ما بين الإعلانات والسوشيال ميديا.. كيف اختلف زمن اكتشاف المواهب الجديدة؟
كل عصر يلزم له اكتشاف مواهب جديدة بأفكار تلائم التطور التكنولوجي والانفتاح الذي يمر به العالم، ليتم تقديم فن مختلف، ولكل عصر أيضًا الأسلوب الخاص لصناع الأعمال الفنية به في اختيار المواهب الصاعدة للمشاركة في أعمالهم، واكتشاف نجوم جدد يصبحون نجوم المستقبل فيما بعد، فكيف اختلفت طرق اكتشاف المواهب عبر السنوات؟
اكتشاف المواهب الفنية في الحفلات والمسابقات
في الماضي وتحديدًا في فترة الخمسينيات والستينيات، كانت الحفلات الفنية والمسابقات هي الوسيلة الأبرز لاكتشاف المواهب الفنية، حيث إن تلك المسابقات كانت تضم عدد كبير من صناع السينما الذين يحرصون على النظر بعين ثاقبة إلى المواهب المتواجدة في تلك الفعاليات من أجل اكتشاف جانب مختلف من شخصياتهم.
ويزخر الوسط الفني بعدد من أشهر النجوم الحاليين الذين كانت بدايتهم الفنية بهذه الطريقة، ومن بينهم النجمة لبلبة التي سبق وكشفت من قبل عن أن والدتها بعدما اكتشفت موهبتها في طفولتها، فقررت المشاركة في مسابقة للأطفال في الأوبرج، حيث كانت لبلبة في عمر الخامسة، وحينها رقصت لبلبة بالمسابقة وحصلت على الجائزة الأولى، وكان من بين الحضور وقتها المخرج نيازي مصطفى وأبو السعود الأبياري، وقام الأول بعرض الأمر على والدتها من أجل العمل في السينما، لتنطلق في مشوارها الفني منذ طفولتها وتنجح في جميع مراحل حياتها.
أما النجمة سعاد حسني فقد بدأت حياتها الفنية وهي طفلة من خلال الإذاعة عندما كانت تشارك في برنامج بابا شارو للأطفال واشتهرت حينها بأغنية أخت القمر، وبعد أن أصبحت في فترة المراهقة، كان الفضل في اكتشاف موهبتها ودخولها عالم التمثيل يعود للشاعر والكاتب المصري عبد الرحمن الخميسي، حيث كان مدعوًا إلى منزل والدتها وزوجها حافظ، وفوجئ الخميسي بالفتاة الصغيرة النحيفة والخجولة للغاية، وذات الحضور القوي،
وأشركها الخميسي في مسرحية "هاملت" لشكسبير لتقوم بدور اوفيليا، ثم رشحها لتمثل في فيلم للمخرج هنري بركات بعنوان "حسن ونعيمة" أمام محرم فؤاد لتنطلق في مشوارها الفني.
الإعلانات وسيلة مضمونة لاكتشاف المواهب
مع مرور السنوات أصبحت الإعلانات الدعائية هي الوسيلة الأبرز كذلك من أجل اكتشاف المواهب الفنية، حيث إن تلك الإعلانات كتبت شهادة ميلاد جديدة في عالم التمثيل لعدد من النجمات ومن بينهن النجمة ياسمين عبد العزيز التي جاءت شهرتها من خلال الإعلانات الدعائية للمنتجات الغذائية وغيرها، لتصبح فيما بعد من أشهر نجمات الوسط الفني، وأثبتت موهبتها بجدارة من خلال العديد من الأعمال المتنوعة.
أيضًا النجمة نرمين الفقي تعتبر من بين النجمات اللواتي بدأن شهرتهن من مجال العمل بالإعلانات والذي كان عن طريق الصدفة، حيث كانت مع عائلتها في منطقة العجمي، وشاهدها المخرج طلعت يوحنا الذي قدمها بدوره إلى هذا المجال لتصبح أحد أشهر الوجوه الإعلانية خلال فترة التسعينيات، لتنطلق بعدها في مجال التمثيل وتثبت موهبتها وتقوم بالعديد من الأعمال الفنية المميزة التي نالت تفاعل وإعجاب الجميع.
النجمة شيري عادل كذلك من بين النجمات اللواتي خطون خطواتهن الفنية الأولى من خلال الإعلانات الدعائية التي قدمتها في مرحلة الطفولة، لتنطلق من الإعلانات إلى شاشة التلفزيون وتقدم العديد من المسلسلات وأيضًا الأفلام الشهيرة.
السوشيال ميديا البوابة الحالية للمواهب
اختلاف الأزمنة والتطور التكنولوجي كان له عاملًا أيضًا في اختلاف الطرق الخاصة باكتشاف المواهب الفنية، فأصبحت السوشيال ميديا حاليًا هي البوابة الرئيسية لانطلاق البعض إلى عالم التمثيل وتحقيق أحلامهم، فأصبح البعض يحرص على استعراض موهبته سواء الغنائية أو موهبته في التقليد والتمثيل؛ عبر التيك توك واليوتيوب، لينطلقوا بعدها إلى العالم الأكبر؛ عالم التمثيل.
وكان من بين المشاهير الذين حققوا نجاحًا في البداية عبر السوشيال ميديا ثم انتقل نجاحهم إلى الشاشة؛ كان الفنان أحمد رمزي الذي اشتهر بفيديوهاته الكوميدية، ليشارك بعدها في بعض الأعمال الفنية مثل "في بيتنا روبوت"، أيضًا الفنانة هلا رشدي كانت موهبتها بارزة في البداية عبر السوشيال ميديا، ثم انطلقت بعدها لتستعرض موهبتها التمثيلية من خلال مسلسل "مكتوب عليا"، وهو المسلسل نفسه الذي شهد ظهور الفنان الكوميدي محمود السيسي الذي يعد من أبرز المشاهير على السوشيال ميديا، كذلك الفنان عمرو وهبة الذي تألق في البداية من خلال الفيديوهات الكوميدية التي كان ينشرها عبر حساباته الرسمية.
الصور من حسابات النجوم المذكورين وفاروق إبراهيم على انستجرام وفيسبوك