خاص بـ "هي": كاتبات سعوديات يطلقن باكورة أعمالهن الأدبية في معرض الرياض الدولي للكتاب 2024
يظل لمعارض الكتاب دورٌ مهم في دعم الأقلام الشابة من المؤلفين والمؤلفات لإطلاق باكورة أعمالهم الأدبية، حيث ينتظر ويترقب الكثير منهم مواعيد هذه المعارض لتقديم مؤلفاتهم لجمهور القراء من الزوار، متطلعين لأن يسهم المعرض في التعريف بهم وبأعمالهم، وقياس ردود الفعل المبدئية تجاه الفكر الذي قدموه من خلال كتبهم.. ومن ذلك فإن معرض الرياض الدولي للكتاب 2024 المعرض الذي ينتظره المثقفون والمؤلفون في كل عام، قد أتاح المجال للكثير من الكاتبات السعوديات ليطلقن باكورة أعمالهن الأدبية بأفكار جديدة متميزة وبإصدارات فريدة من نوعها.. فلنتعرف على أبرز هذه التجارب.
منال معشي مؤلفة رواية "متلازمة فريجولي"
تشارك الكاتبة والروائية السعودية "منال معشي" بإصدارها الأول وهي رواية "متلازمة فريجولي" في معرض الرياض الدولي للكتاب 2024، وهو عمل روائي يندرج تحت تصنيفات متعددة أهمها (نفسي- غموض- جريمة).. في إطار شغفها الكبير بكل ما يتعلق بعلم النفس.
وحول فكرة ومحتوى الرواية أشارت منال معشي بتصريحات خاصة بـ "هي": "يأخذ العمل كمحور رئيسي له أحد الاضطرابات النفسية النادرة المسماة بـ (متلازمة فريجولي)، وهو اضطراب يجعل المصاب به يتوهم أن جميع الناس هم شخص واحد، ولكن يتنكر في هيئات مختلفة، ويسعى لمطاردته وإيذائه، ويُبادل المريض هذا الشخص المشاعر نفسها التي حملها له قبل إصابته بالمرض من كره أو حب، ويعود سبب تسمية الاضطراب بهذا الاسم إلى ممثل إيطالي اسمه ليوبولدو فريجولي Leopoldo Fregoli والذي اشتهر بسرعة تغيير مظهره على المسرح.. شخصية الرواية الرئيسية (فارس)، مراهق مصاب بهذا الاضطراب النفسي ويعامل جميع الناس بعنف مما يتسبب بحبسه في أشهر بمستشفى للصحة النفسية بالعاصمة، وبعد ثمان سنوات ينضم عن طريق الخطأ الشاب (نادر عبد المجيد) كطبيب نفسي مسؤول عن حالته، منتحلاً هوية طبيب نفسي آخر، ليكتشف في يوم عمله الأول أنه لا أحد يرغب بشفاء الفتى، لا المستشفى، ولا عائلته، ولا حتى (نادر) نفسه".
وفي تصريحاتها الخاصة بتجربتها في معرض الرياض الدولي للكتاب، أشارت منال معشي، بقولها: "تجربة إيجابية وأثرتني كثيرًا، وأعطتني فرصة لرؤية إصداري الأول على أرض الواقع، وقد تواصل معي العديد من القُرّاء الجدد، معبرين عن إعجابهم الشديد بفكرة الكتاب الجديدة على الساحة الورقية".
بينما أشارت منال معشي إلى أن الكاتبات السعوديات ينتظرهن مستقبل مُشرق بإذن الله، بقولها: "هذا ما جزمتُ به بعد خوضي لتجربتي الأولى في النشر الورقي، ومتفائلة بأننا في المستقبل القريب -بإذن الله - سنرى كاتبات سعوديات توازي أعمالهن شهرة جي كي رولينغ على المستوى المحلي، والعالمي، وقد نشهد ولادة أجاثا كريستي عربية".
وفي إطار قراءتها للمشهد الثقافي في السعودية حاليًا والتطلعات المستقبلية، أوضحت منال معشي: "الاتجاه إلى تعزيز القراءة الآمنة كما قال الكاتب (أسامة المسلم)، ورسم خطوط للكتابة لا يتم تجاوزها ويحكمها القيم الإسلامية، وسنرى بإذن الله طاقات متعددة في كل المجالات الثقافية وفق ذلك".
وختمت حديثها بطموحها المستقبلي، حيث قالت: "أطمح لأن يصل كتابي (متلازمة فريجولي) إلى أكبر عدد ممكن من القرّاء، والمهتمين محليًا وعالمياً على كافة الأشكال كمنتج ورقي، أوصوتي، أو قصة مصورة، ومن ثم تجسيده على أرض الواقع بتحويله إلى عمل مرئي".
أسماء مُحمد كاتبة رواية "هذا تأويلُ رؤياي"
رواية "هذا تأويلُ رؤياي" هي المشاركة الأولى للكاتبة "أسماء محمد" في معرض الرياض الدولي للكتاب 2024، وذلك بعد أن أبحرت في السرد القصصي والرِوائي لتنسج روايتها الأولى، وهي الرواية التي يغلب عليها طابع الغموض والجريمة.. فهي بِكُل ما فيها خيال ولكن خيال يُحاكي الواقع.
وفي إطار ذلك فلقد أشارت "أسماء محمد" بتصريحات خاصة بـ "هي" بقولها: "أنا المعنى في خِضم الدلالة"، منوهة إلى أنها قد ارتكزت في روايتها ومحاولتها الأولى هذه على موهبتها القديمة في الكتابة التي كانت تمتهنها سرا، وعلى كونها قارئة تهوى التحرير الأدبي وبخوضها لمجالات عِدة في مجال الكِتابة بكتابتها لحلقات بودكاست قصصية ونشرها لقصص قصيرة عبر حساباتها في مواقع التواصل الاجتماعي.
وحول فكرة ومحتوى الرواية، أشارت أسماء محمد بقولها: "هي عن الأسماء التي تهب النصيب الأكبر لأصحابها عن الحدس الذي ينقر بالقلب وعن الخوف منه والصمت أمامه حيث صنعت لأجل هذا أشخاص في مخيلتي وألبست بهم الأحداث ومثلتهم في الحبكة.. فكانَ "ذلك القمران في ليلة واحدة" بغموضهما المُرعب تراهما البطلة "أحلام" كُل ليلة، ومن بعد ذلك يتسربان بِبُطء إلى الواقع عبر الأحداث وبحقائق مريرة حتى يتضح غموضهما ذات ليلة في لحظة ما".
وحول مدى نجاح تجربتها في معرض الرياض الدولي للكتاب 2024، والمشهد الثقافي في السعودية.. أكدت أسماء محمد بأنها تجربة أولى جيدة ومُرضية، كون النُسخ في المعرض قد بيعت كُلها، حامدة الله على هذا النجاح، مؤكدة بأن الكاتبات السعوديات ينتظرهن مستقبل مُبهر ومُشرف بإذن الله كون الثقافة والأدب في عصرنا هذا تُعنى باهتمام كبير في هذا الوطن العظيم، في ظل ما يشهده القطاع الثقافي في السعودية من نجاحات وتطورات بفضل الله ثم بفضل القيادة السعودية الحكيمة، وأعربت عن أمنيتها بأن يواصل هذا القطاع مسيرته وأن تكون السعودية محط أنظار العالم ثقافيًا وأدبيًا أكثر مما هي عليه الآن.
مرام الحربي وكتابها "بإعاقتي أصبحت"
"مرام الحربي" كاتبه من ذوي الإعاقة، وتشارك في معرض الرياض الدولي للكتاب 2024 بإصدارها الذي يحمل عنوان "بإعاقتي أصبحت" والذي يمثل باكورة أعمالها الأدبية بعد أن أصبحت كاتبة ومدربة.
وفي إطار هذه المشاركة أشارت الكاتبة "مرام الحربي" والتي تعد عضوه في عدة نوادي أدبية وجمعيات داعمه لذوي الإعاقة، والتي شاركت في عدة أمسيات أدبية ومعارض للكتب وقدمت العديد من الدورات، بتصريح خاص بـ "هي" جاء فيه: "بإعاقتي أصبحت.. عبارة عن سيرتي الذاتية من بدايات الإعاقة إلى أن أصبحت كاتبة ومدربة"، مشيرة إلى أنها قد خاضت تجربة الكتابة مسبقا بإصدارها الأول "من القلب للقلب" وهو عباره عن نصوص وخواطر قصصية بطابع نصوصي".
وأعربت عن سعادتها بخوض هذه التجربة في معرض الرياض الدولي للكتاب 2024، والذي يعد منصة خاصة لإظهار الإبداعات الأدبية المتنوعة، وتميزه بجذب جمهور غفير في إطار جودة وتنوع فعالياته وأجنحته، وأجوائه الثقافية والغنية بالتجارب المعرفية القيمة والشيقة.
الصور تم استلامها من الكاتبات السعوديات.