المعلم "أيمن يوغا" لـ "هي": اليوغا دعتني لدخول عالمها وممارستها جعلتني أتميز في اتخاذي للقرارات
أيمن يوغا، ممارس و معلم لليوغا قرر أن يربط إسمه بإسم هذه الممارسة التي عرفته على ذاته ووطدت علاقته بها، بعد أن أخذ نصيبه بيده إلى أحد حصص اليوغا، قادته ذاته نحى دورة تدريب مدربي اليوغا تتكون من مئتي ساعة تدريبية، ليصبح بعدها أحد أوائل المدربين المحترفين في المملكة العربية السعودية. من خلال "هي" عبّر "أيمن يوغا" عن الفرص التي أتيحت له في هذا العالم، وحدثنا عن رحلته كمدرب ومتدرب.
عرفنا بنفسك؟
رجل معتز بثبات مبادئه، عاشق لسعوديته، يحمل عقلًا متسعًا لتقبل كل مايشابهه ويختلف معه، ويحمل قلبًا ثريًا لحب كل أحد وكل شيء.
كيف دخلت إلى عالم اليوغا؟
النصيب، اليوغا هي من دعتني لدخول عالمها من أول حصة، حضرت تلك الحصة "مغصوبا" لقضاء وقت مع صديق، حضرت تلك الحصة رغم رفضي المسبق لكل ما له
ارتباط باليوغا بسبب اعتقادي المسبق أنها ممارسة رياضية بطيئة ومملة وتحتاج لمرونة عالية و ليس لها أي فائدة ملموسة. حضرت تلك الحصة لإرضاء صديقي، وحضرت آلاف الحصص بعد ذلك لإرضاء جسمي وذهني وروحي.
ما التغيير الذي لامسته في شخصيتك بعد ممارسة اليوغا؟
اليقظة والوعي لكل ما يكتنف دواخلي، وانعكس ذلك على قدرة إدراكي لكل من هم حولي ولكل التجارب المحيطة في كل مجالات الأسرة، الصداقة، الهوايات وحتى في المجال المهني، حيث أنني مدير تنفيذي لإحدى كبرى الشركات العالمية في القطاع الصحي، وممارسة اليوغا جعلتني أتميز في اتخاذي للقرارات الإدارية المهمة والحرجة ، للهدوء والاتزان اللذان أضافتها اليوغا على شخصيتي.
ماهي أكثر أنواع اليوغا المحببة لديك ولماذا؟
بدايتي كانت بممارسة يوغا بيكرام أو اليوغا الساخنة، و هي نمط من اليوغا الصحية جدًا يعتمد على الممارسة في درجة حرارة أعلى من درجة حرارة الغرفة العادية لزيادة مرونة العضلات، وإعطاء الجسم القابلية للمرونة العالية، أثبتت نجاحها التام في التأهيل للعديد من الإصابات وطرد السموم وزيادة المرونة وارتفاع الثقة في النفس، لم أنقطع عن ممارستها إطلاقا و أقوم بتعليمها حاليا. وبعد سنوات من ممارستي اليوغا الحركية المتطلبة، بدأ جسمي وذهني بدعوتي للهدوء أكثر مما قادني لممارسة نمط "ين" وهو نمط أكثر هدوءً و ثباتًا يعتمد على الثبات التام في كل وضعية حركية لعدة دقائق، مما يدعو الجسم للتوازن والذهن للتأمل العميق. أقوم حاليا بإعداد المدربين في هذا النمط وإعداد المدربين لليوغا بشكل عام.
كيف بدأت فكرة تشجيعك للناس على ممارسة اليوغا ؟ وما هدفك من هذا المشروع؟
مرة أخرى، النصيب. بعد سنوات من رفضي التام للانخراط في دورات إعداد المدربين لرفضي تدريس أو تعليم اليوغا لإيماني بأنها ممارسة شخصية لا أرغب و لا أملك القدرة على تدريسها، استيقظت ذات صباح صيفي في منزلي
بالرياض بعد حلم جميل بفكرة واحدة تملكتني وهي: سأسافر للهند لأحضر دورة 200 ساعة لتدريب اليوغا، وأتممت حجوزاتي خلال ساعات. و حتى بعد
إتمامي لتلك الدورة كان شي ما بداخلي يقول لي أني غير مستعد لتدريب الاخرين .. ليس بعد، وبعد عدة دورات بدأت بإعطاء بعض الحصص للمقربين مني لإيمان عميق في داخلي أني أريد كل من أحب أن يمر بمحطات الجمال و البهجة التي وجدتها في اليوغا. في الوقت الحالي هدفي هو مشاركة ما تعلمت مع مختلف فئات الشعب السعودي ولن أتوقف عن ذلك بإذن الله.
ما المصاعب التي واجهتها في بداية دخولك إلى المجال؟
بدأت ممارسة اليوغا منذ ما يقارب 14 عام، وفي ذلك الوقت لم يكن هناك في مملكتنا الحبيبة العديد من الممارسين أو المنشآت التي تقدم اليوغا للعموم بأي شكل من الأشكال، مما كان يضطرني لحد ممارستي خلال سفري للخارج للتعلم من أكثر من معلم و معلمة. كما أن ندرة الممارسة الفعلية في الداخل حد من معرفة المجتمع بتلك الممارسة النبيلة، ومن طبيعتنا كبشر أن الانسان عدو
ما يجهل، فكان هناك رفضًا مجتمعياً لهذه الممارسة أرى أنها بسبب قلة علم بها وعدم التجربة الحقيقية لها مرة أخرى بسبب شح موارد التعليم لها هنا بما يناسب ثقافتنا ومعتقداتنا. تلك المصاعب في طريقها للاندثار ولله الحمد
بسبب رؤية قائد ملهم كسمو سيدي محمد بن سلمان الذي وجهنا لرؤية 2030، وجهنا لرؤية تدعو إلى تحكيم العقل و الحث على التعلم لكل ما هو من شأنه تمكين إنسانيتنا، سأبقى ممتنا لسمو سيدي ما حييت في التمكين لي كـ "إنسان" الذي لقيته في وطني الذي أعشقه.
ما أكثر مايلفت نظرك ويميز مجتمع اليوغا؟
الشغف والنهم بالتعلم، مجتمع الممارسين لليوغا شغوفون جدًا بمشاركة التغير المحسوس الذي يلمسونه على أجسامهم وأذهانهم ويدعوهم دائمًا لمشاركة ذلك التسامح مع الجميع. مجتمع اليوغا الملتزم للحضور معي في مدرسة سمانا في الرياض مجتمع خرافي من كل الأعمار والأجناس والأعراق والإمكانيات. أتعلم منه الكثير وأستنير بمعرفته و سأظل أبذل كل ما أملك من جهد وطاقة لإيجاد البيئة الأسمى له للرقي.
حدثنا عن الموقف الذي لا تنساه خلال فترة عملك كمدرب يوغا؟
الطلب لعودتي لتدريب اليوغا في الهند في مدرسة كنت أحد طلابها. يا الله لا أحد يتخيل مدى فخري كسعودي أن أعود لتعليم اليوغا في وطنها ورؤية طلاب من مختلف دول العالم يسافرون للتعلم من معرفتي المتواضعة. أشعر
بالامتنان الشديد جدًا لكل من يحضر حصصي ودوراتي ولمعلميّ لإعطائي تلك الفرصة .
ماهي أكثر الدول التي استمتعت بممارسة اليوغا فيها ولماذا؟
لا شك أن الأرض الأم لهذه الممارسة وهي الهند، لها النصيب الأكبر في خاطري. حيث أنها أرض خصبة لمقابلة الممارسين والمعلمين المتمكنين الأصيلين ووجود العديد من المواقع الطبيعية، لذلك أجد أن متعتي الكبرى
تكمن في ممارسة اليوغا في الطبيعة سواء كانت جبالًا أو غابات أو شواطئ أو صحارى، وحتى على ضفاف الأنهار والبحيرات. كذلك لدولة إستونيا مكانة خاصة في قلبي لطبيعتها النقية ولطف وثقافة شعبها المسالم، تجعلني أكرر السفر لتلك الدولة متى ما استطعت. لمست كثيرًا من كل ذلك عندما قمت بتدريب اليوغا في العلا، العلا تحمل طبيعة خلابة تساعد كثيرا على التأمل والتفكر. أملي القادم أيضا زيارة نيوم كمدينة مستدامة تحمل بين طياتها العديد من الفرص، وأنا على ثقة بتوجهي للتعلق بها والمناطق المختلفة في مدننا الغالية كمشروع البحر الاحمر
ماهي نقطة التحول في حياة اليوغا إن أسميناها بذلك؟
لا شك أنها الحصة الأولى التي حضرت، أحسست أني بدأت بالتعرف على أيمن بشكل مختلف، بدأت أرى نقاط قوتي بشكل لم أكن أعرفه عن نفسي. نعم أنا قوي. كما أنني أحسست بالتواضع لضعفي في كثير من المواطن التي كنت أظنني قويًا فيها. نقطة التحول هو تعرفي على نفسي ومن أكون، مما كسر كل غرور مزيف كنت أحمله وولد قوة يقينية جديدة لم أكن متعودا عليها في ذلك الوقت، وحملتني لقرار ألا أتوقف عن تلك الممارسة إلى اليوم.
ما الرسالة التي تسعى لإيصالها؟
رسالة العلم والمعرفة والتقبل والتوازن لنا كبشر نختلف في ظواهرنا، لكننا نجتمع في حمل السلام والحب والطمأنينة في صدورنا، لسنا بحاجة للبحث عنهم ولكننا بحاجة لإيجاد وسائل تعلمنا أن نحد من العوائق التي تمنعنا عن التواصل بهم في دواخلنا، وممارسة اليوغا هي إحدى تلكالوسائل.
كلمة أخيرة توجهها للقراء؟
اليوغا ماتنشاف، اليوغا تُمارس تُلمس وتُعاش.