بيت ريفي في أحضان محمية طبيعية.. Island Cottage

"آيلاند كوتاج" Island Cottage منزل بني عام 1830 ، في منطقة محمية عند الحدود الجنوبية من قرية "سيدلشام كي" في مقاطعة "غرب ساسكس" الإنجليزية. عام 2015 اشترى البيت الريفي "أثينا" و"مارك"، اللذان يشعران بانتماء قوي إلى المنطقة يعود إلى ذكريات أيام الطفولة، حين زار كل منهما ميناء "باغام هاربور" القريب. وأعجبتهما فكرة السكن في ساحل إنجلترا الجنوبي بعد سنين من العمل والمكوث في لندن.

ويقول "بول كاشين" من مكتب الهندسة المعمارية "بول كاشين أركيتيكتس" Paul Cashin Architects: "حرصنا على مساعدتهما في اكتشاف عقار وبناء منزل يقيمان فيه لسنين عديدة آتية. أثينا من سكان المنطقة ولها أقارب يعملون في قطاع النجارة، في حين أن مارك يدير شركة تسجيل موسيقي في مدينة "برايتون". أما التعليمات التي تلقيناها، فتلخصت بترميم الكوخ الأصلي، والتوفيق بين الأقسام الملحقة التي أضيفت إليه عبر السنين ومشهد المحمية الطبيعية في "سيدلشام" وخليج "باغام". لم نستطع سابقا أن نلمس روح البيت الأصلي وهويته التي ضاعت في متاهة الغرف والأروقة، بسبب المساحات التي أضيفت إليه حديثا ومشاريع التجديد المتعاقبة. خطوتنا الأولى كانت تحديد خطوط الكوخ الأصلي، ورسم طريق يعبر البيت. وهو ما حققناه من خلال باب بسيط عند المكتبة الموجودة في طرف البيت الرسمي يقودنا من الشمال إلى الجنوب مباشرة نحو الحديقة الخلفية على الطابقين".

من خلال استرجاع مساحات المكتبة وغرفة نوم وغرفة استحمام الضيوف في الطابق العلوي، استطاع المهندسون التمييز بين البيت الأصلي والأقسام المضافة اللاحقة. وقد طلب منهم المالكان الجديدان بعد ذلك توفير مساحات هادئة ترتبط بمشهد الساحل الطبيعي. داخليا، تستمد الفيلا الريفية موادها الطبيعية من خط الساحل المحيط بها مثل حجر الصوان والخشب، وتكسو بها الجدران والأرضيات. اقترح فريق الهندسة إيجاد معنى منطقي لمساحات الطابق السفلي، عبر رسم حركة متدفقة منسابة بين الغرف؛ وحرر آفاق المناظر في أرجاء البيت لتسهيل التنقل عبر مساحاته التيهية. تم فتح كل غرفة من عدّة جوانب، والحد من عدد الأروقة، واستخدام مفهوم التقسيم العمودي المتعدد المستويات للفصل بين الغرفة والأخرى.

يحتضن الطابق الأول ثلاث غرف نوم، لكل منها منظرها وأسلوبها. ومساحة الجلوس الأساسية تضم نافذة عند الزاوية صمّمت على شكل كتاب مفتوح لترصع الجدار بلمسة شاعرية ملهمة على ارتفاع مكتب. وفي غرف الاستقبال الرئيسة، مواقد للحطب وأبواب جرارة ومواد تاريخية مكشوفة.

عبر درج شديد الانحدار، نصل إلى السقف الذي يشكل مساحة مناسبة للاجتماعات غير الرسمية على شرفة عشبية تطل على مناظر أبعد من حدود حدائق البيت والمحمية الطبيعية المجاورة. وقد ارتقى فريق العمل بالواجهات الخارجية، من خلال تلبيسها غطاء من خشب الأشجار الأرزية أو اللاريكس، وتجميلها بنوافذ خشبية جديدة ومجموعة من أروقة الحدائق المفتوحة التي تؤطرها أعمدة خشبية.

ويشرح المهندس المعماري: "إن الاستراتيجية التي اتبعناها في تصميم الحديقة والمنظر الطبيعي المحيط تقلص خطر الفيضانات مع حاجز سد على حافة الحديقة، وتدعم في الوقت نفسه الأجناس النباتية المحلية للسيطرة على الهيكل الخشبي الجديد المرتبط مباشرة بالبيت. ستساعد هذه المقاربة في غرس البيت ضمن محيطه، وهو أمر أساسي وحيوي، خصوصا بسبب موقعه القريب من محمية "سيدلشام" الطبيعية".

paulcashinarchitects.co.uk