من اليابان إلى بريطانيا.. كيف بدأت قصص الحب المستحيلة داخل القصور الملكية؟
عندما يتعلق الأمر بقصص الحب، فإننا دائمًا يخطر ببالنا القصص الخيالية التي تدور أحداثها في الأفلام الرومانسية، لكن هناك قصص حب ملكية واقعية واجهت صعوبات وكسر للبروتوكول الملكي، بعضها كللّ بالزواج والآخر انتهى نهاية مأساوية.
واليوم نتعرف على بعض قصص الحب الملكية، التي صمدت في وجهة القواعد الملكية الصارمة، وأخرى لم يٌكتب لها النجاح:
الملك تشارلز الثالث والملكة القرينة كاميلا باركر
تعتبر قصة حب الملك تشارلز الثالث من كاميلا باركر من أكثر قصص الحب الملكية المستحيلة داخل العائلة المالكة البريطانية، فعلى الرغم من اعتراض الكثيرين عليها فإنها قصة الحب الحقيقية فى حياته والتى أنهى من أجلها علاقته الزوجية بالأميرة الراحلة ديانا، إذ بدأت الحكاية عام 1970 حينما التقيا لأول مرة فى مباراة بولو، إلا أنهما لم يتزوجا حينذاك.
التقى الملك تشارلز الثالث بحبيبته كاميلا باركر عام 1970، في مباراة بولو في حديقة وندسور، واشتعلت شرارة الحب بينهما، وعلى الرغم من مواعدة الأمير تشارلز لكاميلا في ذلك الوقت، فإن والدته الملكة إليزابيث الثانية الراحلة لم ترحب وتدخلت جدته الملكة إليزابيث الأم لتنهي علاقتهما.
وفي ذلك الوقت، جددت كاميلا باركر علاقتها بحبيبها القديم أندرو باركر، الذي التقته في حفل عام 1965، وأعلنا عن زواجهما في يوليو عام 1973، وانفصلت عن ولي عهد بريطانيا حينذاك بعد تدخل عائلته المالكة.
وفى 9 أبريل 2005، توجت قصة حب تشارلز وكاميلا بالزواج بعد قصة حب طويلة بدأت من سبعينيات القرن الماضى، وأقيمت مراسم الزواج في وندسور.
رغم أنها لم تحظ بحب البريطانيون لكونها حبيبة الملك تشارلز الثالث الخفية، أصبحت كاميلا باركر الآن ملكة بريطانيا، وباتت الآن تحمل لقبا لم يتصوره كثيرون قبل 25 عاما.
الأميرة ماكو وكاي كامورو
قررت الأميرة ماكو وهي الابنة الكبرى لولي عهد اليابان الحالي، وابنة شقيق إمبراطور اليابان ناروهيتو، التخلي عن لقبها الإمبراطوري، عندما أرادت أن تتزوج من كاي كامورو، وهو شابَا من عامة الشعب، كانت التقت به ووقعت في حبه خلال دراستهما في الجامعة، وهو يعمل في إحدى شركات الاستشارات القانونية في العاصمة اليابانية طوكيو.
لا تسمح القواعد الملكية في القصر الإمبراطوري الياباني بزواج الأميرات من عامة الشعب إلا بعد تنازلهن عن ألقابهن وامتيازاتهن الملكية والانسحاب من العائلة الإمبراطورية اليابانية، وأصبحت الأميرة السابقة ماكو، تعرف بعد زواجها ماكو كومورو Mako Komuro.
الأمير هاكون وميت ماريت
تفوق قصة زواج أمير النرويج الخيال بكثير، فقبل أن تلتقي "ساندريلا " ميت ماريت بـ" هاكون" ولي العهد في عام 1999، كانت تعمل نادلة وبائعة ملابس.
ولدت ميت ماريت عام 1973، وهي الابنة الصغرى لموظفة مصرف ووالد يعمل في الإعلام، انفصلا والديها وهي بعمر 14 عامًا، وترعرعت في النرويج، وكانت الرياضة من هواياتها المفضلة، التحقت بجامعة أوسلو في استراليا.
وبعد أن عاشت حياة صعبة للغاية، تحولت حياتها تماما فبعد أن كانت امرأة عادية أصبحت أميرة النرويج وملكتها المستقبلية، إذ دٌعيت من قبل أصدقاؤها إلى حفلة عشاء كان يحضره ولي عهد النرويج الأمير هاكون، الوريث الوحيد لعرش النرويج، فتعرفا على بعضهما، ونشأت قصة حب سرية بينهما. وكان حفل زفافهما تحت التهديد بسبب ماضي العروس الغامض.
كانت ميت ماريت أم عزباء من عامة الشعب، وقد رأى النرويجيون عندما أعلن عن ارتباطه بها أن اختياره خاطئ وفي غير محله، وذلك ليس لأن لديها ابن بل لأن والد هذا الابن مُدان بجرائم مخدرات.
وعندما صرح الأمير هاكون برغبته في الزواج بميت ماريت، واجه ثورة من قبل الشعب النرويجي، وصلت إلا حد مطالبته بالتنازل على العرش، لإتمام زيجته، وبعد وقت كبير من التفكير من قبل الأمير للاختيار بين حبيبته أو العرش، توصل إلى حل عقد مؤتمر شعبي قال فيه "الإنسان يمر بمراحل كثيرة ويمكن أن يُخطئ، كما يمكن أن يُصحح أخطائه، وهذا ما حصل مع صديقتي".
واحتفل الأمير هاكون وميت ماريت بذكرى زواجهما الـ 21 أمس، إذ تزوجا في حفل ملكي يليق بولي عهد النرويج، في 25 أغسطس 2001، بعد 8 أشهر من إعلان خطوبتهما.
ومنذ أن تزوجت ميت ماريت من ولي عهد النرويج، وأصبحت صاحبة شعبية كبرى، وأندثر ماضيها أمام تعاملها الجيد مع الشعب النرويجي.
الأمير كارول والأميرة صوفيا
التقى الحبيبان في عام 2010 ، عندما كان الاثنان يأكلان في المطعم نفسه، ولحسن الحظ، كان الأصدقاء الذين كانوا بصحبتهما يعرفون بعضهم، لذلك تعارفا على بعضهما.
وأصبحت صوفيا كريستينا هيلكفيست، أميرة السويد ودوقة فارملاند بزواجها من الأمير كارل فيليب في عام 2015، وكانت قبل ذلك تعمل عارضة أزياء وظهرت مرات عدة على غلاف مجلة Glamour بملابس البحر.
وفي العام التالي، ظهرت في برنامج تلفزيوني اسمه فندق الجنة Paradise Hotel، الذي يتنافس فيه مشاركون يرتدون ملابس تكشف عن أجسادهم، وفي عام 2005، شاركت صوفيا في الفيلم السويدي القصير Hej Torsten.
لكن صوفيا أكدت أنها لا تندم أبدًا على هذا الماضي الذي ساعدها على أن تصبح ما هي عليه اليوم، وأنها تعتبره بمثابة درس تعلمت منه الكثير، وأن خياراتها اليوم ستكون مختلفة و كذلك تصرفاتها.
في 27 يونيو 2014، أعلن الأمير كارل فيليب خطوبته الرسمية على الأميرة صوفيا.
في 13 يونيو 2015، تزوج الأمير كارل فيليب من أميرته صوفيا في احتفال مذهل أقيم في الكنيسة الملكية في ستوكهولم.
بعد أربعة أشهر من زواجهما، أعلن القصر الملكي السويدي عبر الفيسبوك، أن الزوجين ينتظران طفلهما الأول معًا، والآن لديهما 3 أطفال.
الأميرة مارغريت والنقيب بيتر تاونسند
بدأت الأميرة مارغريت التمرد في عمر مبكر جدا من خلال علاقتها الرومانسية مع مساعد والدها، النقيب بيتر تاونسند، الذي كان يكبرها بـ 16 عامًا، وكان متزوج ولديه طفلان، ووفقَا للمعايير الملكية هو غير مناسب اجتماعيًا، وبالنسبة للأميرة الصغيرة كانت هذه أولى تجاربها الرومانسية.
وفي عام 1953، حصل تاونسند على الطلاق من زوجته، وتقدم للزواج من الأميرة البالغة من العمر 22 عامًا، ولأن عمر مارغريت كان أقل من 25 عامًا، ولأنها كانت قريبة من تسلسل العرش، كانت موافقة الملكة إلزامية بحسب قانون الزيجات الملكية، وبسبب صعوبة القرار والضغوط طلبت الملكة إليزابيث الثانية من مارغريت الانتظار لبضع سنوات.
ووافقت الأميرة وتاونسند على طلب الملكة، وخططا للزواج عندما تبلغ مارغريت الخامسة والعشرين، ولكن كان عليها أن تتنازل لأن الزواج منه كان يعني التخلي عن المزايا التي تحظى بها كأميرة بريطانية، لذلك تراجعت عن الفكرة، وقررا الانفصال.
وعلى الرغم من زواج الأميرة مارغريت بعد ذلك من المصور أنتوني آرمسترونغ جونز، فإنها ظلت تحب بيتر تاونسند.
عمل النقيب بيتر تاونسند ضابطًا بريطانيًا في سلاح الجو الملكي، من 1944 إلى 1952 في عهد للملك جورج السادس، وشغل المنصب نفسه من 1952 إلى 1953، أثناء حكم الملكة إليزابيث الثانية.
كما عمل تاونسند بعد سن التقاعد في تأليف الكتب عن قصص واقعية، بالإضافة إلى أنه كان أحد المستشارين العسكريين العديدين لفيلم معركة بريطانيا عام 1969.
توفي تاونسند بسرطان المعدة في عام 1995، في سان ليجر-أون-إيفلين ، فرنسا عن عمر يناهز الثمانين عامًا.
الملك إدوارد الثامن وواليس سيمبسون
ومن المعروف أن الملك إدوارد الثامن تنازل عن العرش للزواج من واليس سيمبسون، اللذان بدأت قصتهما عندما التقى الاثنان في أوائل الثلاثينيات، وقبل أن يصبح الأمير إدوارد ملك إنجلترا، رفضت كنيسة إنجلترا زواجهما، وكذلك كان رأى مستشاري إدوارد والشعب الإنجليزي، ومع ذلك، كان إدوارد مصمماً على الزواج من سيمبسون واختار التنازل عن العرش.
وعلى الرغم من التركيز على الجزء الرومانسي من القصة، لكن في الواقع، ربما يكون زواج الملك إدوارد من سيمبسون غير نتيجة الحرب العالمية الثانية، إذ كشف أن ملك بريطانيا المتنازل عن العرش كان لديه تحالف قوي مع هتلر.
الصور من AFP والانستقرام