
مُلهمات "هي": حوار خاص مع شريفة السديري أوّل متزلجة جبال الألب من السعودية وإرادة لا تعرف المستحيل
شريفة السديري هي أول متزلجة جبال الألب من المملكة العربية السعودية، وواحدة من الأسماء البارزة في عالم الرياضات الشتوية في المنطقة. بدأت شريفة مسيرتها الرياضية في مجال التزلج في وقت متأخر مقارنة بمعظم الرياضيين، لكنها استطاعت أن تبرز في هذا المجال بفضل عزيمتها الكبيرة وتفانيها. كانت شريفة تمثل تحديات كبيرة في البداية، لكن دعم بلدها، المملكة العربية السعودية، كان أحد العوامل التي ساعدتها في التغلب على الصعوبات ومواصلة تحقيق طموحاتها.
تعتبر شريفة السديري رمزًا للمرأة القوية التي تتحدى القيود وتُثبت أن النجاح لا يأتي فقط من الوصول إلى القمة، بل من الاستمتاع بالرحلة نفسها، مهما كانت صعبة. إليكم هذا الحوار الخاص معها تزامنًا مع يوم المرأة العالمي:
بصفتكِ أول متزلجة على المنحدرات الثلجية تُمثل المملكة العربية السعودية، ما هي التحديات الشخصية التي واجهتها؟
مثل أي مسار لتحقيق إنجاز كبير، لم يكن الوصول إلى الاحتراف في التزلج سهلاً على الإطلاق.
كان عليّ أن أتقن فن تنظيم الوقت، موازنةً بين مسؤولياتي العائلية، خاصة تجاه أطفالي الصغار، وبين التزامي الكامل بهذه الرياضة. تطلّب ذلك درجة عالية من التخطيط والتضحية في بعض النواحي، وهو أمر كان عليّ تقبلّه والتكيف معه.
إضافةً إلى ذلك، وبحكم أنني بدأت مسيرتي في التزلج الاحترافي في مرحلة متأخرة مقارنة بمعظم الرياضيين، كان عليّ أن أضاعف مجهودي، وأن ألتزم بأقصى درجات الانضباط والمثابرة لتحقيق أحلامي. أستطيع القول بثقة إن الرحلة كانت مليئة بالعمل الشاق، والدموع، وحتى الألم.
ورغم كل التحديات، كنت محظوظة بالدعم الكبير الذي تقدمه بلادي لرياضييها. هذا الدعم كان مصدر راحة نفسية وأساساً لإيماني بأن طموحاتي يمكن أن تتحقق.
كيف أثرّت خلفيتك في الفن المعاصر على حياتك؟
أسهم تنوّع الموضوعات في الفن المعاصر، بالإضافة إلى الزوايا المتعددة التي يُنظر من خلالها إلى الأعمال الفنية، في تعليمي أن كل جانب من جوانب الحياة يمكن التعامل معه بالطريقة التي نختارها لتجربته. وقد تكون أي تجربة إما مميزة ومليئة بالجمال أو عادية وباهتة، بناءً على نظرتنا الشخصية إليها. كنت دائماً محظوظة بقدرتي على رؤية الجانب الإيجابي في أي فرصة تُتاح لي، حتى وإن كانت في البداية تبدو كتحدٍّ صعب.
كيف توازنين بين أدوارك المتنوعة كأم لطفلين، ورياضية، ومدافعة اجتماعية، مع الحفاظ على نموك الشخصي؟
بكل صدق، إذا قلت إن الأمر سهل، فلن تكون الحقيقة! لكنني أعتبر نفسي محظوظة للغاية لأنني أجد شغفاً وحباً عميقاً لكل دور من هذه الأدوار، وهو ما يجعل التحديات اليومية أقل وطأة وأكثر قابلية للتجاوز.
أنت ملتزمة أيضًا بالعمل الاجتماعي والقضايا البيئية. كيف تدمجين هذه القيم في حياتك كرياضية؟
تُعد هذه القيم جزءاً لا يتجزأ من مبادئي الأساسية ومن نمط حياتي اليومي، لذا فهي تتجسد بشكل طبيعي في كل ما أفعله، دون الحاجة إلى جهد واعٍ لدمجها.
ما النصيحة التي تقدمينها للنساء الراغبات في تبنّي أسلوب حياة نشط، ولكنهن لا يعرفن من أين يبدأن؟
ابدأن بخطوات بسيطة ومدروسة. حاولي إدخال عادة إيجابية جديدة كل أسبوعين أو حتى كل شهر، مما يجعل الرحلة أقل إرهاقاً وأكثر استدامة. ومع مرور الوقت، ستُدهشين من عدد العادات الصحية التي تبنيتهاِ، والتغيير الذي أحدثته.
التزلج يجعلك تتواصلين مع الطبيعة. كيف يعزّز هذا الاتصال صحتك العامة؟
أؤمن بشدة أن الطبيعة هي أفضل دواء لدينا، وتقدم لنا كل ما نحتاجه لحياة أفضل. بالنسبة لي، سواء كنت على المنحدرات، أو بجانب البحر، أو في الصحراء، فإن كل ذلك يملأني بالطاقة الإيجابية ويمنحني شعوراً بالرفاهية.
كيف يسهم تواصلك مع الطبيعة من خلال التزلج في تعزيز عافيتك؟
أؤمن بعمق أن الطبيعة هي أعظم دواء لنا، فهي تمنحنا كل ما نحتاجه لتحقيق حياة متوازنة وصحية. بالنسبة لي، سواء كنت أتزلج على المنحدرات، أو أجلس بجانب البحر، أو أستمتع على الرمال، فإن هذه اللحظات تمنحني طاقة إيجابية عميقة وشعوراً بالعافية.
ما هي وجهتك المفضلة للتزلج ولماذا؟
حيثما يكون الثلج طازجاً، والمنحدرات شديدة الانحدار، والشوكولاتة الساخنة غنية كما هي الذكريات الجميلة.
كلمة واحدة تصفين بها شعورك على المنحدرات؟
"حيّة" – لأن لا شيء يوقظك كإثارة السرعة ولدغة الهواء البارد.
ما هو شعارك الذي تعتمدينه عند مواجهة التحديات؟
"إذا لم تكن خائفاً، فأنت لا تسير بالسرعة الكافية"، أو هكذا أقول لنفسي بينما أصرخ بصمت داخلياً!
الشيء الذي تأملين أن يتعلمه أطفالك من رحلتك؟
أن النجاح لا يتعلق بالوصول إلى القمة، بل بالعثور على السعادة خلال الرحلة، حتى عندما تشمل الرحلة بعض العثرات.
كتاب أو فيلم ألهمك مؤخراً؟
فيلم The Greatness Codeاذ إنه تذكير قوي بأن لحظات الوضوح والانتصار غالباً ما تأتي عندما ندفع أنفسنا لتجاوز ما كنا نعتقد أنه ممكن.
ماذا تعني لك المشاركة في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية 2026، على الصعيد الشخصي والمهني وكأم؟
تعني لي إثبات أن الحدود غالباً ما تكون مجرد أوهام. إنه انتصار شخصي ومحطة مهنية تُظهر قوة الصمود وجمال السعي وراء الحلم، بغض النظر عن العقبات.