تُعيد للمرأة أنوثتها وثقتها بنفسها: التطورات التكنولوجية للجراحات الترميمية للثدي يستعرضها لنا الدكتور قطينة
"تمنيتُ لو أنني لم أضطر لاستئصال ثديي بعد تشخيصي بالمرض، فقد فقدتُ جزءًا كبيرًا من أنوثتي"..
"ما أخشاه من الكشف الدوري لسرطان الثدي، أن أحتاج لاستئصال أحد الثديين أو كلاهما"..
بعض الملاحظات المريرة التي طالعتني بها ناجياتٌ من سرطان الثدي، أو سيدات يخشينَ بقوة من القيام بالفحوصات الطبية اللازمة للكشف المبكر عن المرض؛ خشية الاضطرار للتخلي عن عنصرٍ هام من جمالهنَ وأنوثتهنَ، ألا وهو الثدي.
أفهمكِ يا عزيزتي؛ فأنا سيدةٌ مثلكِ، أتباهى بجمالي وأنوثتي التي حباني بها الله، والثديين جزءٌ مهمٌ من هذه الأنوثة التي لا تحب إحدانا فقدانها. عندما تُثبت الفحوصات إصابة المرأة بسرطان الثدي، فإنها تحتاج إلى طبيب كفوءٍ تضع كل ثقتها به، ليساعدها في تخطي محنة المرض والخضوع لكافة العلاجات المطلوبة للتخلص من الورم السرطاني؛ والتي يتضمن بعضها للأسف، الحاجة لاستئصال الثدي جزئيًا أو كليًا.
في هذه المرحلة، فإن المريضة تصبح بحاجةٍ ماسة لطبيب أكثر قدرةً على الإمساك بيدها، ومساعدتها على استعادة أنوثتها من خلال الجراحة الترميمية للثدي. وهنا، لا بدَ أن يكون الطبيب على درايةٍ ومعرفة عميقة بهذا النوع من الجراحات، ليقدم للمريضة بسرطان الثدي علاجًا يُعيد ثقتها وحبها لنفسها من جديد.
لم نجد أفضل من الدكتور عادل قطينة؛ استشاري الجراحات التجميلية ورئيس مجلس إدارة مستشفى قطينة التخصصي في دبي، للحديث معه عن الجراحات الترميمية للثدي، والتعرف من خلال خبرته الطويلة في مجال الجراحات التجميلية، على أحد التطورات والتكنولوجيا المتبَعة في هذا المجال.. لذا تابعي القراءة معنا عزيزتي، إن كان الموضوع يهمكِ.
ترميم الثدي بعد استئصال الورم
يُعتبر سرطان الثدي واحدًا من أكثر الأمراض شيوعًا بين النساء في جميع أنحاء العالم؛ ومع تقدم الجراحات الطبية، أصبحت جراحة استئصال الورم واحدةً من الخيارات الفعالة لعلاج هذا المرض. ومع ذلك، تظل مسألة إعادة ترميم الثدي بعد الاستئصال أحد التحديات الجمالية والنفسية التي تواجه النساء. فبعد إجراء عملية استئصال الورم، تشعر المريضات بفقدان جزءٍ من أنوثتهنَ، مما يؤثر على الصحة النفسية وجودة الحياة لديهنَ. وهنا يأتي دور الجراحات الترميمية التي تعمل على استعادة شكل الثدي وتحقيق توازنٍ جمالي.
التطورات في الجراحات الترميمية للثدي
شهد مجال الجراحات الترميمية تطورًا ملحوظًا على مدار العقدين الماضيين، مع ظهور تقنياتٍ جديدة تُسهم في تحسين النتائج الجمالية والطبية.
من بين هذه التقنيات، يمكن الإشارة إلى التالي:
- الترميم باستخدام الأنسجة الذاتية (Autologous Tissue Reconstruction): ويُعدَ هذا النوع من الترميم من الخيارات المُفضَلة لبعض النساء. تعتمد هذه التقنية على استخدام أنسجةٍ من جسم المريضة نفسها، مثل أنسجة البطن أو الظهر، لإعادة بناء الثدي؛ وتتميز هذه الطريقة بتوفير نتائج طبيعية وتجنب استخدام المواد الصناعية. من ناحية أخرى، يتطلب هذا الإجراء جراحةً إضافية، لأخذ الأنسجة من جزءٍ آخر من الجسم، مما قد يطيل فترة التعافي.
- الترميم باستخدام الحشوات (Implants): تُعدَ الحشوات السيليكونية خيارًا شائعًا آخر لإعادة ترميم الثدي. وتعتمد هذه التقنية على إدخال الحشوة تحت الجلد أو تحت العضلة لتعويض حجم وشكل الثدي. تكنولوجيا الحشوات شهدت تطورًا كبيرًا، حيث أصبحت الحشوات اليوم أكثر أمانًا ومرونة، مما يوفر نتائج طبيعية ويُقلَل من المخاطر المحتملة.
- تقنية اللواصق الحيوية (Biological Scaffolds): تعتمد هذه التقنية على استخدام مواد حيوية مخصصة مثل شبكات الكولاجين أو الأنسجة البيولوجية، والتي تساعد في دعم الأنسجة المزروعة أو الحشوات، وتساهم في تعافٍ أسرع. تمتاز هذه المواد بقدرتها على الاندماج مع أنسجة الجسم الطبيعية، كما تساهم في تقليل التورم والالتهابات بعد الجراحة.
التكنولوجيا ودورها في تحسين الجراحات الترميمية للثدي
لقد ساهم التطور التكنولوجي في تحسين نتائج الجراحات الترميمية، ليس فقط من خلال التقنيات الجراحية، وإنما أيضًا من خلال أدوات التخطيط والتشخيص المتقدمة. واحدةٌ من أبرز التقنيات التي تم تبنَيها في هذا المجال، هي التصوير ثلاثي الأبعاد (3D Imaging)، والذي يسمح للأطباء برؤيةٍ دقيقة لشكل الثدي قبل الجراحة وتخطيط العملية بدقةٍ عالية. وتساعد هذه التكنولوجيا في تحقيق نتائج متوقعة وقابلة للتخصيص، بناءً على احتياجات كل مريضة.
أيضًا، ظهر استخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد كأداةٍ مبتكرة في تصميم الحشوات وترميم الأنسجة. وتتيح هذه التقنية تصنيع حشواتٍ مخصصة بدقة، بناءً على قياسات المريضة الفردية؛ مما يُسهم في توفير نتائج طبيعية أكثر ومريحة.
من أبرز التطورات التقنية الأخرى هو استخدام الروبوتات الجراحية، حيث أصبح بالإمكان إجراء عملياتٍ دقيقة ومُعقدة باستخدام أدواتٍ جراحية متطورة. تتيح هذه التقنية للأطباء، إجراء جراحات الترميم بأقل نسبةٍ ممكنة من الجروح الخارجية، مما يُقلَل من الندوب ويُسرَع فترة التعافي.
تأثير الجراحات الترميمية على صحة المريضات
لا يقتصر تأثير الجراحات الترميمية على الجوانب الجمالية فقط، بل يتعدى ذلك ليشمل التأثير النفسي والاجتماعي. أشارت العديد من الدراسات إلى أن النساء اللاتي يخضعنَ لجراحة ترميم الثدي بعد استئصال الورم، يشعرنَ بثقةٍ أكبر في أنفسهنَ ونسبةٍ أقل للقلق والاكتئاب. كما أن القدرة على استعادة شكل الثدي، ولو حتى بشكلٍ جزئي، تُسهم في تحسين نوعية حياة المريضات وتُمكنهنَ من العودة لحياتهنَ الطبيعية بشكلٍ أسرع.
بالنسبة لبعض النساء، قد تكون جراحة الترميم ليست مجرد خيارٍ جمالي، بل ضرورةٌ لتحسين توازن الجسم وتجنب مشاكل العظام أو العضلات التي قد تنتج عن فقدان حجم الثدي. ومن هنا، فإن الجراحات الترميمية لا تُقدم فقط حلاً جماليًا، بل تساهم في تحسين الصحة الجسدية والعاطفية على المدى الطويل.
الجراحات الترميمية للثدي: التحديات والمخاطر
على الرغم من التطورات الكبيرة في مجال الجراحات الترميمية، إلا أن هذه الجراحات لا تخلو من التحديات والمخاطر. فقد تواجه بعض المريضات مشاكل مثل العدوى، النزيف، أو رفض الحشوات. ومع ذلك، فإن التقدم في تقنيات الجراحة والتكنولوجيا الطبية قد قلَل بشكلٍ كبير من هذه المخاطر، وزادَ من نسب نجاح الجراحات.
أيضًا، يتطلب نجاح الجراحات الترميمية تعاونًا وثيقًا بين الجرَاح والمريضة؛ لضمان تحقيق النتائج المرجوة. لذا من المهم أن تكون المرأة على درايةٍ تامة بجميع الخيارات المتاحة، وفهم الفوائد والمخاطر المرتبطة بكل تقنية.
خلاصة القول؛ تُشكَل الجراحات الترميمية للثدي بعد استئصال الورم، جزءًا مهمًا من عملية التعافي والعودة إلى الحياة الطبيعية للعديد من النساء. ومع التقدم التكنولوجي الهائل في هذا المجال، أصبح بإمكان النساء الحصول على نتائج طبيعية وأكثر أمانًا وراحة. وتُساهم هذه الجراحات في تحسين جودة الحياة، ليس فقط من الناحية الجمالية، ولكن أيضًا من الناحية النفسية والجسدية.