عزيزتي المرأة: واجهي سرطان الثدي و أنقذي حياتك

عزيزتي المرأة: واجهي سرطان الثدي و أنقذي حياتك

جمانة الصباغ
12 أكتوبر 2015
المرأة تمثَل الجمال، وهي تحب أن تكون جميلةً في نظرها ونظر الجميع.
 
المرأة تحب أن تنظر إلى نفسها في المرآة وتتأمل جمال وجهها وجسدها، أن تمعن النظر في تفاصيلها وأن تفرح لأنها بصحة وعافية وجمال.
 
لكن مريضة سرطان الثدي ليس لديها النظرة نفسها للمرآة، فهي تنظر بخوف وخجل لترى جزءاً من جسدها وقد تم استئصاله لأنه كان يحمل الموت لها. إنهما الثدييان، اللذان يزيَنان جسد المرأة بالأنوثة والجمال، ومتى ما خسرتهما المرأة تشعر بأنها خسرت حياتها.
 
وهذا هو السبب الرئيسي وراء خوف الكثير من النساء وترددهنَ في الكشف المبكر عن سرطان الثدي، خشية فقدان الثديين.
 
لكن مهلاً عزيزتي، أيهما أهم بالنسبة لك: حياتك أم ثدييك؟ أيهما الأجدر بالبقاء في حال حصول الإصابة بسرطان الثدي، أيهما الأجدر بالعناية القصوى؟
 
التضحية ببعض ما نمتلك للإحتفاظ بالجزء الأكبر من الحياة هو الأهم، وهو ما يجب على كل امرأة أن تدركه وتتأكد منه وتمارسه في حال وقوعها فريسةً لمرض سرطان الثدي.
 
عندما تكشف الإحصائيات الأخيرة الصادرة في دبي عن ارتفاع معدل الإصابة بسرطان الثدي بنسبة 20% خلال السنوات الست الماضية، فإن هذا يبعث على القلق والخوف من ارتفاع الأرقام في السنوات القادمة. لكن عندما يكون السبب الرئيس وراء هذا الإرتفاع هو شعور النساء بالحرج الإجتماعي وخوفهنَ من استئصال الثدي ما يمنعهنَ من الكشف المبكر عن سرطان الثدي فهذه المصيبة الأكبر. إذ يؤكد الأطباء أن نسبة النجاة من سرطان الثدي عند اكتشافه في مراحله الأولى قد تصل لحوالي 100%، في حين تنخفض إلى 57% فقط في حال اكتشافه في المرحلة الثالثة، وهي المرحلة الأكثر تقدماً في سرطان الثدي.
 
إذن، حرجنا الإجتماعي وخوفنا من فقدان الثديين هما العاملان اللذين سيوديان بحياتنا في حال إصابتنا بسرطان الثدي. 
 
لكن هل ينفع الحرج الإجتماعي وفقدان الثديين عند فقدان الحياة؟ وما الفائدة التي نجنيها من مراعاة شعور المجتمع والإحساس باستئصال جزء من أجسادنا يمكننا ترميمه بشكل آخر، في الوقت الذي نضحَي فيه بصحتنا وحياتنا لنصل إلى الموت بإرادتنا؟
 
عزيزتي، أنقذي حياتك قبل إنقاذ ثدييك وإنقاذ ماء الوجه أمام المجتمع، فحياتك أهم بكثير من هذين الأمر. سارعي إلى الكشف المبكر وحماية نفسك من خطر الإصابة بسرطان الثدي.
 
وحتى وإن ثبتت إصابتك بهذا الداء – لا قدر الله – كوني مؤمنة وصبورة وتحاملي على نفسك ولا تتمسكي بثدييك فقط بل تمسكي بالحياة!