كيف تُعيدين النشاط لجسمكِ.. مع فوائد الصيام للكبد الدهني

الصيام قد يكون أداة قوية لتحسين صحة الكبد الدهني إذا تم تطبيقه بشكل صحي ومدروس، مع مراعاة الحالة الفردية. ومع ذلك، فهو ليس بديلًا عن النظام الغذائي الدائم أو العلاج الطبي، بل جزء من خطة شاملة تشمل "التغذية المتوازنة، النشاط البدني، المتابعة الطبية المنتظمة"، أما في حال في حالة ظهور أعراض مثل "غثيان، دوار، أو ألم شديد في البطن أثناء الصيام، يجب استشارة الطبيب المختص فورًا.

ولمزيد من المعلومات عن فوائد الصيام للكبد الدهني، تتبعّي السطور القادمة للاستفادة من توصيات استشاري جهاز هضمي ومناظير وأمراض الكبد الدكتور سعيد مصطفى من القاهرة.

رؤية شاملة عن الكبد الدهنيFatty Liver

وبحسب دكتور سعيد، الكبد الدهني هو حالة تتراكم فيها الدهون، وخصوصًا "الدهون الثلاثية" داخل خلايا الكبد بشكل غير طبيعي، مما قد يؤثر على وظائفه. يُعتبر طبيعيًا أن يحتوي الكبد على كمية صغيرة من الدهون "حوالي 5% من وزنه"، لكن عندما تتجاوز النسبة5 – 10%، يُشخص المرض.

أما أنواع الكبد الدهني، فهي:

الكبد الدهني غير الكحولي (NAFLD)

• لا يرتبط باستهلاك الكحول.
• غالباً ما يظهر عند الأشخاص المصابين بالسمنة، السكري، أو مقاومة الإنسولين.
• قد يتطور إلى التهاب الكبد الدهني غير الكحولي (NASH) وتليف الكبد في الحالات المتقدمة.

الكبد الدهني الكحولي (AFLD)

• ينتج عن الإفراط في شرب الكحول.
• قد يؤدي إلى التهاب الكبد الكحولي وتلف دائم.

الأسباب الشائعة للكبد الدهني غير الكحولي (NAFLD)

• قلة النشاط البدني.
• عوامل وراثية.
• السمنة وتراكم الدهون حول البطن.
• مقاومة الإنسولين أو مرض السكري من النوع الثاني.
• ارتفاع الكوليسترول أو الدهون الثلاثية في الدم.
• سوء التغذية خاصة الإكثار من السكريات والدهون المشبعة.

أعراض لا يمكن أن تغفليها

في المراحل المبكرة، غالبًا لا تظهر أعراض واضحة، لكن مع التقدم قد تظهر:

• تعب عام.
• ألم خفيف في الجانب الأيمن العلوي من البطن.
• تضخم الكبد يُكتشف بالفحص الطبي.
• في الحالات المتقدمة: اصفرار الجلد (اليرقان)، تورم البطن، أو اضطرابات تخثر الدم.

التشخيص بشكل صحي وسليم

• فحوصات الدم:ارتفاع إنزيمات الكبد (ALT, AST)
• التصوير الطبي:الموجات فوق الصوتية (Ultrasound) أو الفايبروسكان (FibroScan)  للكشف عن تراكم الدهون.
• خزعة الكبد في حالات نادرة: لتقييم درجة الالتهاب أو التليف.

العلاج والوقاية

لا يوجد دواء محدد للكبد الدهني، لكن التركيز يكون على:

• فقدان الوزن التدريجي  يحسن الحالة بشكل ملحوظ.
• تقليل السكريات والدهون المُصنعة.
• زيادة الألياف كالخضروات والفواكه والبروتينات قليلة الدهون.
• استخدام الدهون الصحية مثل "زيت الزيتون والأسماك الدهنية".
• ممارسة الرياضة30  دقيقة يوميًا على الأقل.
• التحكم في الأمراض المزمنةمثل "السكري وارتفاع الكوليسترول".
• تجنب الكحول تمامًا في حالة NAFLD.

المضاعفات المحتملة إذا تُرك من دون علاج

• التهاب الكبد الدهني (NASH).
• تليف الكبد (Cirrhosis).
• فشل الكبد أو سرطان الكبد "في الحالات النادرة".

تأثيرات الصيام على الكبد الدهني

وفقًا للدكتور سعيد، سواء الصيام المتقطع أو الصيام الرمضاني قد يكون له تأثيرات إيجابية على الكبد الدهني، لكن نتائجه تعتمد على نوع الصيام، المدة، والحالة الصحية العامة للفرد. إليك التفاصيل:

التأثيرات الإيجابية

• تقليل دهون الكبد: يستخدم الجسم خلال الصيام الدهون المخزنة كمصدر للطاقة، مما يقلل تراكم الدهون في خلايا الكبد. وهنا أظهرت دراسات أن الصيام المتقطع مثل نظام 16/8 قد يُقلل نسبة الدهون في الكبد بنسبة 30% عند التزامه لفترة 8-12 أسبوعًا.
• تحسين حساسية الإنسولين:يخفض الصيام مستويات الإنسولين في الدم، مما يُحسن قدرة الكبد على معالجة الجلوكوز والدهون، ويُقلل من تحويل الفائض منها إلى دهون مختزنة.
• تنشيط الالتهام الذاتي: أثناء الصيام، تبدأ خلايا الكبد في التخلص من المكونات التالفة والدهون الزائدة عبر عملية الالتهام الذاتي، مما يساعد على تجديد الأنسجة.
• خفض الالتهابات:يُقلل الصيام من إفراز السيتوكينات الالتهابية، التي تُساهم في تدهور حالة الكبد الدهني إلى التهاب أو تليف.
• تحسين مؤشرات الدم:انخفاض الدهون الثلاثية والكوليسترول الضار (LDL)، تحسن إنزيمات الكبد ALT وAST  لدى العديد من المرضى، مما يشير إلى تعافي الكبد.
• فقدان الوزن: يُساهم الصيام في فقدان 7%من الوزن، وهو ما يكفي لتحسين وظائف الكبد لدى مرضى السمنة.

التأثيرات السلبية المحتملة"في حالات محددة"

• الصيام غير المدروس:الصيام لفترات طويلة "أكثر من 24 ساعة" أو فقدان الوزن السريع "أكثر من 1.5 كجم أسبوعيًا" قد يزيد الالتهاب في الكبد بسبب تحرير السموم من الدهون المكسورة بسرعة.
• نقص المغذيات:عدم تناول وجبات متوازنة أثناء فترات الإفطار خاصة نقص "البروتين أو الفيتامينات" قد يُعيق تعافي الكبد.
• مخاطر على فئات معينة: مرضى السكري قد يتعرضون لهبوط حاد في السكر أو ارتفاعه بعد الإفطار، مرضى تليف الكبد المتقدم قد يتعرضون لتفاقم سوء التغذية أو اختلال الأملاح.

فوائد الصيام للكبد الدهني

بناءً على ماسبق ذكره، أكد دكتور سعيد عل فوائد الصيام للكبد الدهني التالية:

يُقلل تراكم الدهون في الكبد

يتحول الجسم أثناء الصيام إلى استخدام الدهون المخزنة كمصدر للطاقة، مما يساهم في تقليل الدهون داخل خلايا الكبد. وهنا أظهرت دراسات أن الصيام المتقطع قد يؤدي إلى خفض إنزيمات الكبد مثل ALT وAST، مما يشير إلى تحسن وظائف الكبد.

يُحسن حساسية الإنسولين

يُقلل الصيام من مقاومة الإنسولين، وهي إحدى العوامل الرئيسية المُسببة لتراكم الدهون في الكبد. كما أن تحسين استجابة الجسم للإنسولين يساعد الكبد على معالجة الدهون بكفاءة أعلى.

يُعزز عملية الالتهام الذاتي  (Autophagy)

يُحفز الصيام عملية "التنظيف الخلوي"، حيث تتخلص خلايا الكبد من المكونات التالفة والدهون الزائدة، مما يعزز تجديد الأنسجة.

يُقلل الالتهابات

الصيام قد يخفض مستويات المؤشرات الالتهابية، مما يقلل من خطر تطور NAFLD إلى التهاب الكبد الدهني غير الكحولي (NASH).

يُحسن مستويات الكوليسترول والدهونات الثلاثية

يساهم الصيام في خفض الدهون الثلاثية والكوليسترول الضار (LDL)، مما يدعم صحة الكبد والأوعية الدموية.

فقدان الوزن التدريجي

الصيام المتقطع (مثل نظام 16/8 أو 5:2) قد يؤدي إلى فقدان 3-7% من الوزن، وهي نسبة كافية لتحسين حالة الكبد الدهني عند المصابين بالسمنة.

نصائح لتعظيم الفوائد وتجنب المخاطر

أشار دكتور سعيد، إلى ضرورة الأخذ بعين الاعتبار النصائح التالية سواءً مع الصيام المتقطع أو الصيام الرمضاني، وذلك على النحو التالي:

• اختاري نظام صيام مناسب: مثل الصيام المتقطع 16 ساعة صيام / 8 ساعات إفطار أو صيام أيام متبادلة 5:2.
• تناولي وجبات متوازنة عند الإفطار، مع التركيز على الخضروات، البروتينات قليلة الدهون "كالسمك والدجاج"، والدهون الصحية مثل "الأفوكادو وزيت الزيتون".
• تجنبي الإفراط في السكريات أو الأطعمة المقلية.
• حافظي على ترطيب الجسمبشرب الماء بانتظام خلال فترات الإفطار.
• مارسي الرياضة الخفيفة مثل "المشي أو اليوغا" لتعزيز حرق الدهون.
• استشيري الطبيب قبل البدء، وخصوصًا إذا كنتِ تعانين من أمراض مزمنة أو تتناولين أدوية.
• تجنبي الصيام القاسي أو فقدان الوزن السريع أكثر من 1.5 كجم أسبوعيًا؛ لأنه قد يزيد التهاب الكبد.