خاص "هي" - رائدة الأعمال الإماراتية مريم الفلاسي: صوت ملهم يسعى إلى إحداث تغيير حقيقي في كيفية تقديم الفن والتفاعل معه
وسط تطور المشهد الثقافي في المنطقة، تبرز رائدة الأعمال مريم الفلاسي"كصوت ملهم يسعى إلى إحداث تغيير حقيقي في كيفية تقديم الفن والتفاعل معه. راغبة في إتاحة الفن للجميع، بغض النظر عن خلفياتهم ومعرفتهم الفنية، أسّست الوكالة الفنية والثقافية "إيريس بروجكتس" Iris Projects، وهي مبادرة استثنائية تعيد صياغة علاقة الفن بالمجتمع، وتجعل الإبداع أكثر قربا وشمولية. بمسار بدأ من منصة رقمية وتطور بنجاح، استطاعت "مريم" أن تحول حلمها إلى واقع يحتفي بالمواهب المحلية، لتصبح "إيريس بروجكتس" منبرا يُبرز ثراء الثقافة الإماراتية، وينقل صدى أصواتها الإبداعية الناشئة. وفي خطوة طبيعية لتحقيق رؤيتها، أعلنت وكالة "إيريس بروجكتس" حديثا عن افتتاح صالة عرضها الفنية الأولى في منطقة "ميزا" في أبوظبي. في هذا الحوار الخاص، تفتح "مريم الفلاسي" أبواب الرؤية التي قادتها لإطلاق الغاليري في مشروع "ميزا" ، وتحدثنا عن كيفية تمكين الجمهور من الانغماس في الفن بطريقة تحتفي بالإنسانية والابتكار، ودعم المواهب الفنية المحلية والإقليمية.
بدأت "إيريس بروجكتس" كحلم لعرض أفضل المواهب التي تقدمها منطقتنا. بينما بدأنا بمنصة رقمية خلال فترة كوفيد-19، كانت أعمالنا دائما تنطلق من نهج إنساني، حيث نجلب الفن إلى المساحات العامة، ونشجع الجمهور على التفاعل مع الفن في بيئته الطبيعية. كوكالة للفنون والثقافة، كلفنا الفنانين بالمشاركة في معارض فنية عامة، ووضعنا أعمالهم في مجموعات فنية في جميع أنحاء الإمارات وخارجها. افتتاح مساحة معرضنا الجديد كان خطوة طبيعية في تحقيق رؤيتنا لدعم الفنانين المعاصرين، وتقديم الفن بطريقة إنسانية، وبناء ثقافة جمع الأعمال الفنية في الإمارات والمنطقة.
كيف يجسد إطلاق المعرض في ميزا رؤية "إيريس بروجكتس" لجعل الفن متاحا وشاملا، وخاصة مع المعرض الافتتاحي الذي يضم أعمال اليازية آل نهيان؟
دائما ما أعود إلى تجربتي الأولى عند دخولي معرضا كجامعة شابة للفن، والتي كانت تجربة مخيفة بعض الشيء. في صميم كل ما تقدمه "إيريس بروجكتس"، أريد للناس أن يشعروا بأن الفن متاح للجميع، بغض النظر عن مستوى معرفتهم الفنية. افتتاح المعرض عن طريق الحجز المسبق سيضمن أن الزوار يحظون بتجربة حميمية ومخصصة، وهو ما يسمح لهم بالتفاعل بعمق مع المعرض والفن المعروض. سندعم المعرض ببرنامج غني يتضمن حوارات وندوات وجولات إرشادية على مدار العام، وكلها ستكون مفتوحة للجمهور. أما بالنسبة لليازية آل نهيان، فهي فنانة إماراتية اكتشفتها خلال معرض تخرجها. من النادر أن يترك فنان أثرا مباشرا فيّ بهذا الشكل، وعرفت حينها أنني أريد عرض أعمالها ومساعدتها على الوصول إلى جمهور أوسع. بدت كأنها الخيار الطبيعي لإطلاق معرضنا، ولعرض أعمالها للجمهور الدولي الذي يزور المدينة خلال فعاليات فن أبوظبي.
ما الدور الذي تلعبه "إيريس بروجكتس" في إبراز الأصوات الإماراتية مثل اليازية آل نهيان وجمعة الحاج على المنصات المحلية والدولية؟
في "إيريس بروجكتس"، نمثل عددا من الفنانين، ومنهم جمعة الحاج، الذي تطورت مسيرته الفنية جنبا إلى جنب مع تطور "إيريس بروجكتس"، حيث كان معنا منذ البداية. كان شرفا لنا أن نشهد تطور مسيرته الفنية، وقد تم اقتناء أعماله مؤخرا من قبل مؤسسة بارجيل للفنون في الشارقة، ووزارة الثقافة الإماراتية، ومجموعة "بولغري" الفنية في روما، إيطاليا، وغيرها. بينما نمثل عددا من الفنانين الإماراتيين الناشئين والمتمرسين، فإننا نعمل أيضا مع فنانين مرتبطين بالمنطقة. على سبيل المثال، بدأنا مؤخرا تمثيل عبد الله العثمان، الذي يستند في ممارسته الفنية متعددة التخصصات إلى تجربته في العيش والعمل في السعودية، ونتطلع إلى عرض أعماله هنا في المستقبل.
كيف أسهمت مشاركة "إيريس بروجكتس" في فن أبوظبي في تحقيق رؤيتكم؟
كانت المشاركة في فن أبوظبي تجربة مثمرة للغاية. يوفر المعرض بوابة حيوية لربط المعارض المحلية والفنانين بالمقتنين الإقليميين والدوليين. كانت هذه أول مشاركة لنا في معرض فني، وكانت فرصة رائعة للترويج لفنانينا ورؤيتنا بين الشخصيات البارزة في المشهد الفني الإقليمي. إضافة إلى الشبكات والمبيعات، كان من الملهم رؤية المجتمع الفني النابض بالحياة هنا في الإمارات العربية المتحدة.
ما الذي يميز الفن الإماراتي اليوم من وجهة نظرك؟ وكيف يهدف المعرض الجديد لـ" إيريس بروجكتس" إلى إبراز هذه السرديات المتطورة؟
اليوم، يعاد تعريف الفن الإماراتي. لقد تطور الفن من الأعمال التقليدية التي كنا نعرفها لفترة طويلة إلى تعبيرات معاصرة أكثر حيوية. وعلى الرغم من أن هذه التقاليد لا تزال جزءا من تراثنا، فإن هناك سردا جديدا يتناول الطبيعة العالمية لمجتمعنا اليوم في الأعمال الفنية التي نراها من الفنانين الناشئين. في "إيريس بروجكتس"، نسعى لدعم هذا التحول من خلال جلب المرشدين ومقيّمي الأعمال الفنية بشكل وثيق مع الفنانين، لمساعدتهم في صياغة هذه السرديات وترجمتها إلى جمهور عالمي.
كيف تؤثر خبراتك بصفتك جامعة فنية ومؤرخة فن في عملك في "إيريس بروجكتس"؟
كان لخلفيتي كجامعة فنية ومؤرخة فن تأثير كبير في العمل الذي أضطلع به في "إيريس بروجكتس". فهم تاريخ الفن جعلني أقدر تأثير الفن في حياتنا وأهمية توثيق تطوره، وخاصة أن مشهدنا الفني في المنطقة اكتسب زخما مؤخرا.
كيف ترين مساهمة معرض فن أبوظبي في سرد الفن الإماراتي المعاصر على الساحة العالمية، وخاصة مع تزامن المعرض الافتتاحي لـ"إيريس بروجكتس" مع الحدث؟
رؤية قيادتنا والتزام الدولة المستمر بالاستثمار في بنيتها التحتية الثقافية قد خلقا نظاما فنيا قويا في الإمارات. معرضنا الجديد في ميناء زايد يجعلنا في جوار متحف اللوفر أبوظبي ومتحف "جوجنهايم" أبوظبي المرتقب.
