عودة مهرجان فنون العلا في نسخته الرابعة.. وهذه التفاصيل
يعود مهرجان فنون العلا بموسمه الرابع ليعزز من مكانة العُلا كوجهة داعمة للإبداع والفن، مع برنامج حافل بالعروض الأدائية والمعارض والأنشطة المميزة التي تسلط الضوء على طيف من الإبداعات الفنية المحلية والإقليمية والعالمية، حيث يُعد المهرجان السنوي الذي سينطلق بنسخته الجديدة بتاريخ 16 يناير 2025، جزءًا من أجندة "لحظات العُلا"، وحدثًا فنيًا عالميًا بارزًا يقدم تجربة فريدة من نوعها لعشاق الثقافة والفنون، ومنصة لاستكشاف الرؤى الإبداعية الماضية والمستقبلية لمحافظة العُلا، ويوفر منصة ملهمة للتعبير الإبداعي والحوار الثقافي، إذ يربط الزوار بالتراث الفريد للمنطقة ورؤيتها المعاصرة.. لنتعرف على أبرز الفعاليات والأنشطة التي يتضمنها مهرجان فنون العلا 2025.
العرض العالمي المبتكر "ذكرى" حين يلتقي الماضي بالحاضر
يقدم وادي الفن "ذكرى، حين يلتقي الماضي بالحاضر"، حيث يعد العرض الفني الأدائي "ذكرى" من أبرز فعاليات هذا العام، وهو عمل فني مستوحى من المكان يعرض لأول مرة، من إبداع مصمم الفنون الأدائية المعاصرة الحائز على جوائز عديدة والمعروف عالميًا "أكرم خان"، وفنانة وادي الفن "منال الضويان" التي مثلت المملكة العربية السعودية في النسخة الستين من بينالي البندقية الدولي، وسيجسد هذا العرض على مسرح مخصص لهذه الفعالية في قلب الصحراء الساحرة من 25 إلى 27 يناير 2025 مفاهيم النسيان والتعلم الجماعي والشفاء، مستكشفًا فكرة "من دون ماضٍ، لا يوجد مستقبل".
وسيضم العرض 14 فنانًا أدائيًّا على مستوى عالمي ودولي، مع موسيقى تصويرية أصلية من تأليف الملحن الحائز على جوائز أديتيا براكاش، وأزياء مميزة، وموقع تصويري من تصميم منال الضويان، ويمثل هذا العرض الأدائي تجسيدًا لالتزام العُلا العميق بمشاركة المجتمعات المحلية، إذ كان لها دور محوري في صياغة تصميم العرض وموسيقاه وحركاته، ويعكس التزام وادي الفن بتعزيز تفاعل الجمهور المحلي من خلال برامج مجتمعية، مما أسهم بشكل فعّال في تشكيل مكونات العرض وإثرائها.
معرض الفنان الرائد في مجال الضوء والفضاء "جيمس توريل"
يقدم وادي الفن معرض يستعرض أعمال الفنان الرائد في مجال الضوء والفضاء "جيمس توريل"، لمشاهدة مجموعة من أروع أعماله في هذا المعرض الفريد من نوعه، وذلك خلال الفترة من 16 يناير إلى 19 أبريل 2025، هذا بالإضافة إلى استكشاف تفاصيل عمله الفني المقبل في وادي الفن، وتشمل أبرز المعروضات تصاميم ومخططات وخريطة للأبراج الخاصة بالتكليف الفني القادم للفنان في وادي الفن، وستُعرض أيضًا أعمال إسقاط ضوئي وقطعة زجاجية من مجموعة الهيئة الملكية لمحافظة العُلا للفن المعاصر، علما بأن "جيمس توريل" يعد واحدًا من أول خمسة فنانين ينشئون تكليفات فنية جديدة واسعة النطاق ومخصصة للموقع في وادي الفن، إلى جانب كل من منال الضويان، وأجنيس دينيس، ومايكل هيزر، وأحمد ماطر.
ساحة حي الجديدة للفنون
تشكل "ساحة حي الجديدة للفنون" القلب النابض للمهرجان، فهي الملتقى الإبداعي والمركز الرئيسي لفعاليات مهرجان فنون العلا، واستكشاف أجوائه الحيوية والإبداعية مع البرامج الفنية، والمعارض المعاصرة، والعروض الموسيقية في أرجاء حي الجديدة والبلدة القديمة، إذ تعدّ مركز إبداع حيوي سينقل أجواء الحدث إلى عدة مواقع رئيسية في العُلا، وتقدم أيضًا برنامجًا عامًا متنوعًا يستضيف مجموعة من ورش العمل الدورية والجلسات التعليمية والحوارية التي تناسب مع الحضور بمختلف أعمارهم.
بيت الهمس للفنان طارق عطوي
تجربة سمعية بصرية فريدة من نوعها لاستكشاف العلاقة بين المواد والأصوات المختلفة بطريقة فنية معاصرة، في تجربة "بيت الهمس" الذي صممه الفنان العالمي المعاصر "طارق عطوي"، والذي سيقام خلال الفترة من 16 يناير إلى 30 أبريل 2025، حيث سيُعرض فيه أحدث أعماله الفنية، مما يمثل تتويجًا لتعاونه المستمر مع متحف الفن المعاصر في العُلا، وخلال المهرجان، ستتحول هذه المساحة إلى مركز للممارسات الصوتية والسمعية، إذ سيُقَدَّم برنامج متكامل من وِرش العمل، والعروض التفاعلية، والفعاليات المتنوّعة لاستكشاف أعمال الفنان العالمي "طارق عطوي" وأسلوبه الإبداعي الخاص، والذي يتميّز في أعماله الفنية بمزج الأصوات مع الخيال والتكنولوجيا لابتكار أدوات موسيقية تتخطى حدود المألوف، وتهدف هذه المبادرة إلى تحفيز عُشّاق الفن على التفاعل بصورة مباشرة مع الفنان، وتوفير البيئة المناسبة لتبادل المعرفة، والتعبير عن الأفكار، والتعاون على تقديم إنتاجات صوتية مبتكرة.
مساحة العُلا للتصميم
وتحتضن مساحة العُلا للتصميم في نسختها الثانية مركزين إبداعيين من 16 يناير إلى 19 أبريل، يسلّطان الضوء على التراث الثقافي والتصاميم المبتكرة في المنطقة، ولأول مرة، يقدم المعرض في مساحة العُلا للتصميم أعمالًا أُنْجِزَت داخل مدرسة الديرة، لتؤكد هذه الأعمال عمق التفاعل بين الماضي والحاضر، ويُقدم المعرض تجربة حسية شاملة، تدعو الزوار لاستكشاف الجمال الطبيعي والحرف اليدوية للعلا، مع استحضار الملمس، والروائح، والأصوات، والمرئيات التي تروي قصة تحويل مدرسة الديرة من مدرسة تاريخية للبنات إلى مركز نابض بالفنون والتصميم.
الاحتفاء بالإرث الغني للخط العربي
يقدم مهرجان فنون العُلا بالتعاون مع مؤسسة خولة للفن والثقافة، فعالية للاحتفاء بالإرث الغني للخط العربي، وتضم الفعالية التي ستقام خلال الفترة من 16 يناير إلى 22 فبراير، الخط العربي على ثلاثة أقسام، يركز كل منها على الخط العربي، وهي: "الخط في طنطورة" ويتضمن هذا القسم عملًا تركيبيًا لسمو الشيخة خولة بنت أحمد خليفة السويدي، مستوحى من عملها المميز "الحياة"، وقسم "الخط جاليري" ويعرض هذا القسم معرضًا فرديًا للفنان اللبناني "غالب حويلا" ومعرضًا جماعيًا يضم مجموعة متنوعة من روائع الخط العربي، بما في ذلك أعمال وسام شوكت، وعبدالله عكار، وتصاميم طباعية لإبراهيم زكي، وغيرهم، فيما يقدم القسم الثالث والأخير "بيت الخط" ويدعو هذا المتجر الزوار لاستكشاف المنتجات اليومية المزينة بالخط العربي.
معرض "أصداء الزمن"
يقام معرض "أصداء الزمن" الذي يقدمه "أثر جاليري" من تاريخ 16 يناير إلى 19 أبريل، ويضم أعمالًا لدانية الصالح وسوزان كريمان، تحت إشراف سلمى الخالدي، يحتفي المعرض بالذكرى العشرين لأعمال التنقيب التي قام بها المعهد الألماني للآثار في المملكة العربية السعودية من خلال مشروع تعاوني يربط بين القديم والحديث، ويستكشف كيفية تأثير الاكتشافات العادية وغير العادية على فهمنا ووعينا، وعلى خلفية المواقع الأثرية في تيماء والعُلا، يدعو المعرض المشاهدين إلى إعادة التفكير في المناظر الطبيعية الصحراوية، ليس فقط أثرًا وإنما أيضًا بوصفه عالمًا يتقاطع فيه التاريخ والحاضر بطرق لا حصر لها.
الاستوديو المفتوح في برنامج العلا للإقامة الفنية
يُرحّب الاستوديو المفتوح في برنامج العلا للإقامة الفنية بضيوف المهرجان لاستكشاف الفنون، والثقافة، والتاريخ من المنظور الإبداعي لـ 6 فنانين من السعودية ومجموعة مبدعين من مختلف دول العالم، الذين يشكلون جزءًا من برنامج الإقامة الفنية في العُلا، واكتساب رؤى فريدة بخصوص أعمالهم الإبداعية، ويتيح هذا الاستديو المتاح خلال الفترة من 25 إلى 29 يناير، فرصة فريدة لزواره لاستكشاف معرض من أروع التراكيب الفنية، والعروض المباشرة، والأعمال الإبداعية المُختارة بعناية لتتكامل مع سحر الطبيعة، وعراقة التاريخ، والروح الاجتماعية النابضة بالحياة، حيث يستمدّ الفنانون إلهامهم من الثراء الاستثنائي الموجود في طبيعة العلا، ويسخّرون شغفهم العميق في تقديم أعمال مبتكرة تجمع بين تجدّد الفن المعاصر وأصالة الإرث الثقافي المحلي، لتتجسّد في هذا المعرض القصص الخالدة من جديد بلمسات فنية حديثة، وتحتفل بمكانتها الراسخة بين الركائز الثقافية للعلا.
أنشطة جاذبة متنوعة للاحتفاء بالروح الإبداعية للعلا
إلى جانب المعارض الرئيسية لمهرجان فنون العُلا، يوجد الكثير من الأنشطة الجذابة التي تغمر الزوار بالروح الإبداعية للعلا، فلا تقتصر فعاليات المهرجان على الفنون البصرية فحسب، وإنما تتعداها إلى الموسيقى والسينما والبرامج الثقافية المتنوعة، حيث ينبض مركز العُلا للموسيقى بالعروض الحية التي يحتضنها حي الجديدة للفنون والبلدة القديمة، إذ يقدم باقة متنوعة من الأعمال الموسيقية، تشمل الأنماط العربية، والاندماجية، والغنائية، والجاز، مما يعكس تنوع المواهب الإقليمية والعالمية.
هذا بالإضافة إلى باقة من الحفلات الموسيقية الاستثنائية التي تستضيفها قاعة مرايا المذهلة في العلا، ومن أبرزها حفل العازف والمؤلف المبدع "لودوفيكو إناودي" بتاريخ 17 يناير، وحفل الفنان العالمي "ماتيو بوتشيلي" في 24 يناير 2025، ضمن فعاليات مهرجان فنون العلا، كما يمكن لعشاق السينما الاستمتاع بـ "سينما الجديدة"، وهي سينما في الهواء الطلق تعرض أفلامًا فنية وتتيح للجمهور فرصة التعرف على ثقافات سينمائية متنوعة.