خاص "هي": كيف يسهم الرجل في نجاح المرأة؟ شهادات ملهمة من شخصيات مؤثرة من العالم العربي

خاص "هي": كيف يسهم الرجل في نجاح المرأة؟ شهادات ملهمة من شخصيات مؤثرة من العالم العربي

مجلة هي

في ظلال الحكايات العظيمة لكل امرأة، يقف أبطال صامتون، أولئك الذين لا تُسلط عليهم الأضواء ولا تكتب عنهم الأسطر الأولى، لكنهم الأيدي التي تمسك برفق وقت التعثر، والأصوات التي تهمس بثقة في لحظات الشك. هم السند الخفي، والجذور التي تُثبّت الشجرة أمام الرياح. في هذه المقالة، نزيح الستار عن تأثير هؤلاء الرجال في حياة كل من مها عبد الرشيد ومايا وليمز وحصة الصانع ومنار العلي وعائشة عبدالملك آباء كانوا أو إخوة أو أزواجا. أبطال اختاروا أن يبقوا في الظل، جاعلين من حبهم سندا لا ينكسر، ومن إيمانهم طاقة تشعل الطموح. هم من يهدون كلمات الدعم في أوقات الانكسار، ويُقدّمون الأمان في لحظات التردد، يمهّدون الطريق بخطوات هادئة وواثقة نحو المجد، لتزهر طموحات النساء وتُروى أحلامهن بفيض من الإيمان والصبر.

المؤسسة لعلامة BAMBAH، تحمل في رؤيتها مزيجا من الشغف والإبداع الذي صنع بصمة خاصة في عالم الأزياء. بين تصاميمها التي تنبض بالأناقة ورحلتها نحو النجاح، تتحدث مها عن السند الذي لا يقدّر بثمن، شقيقها حسين عبدالرشيد، الذي كان دائما بجانبها. دعمه اللامحدود وثقته بها شكّلا العمود الفقري لمسيرتها.
مها عبد الرشيد

مها عبد الرشيد

كيف أثر دعم أخيك في رحلتك اليومية، خصوصا في تعزيز شغفك وروح العطاء لديك؟

أخي هو مصدر قوتي والشخص الذي كان يؤمن بي دائما حتى عندما كنت أشك في نفسي. دعمه ليس مجرد كلمات تشجيع، بل تجلى في الطريقة التي يقف بها إلى جانبي كل يوم. يفهم أحلامي وشغفي بعمق، ويدفعني باستمرار لأكون أفضل نسخة من ذاتي، كرمه ولطفه علّماني المعنى الحقيقي للعطاء، ليس فقط في المبادرات الكبيرة، بل في الأشياء الصغيرة، كأن ينصت لي عندما أحتاج إلى التحدث، أو أن يذكّرني بقيمتي عندما أنساها. لقد ساعدني في تشكيل شخصيتي، وأحمل تأثيره معي في كل ما أقدمه.

كيف يلهمك تشجيع أخيك لتحقيق طموحاتك وأهدافك؟

هناك قوة خفية في أن يكون لديك شخص يرى إمكانياتك حتى قبل أن ترينها أنت. أخي لديه هذه القدرة، فهو يذكّرني دائما بقدراتي في اللحظات التي أشعر فيها بالضياع أو الإحباط. إيمانه بي قوي لدرجة أنه يعزز ثقتي بنفسي. لا يسمح لي أبدا بأن أقبل بأقل مما أستحق، بل يدفعني دائما لأن أطمح إلى أعلى، وأحلم بأكبر، وأعمل بجدية أكثر. معرفتي بأنه يقف خلفي تمنحني الشجاعة لأخاطر وأواجه التحديات بلا خوف.

كيف ترين التوازن بين الاستقلالية الشخصية ودور الأخ الداعم في حياة المرأة؟

الاستقلالية أمر بالغ الأهمية بالنسبة لي، لكن كذلك معرفة أن لدي ملاذا آمنا يمكنني اللجوء إليه عندما أحتاج. أخي يمكّنني من الوقوف على قدمي بثبات، فهو يشجع استقلاليتي، ويحتفل بنجاحاتي، ولا يقلل أبدا من قدرتي على التعامل مع الأمور بنفسي. وفي الوقت نفسه، يذكرني بأنني لا أحتاج إلى أن أحمل كل شيء وحدي. هذا التوازن هو ما يجعل علاقتنا مميزة، بمعنى أنه يدعمني، ولكن ليس بطريقة تقلل من إحساسي بذاتي، بل على العكس، يعززها.

ما رأيك في الحفاظ على استقلالية قوية مع تقدير قيمة دعم الأخ؟

أعتقد أن الاستقلالية الحقيقية هي في قبول المساعدة والدعم عندما تكون هناك حاجة لذلك. دعم أخي لا يقلل من قوتي، بل يعززها. هناك نوع خاص من الثقة ينبع من معرفة أن هناك من يقف في صفّك، يشجعك مع احترام قدرتك على الوقوف بمفردك. أؤمن بأن احتضان دعمه يجعلني أقوى، وليس أضعف، لأنه يسمح لي بمطاردة أحلامي دون خوف من السقوط. أنا مستقلة، لكنني أيضا ممتنة بعمق للحب والإرشاد الذي يقدمه لي.

هل يمكنك مشاركة لحظة مهمة جعلتك تقدّرين دعم أخيك والتأثير الإيجابي الذي أحدثه في مسيرتك؟

مؤخرا، خلال فعالية الذكرى الخامسة عشرة لعلامة Bambah، كان أخي بجانبي منذ الدقيقة الأولى، يتأكد من أن كل شيء يسير بسلاسة، ويتولى جميع المهام التي لم أكن مرتاحة في التعامل معها. لم يتردد لحظة واحدة، سواء كان ذلك في حل المشكلات خلف الكواليس، أو تشجيعي، أو حتى كونه الدعامة العاطفية التي احتجتها خلال لحظات التوتر. في الليلة التي تسبقها كان موجودا في الموقع حتى الساعة الثالثة فجرا، يتأكد من أن كل تفصيلة على ما يرام. رؤيته وتفانيه وإيثاره والطريقة في دعمي جعلت الاحتفالية ساحرة. أنا محظوظة جدا لأن لدي أخا لا يؤمن بي فقط، بل يساعدني فعليا في تحقيق رؤاي وأحلامي.

تمزج مايا وليمز ببراعة بين سحر التراث العراقي والأناقة اللندنية، لكنها تستوحي إلهامها الذي لا ينضب من عائلتها الصغيرة المكونة من طفلين. تتحدث مايا عن القوة الخفية التي يمنحها إياها زوجها، ذاك السند الصامت الذي يُضرم شغفها ويعزز ثقتها لمواصلة رحلتها نحو النجاح بخطى ثابتة.
مايا وليمز

مايا وليمز

كيف أثّر دعم زوجك في حياتك اليومية، خصوصا في تعزيز شغفك وروح العطاء لديك؟

تقاسم مسؤوليات تربية أبنائي أتاح لي توزيع الوقت بين العمل وإيجاد إلهامي في الحياة وبالتالي إعطاء مساحة للحياة العائلية. لطالما أردت أن أجد طريقة لأردّ الجميل لمجتمعي، وأستمتع بدعم جمعية خيرية في بغداد تعنى بالأطفال الذين فقدوا والديهم للأسف. أشعر بارتباط قوي بهذه الجمعية، وبدلا من تلقي الهدايا في أعياد ميلاد أطفالي، أقدم التبرعات لهذه الجمعية.

كيف يلهمك تشجيع زوجك لتحقيق طموحاتك وأهدافك؟

نحن نتشارك الأهداف، وتلهمنا لحظات الحديث الخاصة عن الأحلام والإنجازات.

كيف تنظرين إلى التوازن بين الاستقلالية الشخصية ودور الزوج الداعم في حياة المرأة؟

التوازن بين الحياة المهنية والعائلية أمر مهم، ولهذا أستمتع بالحفاظ على لياقتي بجانب عملي ورعاية عائلتي. أؤمن بأن الرياضة واللياقة تسيران جنبا إلى جنب مع النجاح في العمل والحياة.

ما رأيك في الحفاظ على الاستقلالية مع احتضان دعم الزوج؟

الاستقلالية في الأعمال مهمة، حيث أدير عملي بشكل مستقل تماما عن تدخل زوجي، ولكننا نتشارك الفلسفة ذاتها في تحقيق مخرجات ذات جودة عالية، وكنتيجة لقيمنا المشتركة، ندعم بعضنا بعضا، ويلهم كل منا الآخر.

هل يمكنك مشاركة لحظة مهمة جعلتك تقدّرين دعم زوجك والتأثير الإيجابي الذي أحدثه في مسيرتك؟

ساعدني زوجي في كتابة عدد من الاقتراحات في بداياتي، ودعم عملي الأول في الإعلام عبر الإنترنت. وعلى الرغم من أنني تلقيت تعليمي باللغة الإنجليزية، فإن لغتي الأولى عندما نشأت في بغداد كانت العربية. وبفضل زواجي من رجل إنجليزي يتمتع بخلفية تعليمية قوية وأخلاقيات عملية رفيعة، تمكنت من تحقيق فهم واستعمال متقدم للغة الإنجليزية في التعاملات المهنية، وهو ما أسهم بشكل كبير في نجاحي في مجال الأعمال.

كيف شكلت هذه التجارب نظرتك للعطاء والشغف والنمو الشخصي؟

كل تجربة تبني على الأخرى، وتعزز من قوتك ومرونتك وتحسن من نظرتك للحياة. لكن الأهم هو الاستمرار في النمو وهذا هو المقياس الحقيقي للنجاح في الحياة. أؤمن بأن قياس النجاح يجب أن يكون بمقارنة الأداء الشخصي فقط، وليس بمقارنة الذات بالآخرين.

ما الرسالة التي تودين توجيهها للنساء حول أهمية الزوج الداعم في تحقيق النجاح؟

وجود شريك تشاركينه التجارب وتنموان معا بانفتاح وتواصل صادق يضفي معنى أعمق على رحلة الحياة والعمل.

تحمل حصة الصانع شغفا متقدا، فقد وجدت في دعم والدها د. أسامة الصانع الركيزة الأساسية التي انطلقت منها نحو النجاح. لم يكن والدها مجرد أب، بل كان السند الذي آمن بقدراتها منذ البداية، مشجعا إياها على خوض التحديات بثقة وشجاعة.
حصة الصانع

حصة الصانع

كيف كان دعم والدك في بداياتك في عالم السوشيال ميديا في زمن لم يكن فيه قبول كثير لدور المرأة العربية ومشاركتها حياتها بشكل طبيعي وعفوي؟

علاقة والدي معي أنا وأختي ريم كانت فريدة، ولأنني البنت الكبرى في المنزل، لم يكن هناك فرق لدى والدي في كوني بنتا أو ولدا، وأعطاني الثقة لأطور مهاراتي في التحدث أمام الناس، وكان دوما يقول لي إنني سأصبح مشهورة في مجالي، وإنه واثق بأنني سأعمل في مشاريع كبيرة وفي سن مبكرة. لم أستطع تخيل كيف سيحدث ذلك، لكن هذه الأفكار دفعتني لأجتهد أكثر. لم يتدخل حين قررت الدخول إلى عالم التواصل الاجتماعي، لكنه حرص على أن أفهم أثر ذلك في حياتي بأن كل تصرفاتي ستكون تحت المجهر.

قررت أن أشتغل في مجال الترفيه والإعلام بعد إكمالي للماجستير في أمريكا، فعدت إلى المملكة، وأتذكر كيف كان والدي يتصل بي أسبوعيا حين بدأت أعمل في شركة الميدل بيست، ليستمع مني عن المشاريع التي أعمل عليها. لم أسمعه يقول يوما لي إنني لا أستطيع، بل دوما كان يقول نعم تستطيعين وستنجحين.

هل يمكن أن تشاركينا موقفا خاصا حدث مع والدك جعلك تشعرين بالقوة والثقة في نفسك؟

أتذكر عندما طلب فريق إليشيا كيز من ميدل بيست مقابلتي لمعرفة إذا كنت ملائمة لمؤتمر المرأة الذي أقيم في جدة. اتصلت بوالدي وطلبت منه النصيحة، وبدلا من إعطائي النصيحة بارك لي، وأخبرني بأنه فخور بي. كان متأكدا أنهم سوف يختارونني. هذه الثقة جعلتني أثق في نفسي تماما.

كيف أثر دعم والدك في شخصيتك وطريقة تعاملك مع النقد أو التعليقات السلبية على السوشيال ميديا؟

يمكن القول إن شدة تصفيق والدي لي تجعلني لا أنتبه لمن لا يصفق أو من يستهجن ما أقدمه، تعودت ألا أضيع وقتي في التعليقات السلبية، خصوصا السطحية منها، والتي تصدر عمن لا يعرفني ولم يقرأ لي أو يتابعني، لكنني أهتم لنصائح وحتى عتاب بعض متابعيّ، لأني أعرف أن كثيرا منهم يتمنى لي النجاح، ويود أن يراني دوما في تطور وتقدم.

كيف أسهم والدك في تعزيز استقلاليتك، سواء في الحياة الشخصية أو المهنية؟

أخبرني والدي عندما تخرجت في الثانوية بأن علي أن أسافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية لإتمام دراستي الجامعية ليس فقط للتعلم، بل لأطور شخصيتي وأتعلم الاستقلالية. لم يتمكن والدي ولا والدتي من الذهاب معي، فقد تأخرت تأشيرتاهما. أتذكر جيدا خوف والدتي من أن أذهب بمفردي في هذا العمر الصغير لأبدأ حياة جديدة، لكن والدي كان واثقا بأنني قادرة على أن ألتحق بالجامعة، وأجهز سكني، وأشتري سيارتي، وأتسوق لنفسي، وأدفع فواتيري. وقتها كنت أجد الأمر صعبا جدا، لكن لإصراري على أن أثبت لهم أن ثقتهم في محلها، لم أستعن بأحد، وفعلت كل شيء بمفردي، فتعلمت أن أكون مستقلة وأنا ابنة 18 سنة. حين أتى والداي لزيارتي كانا سعيدين بما حققته، وكنت سعيدة حين قالا لي إنهما ضيفان في منزلي، أشعراني بالثقة، فأصبحت ما أنا عليه الآن.

ما القيم التي زرعها والدك فيك والتي تساعدك في التفاعل مع جمهورك ومتابعيك؟

غرس فيّ والدي قيما كثيرة، أهمها الطموح، والرغبة في التعلم، وزيادة المعرفة، والثقة بالنفس، والمصداقية في الطرح، والواقعية مع عدم ادعاء الكمال. هذه القيم جعلتني على طبيعتي ومن دون تكلف في العالم الافتراضي، فأنا الإنسانة نفسها أينما التقى بي الناس.

كيف أسهمت تجربتك في السوشيال ميديا في نموك الشخصي؟ وما دور والدك في هذا النمو؟

لكل إنسان شخصيته الفريدة، لكن حين تكبر وتنضج أمام الناس تصبح تجربتك ماثلة لمتابعيك بنجاحها وتحدياتها، فقد نمت أفكاري وشخصيتي أمام المتابعين بحلوها ومرها، ولذلك كان مهما أن تكون لدي الجرأة والقوة والثقة لأعرضها دون تكلف أو استحياء، فأعطتني قوة حين نجحت في عرضها للناس، لم أكن لأفعل ذلك لو لم يكن لدي سند يدعمني دوما، كان والدي دوما يردد: "حين تنقفل أمامك جميع الأبواب، تذكري أن لك بيتا لا يقفل في وجهك أبدا داخل قلب والديك"، فلم أخف يوما من خوض التجربة.

هل من رسالة لابنك أو ابنتك في المستقبل تلقيتها من والدك عن دعم المرأة؟ وماذا ستكون؟

لا يوجد فشل في الحياة، بل هناك تجارب تحتاج إلى صقل أكثر حتى تتحول إلى نجاح، وأفضل استثمار هو في النفس، ولن يتحقق من دون التحضير الجيد وبذل الجهد الكامل، وإن حب الوالدين لأبنائهم ليس له حدود.

تبدع منار العلي منسقة الديكور الداخلي الإماراتية في تحويل المساحات إلى لوحات تنبض بالأناقة والرقي، مستلهمة تصاميمها من شغف عميق بالتفاصيل وجماليات الفن. في رحلتها نحو النجاح، لم تكن وحدها؛ فقد كان زوجها السند الدائم والداعم الذي يقف خلف الكواليس، يشجعها بثقة وحب، ويضيء لها الطريق بنصائحه ودعمه المستمر.
منار العلي

منار العلي

منار، كيف يمكن أن تصفي لنا تأثير الشغف والعطاء في حياتك اليومية؟

الشغف والعطاء بالنسبة لي شيء متجدد، ودائما ادعو ربنا أن يبارك بهذه السمتين، لأن الاستمرار في أي عمل بدونها سيكون صعبا، وهما العاملان اللذان يدفعانني للاستمرار في العطاء من قلبي.

كيف يلهمك دعم عائلتك في تحقيق طموحاتك وأهدافك؟

عائلتي تمدني دائما بكل الدعم الذي أحتاجه، سواء كان معنويا أو جسديا أو حتى ماديا، وأنا أقصد هنا عائلتي الأولى، وهي أمي وأبي وإخوتي، وحتى عائلتي الصغيرة زوجي وأبنائي. كل واحد منهم له دور في أن أكمل الطريق، وكل واحد منهم يمدني بقوة أو محفز أو تنازل عن حقه أو وقته لي، لأحقق طموحاتي في اتجاه الحلم.

في هذا العصر الذي يحتفي بالاستقلالية، كيف ترين توازن الاستقلالية الشخصية مع أهمية وجود دعم الرجال في حياة المرأة، سواء كانوا آباء أو أزواجا أو إخوة أو أبناء؟

أن تكون مستقلا لا يعني أنك لا تحتاج إلى الدعم الذي يمدك بالطاقة والرضى عن نفسك وعملك. لا شك في أن الاستقلالية شيء جميل، ولكن زوجي، على سبيل المثال، هو رفيق دربي وسندي في الحياة، يدعمني بوجوده وكلماته ورضاه، ويشعرني بأنني أستطيع أن أحقق أكثر. ولولا دعمه ووجوده لما كنت الشخص والكيان الذي أصبحته اليوم، ولما استطعت أن أنجز، لأني دائما بحاجة إلى من يرفعني حين أسقط أو أتعثر.

ما رأيك في التوازن بين الاستقلالية والاعتماد على الدعم الذكوري في الحياة؟

لدي إيمان بأن الله خلق الدنيا كلها بتوازن وجمال، لذلك هو خلق الذكر والأنثى، لم أرَ في حياتي، ولن أرى حياة تستمر وتكون حلوة وناجحة من دون وجود أحدهما، أو باستقلالية أحدهما عن الآخر. نعم هناك ظروف تحد بعض النساء من أن يؤدين دورهن، وتضطرهن لأداء أدوار الرجال. ولكن لو سنحت لهن الفرصة، فأنا متأكدة من أنهم سيؤدين أدوار الإناث، ويتركون أدوار الرجال للرجال. وكما ذكرت من قبل، الاستقلالية لا تعني أن تستغني المرأة عن السند والظهر الذي يكون العادة موجودا في كيان الرجل.

هل يمكنك مشاركتنا بلحظة مؤثرة في حياتك العائلية جعلتك تدركين أهمية دعم زوجك؟ وكيف كان له تأثير إيجابي في مسيرتك؟

لن أنسى موقف زوجي عندما صارحته برغبتي في ترك العمل الحكومي لأتبع شغفي وحبي للتصميم الداخلي والديكورات من دون أي راتب، وأني سأعتمد عليه مئة في المئة في الكثير من الأمور، خصوصا مع التزاماتنا المادية. وقتها آمن بي وبقدراتي، وشجعني، وقال لي وقتها: أنا موجود، وسوف أدعمك في كل خطوة تخطينها في الحياة.

كيف تسهم هذه التجارب في تعزيز روح العطاء والشغف لديك؟

تجعلني أشعر بالمسؤولية، لأن هناك من آمن بي ودعمني، ووجد لأجلي. لذلك علي أني أستمرّ وأحقق كل ما أستطيع تحقيقه. من دون خوف من التراجع والفشل الدعم سيظل بلا شك، سواء نجحت أو أخفقت.

ما الرسالة التي تودين توجيهها للمرأة حول أهمية الدعم العائلي في تحقيق النجاح؟

العائلة هي الأمان والظهر والسند. وجودها نعمة يجب الشكر عليها، وعدم التفريط فيها مهما كلف الأمر. في مسيرتنا في الحياة العائلة هي الملجأ بعد الله سبحانه وتعالى، والدعم الذي نستمده منها هو أساس كل نجاح واستمرارية.

تنسج مؤسسة علامة المجوهرات البحرينية "جواهر عايشة"، عايشة عبدالملك في كل قطعة قصة من الشغف والإبداع، حيث تلتقي الفخامة بروح الفن. في رحلتها الباهرة نحو النجاح، كان شقيقها وشريكها عبد العزيز السند الخفي، بدعمه اللامحدود وإيمانه العميق بموهبتها، أصبح الشريان الذي يمنحها الثقة لمواصلة التألق والإبداع.
عايشة عبد الملك

عايشة عبد الملك

مجوهرات عايشة قصة شغف وإبداع مدعومة بأخوة متحدة. كيف تعكس مجوهراتك شغفك وإبداعك الشخصي؟

وجدت نفسي مولعة بالفن منذ الصغر، وأحمد الله تعالى أني ولدت في أحضان أسرة بحرينية تقليدية تعشق الفن وتقدره. فاهتمام والداي بموهبتي وشغفي هو الذي نمّى مهاراتي الفنية، فقد حرصا كل الحرص على أن أتتلمذ على يد أبرز الفنانين البحرينيين المرموقين. وعلامتي التجارية "جواهر عايشة" تأتي امتدادا لشغفي بالفن والرسم، فجميع القطع التي أصممها مستوحاة من أعمالي الفنية، ويسعدني كثيرا أن يلاقي تعبيري الإبداعي رواجا لدى محبي المجوهرات الراقية.

وعلى حد سواء، فإن أخي وشريكي عبدالعزيز محب للفن، وتحديدا التمثيل والغناء. وهو المسؤول عن إعطاء الطابع الفني لأبرز نشاطاتنا ومبادراتنا الفنية والاجتماعية. فعلى سبيل المثال جميع ما ترونه على قناتنا في اليوتيوب يأتي من أفكار ورؤية أخي عبد العزيز، ومن تنفيذ فريقنا الإبداعي المختص بصناعة محتوى فريد وخاص بجواهر عايشة. ورؤية أخي عبدالعزيز ومن تنفيذ فريقنا الإبداعي المختص بصناعة محتوى فريد وخاص بجواهر عايشة.

الأخوة في ريادة الأعمال.. كيف تشكلت شراكة عايشة وعبدالعزيز في Aisha Jewels؟ وكيف أثرت علاقتك بأسرتك في نجاح العلامة؟

أسرتي كانت وما زالت تعني لي كل شيء على الصعيدين الشخصي والعملي. ووالدي شجعني على خوض ريادة الأعمال بشكل جاد وبناء شركتي بشكل منضبط ومؤسساتي، ووالدتي، تاج راسي، ورّثتني شغفها بالمجوهرات والعلامات الراقية. أما عبدالعزيز عضيدي وشريكي، فكان ولا يزال داعمي في كل اللحظات الصعبة، وأنيسي في اللحظات الحلوة. أعتقد أن الدعم النفسي الذي قدمته لي أسرتي كان أكثر العوامل تأثيرا في إصراري على بناء علامة تجارية راقية وناجحة ولله الحمد، ولا شيء يضاهي ما قدمته لي أسرتي من تشجيع ودعم معنوي.

هل يمكنك مشاركة مواقف خاصة في ريادة الأعمال تؤكد أهمية دعم الأسرة للمرأة؟

منذ بداية مشروعي وفي أكثر من موقف كان والدي دائما ما يؤكد علينا لجعل العطاء جزءا من عملنا كشركة ربحية، وتلك نصيحة لا أستطيع نسيانها أو العمل من دونها، فمنذ عام 2021 أعدنا إطلاق مبادرتنا الفنية الاجتماعية السنوية "عطاء الجواهر"، والتي تهدف إلى دعم قضية إنسانية جديدة في كل عام، مع تسليط الضوء عليها بطابع مرح وخفيف لتشجيع الناس على المشاركة في المبادرة.

ففي كل عام أصمم مجموعة حصرية، وأعرضها لمدة 10 أيام فقط، ثم تتبرع الشركة بنصف مبيعات مجموعة عطاء الجواهر بالتعاون مع الجمعيات الرائدة في المنطقة، بهدف دعم القضية الإنسانية المختارة في ذلك العام.

ويصاحب الحملة فيديو من رؤية وإخراج أخي وشريكي عبدالعزيز عبدالملك، ويحمل الفيديو طابعا مرحا وخفيفا لتشجيع الناس على المشاركة في المبادرة.

ما الأمثلة التي يمكن أن ترويها عن الدعم العاطفي الذي تلقيتِه؟

من أبرز الأمثلة اهتمام والديّ بتدريبي وتطوير مهاراتي الفنية. كان هذا أول دعم عاطفي تلقيته منهما، فكانا حريصين على متابعة لوحاتي باهتمام وفضول يملؤه الود، وكانا يشجعاني دائما على إنتاج أعمال فنية تعبر عمّا يجول في داخلي من أفكار ومشاعر. وعندما بدأت علامتي التجارية "جواهر عايشة" شجعتني أسرتي على الإقدام على الفكرة على الرغم من تحفظهم على بعض من مشاعر الخوف، حيث كان الخوض في تجربة تجارية خطوة جريئة مني في عمر السابعة عشرة.

لماذا يعتبر دعم الأسرة للمرأة أساسيا في تحقيق الأهداف؟

هناك مثل رائج يقول: "خلف كل رجل عظيم امرأة"، وفحواه أن كل الشخصيات الناجحة لا بد أن يكون لديها شخص ما يقدم لها الدعم النفسي بلا حدود، ولكن في موقفي شخصيا أستطيع أن أقول ولله الحمد: إن "خلف كل امرأة ناجحة أسرة مُحبّة".

لا نستطيع أن ننكر أنه في بعض المجتمعات، قد تواجه المرأة صعوبة في تحقيق أهدافها المهنية، وتحديدا إذا كان لديها شغف عميق بالفن وريادة الأعمال. لكني ولله كل الفضل لم أواجه هذا التحدي بشكل بارز، سواء في بدايات مشروعي قبل 10 سنين أو اليوم. لطالما كانت أسرتي ومجتمعي بوجه عام داعمين لتمكين المرأة مهنيا. ونجد في المجتمع البحريني تحديدا نماذج عدة للنساء العاملات ورائدات الأعمال اللاتي نقتدي بهن، وعلى رأسهن الشيخة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة حفظها الله، وجعلها ذخرا وسندا دائما للنساء البحرينيات.
 

Credits

    حوار:

     Mashael Aldakheel

     Rahaf Alqunaibet