بمناسبة اليوم العالمي للمرأة .. نور طاهر لـ "هي" : "أنا أحلم بعالم نحفل كل يوم فيه باليوم العالمي للمرأة"

بمناسبة اليوم العالمي للمرأة.. نور طاهر لـ "هي": "أحلم بعالم نحتفل كل يوم فيه بالمرأة"

جمانة الصباغ
8 مارس 2023

في اليوم العالمي للمرأة نلفت الأنظار إلى كل الجهود المبذولة من النساء القياديات وخصوصًا في مرحلتنا الحالية التي يعد تمكين المرأة فيها هو أحد أهداف رؤية سمو ولي العهد محمد بن سلمان 2030، استطاعت المرأة بجهدها وبدعم المملكة العربية السعودية أن تصنع نجاحاتها التي وصلت من خلالها إلى المناصب القيادية على مستويات إقليمية، ومجال التكنولوجيا هو أحد المجالات التي أبدعت وتمكنت المرأة من إثبات وجودها فيها، والمساواة بين الرجل والمرأة في عالم التكنولوجيا هو أحد الأمور التي يتمحور حولها الاحتفال باليوم العالمي للمرأة لهذا العام، نور طاهر مديرة التحرير في أمازون أليكسا لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا هي إمرأة سعودية يتركز عملها نحو صناعة المحتوى العربي لـ "أليكسا"، وسعت نحو تحقيق طموحاتها المهنية، ومن هذا المنطلق تسعد "هي" بأن تعرف قراءها على نور طاهر عن قرب لنرى ماتحمله هذه القصة من رؤية مستقبلية وطموح عالٍ.

حدثينا عن دورك في شركة أمازون؟

بصفتي المسؤولة عن تطوير شخصية "أليكسا" للمستخدمين العرب والخليجيين، فأنا ملتزمة تماماً بتوفير التجارب التي يتردد صداها مع عملاء أمازون السعوديين. يتطلب دوري في أمازون "أليكسا" فهماً متعمقاً لعددٍ من التقنيات والبرمجيات، مثل التفاعل مع العملاء بتقنية "أليكسا" الصوتية ومعالجة اللغة الطبيعية وأنماط سلوك المستخدم. تتضمن مهامي الإشراف على عملية تطوير المحتوى لأمازون "أليكسا" بالإضافة إلى إدارة شخصية التقنية. وللتأكد من أن المحتوى الذي أُنشئ لشخصية "أليكسا" يلبي احتياجات المستخدم ويعزز تجربته، نتعاون أنا وفريقي مع أقسام متعددة الوظائف، بما في ذلك إدارة المنتجات، والهندسة، والتصميم، وتحليل البيانات.

يتكون فريقنا من عناصر نسائية استثنائية لديها خبرة واسعة في مجال الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا، مما يبقينا متمسكين بالثقافة والعملاء الذين تتفاعل معهم أليسكا.

ويأتي التزام شركة أمازون بتقديم مجموعة متنوعة من المهارات والخبرات التي تلقى استحسان عملائنا، في صميم مهمتنا الرامية إلى دمج الثقافة مع التكنولوجيا. وفي نفس الوقت، نسعى جاهدين إلى الحفاظ على تناغم "أليكسا" مع ثقافة الترفيه النابض بالحياة، وتقاليد تلاوة الشعر، والعديد من المبادرات والمشاريع والفعاليات المشوقة التي تبرز باستمرار في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. بالنسبة لمستخدمينا في المملكة، فهذا يعني تطوير مهارات أو ما يشار باسم الـAlexa "Skills" او مهارات أليكسا لتتواءم مع لهجاتهم المحلية، بالإضافة إلى تلاوة القصائد الشعرية عند الطلب.

نور طاهر مديرة التحرير في أمازون أليكسا لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في حوار حصري مع مجلة هي بمناسبة اليوم العالمي للمرأة
نور طاهر مديرة التحرير في أمازون أليكسا لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في حوار حصري مع مجلة هي بمناسبة اليوم العالمي للمرأة 

لماذا اخترتم مساراً مهنياً مرتبطاً بمجال التكنولوجيا؟

لطالما شكلت التكنولوجيا عامل جذب بالنسبة لي، وذلك نظراً إلى تأثيرها الملموس على حياة الناس اليومية في منازلهم، والفصول الدراسية، والاقتصاد العالمي، وأدركت حينها رغبتي في الإسهام في التطور المستمر لهذا المجال. ومنذ سن مبكرة، انجذبت إلى التأثيرات الكلية والجزئية للتكنولوجيا على حياتنا، وذلك بدءاً من اعتماد الهواتف الذكية ضمن روتين حياتنا اليومي، وصولاً إلى مرحلة التطور السريع لقطاع التجارة الإلكترونية ومنصات التواصل الاجتماعي. كنت دائماً أتطلع إلى أن أكون جزءاً من قوة التغيير هذه، واستخدام التكنولوجيا لإحداث تأثير إيجابي على حياة الناس.

 برأيك، لماذا يجب زيادة نسبة النساء العاملات في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (أو ما يُعرَف بـ STEM

يُعَد التنوع بين الجنسين في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات أمراً في غاية الأهمية لتعزيز الابتكار والإبداع. فمن خلال زيادة نسبة النساء العاملات في هذه المجالات، بإمكاننا خلق قوة عاملة أكثر تنوعاً تكون قادرة على تقديم أفكار ووجهات نظر مبتكرة لتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي. لدينا قناعة راسخة في أمازون بأن القوى العاملة المتنوعة بإمكانها تقديم وجهات نظر وخبرات مختلفة، الأمر الذي يسهم في طرح حلول أكثر فعالية وابتكاراً لعملائنا. في السابق، لم تشهد مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات تمثيلاً نسائياً عالياً، مما أدى إلى نقص في النماذج النسائية التي تشكل قدوة للفتيات والشابات. لذلك، فإن زيادة عدد الكوادر النسائية في هذه المجالات يمكن أن تساعد في معالجة هذه القضايا وخلق مجتمع أكثر مساواة.

بالإضافة إلى ذلك، تتميز الوظائف المرتبطة بمجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات برواتب عالية ومجزية، وتمتلك النساء المهارات والقدرات اللازمة للتفوق في هذه المجالات. فمن خلال دعم وتشجيع المزيد من النساء على الانخراط في هذه الوظائف والمجالات، يمكننا كسر الحواجز وتعزيز المساواة بين الجنسين.

من وجهة نظرك، كيف تسهم الثقافة التنظيمية القائمة على التنوع والمساواة والشمولية في زيادة فرص النمو الوظيفي ووصول المرأة إلى الأدوار القيادية؟

للثقافة التنظيمية دور حاسم وأساسي في خلق مكان عمل تشعر فيه المرأة بالتقدير والدعم والتمكين مما يؤهلها لتحقيق النجاح. عندما تعطي المؤسسات الأولوية للتنوع والمساواة والشمولية، فإنها حتماً ستكون قادرة على جذب واستقطاب أفضل المواهب النسائية والاحتفاظ بها، فضلاً عن إيجاد فرص النمو الوظيفي والوصول إلى المناصب القيادية. لقد لمست هذا بنفسي في شركة أمازون، حيث تسهم ثقافة مكان العمل القائمة على التنوع والمساواة والشمولية في تمكين النساء من التقدم والارتقاء بحياتهن المهنية، وذلك عبر تزويدهن بفرص متكافئة للوصول إلى برامج التدريب والإرشاد وتنمية القيادة. فمن شأن هذا النهج أن يخلق مناخاً متساوياً لجميع الموظفين للتنافس على المناصب القيادية. وبالإضافة إلى ذلك، فإن تمثيل المرأة على جميع المستويات المؤسسية يؤكد لهن أن إسهاماتهن تلقى تقديراً مميزاً، وأنهن يتمتعن بفرص متساوية للوصول إلى مسارات القيادة.

في نهاية المطاف، لا تقتصر إيجابية ثقافة التنوع والمساواة والشمولية على النساء فحسب، بل تنعكس أيضاً على ازدهار الأعمال. إن التنوع في القوى العاملة يعزز ثقافة الابتكار والإبداع التي تقود إلى النجاح في السوق العالمية سريعة التغير اليوم.

بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، ما هو حلمك ورسالتك ونصيحتك للنساء في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا؟

في هذه المناسبة المميزة، أتوجه بأجمل عبارات الشكر والثناء والتقدير إلى جميع النساء الرائعات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والعالم، وأقول لهن أنه يتوجب علينا التفكير ملياً في التقدم الذي أحرزناه خلال الفترة الماضية، والتطلّع قدماً إلى العمل الذي لا يزال بانتظارنا. نحن نكمل مسيرة أسلافنا وأخواتنا اللاتي ناضلن من أجل حقوقنا ومهّدن الطريق لنا لنكون حيث نحن اليوم.

أنا فخورة بالعمل جنباً إلى جنب مع العديد من النساء في شركة أمازون ممن يواصلن إلهامي ولا يدخرن جهداً في دعم الآخرين في رحلاتهن. دعونا نستمر في كسر الحواجز وتمكين المزيد من النساء من متابعة شغفهن في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، بطريقة تُشكِّل مستقبل التكنولوجيا وتخلق مجتمعاً أكثر شموليةً ومساواة. أنا أحلم بعالم نحفل كل يوم فيه باليوم العالمي للمرأة.