
الفنانة الإماراتية اليازية آل نهيان لـ"هي": أعمالي أرشيف حسي للتغيرات البيئية والتحولات الثقافية
يتيح معرض فن أبوظبي منصة تحتفي بالهوية الثقافية والذاكرة الجماعية، وهي موضوعات تعكسها ممارستي الفنية. بالنسبة لي، جمع المواد الطبيعية واستخدامها لاستحضار المناظر الطبيعية هما طريقة للحفاظ على الذاكرة، ليس فقط للبيئة، بل أيضا لعملية العمل والمواد ذاتها. أعمالي هي أرشيف بصري وحسي للتغيرات البيئية والتحولات.
أعمالك تستكشف العلاقة بين المواد والمناظر الطبيعية. كيف ترين تفاعل هذه الموضوعات مع جمهور متنوع في معرض فن أبوظبي؟
أسعى لتشجيع تقدير أعمق لدورات الحياة والروايات التي تحملها المواد الطبيعية. الأمر يتعلق بالتعرف إلى القيمة في الأشياء التي غالبا ما تعتبر عابرة أو غير دائمة، وفهم أن هذه المواد ليست مجرد بقايا، بل هي رواة قصص بيئية.
يروّج معرض فن أبوظبي للحوار الثقافي والتبادل الفكري. كيف تأملين أن تسهم أعمالك في النقاش حول تطور الهوية الإماراتية في الفن المعاصر؟
آمل أن تسلط أعمالي الضوء على التوازن الدقيق بين التحديث السريع لدولة الإمارات وتراثها الطبيعي والثقافي. باستخدام مواد مستمدة من البيئة المحلية، أهدف إلى لفت الانتباه إلى جمال التفاصيل الدقيقة في مناظرنا الطبيعية والقصص التي تحملها. أطمح إلى أن تثير هذه الأعمال حوارات حول كيفية تشكيل الهوية الإماراتية من خلال التقدم والارتباط المستدام بالأرض.
باستخدامك للأصباغ الطبيعية والمواد المتحللة، تبتكرين لغة بصرية متقنة. كيف توازنين بين العفوية والدقة في هذه العملية لتحقيق رؤيتك الفنية؟
أبدأ أعمالي بشكل عفوي، حيث تعتمد الكثير من العلامات والصور على حركات المواد الطبيعية، من الانطباعات والبقع إلى التجاعيد الناتجة عن العملية. أترك المواد تقود تشكيل الأشكال والقوام، وهو ما يسمح لخصائصها الجوهرية بالظهور بحرية. تأتي الدقة في وقت لاحق عندما أضيف أبعادا وتفاصيل تُبرز تلك البصمات الطبيعية بلمسات مقصودة.
في معرضك "في أنفاس التحول"، الذي يعكس موضوعي التحول والذاكرة، ما الرسالة الأوسع التي ترغبين في إيصالها للمشاهدين حول علاقتنا مع العالم الطبيعي؟
في بلد سريع الإيقاع كالإمارات، حيث يهيمن التطور السريع على المشهد، أشعر بالحاجة إلى الحفاظ على المواد الطبيعية كوسيلة للتمهل والارتباط بما يعتبر غالبا غير ملاحظ. الطبيعة هنا هادئة لكنها قوية، والحفاظ على هذه المواد يسمح لي بتسليط الضوء على حضورها الهادئ في بيئة متغيرة بسرعة. إنها طريقتي لترسيخ نفسي في هذه الوتيرة السريعة وتكريم اللحظات العابرة في دورة الطبيعة.