تعرفي على الرسالة التي يحملها خاتم خطبة ملكي نرويجي شهير
أثير الكثير من الجدل حول قصة الحب التي جمعت بين الأمير هاكون ولي عهد النرويج Haakon, Crown Prince of Norway، وفتاة نرويجية شابة تدعى ميت ماريت تجيسم هويبي Mette-Marit Tjessem Høiby، بسبب الماضي المثير للجدل لميت ماريت والذي تعاطي المواد المخدرة وإنجابها لطفل في خارج إطار الزواج، ومع ذلك، فلقد استمرت قصة الحب التي تجمع بين الأمير هاكون وميت ماريت، ولم تنتهي بالانفصال كما توقع الكثيرون، بل وتفاجأ الكثيرون بقرار الأمير هاكون الزواج من ميت ماريت وإعلانهما لأنباء خطبتهما رسميا، وقتها اعتبر إعلان هذه الخطبة، بمثابة تهديد لاستقرار النظام الملكي النرويجي، ولكن ميت ماريت استطاعت في النهاية أن تكسب حب واحترام عموم الشعب النرويجي، قبل أن تصبح ميت ماريت، أميرة نرويجية، وملكة قرينة مستقبلية للنرويج، بزواجها من ولي العهد النرويجي، ولكن قبل ذلك، كان الأمير هاكون قد قدم لزوجته المستقبلية في ذلك الوقت، قطعة مجوهرات تحمل تاريخا ملكيا طويلا من قصص الحب الملكية النرويجية، يمتد لما يقرب من قرن من الزمان، ما نقصده بالطبع، هو خاتم الخطبة الملكي الذي قدمه الأمير هاكون لزوجته المستقبلي التي ستصبح في يوم ما، ملكة قرينة والذي ارتداه قبلها والدته الملكة سونيا Queen Sonja of Norway، الملكة القرينة الحالية للنرويج.
قصة حب وخطبة الأمير هاكون على الأميرة ميت ماريت
ولكن قبل أن نسلط الضوء على خاتم الخطبة الملكي الذي أصبحت الأميرة ميت ماريت ترتديه منذ إعلان خطبتها على الأمير هاكون وحتى يومنا هذا، سيكون من الملائم أولا أن نسلط الضوء على قصة الحب المثيرة للجدل التي جمعت بين الأمير هاكون والأميرة ميت ماريت والتي توجت بالزواج بخلاف توقعات الكثيرين.
البداية كانت عندما التقى الأمير هاكون بالأميرة ميت ماريت في يوليو 1999 في مهرجان موسيقي، قبل أن تبدأ بعدها بفترة وجيزة قصة حبها، والتي أصبحت في ذلك الوقت حديث وسائل الإعلام النرويجية، وقتها انقسمت الآراء حول ميت ماريت والتي أطلقت عليها وسائل الإعلام النرويجية وقتها، سندريلا، فالبعض رأى أن قصة حبها للأميرة هاكون أقرب إلى قصص الحب الخيالية، وتستحق الحصول على نهاية سعيدة، في حين أعتقد آخرون أنها قصة حب لم يكن يجب أن تبدأ، لأن ميت ماريت من وجهة نظرهم، لا تصلح لأن تكون أميرة نرويجية ناهيك عن ملكة قرينة مستقبلية للنرويج، فهي أم عزباء ذات ماض حافل بالحفلات الصاخبة، ولكن الأمير هاكون أحبها وصمم أن تكون عروسه المستقبلية.
الجدل حول علاقة الأمير هاكون بميت ماريت لم يقتصر على ذلك فحسب بل ازداد حدة، بعد أن أصبح الاثنان يعيشان معا في نفس المنزل قبل الزواج، وأثيرت الكثير من التكهنات وقتها حول ما إذا كانا سيقومان بالإعلان عن خطبتهما في المستقبل القريب، وهو ما حدث بالفعل، ففي يوم 1 ديسمبر 2000، أعلن الأمير هاكون والأميرة ميت ماريت عن رسميا عن خطبتهما وانخفض الدعم للنظام الملكي النرويجي إلى مستوى تاريخي بسبب ذلك الإعلان.
كيف استطاع الأمير هاكون والأميرة ميت ماريت الحصول على مباركة النرويجيين لزواجهما
ومع ذلك فلقد استطاعت الأمير هاكون والأميرة ميت ماريت الحصول على مباركة النرويجيين لزواجهما بعد عاصفة من الاستهجان والرفض الذي قوبل به إعلان خطبة الأمير هاكون والأميرة ميت ماريت، لبعض الوقت، أما عن سر ذلك فهو تمسك الأمير هاكون بميت ماريت بالرغم من الجدل المثار حولها، وهو ما اعتبره الكثيرون بمرور الوقت، دلالة على صدق وإخلاص مشاعرهما، إضافة إلى ذلك، فهناك أيضا حقيقة أن الأميرة ميت ماريت قد استطاعت هي الأخرى كسب الرأي العام النرويجي تدريجيا، لاتباعها استراتيجية ذكية للغاية، وهي الحديث بصراحة وصدق عن ماضيها، والاعتراف بالأخطاء التي قامت بها في ماضيها، مع التركيز على إظهار ندمها على تلك الأخطاء واعتزامها على عدم تكرارها، والاستفادة منها، وهو ما نجحت الأميرة ميت ماريت في القيام به ببراعة.
ساعد الأمير هاكون والأميرة ميت ماريت، أيضا، على الحصول على مباركة النرويجيين لزواجهما، حصولهما أولا على مباركة والدي الأمير هاكون، الملك هارالد الخامس Harald V of Norway والملكة سونيا، لإتمام ذلك الزواج، وهو ما بدا واضا للجميع عندما ظهرت الأميرة ميت ماريت بخاتم خطبتها وهو نفس خاتم الخطبة الذي قدمه الملك هارالد الخامس للملكة سونيا.
خاتم خطبة الأميرة ميت ماريت
خاتم الخطبة الذي ترتديه حاليا الأميرة ميت ماريت، كان في الأصل خاتم خطبة الأميرة مارثا أميرة السويد Princess Martha of Sweden، والدة الملك هارالد الخامس، وبعدها أصبح خاتم الملكة سونيا، ثم خاتم الأميرة ميت ماريت.
والخاتم مصنوع من الذهب الأصفر المرصعة بالماس والياقوت الأحمر قطع هلال، وأصبح خاتم الخطبة الثمين هذا جزء من المجوهرات الملكية النرويجية، في عام 1928، عندما تقدم استخدمه ولي عهد النرويج آنذاك، الأمير أولاف Crown Prince Olav، للتقدم بطلب الزواج على عروسه السويدية، الأميرة مارثا، بعدها، تزوج الاثنان في العام التالي ووصف زواجهما بأنه كان زواج سعيد ومستقر، انتهى بوفاة الأميرة مارثا، بعد صراع مع مرض السرطان.
في عام 1968، وبعد ما يقرب من عقد من مواعدة هارالد، ولي عهد النرويج في ذلك الوقت لزوجته المستقبلية سونيا والتي تنتمي إلى عامة الشعب، أبلغ الأمير هارالد والده أنه ما لم يتمكن من الزواج من سونيا، فإنه سيرفض الزواج من أي شخص، وهو ما يعني أن التاج لن ينتقل لسلالة الملك أولاف بعد وفاة ابنه هارالد، لأن النرويج لم تكن وقتها لم تكن تسمح بانتقال العرش لورثة العرش من النساء، مما يعني أن شقيقتي الملك هارالد، وهما الأميرتين رانهيلد Princess Ragnhild، أستريد Princess Astrid.
وقتها اعترض الكثيرون في النرويج على رغبة ولي عهدهم وقتها، الأمير هارالد في الزواج من شابة من عامة الشعب، لدرجة أن الكثيرون في الصحافة النرويجية رشحوا للأمير هارالد عرائس من أصول ملكية، مثل الأميرة صوفيا Princess Sophia والأميرة إيرين Princess Irene من اليونان والدنمارك، ولكن هارالد، كان مصرا على موقعه: سونيا أو لا أحد.
في النهاية أخبرت حكومة الملك أولاف أنهم لا يستطيعون الموافقة على زواج ابنه هارالد من سونيا، لكنهم لن يعارضوا ذلك الزواج إذا ما وافق الملك، وفي يوم 18 مارس 1968، تم الإعلان رسميا عن خطبة هارالد وسونيا وظهرت سونيا في ذلك الوقت بخاتم الخطبة الخاص بوالدة زوجها المستقبلي، وفي يوم 29 أغسطس 1968، تزوج هارالد من سونيا وعزز الملك أولاف دعمه لزوجة ابنه الجديدة بالسير بجوارها على ممر العروس في حفل الزفاف، بدلا من والدها (والذي كان قد توفي في عام 1959).
بعد مرور أكثر من ثلاثين عام على خطوبتهما التي أثارت الرأي العام وقتها، قدم الملك هارالد والملكة سونيا دعمهما الضمني لابنهما وزوجة ابنهما المستقبلية أمام الانتقادات الموجهة إليهما، بإعطائهما خاتم خطبة الملكة الذي ظلت ترتيه الملكة سونيا طوال فترة زواجها.
تزوج الأمير هاكون من الأميرة ميت ماريت في يوم 25 أغسطس 2001 في كاتدرائية أوسلو، وأنجبا خلال زواجهما إنغريد ألكسندرا Princess Ingrid Alexandra والأمير سفيري ماغنوس Prince Sverre Magnus. من غير المعروف ما الذي سيحدث لخاتم الخطوبة الملكي الشهير هذا بعد ذلك، ولكن يبدو أن الاستنتاج المحتمل هو أن ملكة النرويج المسقبلية، الأميرة إنغريد ألكسندرا سترتديه يوما ما في إصبعها البنصر، ملثها في ذلك مثل والدتها وجدتها.