نبذة عن اهم طقوس العرس الإماراتي

تتغير تقاليد الاعراس من بلد الى آخر، إلا أن الأكيد أن هذه الليلة المميزة التي تدخل فيها العروس القفص الذهبي تحمل معها صدى ذكريات جميلة تبقى محفورة داخلها لمدى الحياة.

في التقرير التالي، نأخذك في جولة و نبذة عن أهم طقوس العرس الإماراتي الذي ما زال يحتفظ ببعض العادات و التقاليد القديمة المتوارثة و الجميلة، رغم الطفرة الكبيرة التي ظهرت في حفلات الزفاف و الحداثة التي اجتاحت تفاصيل الزفاف.

نبدأ من المهر الذي يعد من الشروط الأساسية لقيام أي زواج، وقد جرت العادة أن يكون المهر في شكل مبلغ كبير من المال يدفعه العريس إلى والد العروس، و لكن في بعض تقاليد القبائل الاخرى يقضي المهر بتقديم مجموعة مهمة من رؤوس الأغنام أو الجمال، أو إهداء الحلي و المجوهرات.

الزهبة من ضروريات الزفاف الإماراتي أيضاً، و يقام الإربعاء عصرًا، وسط أجواء احتفالية من الغناء و التصفيق. يسير الموكب إلى أن يصل إلى بيت العروس، حيث يكون هؤلاء في أتم الإستعداد لاستقبال ضيوفهم من خلال تحضير أطيب الولائم.

يتم تجهيز العروس بكل ما يلزمها من ذهب، و ملابس كما لا تخلو الزهبة من العطور، وأهمها دهن العود و الصندل الوردي. و في المقابل، يقوم العريس بتقديم زهبة لأهل العروس، و هي عبارة على أغنام، و سكر، و شاي، و مواد غذائية كالأرز و الطحين.

التقاليد القديمة كانت أيضاً تتضمن يوم عرض لزهبة العروس على المدعوات و يسمى بـ"يوم المكسار". المكسار و هو اسم قديم لنوع من أشرعة السفن، كان قماشه يستعمل في صنع خيمة خاصة تجتمع تحتها مجموعة من النسوة من أجل عرض مختلف الهدايا التي حصلت عليها من عند زوجها.

ليلة حنة العروس و عقد القران

تبدأ التحضيرات الجمالية للعروس الإماراتية قبل ليلة الزفاف بـ40 يوماً. تضع العروس قناع "لورس" و هو عبارة على نبات عشبي يعرف بتأثيره الإيجابي على البشرة، كما يتم دهن جسمها بالمحلب و زيوت الورد، و يتم تغطيتها بخمار اسود شفاف.

أما فيما خص ليلة الحنة التي تقام ليلتي الإربعاء و الخميس، ترتدي العروس الإماراتية ثوبًا أخضر مطرزًا بالذهبي، وترتدي الحلي والمجوهرات. ويقتصر الحضور في ليلة الحنة على شقيقات العروس ووالدتها والعريس وشقيقاته ووالدته. في السابق كانوا يعتمدون على الخبي وهو أن تحنى العروس وهي مختبئة، وتجلس في مكان بعيد عن أعين الناس وتقوم إمرأة بتحنيتها. أما اليوم، فتجلس العروس على كرسي وتضع قدميها على وسادة، وتأتي ناقشة الحنه فتنقش الحناء على كفي العروس باستخدام خوصة نخيل تغمس بالحناء، بينما تُحنى أطراف الأصابع مع الظفر، ثم تلف الأيدي والأرجل بعد وضع الحناء بقماش أخضر بطريقة محكمة حتى يصبح اللون غامقًا. وترافق ليلة الحنة العشاء والموسيقى.

جرت العادة في الإمارات أن يتم الزفاف ليلة الجمعة المباركة، و يحظى العريس الإماراتي بضيافة أهل عروسه طيلة سبعة أيام بلياليها، تقام خلالها احتفالات الزواج هناك، قبل أن تتم مراسم الزفة إلى القفص الزوجي ليلة الجمعة.

عقد القران او "الملجى" يتم قبل العرس أو ليلة العرس، و يسبقه إلزامية التوجه إلى المحاكم التي أصبحت تفرض على العروسين إجراء تحاليل الدم للتأكد من إمكانية الزواج قبل أن يكتب المأذون الشرعي كتابهما. ليلة العرس، ينفصل الرجال والنساء لبدء الاحتفالات، التي تُعقد أحياناً في خيم، أو غالباً في صالات الأعراس. أما طريقة الاحتفالات فتتسم برقصاتها المتميزة، لعل أشهرها رقصة العيالة التي عادةً ما تؤدى خلال احتفالات أهل العروس، و فيها يصطف ما يقارب عن سبعين راقصًا في صفين متقابلين، يقومون بالرقص و الغناء، و غيرها من الرقصات مثل رقصة الليوا. و من أهم المأكولات التي تصنع في حفلات الزفاف الإمارتية في الخيم هي طبق الهريس، و مأكولات شعبية أخرى كالفقاع، والريوق، والحلواء البلدي المصنوع من النشاء.