خاص "هي": بريق الأصالة... مجوهرات تنبض بروح التراث السعودي
عندما يلتقي التراث مع الخيال، تتحول الرموز الثقافية إلى إلهام خلاب، ينصهر في بوتقة الإبداع، لينتج قطع مجوهرات تنبض بالحياة، لتحمل كل قطعة في طياتها رواية عريقة تترجمها الأحجار والألوان والتصاميم، لتتحدث عن جذور ضاربة في عمق الزمن، وتغزل بريقا من الحاضر المتجدد. اليوم، أصبح تصميم المجوهرات في السعودية فنا يتجاوز حدود الزينة ليمثل رابطا وثيقا، إذ تتناغم التصاميم التقليدية مع لمسات الحداثة، وعلى ذلك تستلهم المصممات السعوديات من عمق التراث، مستمدات من الزخارف المعمارية ورموز التراث، والحكايات المتعارف عليها قطعا تجمع بين البساطة والتعقيد، وبين البريق والرقي، كل قطعة تُحاك بعناية لتروي قصة تنتمي للأرض والإنسان، تحمل في تفاصيلها رموزا تعبر عن هوية المملكة وثقافتها المتجذرة، وتسلط الضوء على براعة الأيدي السعودية في تحويل الخيال إلى واقع ملموس نابض بالحياة.
JeweYara
"أصمم قطعا تعكس الهوية الثقافية لتولد شعورا بالارتباط"
أُسست علامة JeweYara على يد يارا الشبل. وتقدم العلامة قطع مجوهرات مستوحاة من القصص والتراث السعودي بأسلوب عصري، كما تركز على تحويل الرموز الثقافية التقليدية إلى تصاميم حديثة تعكس الهوية السعودية. أحد أبرز مجموعاتها تحتفي برائدة الفن العسيري، فاطمة أبو قحاص، وهو ما يبرز التزام العلامة بالمحافظة على التراث الفني والثقافي. تنسج يارا إبراهيم الشبل إلهامها من عمق التراث والطبيعة، لتحول القصص إلى قطع فنية. تجمع تصاميمها بين البساطة الراقية والتفاصيل الغنية، لتروي من خلالها حكايات لا تُنسى.
ما الذي ألهمك لدخول عالم تصميم المجوهرات؟ وكيف بدأت مسيرتك في هذا المجال؟
بدأ شــغـــفـــي بالــمــجـــوهــــرات في سن مــبـــكـــرة، إذ ألــهــمــتــــني المجمـــوعـــة الخـــاصـــة بوالدتي والتي احتفظت بها وقدمتـــها لي حين كبرت، لقد أذهلتني التصاميم الدقيقة وكيف تسرد كل قطعة قصصا من التاريخ والزمن الجميل لتعكس لنا مشاعر فريدة. أثار هذا اهتمامي بعلم الأحجار الكريمة والـمــعــادن، حيــنــهــــا أدركت أن تصميم المـــجــوهـــرات يجمع بين شغفي بالفن والتصميم، وسمح لي بالتعبير عن أفكاري ومشاعري وإبداعي أثناء العمل بتلك المعادن الثمينة، غير ذلك شدني تصميم قطع مستدامة تتوارث عبر الأجيال.
أسعى من خــــلال أعــمـــالي إلى تــقــديـــم مجوهرات تحمل قصة ومعنى. وأتطلع دائما إلى التعاون مع العملاء لتحويل رؤاهم وأحلامهم إلى قطع فنية يمكن ارتداؤها.
كيف تصفين أسلوبك الفريد في تصميم المجوهرات؟
يمزج أسلوبي في تصميم المجوهرات بين البساطة والأناقة مع لمسات من التراث الثقافي العريق. أستوحي تصاميمي من الطبيعة والفنون التقليدية، وأستخدم الذهب والأحجار الــــكريمة لإضــفــــاء لمسة من الفــخـــامة. أركز على التفاصيل الدقيقة والتقنــيات الحرفية، وأهدف إلى خلق قطع تعكس الهوية الثقافية وتثير شعورا بالارتباط والتواصل. من خلال مجـــوهــــراتي أســــعى لنـــقــــل الــقـــصــــص والتـــجــــارب الــشــخــصــيـــة والعاطفية، وهو ما يجعل كل قطعة فريدة ومميزة.
ما الـــذي يــلــهــمــك لتــحــويــــل الــرمـــوز الثقافية والتراثية إلى قطع مجوهرات؟
ما يلهمني هو تحويل الرموز الثقافية والتراثية إلى قطع مجوهرات تحمل معنى عميقا وجمالا فريدا، وذلك عن طـــريـــق الاطــــلاع على التـــاريـــخ والــفـــن التــقليــدي، والأساطير والــحكايــات الشعبية، والأحداث التاريخية يمكن أن يكون مصدر إلهام غنيا. فكل رمز ثقافي يحمل قصة ومعنى يمكن تحويـــلـــه إلى تصــمــيـــم مــجـوهــــرات. أيضا التقنــيــــات الحــرفيـــة التقليدية المستخدمة في صناعة المجوهرات توفر أسلوبا وإلهاما للتصميم. استخدام تقنيات قديمة بلمسة حديثة يمكّن من خلق تصاميم فريدة.
هل هناك قصة أو رمز تراثي معين يمثل لك قيمة خاصة جسدتِها في قطعة مجوهرات؟
نعم، ألفت هنا إلى مجموعة فاطمة التي استوحيتها من فن القط العسيري التقليدي القديم الذي يتميز بالزخارف الــمــلونـــة. كل شكل في الــقـــط الــعــســـيــــري يــحـمل معاني معينة تعتمد على سياقه وطريقة استخدامه، وغالبا ما تُجمع هذه الأشكال معا لتكوين تركيبة بصرية فريدة تعبر عن الهوية الثقافية والاجتماعية والروح الفنية لأهل عسير، ويعكس أيضا القيم والتقاليد المتوارثة عبر الأجيال.
كــيـف تـــريــن دور الــمــجـــوهــــرات في الــحــفـــاظ على التـــــــراث الثقافي وتعزيز الهوية الوطنية؟
تلعب المجوهرات دورا مهما في الحفاظ على التراث الثقافي وتـــعـــزيـــز الــهــويــــة الـــوطنـــيـــة، فالــمــجــوهـرات التقليدية غالبا ما تتضمن تصاميم وأشكالا مميزة ترتبط بتاريخ وثقافة معينة، وهو ما يساعد في نقل التراث من جيل إلى جيل. وهناك الكــثــيـر من القطع تحمل رموزا خاصة تعكس معتقدات وتقاليد ثقافية، وهو ما يجعلها جزءا لا يتجزأ من الهوية الوطنية.
أيضا صناعة المجوهرات تتطلب مهارات حرفية قديمة تــتــنــاقـــل عبــــر الأجــيـــال، وهـــو ما يــحــافـــظ على هـــذه الــمـــهارات التقليدية ويسهم في استدامتها.
Charmaleena
"أروي حكايتي للعالم من خلال قطع فنية من المجوهرات"
أسست الأختان الخريجي علامة Charmaleena لتكون مرادفا للفن والابتكار في عالم المجوهرات. تتميز العلامة بتصاميمها التي تمزج بين الرموز الثقافية السعودية واللمسات الحديثة، مع التركيز على خلق قطع مجوهرات تحكي قصصا شخصية وتراثية.
عرّفانا عن نفسكما؟
لينا محمد عبدالله الخريجي مصممة مجوهرات تخصصت في إدارة نظم المعلومات من جامعة دار الحكمة في جدة عـــــــام 2004، أحـــــــــمــــــل شـــــــــــهـــــــادة GIA مـــن لــــــــــــنـــــــدن 2012، وشهادة فحص الألماس من نيويورك 2013.
أما أختي هلا فتخصصت في الأعـــمــــال المصرفية في جامعة دار الحكمة في جدة عام 2007 ، كما أنها تحمل شهادة ماجـــســـتـــير في الإدارة الدولية من جامعة SOAS في لندن.
حصدنا في مـــجوهرات Charmaleena الــــــــمـــركـــــــز الأول لأفــــــــضـــل تــصــمــيـــم مســتـــوحى من الــعــمــــــــارة الإســـــــلامـــــيـــــــــة ضمن مـــــــعــــرض صالون المــجوهــــــرات العالمي في جــــدة، السعودية 2011 أما بعد إطلاق العلامة بشكل رسمي، فقد فـــازت علامتنا في عام 2012 بالمركز الأول لرواد الأعمال من المبدعين الشباب ضمن جائزة القنصلية البريطانية 2014.
ما الذي ألهمكما لدخول عالم تصميم المجوهرات؟ وكيف بدأت مسيرتكما في هذا المجال؟
بعد تـــخـــــرجي في كلـــيــــة دار الحــكــمـــة إدارة نظــــم المعلومات، انتقلت للعيش في جنيف في سويسرا، وقتها بدأت حياتي المــهــنـــيـــة في الــمــجــــال المصــرفـــي، حيـــــث تعرفت إلى أصدقاء يعملون في مجال المجوهرات.
وفي مــــرة مـــن الــــمــــرات ذهـــــــبــــت لحــضـــــور مــعـــــــــرض بـــــــازل للمجوهرات مع صديقاتي فشدني هذا المجال كأي امرأة هاوية للجمال والفن، وبعد عودتي للمملكة قررت أن أعود لمقـــاعــــد الـــدراســــة، وأدرس تصـمــيــــم الــمــجــوهـــرات، وقدمت على GIA في لــــنــدن لتــعــلـــم تــصـمــيــم الــمـجـوهـــــرات. ومن ثم ذهبت لنــيــويــــورك لـــدراســــة فــحــــص الألماس والمجوهرات الـــكــــريـــمـــة. وبعد تخرجي عـــدت للســعــوديــــــة، وشـــــاركت في مسابقة مجوهرات في جدة في معرض المجوهرات السنوي، وفزت بأفــــضــل تــصــمـيــــم مســتــوحى من العمارة الإسلامية، ومن ثم حولت حبي للفن وشـغـــفي إلى علامة تجارية، إذ أديــــر الجـــانــــب الإبــــداعي. وأما هلا، فتدير الجانب الإداري والمالي.
كيف تصفين أسلوبكما الفريد في تصميم المجوهرات؟
أســـــــتـــلـــهم الكـــــثير من تـــــصامــــيـــمــنــــــا من ثـــقـــافتــــنــــا وقـــــصص ومــــــــراحـــــــل حيـــــــــاتــــــــــنــــا المــــــــخــــتــــــــلـــفــة، فــــــكــــــل مـــــجـــمــــوعـــــــــــــــة من مجموعاتنا عبارة عن حــــــكاية وجزء من قصتـــنـــــا التي نجددها ونرويها عاما تلو الآخر، لتأتي المجموعاتُ التي نــــقــدمـــهــــا كمرآة لما يحدث لي شخصيا في مراحل حياتي من تجارب وأحاسيس.
نــــحرص في Charmaleena بــــشكل كــــبير على تـــجسيد الفن الهندسي الذي يحمل معاني بارزة عن طريق قطع من المجوهرات يمكن التزين بها بأكثر من طريقة، وتأتي هذه كجزء من فلسفتنا، وهي ابتكار مجوهرات ثمينة متعددة الاستخدام.
وعن ذلك فزنا مؤخرا بجائزة من وزارة الثقافة السعودية، لابتكارنا قطعة من المجوهرات الفاخرة، وهي "النجمة الثـــمــانــيـــة" المستــــوحـــاة من الــعـــمـــارة الإسلامية فالقطعة مصنوعة من الألماس واللؤلؤ والزمرد، يمكن ارتداؤها كأقراط أو كعقد.
كما تــتـــفـــرد الــعـــلامــــة بخـــدمـــــة "صمــم قـــطــعــتـــك الــخــاصــــة" لتحويل قصص العملاء إلى قطع من المجوهرات التي تعيش إلى الأبد، ولهذا افتتحنا استوديو تصميم "شارمالينا" في الرياض الذي نستقبل فيه عملائنا لتصميم قطعهم، وبكل تأكيد التعرف إلى مجموعاتنا المختلفة.
كيف تختارين الرموز والعناصر التي تودين استخدامها في تصميماتك؟
أبدأ بكتـــــابة أفكاري وخــــــواطري عن المجموعة التي أريد تصميمها على الورق، ومن ثم أربطها برموز من حياتي، كل الرموز والتصاميم التي نــخــتـــارهــــا هي عبارة عن القصص المختلفة التي أثرت وشكلت حياتنا في آخر 12 عاما. بدأ تجسيد الرموز في "شارمالينا" من اختيار اسم العلامة، إذ يأتي اسم العلامة مركبا من Charm و Leena "شارم" هي كلمة Charming الإنجليزية، ومعناها سحر باهر وعفوية متناهية تتمتع بجاذبية قوية، أما لينا، فهو اسم عربي يعني النخلة الصغيرة الأخاذة.
ولهذا اخـــتـــــرنـــــا أن تـــكـــون Charmaleena الـــــمــــرأة التي تخوض تجارب، وتحكي قصتها عبر مجوهراتها، فكانت أول مجموعة بدأنا بها هي الحرية باستخدام رمز الأجنحة التي تنفصل عن بعضها البعض، ويمكن ارتداؤها كأقراط.
إلى جانب مجموعة الشعر العربي، حيث وقع اختياري على قصيدة الأطلال للكاتب إبراهيم ناجي، وتحديدا هذا البيت "أعطني حريتي أطلق يدي"، فالحرية أهم ما في الوجود، لأن الإنسان الحر هو الذي يبتكر أفكاره، والذي يستطيع أن يتجرد من أي شيء.
فكن حرا وأعطي الحرية لمن تحب، فهي أسمى ما في الوجود.
أما رمــــز الـــــــســـــــــيــف الذي كان ولا يــــزال من أبــــرز رمــــــــــوز Charmaleena الــــفـــريــــدة، فــــهـــي نـــابـــعـــة من طـــفـــولــــتى في جدة، حيث تـــعــرفــــت إلى الكثـــيـــــر من الرموز في ميادينها وعلى شوارعها، ففي أواخر السبعينيات، على حد علمي، كان مشروع تجميل مدينة جدة من خلال الاستعانة بعدد من الـــمــهــنـــدسيــــن والفـــنـــانــــين والنحاتين لتجميل ميادينها وشواطئها، وقد جرى تجســـيد رمزية السيف من قبل أحد الفنانين. في قاموس Charmaleena القصص لا تنتهي، فهي مرتبطة بواقعنا دائما.
ما الــــذي ألــهــمــك لتـحـــويـــل الـــرمـــوز الثــقــــافـــيــــة والــتـــراثـية إلى قطع مجوهرات؟
في المملكة نمتلك إرثا عظيما لا ينتظر سوى الاستكشاف. إلى جانب الروح الشغوفة التي تتمتع بها Charmaleena في التصميم وتحويل الخيال إبداعي إلى قطع فنية مميزة، تـــعـــيــد الــعــلامــــة تـــرجــمـــة وتــفـــســـير الإرث والفن الموجود في السعودية بأسلوبها الأنيق الخاص.
وأكثر ما يلهمني هو اعتزازي بهويتي، وديني وبكوني امرأة ســـعـــوديــــة تعــيـــش في أجـــمـــل مراحــــل الحياة السعودية. لهذا ولدت لدي الرغبة برواية قصتنا للعالم كله وإثبات جدارتنا وعالميتنا ليتعرف العالم كله إلى هذه القصة الفريدة، وهو من وجهة نظري مـــتـــــشـوق إلى مـــعــرفــــة المزيد عن قصصنا وثقافتنا وحضارتنا التي تتميز بالأصالة والعراقة والروحانية والكرم.
كل هذه الرموز والصفات تجعلنا نسطع في سماء الإبداع، وتميزنا عن غيرنا، فلدينا الفرصة لنعرض الجمال السعودي من خلال المجوهرات.
هل هنــاك قـــصـــة أو رمـــز تراثي معين يمثل لك قيمة خاصة وقد استلهمت منه تصميم قطعة مجوهرات بناء عليه؟
نعم، للنخلة مكانة عظيمة في قلوبنا في Charmaleena، فلدينا مجموعة خاصة بالنخيل تعكس مدى فخرنا بهويتنا وجــــذورنــــا كــمـــا تـــمــلك النـــخــلــــة رمزية تعكس رسوخ القيم والعطاء لمـــجتمعاتنا، وتذكرني بجدي رحمه الله، ووالدي أطال الله في عمره.
فالنخلة إرث حضاري كبير ورمز إنساني جميل تتصدر العلم السعودي بجدارة الحياة، ولها مواضع في القرآن الكريم، كما تـــغــزل الشعراء بمختلف العصور بالنخلة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء.
إلى جــــانـــب النـــخـــلـــة تــــأتــــي رمــــزيــــة الـــــســيــــف ومـــجـــمــــوعــــــة Calligraphy التي تــــجــســــد مــدى حبــنــــا للـــخـــــط الــعــــربي، وهي مجموعة تتضمن أبياتا من الشعر والكلمات العربية الملهمة التي نختص بها منذ بداياتنا.
وأيضا مجموعة "ثروتي" التي صممت فيها ريال الفضة الـــسعودي، ونــــصف الـــــقرش النـــــــحاسي الذي كان أول عــــمـــلة إسلامية استخدمت في عهد الملك عبدالعزيز رحمه الله، وجنـــيـــه الــــذهــــب الـــســـعودي، حيث تـــعـــكس المــجــمـوعة حبي للعملات القديمة الذي جعلني أتخذ منها مجموعة خاصة، بجانب مجموعة الدرع والآيات القرآنية والشعر، فكل شيء أصممه أضع فيه بصمة هويتي السعودية.
كيــف تــــريـــن دور الـــمــجــوهــــرات في الـــحــفـــاظ على الـتـــــراث الثقافي وتعزيز الهوية الوطنية؟
كل دور أسعى من خلاله إلى ترجمة التراث بطريقتي الخاصة كـــما أســـعى لـــفـــعـــل الـــمـــزيـــد دائما وإعطاء وطني حقه، لأنه أعـــطـــاني الكثيــــــر حكومة وشــعــبــــا، فأحمد الله أني أعـــيــــش في وطني، وأرى الــــدعم الكــثـــــير منه. ولهذا صممنا مجموعة مـــــحـــدودة مـــســتـــوحـــــاة من جـــلـــد النـــمــر العربي، وهي طبعة خاصة أردنا من خلالها تجسيد بقاء الحــيــاة البرية الأولى في المملكة العربية السعودية.
OPAL STONES by Hanan Baqshan
"أحرص دائما على أن تكون مجوهراتي رمزا للأناقة المستدامة"
نسجت حنان بقشان من شغفها بالمجوهرات حكاية ارتباط وثيق بالتراث، أبت أن تكون تصاميمها مجرد زينة، فجعلتها تحفا أبدية تهمس بأسرار الهوية، وتلامس خيوط الزمن بحنين متجدد.
عرفينا عن نفسك.
حنان بقشان سعودية، خريجة إدارة عامة، حوّلت شغفي بالمجوهرات إلى علامة تجارية أطلقت عليها اسم OPAL STONES. بدأت بتصميم الأحجار الكريمة، وانطلقت في عالم الذهب والألماس، مستلهمة من التراث السعودي.
ما الذي ألهمك لدخول عالم تصميم المجوهرات؟ وكيف بدأت مسيرتك في هذا المجال؟
منذ صغري، كان تصميم المجوهرات وحبي لها يشكلان جزءا لا يتجزأ من أحلامي. كنت أتمنى أن أواصل دراستي الجامعية في هذا المجال، لكن في ذلك الوقت لم تكن الفرصة متاحة. بعد تخرجي في الجامعة، قررت أن أخطو أولى خطواتي في هذا العالم بإنشاء مجموعة بسيطة من الأحجار الكريمة، والتي لاقت نجاحا مشجعا. ومن هنا، انطلقت مسيرتي في تصميم الذهب والألماس، محققة بذلك حلمي القديم.
كيف تصفين أسلوبك الفريد في تصميم المجوهرات؟
أطمح دائما إلى أن تمتلك كل عميلة قطعة فريدة من نوعها، تجمع بين كونها عملية وأن تكون "تحفة أبدية". أحرص في تصاميمي على أن تكون مريحة للعين، وتضفي شعورا بالتميز والراحة.
ما الذي يلهمك لتحويل الرموز الثقافية والتراثية إلى قطع مجوهرات؟
يُلهمني الغنى والتنوع العريق في تراثنا السعودي، حيث تتناغم ثقافتنا المتعددة عبر مناطق المملكة، مُشكّلة لوحة فنية فريدة من نوعها. في كل زاوية، تُروى حكايات مفعمة بالتاريخ والأصالة، من خلال الآثار التي تحمل بصمات الأجداد. هذا التنوع الثقافي يشعل شرارة الإبداع داخلي لأحولها إلى قطع من المجوهرات.
كيف تختارين الرموز والعناصر التي تودين استخدامها في تصاميمك؟
أختار تصاميمي بعناية لتكون قطعا تدوم طويلا مع العميل، لا مجرد صيحة عابرة تنتهي مع مرور الزمن. أحرص دائما على أن تكون مجوهراتي رمزا للأناقة المستدامة، تجمع بين الجمال والخلود، لترافق من يقتنيها في كل لحظة، وتظل تحمل قيمتها وجاذبيتها عبر السنوات.
هل هناك قصة أو رمز تراثي معين يمثل لك قيمة خاصة، وقد صممت قطعة مجوهرات بناء عليه؟
نعم "مجموعة الجنيه السعودي" تحمل مكانة خاصة في قلبي، فهي تجسد ارتباطي العميق بتراثنا العريق. أردت أن أنقل هذه القيمة التاريخية من الماضي إلى الحاضر بأسلوب مبتكر وتصميم مميز، ليصبح هذا الجنيه رمزا للأصالة المتجددة، وقطعة تعبر عن هويتنا بأسلوب معاصر وفريد.
كيف تـــريــــن دور الـــمـــجـــوهــــرات في الحـــفــــاظ على التـــــراث الثقافي وتعزيز الهوية الوطنية؟
أرى أن المجوهرات تلعب دورا محوريا في الحفاظ على التراث الثقافي وتعزيز الهوية الوطنية، فهي تجسد قيمنا الراسخــــة وتــــاريــخــنـــا الــعــريــــق. وجاءت رؤية 2030 لتسليط الضوء على هذه الهوية، مؤكدّة فخرنا بتراثنا الغني وتاريخنا الثقافي، ليظل الذهب جزءا أصيلا من المجتمع السعودي.