زيادة العنوسة في السعودية.. من سببها؟
عبير العمودي
يطلق الجميع على الفتيات اللاتي لم يتزوجن لقب عانس بمجرد وصولهن إلى عمر معين يختلف من دولة الى دولة أو حتى من شخص إلى شخص وبسبب هذا المسمى اصبحت الكثير من الفتيات يشعرن بتفاوت من المشاعر ما بين الاحباط واليأس وعدم المبالاة والذي يختلف من سيدة إلى أخرى.
وفي هاشتاق اطلق قبل أيام عن زيادة العنوسة في المملكة تناقش الكثيرون حول هذه الظاهرة واستنادها إلى إحصاءات وزارة الخدمة الاجتماعية التي أوضحت أن نسب العنوسة في المملكة تقاس بتجاوز الفتيات سن الثلاثين، وأنها تجاوزت النسب الطبيعية، ويجب معالجتها.
وأعاد الكثيرون الأمر إلى أن التغيرات الاقتصادية والاجتماعية التي أصابت المجتمع السعودي هي سبب عزوف الشباب والفتيات عن الزواج، هذا ووصف البعض الطلاق المبكر بأنه عنوسة مستترة تتشابه ردات فعلها للفتاة مع الفتاة التي لم تتزوج بعد.
وقالت المدربة والناشطة بالتوعية والعلاج الزوجي والاسري نوال الهوساوي: "إن كان لدينا 4 ملايين عانس فلدينا أكثر من 10 ملايين وافد منهم من هو على خلق ودين فلماذا العنصرية، ومن المقيمين من هو ذو تعليم ومكانة وعمل". وقالت أن التلويح بشبح العنوسة وكأنه بعبع يهدف على الضغط على الفتيات للتضحية بكل المعايير والقبول بالمتردية والنطيحة للنجاة وللاسف ان كثير من الزوجات التعيسات كن ضحية الهروب من قطار العنوسة.
وقالت عائشة اليحيى أن الفتاة ليست مجبرة على الزواج إن لم تجد الشخص المناسب الذي يشاركها حياتها وعلينا كسيدات تغير هذه النظرة التي أجبرها علينا المجتمع فكثير من السيدات استطعن تكوين حياتهن دون مساعدة للرجل.
وتخالفها الرأي هدى السهلي وتقول على العكس هناك الكثير من الفتيات يتمنين الزواج وانجاب طفل يساندهن في حياتهن حينما يكبرن، مضيفة: "لكني ارفض ان يقترن الزواج بسن معين وهو الامر الذي سبب تزايد نسبة العنوسة في الوقت الحالي اذ ان كثير من الفتيات يرغبن اولا بتحقيق ذاتهن ثم الارتباط".
أما محمد صالح فقال أن الشباب لم يعزفوا الزواج ولكن غلاء المهور وتكاليف الزواج أصبحت باهظة ولا يستطيع اغلب الشباب مجارتها، هذا عدا ارتفاع نسب البطالة خلال السنوات الأخيرة، و أزمة السكن ورفض البعض طرق الزواج التقليدية ورغبته بالزواج من شريكته التي يختارها ورفض الاهل لذلك.
هذا وقد حدد أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل، في برقية وجهها لمحافظي المنطقة، بأن يكون مهر العروس البكر 50 ألف ريال، والثيب 30 ألف ريال، وذلك لمواجهة ظاهرة ارتفاع المهور وزيادة العنوسة والحد من الإسراف في مناسبات الزواج .