د. ديما العذل لـ "هي": الرؤية كانت عاملًا مهمًا في تمكيني وتمكين زميلاتي من المبدعات في المجال التقني
حوار: جمانة الشيخ
تصوير فوتوغرافي: عبدالله المشرف - مخرج فني: ليلى الدليقان
ماكياج: لمى العريني - خبيرة المظهر: نوف ملاوي
مجوهرات: شارمالينا - أزياء: فولار - أمل الملّا - أباديا
الدكتورة ديما بنت صالح العذل، المسؤولة التنفيذية للعملاء والحسابات الاستراتيجية على مستوى أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا في IBM، حاصلة على شهادة الدكتوراه في علوم الحاسب الآلي والذكاء الاصطناعي من جامعة جورج واشنطن. شغلت عضوية "اللجنة الوطنية لتقنين المحتوى الأخلاقي لتقنية المعلومات" ممثلة لمؤسسات القطاع الخاص، وعضوية المجلس الاستشاري لبرامج هندسة الحاسب ونظم المعلومات الإدارية في جامعة اليمامة. وفي جلسة تصوير وحوار حصري مع "هي"، تحدثت الدكتورة ديما العذل عن رحلتها المهنية بتفاصيلها، كما أطلعتنا على تفاصيل شغفها في عالم التقنية وبداية دخولها إلى المجال وصولا إلى تحقيقها للمناصب القيادية العليا.
حدثينا عنكِ وعن مصدر روحك المهنية المحفزة وروحك المرحة ونظرتك المبهجة للحياة.
أن يتسم الشخص بالإيجابية في نظرته للحياة ليس بالأمر السهل، فالحياة مليئة بالعقبات والتحديات الصعبة، ولكن لدينا أعظم مرشد ومعلم، وهو القرآن الكريم، وذكره سبحانه وتعالى في الآية الكريمة: “فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا”، بحيث آمنت وتعلمت من تجارب الحياة بأن أوكل أمري لله، وأستمتع بالحياة لأن كل ما يتبقى للشخص هو السمعة الحسنة وحب الناس، وهذا أكبر دافع لي بشكل يومي.
بعد مرحلة الدكتوراه وعودتي للمملكة من الولايات المتحدة تمحور تركيزي لبضع سنوات حول بناء مسيرتي المهنية والتطوير الوظيفي، ولاقيت الدعم التام والتشجيع من الأهل والأصحاب طوال هذه الفترة، ولكن كان ذلك على حساب أمور شخصية أخرى، لذا في الفترة الأخيرة بدأت ألتفت لأهمية التوازن بين حياتي المهنية والشخصية.
حدثينا عن دراستك، من البكالوريوس إلى شهادة الدكتواره. كيف اخترتِ التخصص؟ ومتى ظهر إهتمامك في مجال التقنية والذكاء الاصطناعي؟
اختياري لمجال التقنية هو امتداد لشغفي منذ الصغر بالأمور التقنية، وعند اختيار التخصص في الجامعة ترددت ما بين العلوم الطبية والعلوم التقنية، حيث كانت رؤية المستقبل للمجالات التقنية للفتيات في المملكة غير واضحة في ذلك الوقت، ولكن الآن لم أندم أبدا على اختياري مجال علوم الحاسب الآلي.
أما بالنسبة لاختياري لمجال الذكاء الاصطناعي، فما هو إلا تكملة لاهتمامي بعلم البيانات وتحليلها، وهنا تأتي أهمية البنية الأساسية العلمية في أي تخصص، لأنها تفتح الآفاق لاحقا للاستمرار بالتطور العلمي ومواكبة التقنيات الجديدة.
حدثينا عن تجربة الغربة. ماذا صقلت في ديما على الصعيد الشخصي والتعليمي؟
كانت الغربة في مرحلة دراسة الدكتوراه في الولايات المتحدة من أهم مراحل حياتي وسببا من أسباب صقل شخصيتي، أنعم الله علي بأهل هم سند لي مهما واجهت من تعثرات في الحياة. ولكن عندما تكون في الغربة وفي مكان جديد مختلف عن نشأتك، وبعيدا عن أهلك وأحبابك، هنا تضطر لأن تدير جميع أمور حياتك المعنوية والمادية والمهنية والتعليمية والاجتماعية بنفسك، وتُجبَر على تحمل المسؤولية التامة والاعتماد على النفس، وتبادل الثقافات وتعلم التعايش مع من يختلف عنك تماما بكل أنماط الحياة.
من قائدة تطوير الأعمال للبيانات والذكاء الاصطناعي إلى المسؤولة التنفيذية للحسابات الاستراتيجية في IBM. حدثينا عن تفاصيل رحلتك في هذه المناصب القيادية.
بدأت رحلتي في شركة IBM عام 2019 عند انتقالي من العمل في القطاع الحكومي إلى القطاع الخاص، حيث تقلدت منصب قائدة الاستراتيجيات في IBM السعودية للتركيز على المواءمة بين مشاريع الرؤية واستراتيجية IBM، بفضل من الله أعطيت الفرصة في حينها لأثبت قدراتي من خلال الصلاحيات الممنوحة لي لاتخاذ القرارات بحسب ما أراه مناسبا. بعد ذلك كانت فترة جائحة “كوفيد19” ومن خلال العمل عن بُعد، فرصة لي لإثبات نفسي للإدارات العليا في الشركة، سواء على مستوى أوروبا أو أمريكا من خلال المبادرات التي تقدمت بها.
ولله الحمد كان العمل مع فريق الشركة الأم سببا بعد توفيق الله لترقيتي لمنصب قائدة تطوير الأعمال للبيانات والذكاء الاصطناعي كجزء من منظومة IBM العالمية، ومن بعدها تولي منصب المسؤولة التنفيذية للعملاء والحسابات الاستراتيجية على مستوى أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا، الرحلة لم تكن سهلة ولم تنتهِ بعد.
دور المرأة السعودية تألق تحقيقا لرؤية سمو ولي العهد2030.. كيف أتاح لك مجالك إبراز إمكانياتك واسم المملكة العربية السعودية عالميا؟ وأين لمست ذلك خلال رحلتك المهنية في الفترة الماضية؟
لا شك في ذلك، وخاصة أن من أهم محاور الرؤية التطوير في المجالات التقنية، الرؤية كانت عاملا مهما في تمكيني وتمكين زميلاتي من المبدعات في المجال التقني، ولعلي لمست ذلك من خلال إتاحة المجال للمشاركة في القرارات واللقاءات وإبداء الآراء بكل شفافية من دون أي تحفظ، حتى على الصعيد الشخصي كانت الرؤية دافعا لي لاتخاذ القرار بالانتقال من القطاع الحكومي إلى القطاع الخاص بعد أن اطلعت على طريقة العمل في القطاع الحكومي، لمحاولة سد الفجوة مع القطاع الخاص خاصة في شركة عالمية مثل IBM لتسهيل العمل على المشاريع الاستراتيجية.
ولا يخفى على أحد اليوم الدور الذي لعبته الرؤية في تطوير مملكتنا لتتعدى وبكل فخر ما وصلت له الدول المتقدمة، وهذا ما مكنني من الوصول إلى المسؤولين وصناع القرار لطلب الدعم ومناقشة المشاريع أو طرح الأفكار الجديدة المبتكرة.
لا شك في أن عملي الحالي من ضمن الفريق الأكبر للشركة الأم في IBM يضع على عاتقي مسؤولية كبيرة لعكس صورة مشرفة ليس عن نفسي فقط، وإنما لإبراز اسم مملكتنا الحبيبة والتطور والانفتاح الذي نعيشه دون المساس بقيمنا ومبادئنا، وهذا ما أعتبره من أكبر دوافعي للمضي والإنجاز لإبراز أفضل صورة للمرأة السعودية