فنانة الكيك بيث لورين لـ"هي": إعداد الطعام مع عائلتي ولَدت حبي للطهو.. والشغف هو أساس كل نجاح
تُبدع في نحت أشكال مختلفة من الكيك، التي تسرَ الناظر وتُفرح قلبه التواق لتذوق قطعة رائعة من الكيك المفعم بالجمالية والتناسق.
تختار مكوناتها بدقة، وتُدخل شغفها ومعرفتها بعالم التصميم والألوان والأقمشة، عالم الكيك الساحر لتمنحنا أشكالًا فنية وفخمة الشكل والمذاق من الكيك.
إنها الشيف بيث لورين، فنانة الكيك في "ذا كيك بوتيك"؛ والتي يكفي النظر إلى واحدة أو أكثر من الكيكات الفاخرة التي تبتدعها في البوتيك، أن يُدرك جمالية العمل الذي تقوم به والشغف الدفين وراءه.
في لقاء اليوم مع موقع "هي"، تُحدثَنا بيث لورين، فنانة الكيك في The Cake Boutique في فندق "والدورف أستوريا" الواقع في مركز دبي المالي العالمي؛ عن مسيرتها الطويلة في مجال الطهو وإعداد أفخم وأشهى الكيكات على الإطلاق.
هلّا حدثتِنا عن بدايات مسيرتكِ المهنية والمرحلة التي نشأ فيها شغفكِ بصنع الكيك الفني؟
اعتدتُ قضاء وقت ممتع في الطهو مع عائلتي منذ الطفولة، لا سيما مع أمي وجدتي. وكان علينا تحضير الأطباق باستخدام المكونات الأولية، لعدم وجود العديد من المتاجر التي تُوفَر خيارات المكونات المتنوعة. لطالما كانت تجربة الطهو مع عائلتي مميزةً بالنسبة لي، وأعتقدُ أنها ولّدت تلك الشرارة لشغفي بإعداد الطعام. وفي سن المراهقة، تطور شغفي عندما أصبحتُ أتولى تقديم خدمات الضيافة في حفلاتنا العائلية.كما بدأ اهتمامي بالفن، إلى جانب الطهو، منذ أن كان عمري 10 سنوات تقريباً؛ لأقرر الانطلاق نحو عالم الإبداع من خلال شغفي بالفن والطعام، الذي دفعني لأختص بتصميم الكيك.
ما أهمية انضمامكِ إلى فريق والدورف أستوريا مركز دبي المالي العالمي؟
كنتُ أدير مشروعي الخاص لإعداد الكيك قبل انتقالي إلى دبي؛ ولكن مجيئي إلى دولة الإمارات والعمل لدى والدورف أستوريا مركز دبي المالي العالمي، منحني منصةً عالمية للانطلاق في مرحلة جديدة من مسيرتي المهنية. تزامن انتقالي إلى الدولة حينها مع بحث والدورف أستوريا عن شخص يتولى إطلاق "ذا كيك بوتيك" وإدارته. وانطلاقاً من إيماني بأن لكل حدث سبب، كان لقائي الأول مع إدارة الفندق مريحًا للغاية؛ حيث وضعنا النقاط على الحروف لإطلاق العلامة التجارية والبدء بالمشروع الاستثنائي.يعمل ضمن الفندق العديد من الفرق التي تعاونت لإنجاح مشروع ذا كيك بوتيك؛ ورغم النجاح الذي حققناه خلال فترة قصيرة، أعتقد أننا سنشهد المزيد من الإنجازات.
ما هي أبرز التحديات التي واجهتِها في مسيرتكِ المهنية منذ بدايتها وحتى الوقت الحاضر؟
لا شك أن إطلاق مشروع جديد كان من أبرز التحديات التي واجهتها؛ فقد كان عمري حينها 21 عاماً فقط، ولا أملك أي خبرة في المجال المالي وإدارة الأعمال، ولكنها تجربةٌ تعلمتُ منها الكثير بالتأكيد. يجب على الإنسان أن يتحلى بالثقة بالنفس والإيمان بقدرته على تحقيق أهدافه. وعلى الصعيد الشخصي، لا يسعني سوى أن أشكر عائلتي التي كان لها الفضل بتشجيعي لمواصلة العمل رغم عدم ثقتي بالنجاح حينها.
هل يعتمد النجاح في عالم صناعة الحلويات على الموهبة فقط أم الدراسة المُكثَفة، لا سيما في ظل مستوى المنافسة العالي حاليًا؟
يجب أن يتحلى الطاهي بفهم عميق لمستوى المنافسة العالي في القطاع. وعلى الرغم من عدم دراستي الأكاديمية لهذا المجال، بل اعتمادي على التعلّم الذاتي؛إلّا أنّ هذا يُشكَل نقطة تميز أيضاً، إذ فتح أمامي مجالات عمل لا حصر لها وأتاح إطلاق العنان لإمكاناتي واستكشاف قدراتي الإبداعية. وإلى جانب ذلك، تُشكَل أخلاقيات العمل جزءًا لا يتجزأ من أسس هذا القطاع. أعتز بما أتحلى به من الإصرار والتصميم، مما يتيح لي التعلم من جميع التجارب التي أخوضها ومواصلة المحاولات لتحقيق النجاح.
كيف ساهم اهتمامكِ في البداية بمجال الموضة والرسوم التوضيحية، في تطوير إمكاناتكِ الإبداعية بمجال تحضير الكيك؟
يحمل التصميم في عالم الموضة اللمسات الخاصة للمصمم في جميع تفاصيله، حيث يمكنه استخدام العديد من الأنسجة والألوان والأقمشة وغيرها للتعبير عن أفكاره؛ وهو أكثر ما جذبني إلى هذا المجال. وقد ظهر لديَ شغفٌ كبير بعالم الطعام قبل أن أدرك أوجه الترابط بين عالمي الطعام والفن. وبمجرد أن أدركتُ إمكانية المزج بينهما، عزمتُ على إطلاق مشروعي الخاص لتصميم الكيك؛ ولم أفكر في أي شيء آخر منذ ذلك الحين.
ما مدى اعتمادكِ على منصات التواصل الاجتماعي لعرض أعمالكِ أمام الجمهور العالمي؟ وكيف تساهم هذه المنصات في تسهيل التواصل مع الجمهور؟
شهدت وسائل التواصل الاجتماعي نموًا هائلًا في السنوات الأخيرة، وأصبحت تلعب دورًا رئيسيًا في نشر الوعي بالعلامات التجارية؛ بما في ذلك علامات قطاع الطعام والمشروبات. يتميز الكيك الذي أعدَه في "ذا كيك بوتيك" بمظهر فاخر وفني؛ وقد أتاح لي وجود صور قوالب الكيك هذه في محفظتي الإلكترونية، التواصل مع العملاء ومواصلة استقطابهم. ولا بد من الإشادة بالدور الكبير لوسائل التواصل الاجتماعي في إنجاح مشروعي الخاص.
هلّا حدثِتنا عن أبرز منتجات "ذا كيك بوتيك"، مثل أضخم قالب كيك أو أفخمها أو أغلاها ثمنًا؟ وما أهمية هذه الإنجازات بالنسبة لكِ؟
لا حدود للإبداع في "ذا كيك بوتيك"؛ فجميع المنتجات تزخر بالفخامة والابتكار، وهو ما يجعلني أهتم بإعداد كيك الأعراس تحديدًا. وقد ابتكرتُ الكثير من التصاميم الفاخرة والمميزة على مدى السنوات الماضية، ولكن العامل المشترك بينها جميعًا هو التوتر الهائل الذي يرافق عملية إعدادها حتى وضع اللمسة الأخيرة عليها. وفيما يتعلق بالأسعار، تتوفر منتجاتي وفق شرائح أسعار مختلفة، بدءًا من السعر المتوسط ووصولًا إلى 50,000 درهم إماراتي. يعتمد السعر بشكل رئيسي على التصميم والوقت الذي يستغرقه تحضير الكيك؛ فبعض التصاميم تستغرق حوالي شهر، بما يشمل تقطيع المكونات والعجينة وتوصيلها ببعضها وتجفيف كل بتلة زهور من السكر على حدة. ولكن يمكنني القول إنني أصنع هذه التصاميم بدافع الحب وليس جني المال، وهو ما يمنحني الشعور بالنجاح.
ما نصيحتك للسيدات الراغبات في دخول عالم الطهو وتحضير المعجنات؟
لا شك أن الوقت الحالي هو الأنسب لدخول قطاع الطهو الذي كان محصورًا بالرجال، ولكن علامة هيلتون تدعم الطاهيات النساء بشكلٍ كبير. وتحرص الشركات حاليًا على تعزيز مقومات التكيف وتحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية للموظفين. ومن المؤكد أن النجاح في أي عمل أو مهنة يستغرق وقتًا ويتطلب التفاني والاجتهاد، ولكن وجود الشغف منذ البداية يُتيح للطهاة وصنَاع المعجنات ومُصممي الكيك، التميَز والنجاح. أرى أنه من الضروري أن يحب الإنسان عمله وأن يتحلى بالشغف لتحقيق النجاح المنشود.
في ضوء إعلان دولة الإمارات 2023 عامًا للاستدامة، ما هي خطط "ذا كيك بوتيك" لدمج هذا المبدأ في مختلف منتجاته؟
إن العمل تحت مظلة علامة هيلتون يحتَم علينا مراعاة جوانب الاستدامة بشكلٍ كامل، والحد من تأثيرنا على البيئة. وأنا شخصيًا أركَز على استخدام أجود المكونات من مصادر محلية قدر الإمكان؛ كما يراعي تصميم علب المنتجات جوانب الاستدامة، حيث تمت صناعتها من أفضل المواد عالية الجودة والقابلة لإعادة الاستخدام، مثل علب الكيك القديمة التي أصبحت تُستخدم للتخزين، وحمالات النباتات، وعلب المجوهرات، وحتى منزل قطتي الصغير. يجب علينا مراعاة جميع العوامل في عملية التحضير منذ بدايتها وحتى بعد انتهائها، وخصوصًا عند إعداد منتجات وفق هذه المعايير العالية، بما يضمن أقصى مستويات إعادة تدوير المواد.