في اليوم العالمي للغة العربية.. "هي" تضيء على "مرادفات بصرية": مشروع يربط بين تراث الخط العربي والحداثة
في اليوم العالمي للغة العربية، تبرز اللغة العربية كرمز ثقافي وحضاري يُحتفى به حول العالم. وبالنسبة للفنانين والمصممين، يُعدّ مستقبل الحروف العربية المطبوعة مساحة خصبة للابتكار والإبداع، بعيدًا عن كونها مجرد امتداد لتراث الخط التقليدي.
في هذا السياق، تُسلط مجلة هي الضوء على مشروع "مرادفات بصرية"، الذي انطلق كمساق أكاديمي في الجامعة اللبنانية بإشراف د. أنطوان أبي عاد والأستاذة رنا أبو رجيلي، حيث يهدف المشروع إلى إعادة قراءة جماليات الخط العربي بطريقة عصرية مبتكرة ليصل بعدها إلى محافل عالمية وصولًا إلى دولة الإمارات العربية المتحدة ورؤية مستدامة في جامعة زايد.
"مرادفات بصرية": نقطة انطلاق للإبداع
"مرادفات بصرية" ليس مجرد دراسة لتقاليد الخط العربي؛ بل هو مساحة لإطلاق العنان للإبداع. من خلال تعليم الطلبة على مبادئ التراكيب، والأشكال، والإيقاعات الخاصة بالخط العربي، يتحوّل هذا التراث العريق إلى نقطة انطلاق لاستكشاف أساليب فنية حديثة. وعن رؤيته للتدريس، يقول د. أنطوان أبي عاد: "ألهمني جمال وتفرّد الخط العربي كأحد أغنى تقاليد الخط في العالم. أُركّز في المنهج الأكاديمي على تعليم الطلبة التقاليد الفنية للخط، ثم أُشجعهم على تطوير أعمال حديثة مستوحاة من هذا التراث."
- :2019 عُرض المشروع في معهد IIT بومباي خلال مؤتمر Typoday، حيث نال إعجاب الزوار.
- :2020 تعاونت سفارة لبنان في كوريا مع Korea Foundation لاستضافة المعرض في سيول، حيث عرض 103 أعمال لـ 94 طالبًا.
- عُرضت الأعمال أيضًا في الأردن خلال TypoDay 2020، حيث شرفت الأميرة بسمة الافتتاح بحضورها.
مع انتقال د. أبي عاد إلى دولة الإمارات، أحيا المشروع خلال قمة اللغة العربية في أبوظبي بحضور معالي نورة بنت محمد الكعبي. كما حقق نجاحًا كبيرًا في مهرجان سراييفو الشتوي عام 2023 والجامعة الأمريكية في القاهرة.
وفي الصين، عرض المشروع تحت عنوان "Modular Harmony in Arabic Letters" في جامعة لو شون للفنون الجميلة، حيث أثبتت الأعمال أن الجمال البصري للخط العربي يتخطى حواجز اللغة.
التحديات والفرص
عن أبرز التحديات التي يواجهها الطلاب في تعلم فن المخطوطات، يوضح د. أبي عاد: "أهم التحديات تكمن في فهم تعقيدات التراكيب الكلاسيكية وتطوير حس جمالي معاصر. أساعدهم من خلال تقديم تعليم منهجي وتشجيعهم على التجريب، بالإضافة إلى خلق بيئة تعليمية ملهمة."
وفي ظل التحولات الرقمية، يرى د. أنطوان أن المستقبل يحمل فرصًا هائلة لفن الخط العربي:"التقنيات الرقمية تُتيح أدوات حديثة تُمكّن الفنانين من المزج بين التقليد والابتكار. ومع ذلك، من المهم الحفاظ على جذور هذا الفن العريق. وكما يُقال: 'الرأس في السحاب، والأقدام على الأرض'."
يُشدد د. أبي عاد على أهمية الأصالة والممارسة المستمرة للفنانين الطموحين: "أنصح الشباب بدراسة التراث بعمق لتطوير أساليبهم الخاصة التي تعكس هويتهم. في زمن سهولة الوصول، تُصبح الأصالة التحدي الأكبر، والنجاح الحقيقي أصعب من أي وقت مضى."
"مرادفات بصرية" في الإمارات: رؤية مستدامة
في جامعة زايد بدولة الإمارات، قدّم د. أبي عاد أولى أعمال طلبته الإماراتيين خلال Typoday 2023 في فاراناسي. كما حظي المشروع بمشاركة بارزة ضمن مهرجان سيكا للفن والتصميم في حي الشندغة بدبي، حيث زارت سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم المعرض وأثنت على الأعمال المعروضة.
اليوم، يُعدّ المعرض الدائم لـ “مرادفات بصرية" في مركز زاي للغة العربية في جامعة زايد (ZAI) محطة جديدة نحو التوسع والابتكار. وعن المستقبل، يؤكد د. أنطوان أبي عاد: "نطمح لإقامة المزيد من المعارض والمشاريع التي تحتفي بجمال الخط العربي وتربط بين ماضيه العريق ومستقبله الواعد.