10 فوائد صحية للكركم والكركمين

من بينها مكافحة ألزهايمر وشيخوخة الجسم: تعرفي على فوائد الكركم والكركمين الجمَة

جمانة الصباغ
28 نوفمبر 2024

شاهدتُ مؤخرًا فيديو لإحدى الطبيبات، تجيب عن سؤالٍ يطرحه البعض: لماذا معظم سكان الهند لا يعانون من ألزهايمر؟ وتقول الطبيبة في جوابها، أن مجمل الهنود خاصةً الفقراء منهم، لا يشكون عادةً من الإصابة بمرض ألزهايمر؛ ويعود الفضل في ذلك لإضافتهم الكركم في معظم أطباقهم.

تتطابق أقوال الطبيبة مع نتائج دراسةٍ نُشرت مؤخرًا في مجلة Journal of Alzheimer's Disease، وخلصت إلى أن الكركم يمكن أن يؤدي دورًا مهمًا في منع فقدان الذاكرة.

كذلك أُجريت دراسةٌ عام 2018 على 40 شخصًا غير مصابين بالخرف، وقسّمتهم إلى مجموعتين. أُعطي عشرين منهم الكركم، بينما أُعطي العشرين الآخرين مكملًا غذائيًا وهمي. وجرت متابعة الخاضعين للفحص لمدة 18 شهرًا؛ حيث خلُص الباحثون إلى أن الكركم يُحسَن الذاكرة لدى من لا يعانون من ضعفٍ في الإدراك. خضع المشاركون بعد ذلك لفحص الدماغ (FDDNP-PET)، والذي أظهر أن الكركم يُقلَل أيضًا من ترسب البروتينات في الدماغ (الأميلويد والتاو) المرتبطة بالخرف.

هذه الحقيقة المكتشفة حول أهمية الكركم في مكافحة ألزهايمر، تُعدَ واحدةً من مزايا الكركم المتعددة التي نكشفها وإياكِ عزيزتي في مقالة اليوم؛ بناءً على تقرير منشور على موقع Healthline يُعدّد فيه لفوائد الكركم والكركمين الصحية. فإذا كنتِ مهتمةً بتحسين صحتكِ بالمجمل، وترغبين بتوظيف هذا النوع من البهارات في هذه العملية، تابعي القراءة معنا..

10 فوائد صحية للكركم والكركمين

قد يكون التابل المعروف بإسم الكركمTurmeric، أحد أكثر المكملات الغذائية فعاليةً على الإطلاق. وتشير العديد من الدراسات عالية الجودة، إلى أن الكركم ذو فوائد كبيرة لجسمكِ وعقلكِ؛فيما تأتي معظم هذه الفوائد من مكونه النشط الرئيسي، الكركمين.

لكن، ما هو الكركم والكركمين؟

الكركمين هو المكون النشط الرئيسي في الكركم
الكركمين هو المكون النشط الرئيسي في الكركم

الكركم هو البهار الذي يعطي توابل الكاري لونها الأصفر، وقد تمَ استخدامه في الهند لآلاف السنين كتوابل وعشبٍ طبي. وأظهرت الأبحاث أن الكركم يحتوي على مُركبات ذات خصائص طبية، تدعى الكركمينويدات؛ أهمها الكركمين، وهو المكون النشط الرئيسي في الكركم.

إليكِ أهم 10 فوائد صحية قائمة على الأدلة للكركم والكركمين بحسب ما نُشر على موقع Healthline:

  1. الكركم غني بمركبات نشطة بيولوجيًا ذات خصائص طبية: له تأثيراتٌ قوية مضادة للالتهابات، وهو مضاد للأكسدة قوي جدًا. ومع ذلك، فإن محتوى الكركمين في الكركم حوالي 1-6٪ فقط من حيث الوزن.

تستخدم معظم الدراسات على هذه العشبة، مستخلصات الكركم التي تحتوي في الغالب على الكركمين نفسه، بجرعاتٍ تتجاوز عادة 1 جرام يوميًا؛ مما يعني أنه من الصعب الوصول إلى هذه المستويات بمجرد استخدام الكركم كتوابل. لهذا السبب يختار بعض الأشخاص استخدام المكملات الغذائية.

بالإضافة إلى ذلك، يتم امتصاص الكركمين بشكلٍ سيئ في مجرى الدم. ومن أجل تجربة التأثيرات الكاملة للكركمين، يجب تحسين توافره البيولوجي (معدل امتصاص جسمكِ لمادةٍ ما). لذا يساعد تناوله مع الفلفل الأسود، الذي يحتوي على البيبيرين، وهي مادةٌ طبيعية تُعزَز امتصاص الكركمين بنسبة 2000٪.في الواقع، تحتوي أفضل مكملات الكركمين على البيبيرين، وهذا يجعلها أكثر فعاليةً بشكل كبير.

الكركمين قابل للذوبان أيضًا في الدهون، مما يعني أنه يتحلل ويذوب في الدهون أو الزيت. لهذا السبب قد يكون من الجيد تناول مكملات الكركمين مع وجبةٍ غنية بالدهون.

  1. الكركمين مركب طبيعي مضاد للالتهابات: يُعدَ الكركمين مادةً نشطة بيولوجيًا يمكنها المساعدة في مكافحة الالتهابات، على الرغم من أن جرعاتٍ عالية جدًا قد تكون مطلوبةً لإعطاء نتائج طبية. ومع ذلك، يعني هذا أن لديه القدرة على مكافحة الالتهابات التي تلعب دورًا بارزًا في الإصابةبالعديد من الحالات الصحية والأمراض.

ولهذا السبب فإن أي شيء يمكن أن يساعد في مكافحة الالتهابات المزمنة، يُعتبر مهمًا بشكلٍخاص في منع هذه الحالات والمساعدة في علاجها.

  1. الكركم يزيد من قدرة الجسم المضادة للأكسدة: يُعتقد أن الضرر التأكسدي هو أحد الآليات وراء الشيخوخة والعديد من الأمراض التي تصيب أجسامنا.وهو ينطوي على الجذور الحرة، وهي جزيئاتٌ شديدة التفاعل مع الإلكترونات غير المقترنة. تميل الجذور الحرة إلى التفاعل مع المواد العضوية المهمة، مثل الأحماض الدهنية أو البروتينات أو الحمض النووي.

الكركمين هو أحد مضادات الأكسدة القوية التي يمكنها تحييد الجذور الحرة بسبب بنيته الكيميائية.بالإضافة إلى ذلك، تشير الدراسات الحيوانية والخلوية إلى أن الكركمين قد يمنع عمل الجذور الحرة؛ كما قد يُحفَز عمل مضادات الأكسدة الأخرى. إنما هناك حاجةٌ إلى مزيدٍ من الدراسات السريرية على البشر لتأكيد هذه الفوائد.

يكافح الكركم والكركمين أمراض القلب والسرطان وألزهايمر
يكافح الكركم والكركمين أمراض القلب والسرطان وألزهايمر
  1. الكركمين يُعزَز عامل التغذية العصبية المشتق من الدماغ: حتى في مرحلة البلوغ، تكون الخلايا العصبية في الدماغ قادرةً على تكوين اتصالاتٍ جديدة؛ وفي مناطق معينة من الدماغ، يمكن أن تتكاثر وتزداد في العدد.أحد المحركات الرئيسية لهذه العملية هو عامل التغذية العصبية المشتق من الدماغ (BDNF)، والذي يلعب دورًا في الذاكرة والتعلَم؛ ويمكن إيجاده في مناطق الدماغ المسؤولة عن الأكل والشرب ووزن الجسم.وقد تمَ ربط العديد من اضطرابات الدماغ الشائعة بانخفاض مستويات بروتين BDNF، بما في ذلك الاكتئاب ومرض ألزهايمر.

ووجدت دراساتٌ أجريت على الحيوانات والبشر، أن الكركمين قد يزيد من مستويات BDNF في الدماغ. ومن خلال ذلك، قد يكون فعالًا في تأخير أو حتى عكس العديد من أمراض الدماغ وانخفاض وظائف المخ المرتبطة بالعمر. كذلك قد يساعد في تحسين الذاكرة والانتباه، وهو أمر يبدو منطقيًا نظرًا لتأثيراته على مستويات BDNF. ومع ذلك، ثمة حاجةٌللمزيد من الدراسات لتأكيد ذلك.

  1. الكركمين يُقلَل من خطر الإصابة بأمراض القلب: وهي السبب الأول للوفاة في العالم. وتشير الأبحاث إلى أن الكركمين قد يساعد في الحماية من العديد من الخطوات في عملية أمراض القلب.

على وجه التحديد، يساعد في تحسين وظيفة بطانة الأوعية الدموية؛ ويُعدَ خلل وظائف بطانة الأوعية الدموية أحد الأسباب الرئيسية لأمراض القلب. ويحدث هذا عندما تكون بطانة الأوعية الدموية غير قادرةً على تنظيم ضغط الدم وتجلَط الدم وعوامل أخرى مختلفة.

تشير العديد من الدراسات الأخرى أيضًا إلى أن الكركمين يمكن أن يؤدي إلى تحسيناتٍ في صحة القلب. كما يمكن أن يساعد الكركمين في تقليل الالتهاب والأكسدة (كما ذكرنا أعلاه)، والتي يمكن أن تلعب دورًا في منع أمراض القلب.

  1. الكركم فعال في الوقاية من السرطان: يبدو أن العديد من أشكال السرطان المختلفة تتأثر بمكملات الكركمين.

في الواقع، تمت دراسة الكركمين باعتباره عشبًا مفيدًا في علاج السرطان؛ وقد وُجد أنه يؤثر على نمو السرطان وتطوره. وأظهرت الدراسات أنه يمكن أنيساهم في موت الخلايا السرطانية؛ يُقلَل من تكوين الأوعية الدموية (نمو الأوعية الدموية الجديدة في الأورام)؛ ويُقلَل من انتشار السرطان.

هناك أيضًا أدلةعلى أن الكركمين قد يمنع حدوث السرطان في المقام الأول، وخاصةً سرطانات الجهاز الهضمي مثل سرطان القولون والمستقيم.

  1. قد يكون الكركمين مفيدًا في علاج مرض الزهايمر: وهو الشكل الأكثر شيوعًا للخرف، والذي قد يساهم فيما يصل إلى 70٪ من حالات الخرف. ومن المعروف أن الالتهاب والتلف التأكسدي يلعبان دورًا في مرض ألزهايمر، وقد وُجد أن الكركمين له تأثيراتٌ مفيدة على كليهما.

بالإضافة إلى ذلك، تشير الأبحاث إلى أن الكركمين يمكن أن يساعد في إزالة تراكم التشابكات البروتينية التي تُسمى لويحات الأميلويد والتي يُسبَبها المرض.ومع ذلك، فإذا ما إذا كان الكركمين قادرًا على إبطاء أو حتى عكس تقدم مرض الزهايمر لدى الأشخاص، ما يزال أمرًا غير معروف حاليًا وينبغي دراسته.

يمتاز الكركم بخصائص مضادة للأكسدة والالتهابات
يمتاز الكركم بخصائص مضادة للأكسدة والالتهابات
  1. استجابة مرضى التهاب المفاصل بشكلٍ جيد لمكملات الكركمين: هناك عدة أنواع مختلفة من التهاب المفاصل، ومعظمها ينطوي على حدوث التهاباتٍ في المفاصل.

في دراسةٍ على الأشخاص المصابين بهشاشة العظام، تبيَن أن الكركمين أكثر فعاليةً في تخفيف الألم من الدواء الوهمي؛ ووجد البحث أيضًا أن تأثيره مشابهٌ لتأثير الأدوية المضادة للالتهابات غير الستيرويدية (NSAIDs).

في دراسةٍ أخرى حول التهاب المفاصل الروماتويدي، بدا أن الكركمين ساعد في تقليل الالتهاب المرتبط بالمرض.ومع ذلك، هناك حاجةٌللمزيد من الدراسة لفهم ما إذا كان الكركمين يمكن أن يحل محل مثل هذه الأدوية في علاج آلام التهاب المفاصل.

  1. الكركمين ذو فوائد ضد الاكتئاب: أظهر الكركمين بعض النجاح في علاج اضطرابات المزاج؛وتشمل آثاره الإيجابية على الدماغ، تعزيز الناقلات العصبية في الدماغ السيروتونين والدوبامين، وتقليل الالتهاب، وتشجيع مرونة الدماغ. ما يشير إلى أن هذه النبتة العشبية قد تكون مضادًا فعالًا للاكتئاب.

يرتبط الاكتئاب أيضًا بانخفاض مستويات BDNF وتقلص الحُصين، وهي منطقةٌ في الدماغ لها دورٌ في التعلم والذاكرة. يمكن أن يساعد الكركمين في تعزيز مستويات BDNF، مما قد يعكس بعض هذه التغييرات. ووجدت دراسةٌ أُجريت على الحيوانات عام 2018 أيضًا أن الكركمين قد يساعد في تقليل القلق، على الرغم من الحاجة إلى إجراء دراساتٍ على البشر للتحقق من ذلك.

  1. الكركمين يكافح الشيخوخة والأمراض المزمنة: قد يساعد الكركمين في تأخير الشيخوخة ومحاربة الأمراض المزمنة المرتبطة بالعمر. وإذا كان الكركمين يساعد حقًا في الوقاية من أمراض القلب والسرطان ومرض ألزهايمر، فقد يكون له فوائد لإطالة العمر أيضًا.

يشير هذا إلى أن الكركمين قد يكون له إمكاناتٌ كمكملٍ مضاد للشيخوخة؛ ونظرًا لأن الأكسدة والالتهابات يُعتقد أنهما يلعبان دورًا في الشيخوخة، فقد يكون للكركمين تأثيراتٌ تتجاوز مجرد منع المرض.

أسئلة شائعة حول الكركم والكركمين

لا شك عزيزتي أن لديكِ بعض الأسئلة والاستفسارات حول كيفية استخدام الكركم للاستفادة من مزاياه، وهو ما نجيب عليه في الفقرة التالية بحسب ما جاء على موقع Healthline..

هل من الجيد تناول الكركم يوميًا؟

نظرًا لخصائص الكركم المفيدة للصحة، فليس من السيئ تناوله يوميًا. إذا التزمتِ بـ 12 جرامًا أو أقل، فمن غير المرجح أن تعاني من آثارٍ جانبية مثل الإسهال أو الإمساك أو القيء.

من لا ينبغي له تناول الكركم؟

يجب على النساء الحوامل أو المرضعات، والأشخاص الذين يعانون من مشاكل في المرارة أو الكلى، والأشخاص الذين يعانون من اضطرابات النزيف أو مرض السكري أو نقص الحديد، الحد من تناول الكركم. إذا كنتِ تعانين من أيٍ من هذه الحالات، اسألي طبيبكِ قبل تناول الكركم؛ كما لا تنسي سؤاله عما إذا كان الكركم يتفاعل مع أي أدوية أخرى تتناولينها.

هل يمكن للكركم حرق دهون البطن؟

هناك بحثٌ يشير إلى أن الكركمين، المكون الرئيسي للكركم، قد يساعد في تقليل دهون البطن. لكن من الأفضل استشارة خبيرة التغذية لديكِ حول هذه المسألة.

خلاصة القول؛ يتمتع الكركم - وخاصة مُركبه الأكثر نشاطًا الكركمين - بالعديد من الفوائد الصحية المثبتة علميًا، مثل إمكانية تحسين صحة القلب والوقاية من مرض ألزهايمر والسرطان.وهو مضادٌ قوي للالتهابات والأكسدة، كما قد يساعد في تحسين أعراض الاكتئاب والتهاب المفاصل.

وفي حين أن هذه الفوائد ممكنة، إلا أنها قد لا تكون عامةً عند الكل. لذا ينصحكِ الخبراء بوجوب مراجعة الطبيب أولًا قبل البدء باستخدام الكركم كمادةٍ حيوية لتحسين صحتكِ بالإجمال.