميش الذات، ولا يعني أبدًا المبالغة في التضحية. لأن نجاح علاقة الحب مع شريك الحياة تتطلب الوفاء للذات أولًا بتحقيق التوازن بين حب النفس وحب الشريك. كما أن الوفاء للذات يعد أساسًا قويًا لتعزيز صحة العلاقة العاطفية ونجاحها. لذا كوني مخلصة ووفية لذاتك، وانعمي بعلاقة عاطفية ناجحة مع شريك حياتك.

مع تمنياتي لكِ بعلاقة حب ناجحة وسعيدة للأبد،،،