أشهر أفراد العائلة المالكة البريطانية الذين يقومون بالمشاركة في حماية البيئة
بينما يجاهد العالم من أجل وضع حد للمشكلات البيئية الأكثر إلحاحا، وحماية عالمنا من خطر الفناء بسبب تلوث البيئة والاحتباس الحراري وغيرها من المشكلات البيئية الخطيرة التي يعاني منها عالمنا، بدأ الكثيرون حول العالم، بالمشاركة في جهود حماية البيئة، بطرق عديدة ومتنوعة، ومن بين هؤلاء أفراد العائلة المالكة البريطانية الذين حرصوا خلال السنوات الماضية، على اتباع نمط حياة صديق للبيئة، وتضمن ذلك اختيارهم للسيارات الكهربائية والسيارات الصديقة للبيئة، كسيارات شخصية، وقيامهم بخيارات مستدامة، فيما يتعلق بملابسهم (مثل التعامل مع ماركات أزياء صديقة للبيئة وإعادة ارتدائهم لملابسهم القديمة عدة مرات بدلا من شراء أخرى جديدة)، وأكثر من ذلك بكثير.
وفي ما يلي مجموعة من أشهر أفراد العائلة المالكة البريطانية الذين اشتهروا بمشاركتهم في حماية البيئة على مر السنوات:
كاثرين أميرة ويلز Catherine, Princess of Wales
تشتهر كاثرين أميرة ويلز، وزوجة الأمير وليام ولي عهد بريطانيا وأمير ويلز William, Prince of Wales بأناقة وعصرية إطلالاتها والتي وصفتها أيضا صحيفة الغارديان، بأنها "ملابسها تظهر الاحترام، وتجلب الدفء العاطفي الذي يعزز الروابط التاريخية والاستراتيجية، وترسل رسالة إيجابية عن موطنها الأم والعائلة المالكة"، في إشارة إلى إطلالات كاثرين أميرة ويلز في زياراتها الرسمية الدولية، والتي دائما ما تحمل إشارات لثقافة أو تاريخ البلد المضيف، ولكن الأكثر إثارة للإعجاب أن أناقة كاثرين أميرة ويلز تأتي أيضا مع الكثير من الخيارات الصديقة للبيئة حيث تفضل كاثرين أميرة ويلز ارتداء ملابس من تصميم مصممين وماركات بريطانية دعما للصناعة المحلية، كما تتعامل أيضا مع عدد لا بأس به من ماركات الأزياء والاكسسوار، إضافة إلى ذلك فإن كاثرين أميرة ويلز، اعتادت أيضا على إعادة ارتداء ملابسها القديمة الأنيقة عدة مرات (وهو أمر ظل لفترة طويلة، نادر الحدوث بالنسبة لغالبية الملكات والأميرات)، ونظرا لأن صناعة الأزياء هي ثاني أكبر ملوث في العالم بعد صناعة النفط، فإن خيارات كاثرين أميرة ويلز الصديقة للبيئة، فيما يتعلق بالموضة والأزياء، تساهم بشكل كبير في تشجيع الكثير من معجبيها على القيام بخيارات مماثلة، وهو ما يمكن أن يساعد بالتأكيد على التقليل من الأثار السلبية لصناعة الأزياء على البيئة.
الملك تشارلز الثالث King Charles III
يشتهر الملك تشارلز الثالث، ملك بريطانيا الحالي، بأنه واحد من أكثر الملوك صداقة للبيئة على مستوى العالم، فعلى مدار عقود طويلة، وطوال الفترة التي كان يشغل فيها منصب أمير ويلز، حرص تشارلز الثالث على المشاركة في جهود حماية البيئة، بداية من المبادرات البيئية المحلية في بريطانيا (مثل مبادرة تنظيف الشواطئ من النفايات البلاستيكية والتي اعتاد على المشاركة فيها، بصحبة ابنيه الصغيرين في ذلك الوقت)، مرورا بالمشاركة في تسليط الضوء على القضايا البيئية الأكثر إلحاحا (ويتضمن ذلك مشاركته الفعاليات والمؤتمرات الداعمة للبيئة، مشاركته في كتابة كتب للأطفال عن البيئة وظاهرة الاحتباس الحراري، عددها 17 كتاب، كتابة مقالات ورسائل لشخصيات سياسية مؤثرة تتعلق بالقضايا البيئية الملحة)، ودعم المؤسسات الخيرية المعنية بالبيئة.
الملك تشارلز الثالث قام أيضا بتحويل العديد من منازله وقصوره الملكية إلى منازل أكثر استدامة، وأسس مزرعة عضوية صديقة للبيئة ومنتجة في منزله الريفي، وأطلق أيضا مشاريع صديقة للبيئة تتضمن مشروع الأمير للغابات المطيرة Prince’s Rainforest Project، ومشروع محاسبة الاستدامة the International Sustainability Unit.
الملك تشارلز يحرص أيضا على اتباع خيارات مستدامة، في حياته اليومية العادية، وكان أول عضو في العائلة المالكة البريطانية يختار سيارة كهربائية، وتحديدا سيارة جاكوار I-PACE لتكون سيارته الخاصة، وقيامه بذلك لم يساهم فقط في جعل رحلاته بسيارته أكثر صداقة للبيئة، وإنما شجعت أيضا أفراد آخرين من العائلة المالكة البريطانية، وأفراد من الشعب البريطاني على اختيار قيادة السيارات الكهربائية.
جهود الملك تشارلز الثالث في حماية البيئة، لم تتوقف بعد أن أصبح ملكا لبريطانيا، خلفا لوالدته الملكة الراحلة إليزابيث الثانية Queen Elizabeth II (والتي رحلت عن عالمنا في سبتمبر الماضي) حيث استمر في دعمه للمؤسسات والمبادرات الصديقة للبيئة، كما أطلق مؤخرا مبادرة بيئية طموحة، تهدف إلى مكافحة ظاهرة إهدار الطعام في المملكة المتحدة.
جوائز حصل عليها الملك تشارلز بفضل جهوده من أجل حماية البيئة
قبل أن يصبح الملك تشارلز الثالث ملكا لبريطانيا، حصل على العديد من الجوائز من مختلف المنظمات حول العالم، بفضل جهوده من أجل حماية البيئة وإسهاماته في تعزيز الزراعة العضوية والبستنة ومكافحة ظاهرة تغير المناخ، ومن بين أشهر الجوائز التي حصل عليها تشارلز الثالث:
- جائزة يوروناتور للتميز البيئي لعام 2002.
- جائزة المواطن البيئي العالمي من مركز كلية الطب بجامعة هارفارد للصحة والبيئة العالمية لعام 2007.
- الجائزة الزراعية الوطنية من الجمعية الزراعية الملكية في إنجلترا لعام 2010.
- جائزة جورج هيدلي التذكارية من الجمعية الوطنية للأغنام لعام 2012.
- وسام الجمعية الملكية لحماية الطيور من الجمعية الملكية لحماية الطيور لعام 2011.
- جائزة تيدي روزفلت الدولية للحفظ من قبل مؤسسة تجمع الحفظ الدولي لعام 2015.
- جائزة البيئة العالمية من المركز الدولي للبيئة الاستوائية في جامعة ميسوري سانت لويس لعام 2003.
- جائزة الاستدامة الألمانية من منظمة جائزة الاستدامة الألمانية لعام 2009.
- وسام فيكتوريا الشرفي (مقدم من الملكة إليزابيث الثانية) من قبل الجمعية البستانية الملكية لعام 2009.
- جائزة الوعي من قبل جوائز البيئة والإعلام البريطانية لعام 2006
- جائزة صديق الغابة والمناخ من منظمة الحفظ الدولية (CI) لعام 2009.
تعرض الملك تشارلز الثالث للنقد بسبب اهتمامه بالبيئة
في حين أن دعمه الطويل للبيئة ودعمه لسنوات للزراعة العضوية (خلال فترة إدارته لدوقية كورنوال)، كان سبب في حصوله على الكثير من الثناء، ووصفه بأنه مدافع من الطراز الأول عن البيئة، إلا أنه كان سبب أيضا في تعرضه للكثير من الانتقاد، وللسخرية في بعض الأحيان، بسبب حقيقة أن المشكلات البيئية لم تكن موضع اهتمام الكثيرين خلال الفترة الزمنية التي بدأ فيها الملك تشارلز الثالث في العمل من أجل حماية البيئة، إضافة إلى ذلك، فهناك أيضا آراء الملك تشارلز المتعلقة بالخيارات الأفضل للبيئة والتي كانت سبب في تعرضه للانتقاد، وأشهرها رفضه اعتماد الأغذية المعدلة وراثيا، ودعمه للطب البديل.
الملكة إليزابيث الثانية Queen Elizabeth II
إلى جانب تعهدها بالتوقف عن ارتداء الفراء الطبيعي وعدم ارتدائه لبقية حياتها (بسبب الأضرار البيئية التي تسببها صناعة الملابس الفراء)، أطلقت الملكة الراحلة إليزابيث الثانية، في عام 2015، مشروع بيئي طموح للغاية وهو مشروع Queens Commonwealth Canopy والذي يعرف اختصارا باسم مشروع QCC، والذي يهدف إلى حماية مناطق الغابات وزيادة المساحات المزروعة من الغابات في دول الكومنولث، ويهدف المشروع إلى تحقيق خمسة أهداف رئيسية:
- زيادة الوعي بقيمة الغابات الأصلية.
- إنشاء سلسلة من مشاريع الحفاظ على الغابات التي توحد دول الكومنولث.
- إثبات قدرة الكومنولث على حماية وحفظ غاباته المحلية.
- نشر المعرفة حول أفضل استراتيجية لتحقيق أهداف الحفاظ على الغابات.
- خلق إرث دائم لقيادة الملكة للكومنولث.