جودر

ياسر جلال لـ "هي": قصة الموسم الثالث من "جودر" جاهزة وشعبية حكايات "ألف ليلة وليلة" سبب انتشاره عالميا

مصطفى القياس
18 مارس 2025

حقق الفنان ياسر جلال نجاحا كبيرا لعامين متتاليين في مسلسل "جودر" عبر جزئين دراميين، ضمن الدراما التاريخية الفانتازية، وصولًا إلى تخطي العمل الحدود بعرضه في دولة أوروبية، كما ألمح في تصريحات له عن إمكانية تقديم التجربة الفنية ضمن سلسلة من الأجزاء في عدة مواسم منه، في المقابل يعيش الممثل المصري حالة كبيرة من السلام النفسي حيال الفكر التنافسي الذي يعتمد في مكنونه على تسليط المشاهير الأضواء على أنفسهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدًا عدم تضمين مثل هذه الأفكار في حساباته العملية بمجال الفن والتمثيل..

وفي حديث خاص لـ "هي"، يكشف ياسر جلال لنا كواليس خاصة عن تجربة مسلسل "جودر2"، ورأيه في فكرة عرضه على جزئين من 15 حلقة، ويوضح لنا التفاصيل عن منظوره في التعامل مع التجارب الفنية، ويبين لنا رؤيته في العلاقة بين الفنان ومنصات التواصل بين التأثير والتأثر، وعن السلام النفسي الذي يعيشه، وإحداثه التوازن بين التركيز على جوهر العمل الفني ومغريات الشهرة وتفاصيل أخرى كثير.

في البداية، كيف ترى تسجيل مسلسل "جودر" حضوره للعام الثاني على التوالي في موسم دراما رمضان بنوعية فنية متفردة؟

سعيد للغاية بكل ما حققته تجربة مسلسل "جودر" من نجاح في الجزأين الأول والثاني، واجهنا الكثير من التحديات للاستمرار في تقديم العمل الدرامي على نفس الوتيرة والخلطة الفنية الخاصة بالجزء الأول، موازاة مع التطورات الدرامية للقصة وللأحداث، تحملنا الكثير من الصعاب، حيث مناطق تصوير صحراوية ونائية، الحمد لله تكلل الأمر بالنجاح، وردود الأفعال التي وصلتني عن العمل إيجابية للغاية، وعلى وجه الخصوص، مع استمرار المشاهدين الذين شاهدوا الجزء الأول في مواصلة مشوار القصة الدرامية مع صناعها على شاشة التلفزيون، أما عن النوعية فلها شريحة كبيرة من الجمهور الذي يحبها من حول العالم.

ت

ألا ترى أن تقسيم العمل وعرضه على جزأين دراميين هو إفقاد لحالتي التركيز والمتعة الفنية لدى المشاهد؟

على العكس، لم أر في ذلك تشتيت لانتباه المشاهدين، وعلى وجه الخصوص الأصداء الإيجابية التي حققها الجزء الأول في رمضان الماضي، لاسيما مع تعليقات الجمهور عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فيما يتعلق بانتظار مشاهدة الجزء الثاني واستكمال مشاهدة التطورات الدرامية الخاصة بالجزء الثاني، والمستكملة لأحداث الأول منه، ثم أن الأمر ليس بالمبتكر من قبلنا بل إنه معمول به في العديد من دول العالم، حيث تقسيم الأعمال الدرامية إلى عدة مواسم، الحمد لله الجزء الأول من "جودر" صنع حالة من التفاعل بين الجمهور، وشوقهم لمشاهدة الجزء الثاني منه، وهذا تجلى في ردود الأفعال الأولية التي وصلتني عن عرض الجزء الثاني المعروض حاليا في رمضان.

كيف تنظر إلى خطوة دبلجة مسلسل "جودر" إلى اللغة الروسية؟

هذه مسألة تخص الجهة الإنتاجية، أعتقد أنه تم بيعه لإحدى المنصات الإلكترونية العالمية، وانطلاقا من ذلك تمت عمليات دبلجة العمل إلى اللغة الروسية من قبل المنصة التي تعرض العمل، الحمد لله العمل لاقى تفاعل كبير على المنصة من الجمهور، كما إنني لدي معلومات تفيد أن المسلسل مطلوب شراءه من عدة جهات إنتاجية عالمية، حيث إن هذه النوعية والتيمة الفنية من الأعمال الدرامية، سواء الفانتازية أو التي تحمل تراث كلاسيكي مثل حكايات "ألف ليلة وليلة" المستوحى منها أحداث العمل، تكون مطلوبة في العالم كله.

ت

من وجهة نظرك، هل تعيق دراما الأجزاء من تنوع الممثل بين الأدوار والأعمال الفنية؟

هي فعلًا تعيق من أداء الممثل أدوار أخرى متنوعة، هذه هي النقطة الحاسمة بالنسبة لي في التعامل مع دراما الأجزاء، من حيث إنها لا تساعد الممثل على تقديم شخصيات تمثيلية مختلفة، في ظل الالتزام بطبيعة الشخصية الدرامية ذاتها المقدمة في الأجزاء، بالرغم من تطورات الأحداث، إلا أنها تلزمك بأداء شخصية واحدة في عدة أجزاء درامية، هذا يحد من فكرة التنوع في الأدوار التمثيلية، أرفض الثبات على شخصية درامية واحدة.

ألمحت في تصريحاتك إلى وجود جزء ثالث من مسلسل "جودر"، هل نجاح التجربة الفنية يدفعك للاستمرار في تقديمها ضمن سلسلة درامية؟

المسلسل مأخوذ من حكايات "ألف ليلة وليلة"، لا مانع من تقديم العمل في سلسلة درامية مطولة من الأجزاء، لإنه في المقابل الأجانب يقدمون قصصهم التاريخية الفانتازية بطريقتهم، ويجذبون جيل وشريحة كبيرة من الفئات العمرية الصغيرة لمشاهدة هذه النوعية من الأعمال، ثم أن مسألة وجود جزء جديد من المسلسل، هو جاهز فعلًا من قبل الكاتب أنور عبد المغيث، ومن وجهة نظري أرى أن القصة الدرامية تتحمل تقديم سلسلة درامية مؤلفة من عدة أجزاء.

ت

برأيك، هل تلغي المنصات الإلكترونية يومًا دور شاشة التلفزيون كوسيلة صمدت لسنوات أمام تحديات كبيرة في كل دول العالم؟

لقد تطورت صناعة الإعلام والأعمال الفنية المرتبطة بالعرض على شاشات التلفزيون بشكل مذهل، في المقابل باتت المنصات بمحتواها الدرامي والبرامجي وسيلة قوية تنافس شاشة التلفزيون، لا أعتقد أن المنصات ستلغي دور التلفزيون بل هي عاملًا مؤثرًا بشدة، مع مرور السنوات يزيد الأمر.. اما إلى أي مدى يمكن أن تؤثر؟ إلى درجة الإلغاء أم التأثير وحسب؟ لا أعلم.

لماذا لا تشغل نفسك بالفكر التنافسي في موسم رمضان وتلتزم الصمت والتركيز صوب العمل وحسب؟

لا أشغل نفسي بالفكر التنافس لأنني ببساطة لا أنظر إلا لمصلحة الصناعة في المقام الأول، التي تنعكس على تكوين حالة المتعة الفنية لدى المشاهد، من حيث تقديم نوعيات مختلفة تُشبع وتلبي جميع الأذواق، هناك حالة كبيرة من التنوع من قبل الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية.

كيف وصلت إلى حالة السلام النفسي في التعامل بتوازن ما بين جوهر العمل الفني ومغريات الشهرة والنجومية؟

لا أركز إلا على جوهر العمل في مجال الفن، حيث المتعة الفنية، التي أرغب أن أعيشها في لعب شخصيات وأعمال تمثيلية مختلفة من أجل متعة المشاهد، أكرس اهتمامي على ذلك، وأحب أن ينجح جميع زملائي من حولي، نحن أبناء مجال وصناعة واحدة، لكل جمهوره، الذي من الضروري تلبية احتياجاته الفنية وأذواقه في حالة فنية ممتعة.

ت

هل تتعامل مع الفن من منظور المتعة التعبيرية فقط؟

نعم، أتعامل مع الفن من منظور المتعة التعبيرية فقط، هدفي إسعاد المشاهد لأنني كفنان أرى أنني لا أمتلك نفسي، بل للجمهور، ومن حقه علي أن ألبي أذواقه وأركز على تفاصيل عملي وأجتهد من أجل التنوع والاختلاف.

كيف يمكن أن يقي الفنانين أو الشخصيات العامة والمشاهير أنفسهم من سلبيات مواقع التواصل الاجتماعي من حيث التأثير والتأثر؟

هي معادلة بسيطة تنطلق من قبول الفنان أو المشهور أن يكون شخصية عامة، عليه أن يتقبل أي حملات أو هجوم، الفنان أو المشاهير دائما ما تنطلق ضدهم الشائعات، الأمر متعلق بعلاقة مواقع التواصل الاجتماعي بالشخصيات العامة، ليس هناك شخصية عامة لم تولها الشائعات أو الأحاديث أو ما شابه، فمن حق الجميع النفي أو التزام الصمت، هناك الكثير من الطرق في التعامل معها، لكل شئ في الحياة ضريبته، ولا نستطيع تكميم أفواه الجمهور عن التعبير عن آرائهم، الأمر برمته في جعبة الفنان، من حيث إدارة الأمور على نحوي التحمل والتوضيح.

ا

وما مدى تأثير آراء وانطباعات الجمهور على اختياراتك الفنية؟

بكل تأكيد، تؤثر وبشكل كبير، لأن الفن نقدمه للجمهور في المقام الأول، دائما ما أكون حريصا على الاستماع إلى آراء الجمهور والنقاد، وعلى وجه الخصوص، أن نجاح أي عمل فني جديد يعتمد على مدى محاكاته لواقع الجمهور، حتى وإن كان بواسطة زوايا بسيطة تتلامس مع أذواقهم.

في النهاية، ما المعايير الفنية التي تعتمد عليها في اختيار مشاريعك الفنية بالإشارة إلى فراسة الممثل في التنقل بين الأدوار والنوعيات الفنية الممتعة؟

ليست هناك معايير محددة أتبعها في الاختيار والتخطيط لمشاريعي الفنية، بل إنني أتعام مع كل خطوة وفق لظروفها وعواملها وبالنظر إلى الكثير من الجوانب المحيطة، جنبًا إلى جنب، مع الثوابت الخاصة بدراسة النص والتحضيرات وما إلى ذلك من خطوات تتعلق بأدوات الممثل، تأتي عقب البدء في العمل على المشروع.

ت