لماذا نجحت الأعمال الخليجية التى تناولت قصص القرن الماضي؟!
نجاح كبير للدراما الخليجية خلال هذا الموسم الرمضاني،حيث تركت بعضها بصمة واضحة ليس لدي المشاهد العربي، وتعد مسلسلات "حدود الشر" و"دفعة القاهرة" و"العاصوف" التي حصلت علي نصيب كبير من الاهتمام على الرغم من تناولها لقضايا القرن الماضي من أهم المسلسلات التي لفتت الأنظار وحصدت نسب مشاهدة مرتفعة خلال شهر رمضان فما هي أسباب نجاح تلك الأعمال؟
مسلسل "دفعة القاهرة" عمل استثنائي غرد خارج السرب
من الأعمال المهمة والاستثنائية في تاريخ الدراما الكويتية، فالعمل نجح في العودة بالزمن لأكثر من نصف قرن، وقدم صورة إنسانية واجتماعية صادقة عن شباب الكويت والمنح التعليمية التي قدمت لهم في فترة الخمسينيات من أجل التعلم في الخارج وخصوصا الفتيات.
المسلسل تناول الصورة الكاملة لتعامل هؤلاء الشباب مع المجتمع المصري في تلك الفترة، وكيف تفاعل أبطال العمل مع القضايا العربية عندما انضم شباب الدفعة إلى المقاومة الشعبية في بورسعيد، فـ"دفعة القاهرة" أعطى صورة كاملة لمجتمع لم يره شباب هذا الجيل بل كان يسمع عن هذه الفترة فقط.
ويعد من أسباب نجاح المسلسل كذلك توفير كافة الإمكانيات له مما جعله يظهر بشكل مميز ويجذب قطاعات مختلفة من الجمهور بكافة الدول العربية.. البطولة الجماعية ساعدت أيضا في نجاح المسلسل فلكل بطل قصة بتفاصيلها قد يتفق معها البعض أو يختلف، لكن تظل مساحة الاختيار متاحة، ويعود الفضل في هذا إلي الكاتبة الكويتية هبة مشاري حمادة التي تتميز كثيرا في تقديم الأعمال التي تتناول حقبات تاريخية، ومن أهم أعمالها مسلسل"سرايا عابدين" والذي تم عرضه بجزأيه في 2014، 2015.
"حدود الشر" دراما الستينيات من قلب الكويت إلى حدودها
رغم أن العمل يتناول فترة الستينيات من القرن الماضي لكنه ترك أثرا واضحا في نفوس المشاهدين بالقضايا التي طرحها، فالفنانة حياة الفهد ومعها الفنان أحمد الجسمي قدما عملا اجتماعيا مشوقا، رسمه ببراعة الكاتب محمد النشمي فاستطاع أن يطرح أكثر من قضية عن تلك الحقبة، وأصبح قطاعا كبيرا من المشاهدين مهتمين بمعرفة تفاصيلها وكيف كان يتم التعامل معها.
فأحلام الشباب في التعلم بالخارج وصمودهم في مواجهة أراء العائلة كانت من ابرز القضايا، فضلا عن قضية الزوجة الثانية التى تناولتها أكثر من قصة فرعية ورئيسية في العمل الدرامي، وسلط الضوء على علاقات أفراد المجتمع بسكان الدول المجاورة بشكل واقعي، كل تلك الأسباب جعلت العمل ينال اهتماما وجدلا واسعا من قبل المشاهد الخليجي والعربي على الرغم من أنها تناول حقبة زمنية غير مألوفة عند المشاهدين.
"العاصوف" يتصدر اهتمامات الجمهور
الجزء الثاني من مسلسل "العاصوف" قدمه الفنان ناصر القصبي بطرح فني هادئ يحتوي على تفاصيل حقيقية بأسلوب مختلف للمجتمع السعودي خلال فترة السبعينيات من القرن الماضي، وكيف كان المجتمع في تلك الحقبة، وتطرق المسلسل كذلك إلى عدد من القضايا العربية أبرزها الحروب التي شهدتها المنطقة عام 1967.
المسلسل أجاب على كثير من التساؤلات المهمة والتي قد تهم الجمهور العربي مما جعل العمل في صدارة محركات البحث خلال شهر رمضان ليتقدم بالدراما السعودية خطوات إلى الأمام بفعل هذه الجرأة في الطرح الدرامي وهذا الاهتمام العربي الواسع.
وفكرة العودة بالزمن للوراء بالسرد والحكايات من الواضح أنها باتت تساعد على التقدم الفني للأمام، بحسب أكثر من عمل عربي هذا الموسم.