تراثٌ لم يتغير حتى مع التطور.. إليكِ أشهر الأكلات الشعبية الإماراتية بمناسبة عيد الإتحاد 52
يصادف الثاني من ديسمبر من كل عام، الاحتفال باليوم الوطني الإماراتي الذي تمَ تحديده هذا العام بشعار "عيد الإتحاد". وذلك للاحتفال بتوحيد الإمارات السبع للإمارات، تحت مسمى دولة الإمارات العربية المتحدة.
ومنذ 52 عامًا وحتى اليوم، شهدت الدولة العديد من التطورات في مجالات مختلفة من الحياة؛ منها البناء والتطور العمراني، التعلم والتكنولوجيا، السفر والسياحة وغيرها من مرافق الحياة المتعددة. لكن الأكلات الإماراتية الشعبية، بقيت محافظةً على أصالتها وتراثها كما عرفها الأجداد والآباء منذ سنوات طويلة وحتى اليوم؛ وذلك تجسيدًا لتاريخ هذه البلاد وامتدادها في الزمن.
بمناسبة عيد الإتحاد 52 الذي تحتفل فيه دولة الإمارات العربية المتحدة هذا العام داخل الدولة وخارجها؛ نتعرف وإياكم على أبرز الأكلات الشعبية الإماراتية، والتي يحلو لنا تذوقها بين الحين والآخر.
الأكلات الشعبية الإماراتية احتفالًا بعيد الإتحاد 52
المطبخ الإماراتي غنيٌ بأكلات وأطباق مختلفة من الطعام والشراب والحلويات وغيرها، وهناك عاداتٌ وتقاليد معينة في تقديم الطعام خلال مختلف المناسبات. وما يُميَز تلك الأكلات الشعبية الإماراتية، غناها بالمكونات والنكهات خاصةً التوابل التي يتم اضافتها لهذه الاطباق، والتي تُضفي مذاقًا رائعًا لها.
البداية مع الخبز، والذي يشير موقع "البوابة الرسمية لحكومة دولة الإمارات العربية المتحدة" إلى قدمه. إذ أفضت الحفريات التاريخية التي أُجريت في البلاد إلى أن حبوب القمح، والشعير، والذرة كانت طعامًا أساسيًا لأهل المنطقة منذ سبعة آلاف عام؛ وكان يتم طحنها وخبزها في التنور(الفرن)، الذي يُشبه كثيرًا التنور في يومنا الحالي.
أشهر المخبوزات المعروفة في المطبخ الإماراتي:
- خبز الخمير: وهو كنايةٌ عن عجينة من الدقيق الممزوج بماء دافئ، والقليل من التمر الذي يُمرس في الماء. تُترك العجينة حتى اليوم التالي، ثم تُقطَع وتُبسط على شكل دوائر؛ بعدها تُقلَب على النار بواسطة (الطابي) أو المقلاة.
- خبز الرقاق: أشهر أنواع الخبز في دولة الإمارات، كما أنه من أنواع الخبز المعروفة لدى العرب منذ القدم. يتشكل الرقاق من عجينة رخوة بعض الشيء، تُكال بواسطة اليد على شكل لقمة؛ ثم تُبسط على (الطابي المسطح)، وتُترك على النار حتى تجف. بعدها تُقشَش الخبزة بواسطة (المحماس) ويتم وضع الدهن والسكر عليها للأكل.
أما الأكلات الشعبية، فهي كما ذكرنا أكلاتٌ متوارثة بين الأجيال؛ يحرص الإماراتيون على تناولها في المناسبات والدعوات على اختلافها. وهي عديدة ومتنوعة، يتركز فيها الطبخ على الأرز واللحم والسمك.
أشهر الأكلات الشعبية الإماراتية هي التالية:
- الهريس: طبقٌ شعبي إماراتي، يتألف من حبوب القمح المطبوخة مع اللحم أو الدجاج؛ يُضاف اليه الملح، ويُطبخ لوقت طويل مع تحريكه بشكل متواصل حتى ينضج ببطء. يرتبط الهريس عادةً بالأفراح والمناسبات، وليالي شهر رمضان المبارك.
- الثريد أو الخبز المُغمس بمرق اللحم: في هذه الأكلة، يتم استخدام خبز الرقاق الذي تحدثنا عنه في فقرة سابقة؛ حيث يُقطَع خبز الرقاق إلى قطع صغيرة، توضع في إناء، ويُصب عليها المرق ويُقلب، ثم يوضع فوق الخبز اللحم أو الدجاج ويُقدم.
- المضروبة: من الأكلات الشعبية الإماراتية التي يُقبل المواطنون وسكان الإمارات على تناولها. تتكون من الطحين والسمك المملح؛ يُغسل السمك المُملح ثم يوضع في الماء المغلي على النار، وتُضاف إليه البهارات ويُقلب معها، ثم يُصب الطحين على الخليط ويُقلَب حتى ينضج.
الأكلات الشعبية الإماراتية على مائدة الطعام
يحب الإماراتيون استقبال الضيوف وتحضير الطعام للمناسبات المختلفة؛ حتى أن تناول الطعام يوميًا، له طقوسه وأطباقه.
وغالبًا ما يسارع الإماراتيون لذبح الكبش عند استقبال الضيوف، في دلالة على الكرم العربي الأصيل الذي لم تمحوه خطوات التطور التكنولوجي الحاصل في البلاد؛ والذي يُعدَون منه أطباق الهريس والبرياني والعيش واللحم. كما تُقدم أصنافٌ مختلفة من الحلويات على الموائد مثل اللقيمات أو ما يُعرف بالقروص، والخبيص والساقو والعصيد أو بثيث اليقط والخنفروش . أما في الأعراس، فيُقدَم مشروب "النامليت" وهو شبيه بمشروب الليموناضة.
أما خلال الأيام العادية، فهناك أكلات معينة لمختلف وجبات النهار. ففي وجبة الفطور مثلًا، يحتل الريوق مكانةً مهمة في المائدة الاماراتية؛ حيث يتم تقديم الجامي مع السمن العربي والخبز والدانجة والباجيلا والقرص والبلاليط، اضافةً الى القهوة العربية والتمر خاصةً عند استقبال الضيوف على الريوق.
لوجبة الغداء، هناك العديد من الأكلات الشعبية الاماراتية التي يتناولها أفراد الأسرة معًا؛ منها الثريد أو الفريد والبرياني والمجبوس والهريس وغيرها، والتي يتم تحضيرها من اللحم أو الدجاج أو السمك. ولا ننسى بالطبع السلطة العربية التي تتضمن الجرجير والبصل الأبيض والليمون.
أما في وجبة العشاء؛ فغالبًا ما يتناول الإماراتيون العرصية، وهي عبارة عن أرزٍ مضروب مع اللبن والتمر، وتُقدم بعد صلاة العشاء. إضافةً إلى الثريد وخبز الرقاق مع الشاي الأحمر، وحليب الجمل "البوش" في حال استقبال الضيوف.
التمور والقهوة في الموائد الإماراتية
لا يمكن أن نغفل عن ذكر التمور والقهوة في موائد الطعام الإماراتية، وأيضًا على اختلافها. وهي من عادات الشعوب في شبه الجزيرة العربية؛ حيث اعتاد الناس على شرب القهوة مع التمور المتعددة الأنواع . وقد تمَ العثور على حبوب قهوة تعود إلى ألف عام في موقع أثري (كوش) قرب رأس الخيمة في دولة الإمارات.
يُعدَ تقديم القهوة العربية التقليدية، من الطقوس الاجتماعية الشائعة والمستمرة في وقتنا الحالي في دولة الإمارات؛ وغالبًا ما تكون هذه القهوة مصنوعة محليًا ومُطعّمة بالهال والزعفران، وتُقدم في فناجين القهوة العربية الصغيرة التي تأتي بدون مقبض.
المطبخ الإماراتي اليوم
على الرغم من العديد من الأطباق والتقنيات العصرية التي يشهدها مشهد المطاعم والمقاهي في دولة الإمارات حديثًا؛ إلا أن المطبخ الإماراتي حافظ وبشدة على طابعه التقليدي في استخدام العديد من التوابل العطرية، مثل القرفة، والزعفران، والكركم، وجوزة الطيب، إلى جانب الفواكه المجفّفة والمكسرات، كاللوز، والفستق، والأعشاب الطازجة، مثل الكزبرة والنعناع والزعتر.
ويُبرز المطبخ الإماراتي الحديث، خليطًا من الثقافات التي تتواجد في دولة الإمارات؛ ومنها المقبلات الشامية التقليدية كالحمص والتبولة، وبعض الأطباق الهندية كالبرياني. إضافةً لاستخدام الليمون الحامض وماء الورد من إيران، لتحضير العديد من أطباق الأرز الإماراتية. ما يدل على انصهار الثقافات المختلفة التي تعيش بأمان وسلام، مع الثقافة المحلية الإماراتية، لتتكامل على صورة أطباق شهية لا مثيل لها.