لماذا كل هذا الحب والتقدير لـ شادية؟
شادية... تلك النجمة التي أثبتت بأن الحب الحقيقي لا يرتبط بآنية العيون إنما بما يُحفر داخله من مشاعر دافئة وذكريات منحوتة بخيوط من الحنين الراقي من خلال اغنيتها الشهيرة "إن راح منك يا عين ح يروح من قلبي فين". فالنجمة المصرية التي آثرت الإختفاء عن أعين جمهورها في عز نجوميتها منذ عام 1984، ظلت راسخة في قلوبهم وذاكرتهم طوال سنوات اعتزالها بدون أن تهتز كمية الحب المتضاعفة في وجدانهم اتجاه نجمة أمدتهم بفنها طيلة ما يقارب 40 عاما.
شادية آثرت الاستراحة بعد العطاء
اعتزلت شادية عندما أتمت عامها الخمسين وكأنها قالت لكل جمهورها حينها، اليوم قد أتممت عليكم مهتمي واعطيتكم ما يكفيكم مني من مخزون الفن الراقي، وحان الآن موعد الإستراحة بعدما لم أقُصر معكم في كل الأدوار التي قدمتها، وبعدما نسجتُ معكم كل المشاعر الانسانية المتناقضة من الحب والحزن والخوف والألم ولذة الانتظار وبهجة اللقاء في أكثر من 200 أغنية وما يفوق الـ 100 فيلم...وحان الوقت بأن أنسج لنفسي لحن الحياة الخاص بي وحدي.
تخلت عن الأضواء في عز نجوميتها
وحين قررت شادية الاعتزال وارتداء الحجاب، خطّت لكل محبيها رسالة نابعة من صميم إرادة إمراة جبارة تنم عن قوة تصالحها مع نفسها بدون أي اهتزاز او حسرة على النجومية فكتبت عباراتها الشهيرة "لأنني في عز مجدي أفكر في الأعتزال لا أريد أن أنتظر حتى تهجرني الأضواء بعد أن تنحسر عنى رويدًا رويدًا...لا أحب أن أقوم بدور الأمهات العجائز في الأفلام في المستقبل بعد أن تعود الناس أن يروني في دور البطلة الشابة، لا أحب أن يرى الناس التجاعيد في وجهي ويقارنون بين صورة الشابة التي عرفوها والعجوز التي سوف يشاهدونها، أريد أن يظل الناس محتفظين بأجمل صورة لي عندهم ولهذا فلن أنتظر حتى تعتزلني الأضواء وإنما سوف أهجرها في الوقت المناسب قبل أن تهتز صورتي في خيال الناس".
شادية ترحل بهدوء
وبالأمس رحلت دلوعة السينما شادية بهدوء كما أرادت، رحلت مزودة بكثير من الطمأنينة الربانية بعدما هجرت الأضواء البراقة ليكون زادها طيلة سنوات اعتكافها، أضواء لا تنطفئ بعلاقة ربانية تسمو على جميع الأضواء..رحلت كما ارادت بصورة "معبودة الجماهير" التي لم تهتز صورتها في خيال الناس، وهي الحريصة كل تلك السنين على عدم تسريب أي لقطة لها قد تمحو او تبدد ما طُبع في ذاكرة جمهورها الذي لن ينسى نجمته الفائضة بالدلع الأنثوي الراقي بمنأى عن أي ابتذال.. رحلت ولم يعكر صفوها خلال تلك السنوات الماضية أي خدش لصورتها او فضيحة فنية تنال من سمعتها...رحلت بكل احتشام كما أرادت.