اكتشفي معنا آفاق الذكاء الاصطناعي في عالم التجميل
يشهد عالم التجميل والجمال آفاق واعدة وتطورًا سريعًا عبر الذكاء الاصطناعي؛ لتحسين قرارات التجميل بالنسبة للمرضى، ومساعدة الأطباء وكافة المعنيين بهذا القطاع على الارتقاء بالنتائج العلاجية، وتمكين المرضى من الظهور بأبهى حلة ممكنة.
وحول ذلك تحدثنا إلى الدكتور ماهر الأحدب، استشاري جراحة التجميل، والذي قدم لنا عبر موقع " هي " أهمالمعلومات عن آفاق الذكاء الاصطناعي وفوائده في عالم التجميل.
الذكاء الاصطناعي سيُساهم بقوة في تقدم الجراحات التجميلية والترميمية
أوضح الدكتور ماهر، أن الذكاء الاصطناعي يواصل التأكيد على دوره الإيجابي في مختلف القطاعات، لذلك لن يكون قطاع التجميل بعيدًاعن تحقيق أقصى استفادة ممكنة من هذه التقنيات الثورية، لاسيما وأن تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة تمثل أدوات قوية في الميدان الطبي اليوم، إذ تتيح للأطباء الوصول إلى بيانات سريرية معقدة تساعدهم في اتخاذ القرارات الأكثر ملاءمة للمرضى من حيث التشخيص و العلاج. لذلك سيساهم الذكاء الاصطناعي بقوة في تقدم الجراحات التجميلية والترميمية. فمع تراكم البيانات، سيقوم الذكاء الاصطناعي بجمع التفاصيل الطبية لكل مريض. وبمرور الوقت، سيكون في متناول أطباء التجميل بيانات وفيرة تساعدهم في اتخاذ قرارات التجميل، على أن يتولى الذكاء الاصطناعي مهمة تحليلها لدعم القرارات التي يتخذها الأطباء بناءً على متطلبات المرضى.
الذكاء الاصطناعي لتحليل الوجه البشري بدقة استثنائية
أضاف الدكتور ماهر، بات الذكاء الاصطناعي اليوم توجهًا سائدًا في عالم التجميل؛ وبفضله أصبحت الأجهزة الطبية التجميلية قادرة على تحليل الوجه البشري بدقة استثنائية؛ في حين تساعد هذه التقنيات الثورية في أتمتة خدمات التجميل، والتنبؤ بالنتائج العلاجية قبل الخضوع للجراحات أو الإجراءات التجميلية، حيث يمكن للذكاء الاصطناعي إنشاء وتحليل نقاط البيانات مثل: "طبيعة الشعر، والبشرة، وألوانهما، وتفضيلات المرضى، ومدى ملاءمتها لهم، وغير ذلك الكثير.
الذكاء الاصطناعي يُضفي معنى جديد على عالم التجميل
أكد دكتور ماهر، أن الارتباط بين تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وجراحات التجميل لا يهدف إلى تحسين المظهر الجمالي فحسب، بل يسعى لإضفاء معنى جديد على عالم التجميل. ومع تطور التكنولوجيا، بات الذكاء الاصطناعي جزءًا لا يتجزأ من صناعة التجميل. يعكس هذا الاتجاه تغييرات جذرية في كيفية تسويق المنتجات، وتفاعل العملاء معها.، فضلًا عن ذلك، تقدم الأجهزة الذكية التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي حلًا مبتكرًا للعناية بالبشرة، وتطبيق المكياج، ما يسهل على الأفراد الحصول على نتائج مثالية دون الحاجة إلى خبراء تجميل.
الذكاء الاصطناعي لتحديد تفضيلات العملاء بسهولة
في هذا السياق، أوضح دكتور ماهر، أن وسائل التواصل الاجتماعي ومنصات الإنترنت باتت أدوات رئيسية لترويج المنتجات التجميلية التي تعتمد على التكنولوجيا الذكية، إذ يُمكن للشركات الآن استخدام الذكاء الاصطناعي لتحديد تفضيلات العملاء وتقديم المنتجات المناسبة لهم بشكل أكثر دقة، مما يعزز تجربة التسوق ويزيد من معدلات المبيعات. علاوة على ذلك، يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل بيانات كبيرة لفهم اتجاهات السوق وتوقع الطلب المستقبلي، مما يساعد الشركات في تطوير منتجات جديدة وتحسين استراتيجياتها التسويقية.
الذكاء الاصطناعي لتحديد التوقعات وتجنب المفاجآت
أشار دكتور ماهر، إلى أن تطور التقنيات الذكية في مجال التجميل يُمكن أن يمتد إلى تحسين الإجراءات الجراحية التجميلية، مما يزيد من دقتها وسلامتها. قد تتيح التقنيات الذكية المتقدمة إمكانية محاكاة نتائج الجراحة قبل تنفيذها، مما يساعد الأطباء والمرضى على تحديد التوقعات وتجنب المفاجآت غير المرغوب فيها. بهذه الطريقة، يمكن أن يسهم الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الذكية بشكل عام في تحسين نتائج الجمال، وزيادة رضا المستهلكين، مع مراعاة الجوانب الأخلاقية والقانونية المتعلقة بالاستخدام الآمن والمسؤول لهذه التقنيات.
الذكاء الاصطناعي لتخصيص المنتجات التجميلية وفقًا للاحتياجات
لفت دكتو ماهر، النظر إلى أنه بمرور الوقت ستتطور التقنيات الذكية في صناعة التجميل بشكل متزايد، مما سيجعلها أكثر فاعلية ودقة. من المحتمل أن نرى تطبيقات جديدة تستخدم الواقع المعزز، والواقع الافتراضي لتمكين المستهلكين من تجربة المنتجات بشكل أكثر واقعية قبل شرائها. على سبيل المثال، يمكن لتقنيات الواقع المعزز توفير فرصة للمستهلكين لتجربة ألوان المكياج أو تغييرات في تسريحات الشعر قبل أن يقرروا القيام بتلك الخطوة بشكل دائم. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للتقنيات الذكية توفير نصائح شخصية وتخصيص المنتجات وفقًا لاحتياجات واهتمامات كل فرد.
واستكمالًا لحديثنا عن آفاق الذكاء الاصطناعي في عالم التجميل، أكدت منظمة الصحة العالمية في أول تقرير عالمي لها حول الذكاء الاصطناعي ما يلي:
أن الذكاء الاصطناعي يعد بتحسين الرعاية الصحية والطب عالميًا. ومع ذلك، أشار التقرير إلى ضرورة وضع الأخلاقيات وحقوق الإنسان في صميم تصميمه ونشره واستخدامه. يتعين على المجتمع العالمي التوجه نحو تطوير وتبني أطر أخلاقية تضمن استخدام الذكاء الاصطناعي بطريقة مسؤولة وأخلاقية، حيث يحافظ على كرامة وحقوق الفرد. ومن خلال ضمان التشريعات والسياسات التي تحمي هذه القيم، يمكن أن يسهم الذكاء الاصطناعي بشكل فعال في تحسين الخدمات الصحية والطبية عالميًا دون المساس بالأخلاقيات وحقوق الإنسان.
الجدير بالذكر، أن تقرير صادر عن شركة "InsightAce Analytic" للأبحاث التسويقية والاستشارات توقع أن يشهد سوق الذكاء الاصطناعي في مجال التجميل نموًا ملحوظًا، حيث من المتوقع أن يصل إلى 13.34 مليار دولار بحلول عام 2030، بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 19.7٪ من عام 2021 إلى 2030. يعكس هذا النمو الطفرة التكنولوجية في صناعة التجميل، حيث يتزايد الطلب على منتجات تستخدم الذكاء الاصطناعي لتلبية احتياجات العملاء بشكل أفضل وفعالية أكبر.
علمًا أن كريمات البشرة تتجه نحو التخصيص، حيث يتم تطوير منتجات تناسب احتياجات كل نوع بشري بدقة. لم يعد الاعتماد على مقاس واحد مناسب لجميع البشرات مقبولًا، بل يتطلب الأمر حلًا مخصصًا وفقًا لاحتياجات كل فرد. هذا التحول يعكس التوجه نحو تجارب مخصصة وشخصية في صناعة التجميل، حيث يسعى المستهلكون إلى منتجات تناسب بشرتهم بشكل فريد وفعال.
وأخيرًا، أكد دكتور ماهر، أن الذكاء الاصطناعي لا يزال ضمن عالم التجميل في مهده، وهنالك مؤشرات كثيرة على قدراته الواعدة في هذا المضمار. لذلك يتعين على شركات التقنيات الطبية اللحاق بركب هذا التطور المتسارع ومواكبة ابتكارات الذكاء الاصطناعي، ووضعها في متناول الأطباء؛ كونه قد غير وجه صناعة التجميل بشكل جذري، ومن المتوقع أن يستمر تأثيره في تحسين تجربة المستهلكين وتطوير المنتجات والخدمات في هذا المجال.