الرعاية التلطيفية تُخفَف الآلام وتساعد في التأقلم مع الأعراض والعلاجات

تُخفَف الآلام وتساعد في التأقلم مع العلاجات.. الرعاية التلطيفية بريق أملٍ للمرضى في الإمارات

جمانة الصباغ
27 أكتوبر 2024

تختلف وتتنوع أوجه الرعاية بمسمياتها وغاياتها وأهدافها؛ بدءًا من رعاية الأم والأب لأطفالهم، مرورًا برعاية المدرسات والمدرسين للطلبة أثناء تحصيلهم العلمي، وانتهاءً بالرعاية الطبية التي يقدمها الأطباء والممرضون والمختصون في المستشفيات والمراكز الطبية ودور التأهيل وغيرها.

وتتخذ الرعاية الشخصية حيزًا كبيرًا من الإهتمام؛ والمقصود بها العناية بالحاجات العادية اليومية للأشخاص غير القادرين على العناية بأنفسهم، أو المعاقين، وتشمل القيام ببعض المهمات، مثل الحمام والطبخ والمساعدة في الأكل والعناية بالنظافة الشخصية.

برز خلال السنوات الفائتة، مفهومًا جديدًا للرعاية ينحصر بفئات معينة من المرضى، ألا وهو الرعاية التلطيفية؛ وتُعرَف الرعاية التلطيفية علىأنها رعاية طبية متخصصة تُركَز على تخفيف الألم والأعراض الأخرى لدى المصابين بأمراضٍ خطيرة،كما قد تساعد في التأقلم مع الآثار الجانبية للعلاجات الطبية. ولا يتوقف توفر الرعاية التلطيفية على ما إذا كانت الحالة قابلة للعلاج أم لا، بحسب ما جاء على موقع "الطبي".

ويسعى فريق الرعاية التلطيفية إلى توفير الراحة وتحسين جودة حياة المرضى وعائلاتهم. ويُقدَّم هذا النوع من الرعاية، جنبًا إلى جنب، مع العلاجات الأخرى التي قد يتلقاها المريض مثل العلاجات الطبية والدوائية وغيرها. يُقدّم خدمات الرعاية التلطيفية فريقٌ من الأطباء والمُمرضين والأخصائيين الاجتماعيين ومرشدين دينيين وروحانيين، وغيرهم من الاختصاصيين المُدربين تدريبًا خاصًا. ويتعاون فريق الرعاية مع المرضى ومع عائلاتهم والأطباء الآخرين بغية تقديم مستوى إضافي من الدعم والراحة، لتكملة العلاجات الأخرى التي يتلقونها.

للتطرق أكثر إلى نواحي الرعاية التلطيفية وما الخدمات التي تقدمها والتحديات التي تواجهها، تحدث إلينا الدكتور نوان كاروناراتني، استشاري طب الشيخوخة في أمانة للرعاية الصحية، جزء من M42 وأفادنا بالآتي..

الدكتور نوان كاروناراتني استشاري طب الشيخوخة في أمانة للرعاية الصحية
الدكتور نوان كاروناراتني استشاري طب الشيخوخة في أمانة للرعاية الصحية

كيف دمجت أمانة للرعاية الصحية،مبدأ الرعاية التلطيفية في استراتيجية رعاية المرضى؟

منذ إنشائها، تُمارس أمانة الرعاية الشاملة التي تُركَز على المريض. لدينا العديد من كبار السن الضعفاء والمرضى الذين يعانون من أمراضٍ خطيرة، مثل فشل الأعضاء ومجموعاتٍ مُعقدة من الأمراض بما في ذلك السرطان. لكل مريضٍ، نقوم بإجراء تقييمٍ شامل من قبل الفريق متعدد التخصصات بأكمله، الذي يضم المريض وأسرته عندما لا يتمكن من المشاركة الكاملة في هذه المناقشات. وبمجرد إجراء هذا التقييم، يمكننا تقديم الرعاية المُخصصة اللازمة لكل مريض على حدة. لدى بعض المرضى، نقدم تدابير تلطيفية لتحسين نوعية حياة المرضى وراحتهم.

كيف تضمن أمانة حصول المرضى على الدعم الطبي والعاطفي في الرعاية التلطيفية؟

نحصل على مشاركة من زملاء الرعاية التلطيفية من داخل الشبكة وخارجها، ونضمن دعم فريقنا الطبي. لدينا تغطية جيدة من قبل أطباء الأسرة ذوي الخبرة، والمتخصصين في الطب الباطني، والتخدير، والاستشاريين في التخدير، وطب الشيخوخة، والكلى، والطب الطبيعي وإعادة التأهيل ممن يمكنهم تقديم المعلوماتوفق الضرورة وحسب احتياجات المريض الفردية. لدينا ممرضات مهتمات وذوات خبرة، يقدمنَ الدعم العاطفي الفوري لكل من المرضى وأسرهم، كما لدينا أعضاء من فريق PFE، وعامل اجتماعي وطبيب نفساني سريري يمكنهم تقديم الدعم.

ما هو دور مشاركة الأسرة في الرعاية التلطيفية لدى أمانة؟

مشاركة الأسرة في تقديم الدعم أمرٌ بالغ الأهمية، خاصة في المواقف التي تكون فيها الرعاية التلطيفية ضرورية. إنهم المدافعون عن أحبائهم الذين قد لا يتمكنون أو لا يرغبون في المشاركة بمناقشاتٍ مُعقدة حول الرعاية والعلاج وما إلى ذلك. ويقضي الفريق الكثير من الوقت والجهد لنقل حالة المريض وخطة الرعاية بعباراتٍ بسيطة، يمكن أن يفهمها عامة الناس، متجنَبين المصطلحات الطبية واللغة العامية.

تُقدَم خدمات الرعاية التلطيفية للمرضى وذويهم على حد سواء
تُقدَم خدمات الرعاية التلطيفية للمرضى وذويهم على حد سواء

كيف تُوازَن أمانة بين جودة الحياة والعلاج الطبي في الرعاية التلطيفية؟

يتم ذلك على أساس كل حالةٍ على حدة، حيثما أمكن ذلك، مع مراعاة رغبات المريض وأولوياته دائمًا. في الحالات التي لا يريد فيها المريض نفسه أو الأسرة إشراك المريض في المناقشات، فإننا نتصرف وفقًا لمصالحهم الفضلى بتوجيه من NOK.

ما هي الأساليب أو التقنيات المبتكرة التي تستخدمها أمانة لتحسين الرعاية التلطيفية؟

لقد قمنا بتوظيف ممرضة سريرية متخصصة في الرعاية التلطيفية (CNS)، والتي تلعب دورًا رئيسيًا في التنسيق بين مديري الحالات الذين يعملون مع المستشفيات المُحولة وفريقنا الطبي، ودراسة التقارير الطبية المرسلة، وتسليط الضوء على المجالات التي تحتاج إلى اهتمامٍ مُفصل. نُقيم مناقشات منتظمة لفريق عمل الرعاية التلطيفية، حيث يحصل جميع أعضاء الفريق المشاركين في رعاية المرضى على فرصةٍ لتسليط الضوء على مخاوفهم أو اقتراحاتهم؛ونشجع تخصيص الغرفة بأغراضٍ شخصية تُذكَر المرضى بالمنزل وأحبائهم. لدينا علاجٌ موسيقي جماعي وفن ونشاط، كما تتوفر لدينا ميزاتٌ مائية ومساحات حدائق ومقهى، حيث يمكن للمرضى قضاء الوقت مع عائلاتهم في محاولة لإلغاء الطابع الطبي لإقامتهم.

كيف تُدرَب أمانة الموظفين على تلبية الاحتياجات المُعقدة لمرضى الرعاية التلطيفية؟

لدينا وحدات تدريبٍ للموظفين على منصة التعلم الخاصة بنا، والتي نُشجع الموظفين على إكمالها وحضور أي اجتماعاتٍ متاحة محليًا وعبر الإنترنت. تتمثل فلسفة العمل في تقديم نوع الرعاية التي تريدينها لنفسكِ أو لأحبائك.

كيف تُقيَمون نجاح برامج الرعاية التلطيفية في رضا المرضى والأسرة؟

لدينا نماذج ملاحظات للمرضى، بالإضافة إلى استخدام اجتماعات الأسرة المنتظمة لقياس رضا المرضى والأسرة عن الرعاية التي يتلَقونها. يسمح لنا هذا بمعالجة أية مخاوف يتم طرحها بسرعة وكفاءة.

مريضات السرطان يحصلنَ على خدمات الرعاية التلطيفية
مريضات السرطان يحصلنَ على خدمات الرعاية التلطيفية

ما هي الفجوات الموجودة في خدمات الرعاية التلطيفية في المنطقة، وكيف يمكن معالجتها؟

يُعدَ الاعتراف بالحاجة إلى الرعاية التلطيفية ووجود إطار عملٍ مُعتمد من الحكومة، أمرًا بالغ الأهمية. لقد تمَ إنشاء مجموعة عملٍ للرعاية التلطيفية تحت إشراف جمعية الأورام الإماراتية، وهم يقودون الطريق للعمل مع كياناتٍ مختلفة للترويج للتخصص. سيُعقد أول مؤتمر للرعاية التلطيفية في الإمارات خلال الأسبوعين المقبلين في أبو ظبي.

كيف تعمل أمانة على زيادة الوعي العام بشأن الرعاية التلطيفية ورعاية المسنين؟

يتواصل فريق إدارة الحالات لدينا مع الأطباء وأُسر المرضى، عبر الشبكة وخارجها، لرفع مستوى الوعي. كما نعتمد على الترويج الشفهي وشهادات المرضى حول الرعاية الممتازة التي تلقوها، لرفع مستوى الوعي العام بهذا النوع من الرعايات. كذلك يتم تشجيع الأطباء على اغتنام الفرصة، للتواصل مع وسائل الإعلام.

خلاصة القول؛ فالرعاية التلطيفية هي نوعٌ متخصص من الرعاية الطبية، تساعد المرضى على تخفيف آلامهم وتأقلمهم مع حالتهم الصحية خاصة الخطيرة والمزمنة منها. كما تُوفر الدعم للعائلات من خلال مختصين في الخدمات الطبية والروحية وغيرها.