آخر صرعات الفتيات بالسعودية: كاراتيه وتايكواندو وكونغ فو!

الرياض – شروق هشام تعتبر الفنون القتالية على اختلاف أنواعها من "كاراتيه" و"تايكواندو" و"كونغ فو" ظاهرة إيجابية جديدة تشهد إقبالاً من قبل الفتيات السعوديات، بالرغم من أنها كانت في وقت سابق بعيدة كل البعد عن أذهان الفتاة السعودية كرياضة يمكن ممارستها وإتقانها والتفوق فيها. باتت المهتمات بهذه النشاطات يبحثن عن المراكز الرياضية والنوادي التي تلبي رغباتهن بتعلم "الفنون القتالية" خاصةً خلال عطلة الصيف، حيث تنتشر الإعلانات الخاصة بهذه الدورات من قِبل الكثير من النوادي والمراكز الرياضية. فما الدافع وراء إقبال الفتيات السعوديات على الالتحاق بهذا النوع من الرياضات العنيفة؟ توجهنا إلى النادي الرياضي العالمي "كيرفز"، وقابلنا بعض الفتيات اللاتي اخترن الالتحاق بهذه الدورات الخاصة بالفنون القتالية، وقد لاحظنا من ردودهن أن الدافع وراء إقبالهن عليها بشكل أساسي وعيهن لأهمية هذا النوع من الرياضات من أجل الدفاع عن النفس والشعور بالثقة في النفس بالدرجة الأولى، وذلك يتضح من خلال الردود التالية: قالت هيفاء عبدالمجيد (17 سنة): "حرصت على الالتحاق بالنادي لأنني أرغب في تعلم وسائل الدفاع عن النفس فكل فتاة معرضة لمواجهة أي حادث مفاجئ يتطلب منها الدفاع عن نفسها وعليها أن تتقن ذلك". وعند سؤال أشواق محمد (19 سنة)، قالت: "معرفة الطريقة الصحيحة للدفاع عن النفس هي هدفي الأساسي من هذه الدورة، فأنا أشعر في الثقة بنفسي أكثر من أي وقت سابق، وما عدت أخشى أن أتعرض للسرقة مثلاً عند خروجي إلى المركز التجاري أو الشارع، لأنني أستطيع الدفاع عن نفسي الآن". وأكدت ذلك أيضاً سلطانة أحمد (20 سنة)، وقالت: "إن هذه الرياضة تزيد من لياقة الجسم وفيها صحة للبدن بشكل عام، وبرأيي أن كل فتاة يجب أن تتعلم هذه المهارات اللازمة لتدافع بها عن نفسها، وتشعر بالثقة في قدراتها الدفاعية والقتالية". وأكدت مديرة النادي نسرين طلال "أنهن يتلقين العديد من الاتصالات للراغبات بالالتحاق بهذه الدورات، حتى أن بعض المتصلات يسألن عن إمكانية الالتحاق بهذه الدورات بصفة دائمة طوال العام". وللتعرف أكثر على أهمية هذه الرياضات بالنسبة للفتيات، سألنا مدربة التايكواندو في النادي بديعة بوسيتا فقالت: "برأيي أن على الأمهات والآباء أن يدربوا أبناءهم من الجنسين وخاصة الفتيات على رياضة الدفاع عن النفس من عمر خمس سنوات، ولقد لاحظت من خلال تدريباتي أن الفتاة قادرة على اكتساب بنية قوية بممارستها لهذه الفنون القتالية، مع التأكيد أن التغذية الصحية لها دور كبير في دعم هذه البنية، فالوزن عامل مهم جداً في اختيار اللعبة المناسبة، فمثلاً لا يمكن لفتاة تزن 100 كيلوغرام أن تلعب "الكونغ فو" بأسلوب الثعبان لأنه يحتاج للمرونة ولأنها لعبة صعبة تحتاج إلى مهارات جسدية عالية، ويمكن القول أن الآثار الإيجابية لهذه الفنون لا تقتصر على النواحي الجسدية فحسب، بل تتعداها إلى العديد من الآثار النفسية والمعنوية خاصةً في مجال دعم الثقة بالنفس والتخلص من الانطواء، وبشكل عام أنصح الفتيات بأن تتعلم كل أنواع الفنون القتالية من دون استثناء".