علم النفس يرافقكِ في عامكِ الجديد بحقائق سيكولوجية قد تُغيّر نظرتكِ لنفسكِ
لا يزال علم النفس يقودنا إلى حقائق سيكولوجية صادمة، ومعلومات مذهلة عن النفس البشرية، والتي باتت أكثر تعقيدنًا وتداخلًا في مكوناتها وعناصرها.
لذا جمعنا لكِ بعض الأنماط التي قد تلاحظينها في نفسكِ والآخرين، بدءًا من سبب اعتقادكِ أن مذاق الطعام يكون أفضل عندما يصنعه شخص معين إلى سبب رؤيتك أحيانًا لبعض الوجوه البشرية المألوفة في أشياء غير حية كالغيوم مثلًا.
من هذا المنطلق، رافقينا عبر موقع " هي " للتعرف على أبرز الحقائق السيكولوجية التي ستُغيّر نظرتك لنفسكِ، والتي أيدها أخصائي الطب النفسي الدكتور كريم فرح من القاهرة.
مذاق الطعام عندما يصنعه شخص معين يتحكم في شهيتكِ
هل تساءلتي يومًا عن سبب تفضيلك لمذاق هذه الشطيرة التي تتناولينها في المطعم عن تلك التي تصنعينها في المنزل، حتى لو كنت تستخدمين نفس المكونات؟السبب وراء ذلك بسيط، فإعداد وجبةٍ لنفسك يتطلبُ منك الوقوف طويلًا على تجهيزها وتحضيرِها وطهيها؛ ما يُقلل ذلك من قابليتكِ وشهيتكِ للطعام، وبالتالي لن تشعرين جيدًا بمذاقها عند أكلها.
الخوف قد يكون مصدرًا للإثارة والسعادة في بعض الأحيان
عندما تشاهدين فيلمًا مخيفًا أو تجربي إحدى الألعاب الهوائية في مدينة الملاهي، تفرز دماغك حينها كميات من الأدرينالين، بالإضافة إلى الإندورفين والدوبامين؛ وهي هرمونات مسؤولة عن السعادة.صحيح أنكِستكوني خائفًة حينها، لكن عقلكِ يُدرك تمامًا أنكِ لستِ في خطر حقًا؛ وبالتالي فهو يُبقي على هذه الهرمونات عند المستوى الطبيعي. الأمر الذي بدوره يجعلك تشعرين بالإثارة والسعادة.
الشعور بالخطر قد يدفع إلى النجاح
في بعض الأحيان، قد يكون من الأفضل ألا تكوني مُطمئنًة للنتائج بدرجة كبيرة؛ فعامل الشعور بالخطر يُعتبر من أهم الأسباب التي قد تدفعكِ لتحري الدقة وتجنب الوقوع في الأخطاء.الجدير بالذكر؛ في سلسلة من التجارب أجرتها جامعة بنسلفانيا، وجد الباحثون أنه عندما فكر المتطوعون في خطة احتياطية قبل بدء مهمة معينة، فإن أدائهم كان أسوأ من أولئك الذين لم يفكروا في أي خطة بديلة.كما أنهم وحينما أدركوا أن لديهم خيارات أخرى، انخفض دافعهم للنجاح بشكل كبير مُقارنةً بالمتطوعين الذين لم يكن لديهم أي خيارات.وعليه؛ يؤكد الباحثون أن تفكيركّي في المستقبل فكرة جيدة، ولكنكِ قد تحققين نجاحًا أكبر إذا أبقيتِ هذه الخطط غامضة واكتفيتي بحاضركِ.
فكرة سلبية واحدة يُقابلها 5 أفكار إيجابية
تمتلك أدمغتنا ما يسمى بالتحيز السلبي الذي يجعلنا نتذكر الأخبار السيئة أكثر من الجيدة، ولهذا السبب تنسي سريعًا أن زميلك في العمل أثنى على عرضك التقديمي، لكنكِ تستمرينبالتفكير في إهانة تعرضتي لها من أحد الأشخاص. وهنا يقول علماء النفس أنّك بحاجة إلى خمسة أشياء إيجابية مقابل كلّ شيء سلبي واحد؛ وذلك كي تشعرين بالتوازن في حياتك.هذا يعني أن كمّ الأشياء الإيجابية في حياتك أكثر بكثير من الأشياء السلبية ألا تعتقد ذلك؟!
العقل البشري مُبرمج على رد الجميل
يوجد قاعدة في علم النفس تُسمّى "قاعدة المعاملة بالمثل"؛ وتُشير هذه القاعدة إلى أن ردّ الجميل ليس مجرّد مسألة أخلاقية، وإنما نحن مبرمجون على الرغبة في مساعدة شخص قام بمساعدتنا بالفعل.يُرجع بعض علماء النفس أن هذه الصفة تم تطويرها عبر الأزمنة للحفاظ على المجتمع، ودفعه للعمل بسلاسة؛ إذ يُشجع الناس أنفسهم على مساعدة بعضهم البعض. عمومًا، هذه الخدعة النفسية غالبًا ما تُستخدم في المتاجر المختلفة، حيث تقدّم للزبائن هدايا مجانية لتُشعرهم بضرورة ردّ الجميل وشراء بعض من منتجاتها.
عقولنا مُبرمجة على اتباع الاختيارات التي يختارها الآخرون
في تجربة شهيرة تم إجراؤها في الخمسينيات من القرن الماضي، طُلب من مجموعة من طلاب الجامعات الإشارة إلى أي من الخطوط الثلاثة المرسومة لها نفس طول الخط الرابع؛ وقد وجد الباحثون أنه عندما يسمع الطالب إجابات الطلاب الآخرين المشاركين في التجربة حتى لو كان من الواضح أنّها خاطئة، فإنه يتبعهم ويعطي نفس الإجابة الخاطئة.لعل هذا هو السبب في أنكِ غالبًا ما تختارين نفس الوجبات التي تطلبها صديقتك عند ذهابكما إلى المطعم لتناول الغداء!
موضوعنا المفضل للحديث هو أنفسنا
لا تلومي صديقتك المنغمسة في الحديث عن نفسها؛ إنها فقط الطريقة التي تعمل بها دماغها البشرية. ووفقًا لدراسة أجرتها جامعة هارفارد، تُضيء مراكز المكافأة في أدمغتنا عندما نتحدث عن أنفسنا أكثر ممّا تُضيء عندما نتحدث عن أشخاص آخرين.
ولنكن صريحين، جميعنا نحبالحديث عن مشاعرنا، أفكارنا الخاصة وتجاربنا الحياتية، ولا خطأ في ذلك؛.لكن لنحرص على ألا يكون حديثنا من باب التباهي والتفاخر، ولنمنح الآخرين فرصة ليتحدثوا هم أيضًا عن أنفسهم.
هُناك سبب يجعلك ترغبين بعصّر الأشياء اللطيفة
لا تقلقي إن كنتِ قد شاهدتي طفلًا مُمتلئ الخدودِ وشعرت برغبةٍ قويةٍ في عصر هذه الخدود الظريفة، فهذا ما يسمى بالعدوانِ اللطيف، والأشخاص الذين يشعرون به لا يريدون حقًا إيذاء هذا الطفل الجميل. وفي هذا الشأن، أثبتت الأبحاثُ المنشورةُ في إحدى مجلات علم النفس أن المشاعرَ الإيجابية التي تتولد دفعةً واحدةً عند رؤية شيءٍ لطيف، تستلزم الشعورَ بالعدوانية أيضًا كي يتحقق التوازن في المشاعر.
مهارة تعدّد المهام ليست سوى وهم!
واحدة من أكثر معلومات علم النفس غرابة هي أنمهارة تعدّد المهام ليست سوى وهم؛ فقد أظهرت الأبحاث المنشورة في مجلة علم النفس التجريبي "Journal of Experimental Psychology" أنه حتى عندما تعتقدين أنكِ تقومين بأمرين في وقت واحد، فإن ما تفعلينه في الواقع هو التبديل بسرعة بين المهمّتين؛ ما يعني ذلك، أنكِ ما زلتِ تركزين على مهمة واحدة في كل مرة.لذا لا عجب أنه من الصعب الاستماع إلى صديقتك وهي تتحدث معكِ أثناء تصفح مواقع التواصل الاجتماعي؛ فهنا أنتِ فعلاً تقومين بمهمّتين معًا في الوقت ذاته.
عقولنا تُريد منّا أن نكون كُسالى
من الناحية التطورية، تعتبر عقولنا أن الحفاظ على الطاقة أمرًا جيدًا للبقاء. فعندما كان الطعام نادرًا، كان على أسلافنا أن يكونوا مستعدين لأي شيء، وأن يوفّروا طاقتهم تحسبًا للمرور بفترات يعانون فيها من نقص الغذاء.ووفقًا لدراسة نُشرت في مجلة Current Biology، فإنه عند ممارسة الرياضة واستخدام جهاز المشي، يقوم المتطوعون تلقائيًا بتعديل مشيتهم لحرق سعرات حرارية أقل.
إدراك هذا الأمر، قد يجعلكِ أكثر قدرة على التحكّم في نفسك وأفكارك لتحقيق أحلامك وأهدافك؛ فحينما تدركين أن عقلك يُفضل الكسل، ستبدأين في تجاهل ذلك الصوت الداخلي الذي قد يطلب منك الاستسلام والتخلي عن بذل أيجهد إضافي؛ وستعملين بجدّ أكبر للبقاء نفسكِ نشيطة ومتحفزة.
الخيارات المُتعددة ستُصيبكِ بالشلل!
ولا نعني هنا الشلل الجسدي بالطبع، وإنّما شلل الأفكار. وهنا قدّم الباحثون العديد من الأدلة على أن أدمغتنا تفضل بضعة خيارات قليلة على عددٍ كبير منها فيما يُعرف بنظرية " مفارقة الاختيار".
وفي هذا الشأن، نذكر أنه تمّ إجراء تجربة على مجموعة من المشترين في أحد المتاجر، وقد وجد الباحثون أنه عندما كان الزبائن يجدون أنواعًا كثيرة ومختلفة من منتجٍ معين فإن إقبالهم على شراء هذا المنتج كانت أقل منها في حالة المنتجات ذات الأنواع الأقل.
القوة تجعل الناس أقل اهتمامًا بالآخرين
ربما سمعتي عن تجربة سجن ستانفورد الشهيرة؛ إذ تم تعيين مجموعة من طلاب الجامعات بشكل عشوائي بحيث يكون الطالب إما سجينًا أو حارسًا في سجن وهمي، وعندها بدأ الحراس في مضايقة السجناء. ساءت الأمور لدرجة أن التجربة التي استمرت أسبوعين تم إلغاؤها بعد ستة أيام!
وفي هذا الشأن، أكدّت الدراسات اللاحقة أنه عندما يشعر الناس أنهم في موقع قوة، فإنهم يصبحون أسوأ في الحكم على مشاعر الشخص بناءً على تعابير وجوههم؛ مما يُشير ذلك إلى فقدانهم للتعاطف أو الذكاء العاطفي.
ستظّل عقولنّا دائمًا دائمًا تختلّق المشاكل
وأخيرًا، هل تساءلتي يومًا عن السبب وراء ظهور مشكلة جديدة بعد كل مرة تتغلبين فيها على عقبة أو تحدّي في حياتي؟لا يعني ذلك أن العالم ضدك؛ ولكنه يعني بالتأكيد أن عقلك هو الذي يقف ضدكِ!
هذا الأمر ليس غريبًا إن أخذتِ بعين الاعتبار جميع الحقائق السيكولوجية السابقة... فالعقل البشري كما عرفنا لا يحب أن يجهل المستقبل، ويُفضل حدوث شيء سلبي على ألا يعرف ما سيحدث؛ إضافة إلى ذلك، فإنه غالبًا ما يتحيّز للتفكير السلبي والأفكار السيئة.هذه الأمور جميعها ستجعله يختلق المشاكل دومًا، وبعد التغلب على كل مشكلة، سيميل بالطبع إلى توقّع مشكلة جديدة بدلًا من تخيّل أمور أكثر إيجابية وفرحًا!