د. حورية كاظم ل "هي": النساء اكثر استعداداً اليوم للكشف المبكر عن سرطان الثدي
تشير إحصاءات منظمة الصحة العالمية أن امرأة من بين كل 8 نساء تصاب بسرطان الثدي خلال حياتها، ويتم تشخيص إصابة نحو 1.4 مليون امرأة بسرطان الثدي سنويًا في العالم.
ويعد سرطان الثدي من أكثر أنواع السرطان شيوعًا بين النساء في دولة الإمارات، وتظهر الدراسات أن متوسط عمر التشخيص فيها أصغر بعشر سنوات من أي مكان آخر في العالم.
وتؤكد هذه الإحصاءات من جديد الحاجة الماسة لمواصلة دعم البحوث لمواكبة أحدث التطورات في العلاج لإنقاذ حياة المرضى. علمًا أن تكلفة علاج سرطان الثدي باهظة ولا يمكن لبرامج التأمين الطبي تغطية كافة التكاليف.
وإدراكًا لما للكشف المبكر عن سرطان الثدي من أثرٍ كبير في انجاح رحلة العلاج والشفاء، تأسست "برست فرندز" عام 2005 على يد الدكتورة حورية كاظم، أول جراحة إماراتية، حاملة على عاتقها مهمة إنقاذ حياة الناس من خلال زيادة الوعي بسرطان الثدي في الإمارات العربية المتحدة.
في حديثها اليوم مع مجلة "هي"، نستعرض مع د حورية كاظم، رئيسة ومؤسسة "برست فريندز" للنساء الاكثر عرضة للاصابة بسرطان الثدي، والاسباب التي خففت من حدة هذا المرض.
هي: ما هي اورام الثدي الاكثر تطوراً والتي يمكن اعتبارها قاتلة؟
حورية كاظم: لا أحب التحدث عن "سرطانات قاتلة" وتحديداً سرطان الثدي الذي لديه معدلات نجاة عالية في حال تم الكشف عنه مبكراً. النساء اللاتي يعانين من اكثر انواع الاورام السرطانية عدوانية هن أحياء اليوم ويعشن حياة طبيعية.
هي: سرطان الثدي لم يعد مميتاً كما في السابق، ما هي العوامل التي أدت لهذا التطور الإيجابي؟
حورية كاظم: أمران، أولهما الفحص نتيجة مسارعة النساء لإجراء فحص للثدي حتى في حال عدم وجود اية شكاوى. ويعني هذا اننا قادرون على اكتشاف الاشياء قبل الشعور بها، وبالتالي زيادة إمكانية التعافي.
أما الأمر الثاني، فهو توافر خيارات العلاج الافضل، خصوصاً في دولة الامارات، ولم نعد بحاجة لعلاج كل نوع من السرطان بنفس الطريقة نظراً لاختلافهم البيولوجي.
واضافة لانواع العلاج الكيماوي المختلفة، لدينا أيضاً العلاج الموجه والعلاج المناعي، والتي تستهدف علاج انواع محددة من السرطان.
هي: من هن النساء الاكثر عرضة للاصابة بسرطان الثدي؟
حورية كاظم: كل النساء عرضة للاصابة بسرطان الثدي بنسبة 10%، وهناك عوامل خطر محددة يمكن ان تزيد من هذه النسبة. منها العمر خاصة عند التقدم بالسن، وتاريخ العائلة للاصابة بسرطان الثدي وكثافة الثدي وغيرها.
هي: ما الاسباب الرئيسية للاصابة بسرطان الثدي؟
حورية كاظم: هناك عدة عوامل خطر يمكن تجنبها لمنع الاصابة بسرطان الثدي، مثل شرب الكحول الذي يزيد من خطر الاصابة بسرطان الثدي بنسبة 10% بحال تناول كأس واحد يومياً. وكلما زادت كمية الكحول ارتفعت هذه النسبة.
هي: هل السمنة والتوتر اسباب للاصابة بسرطان الثدي؟
حورية كاظم: مؤشر كتلة الجسم المرتفع مرتبط بسرطان الثدي، وممارسة الرياضة بانتظام بمعدل 30 دقيقة يومياً يمكن ان يقلص من هذا الخطر.
هي: ما هي الفحوصات المعتمدة لكشف الاصابة بسرطان الثدي؟
حورية كاظم: افضل طرق الكشف هي اشعة الماموجرام، وحالياً نستخدم تكنولوجيا رقمية مع الماموجرام لانتاج صور مقطعة للثدي تساعدنا على رؤية الاشياء بشكل أوضح. وفي حال كان الثديين كثيفيين، نستخدم أيضاً الموجات فوق الصوتية مع الماموجرام.
في حال كان للمرأة عوامل خطر الاصابة نتيجة التاريخ العائلي للشديد لسرطان الثدي، فإننا نقوم بإضافة فحص التصوير بالرنين المغناطيسي متقدماً على الفحوصات الأخرى.
هي: هل هناك خوف على النساء الأصغر سناً للاصابة بسرطان الثدي، وفي أي عمر تحديداً؟
حورية كاظم: متوسط عمر النساء الامريكيات والاوروبيات ممن يصبن بسرطان الثدي هو 62 عاماً، أما في الشرق الاوسط وشمال أفريقيا والقارة الهندية، فإن المعدل يكون بين 45-48 عاماً.
ولسوء الحظ، فإنه لم يكن غريباً عليَ رؤية سيدات مصابات بسرطان الثدي في العشرينيات او الثلاثينيات من العمر.
هي: ما هي اجراءات العلاج الضرورية لمساعدة النساء على التعافي من سرطان الثدي؟
حورية كاظم: لدينا وسائل عدة لعلاج سرطان الثدي، ويتم اعداد خطة خاصة لكل مريضة.
ويمكن القول ان كل مريضة سرطان الثدي سوف تخضع للجراحة في مرحلة ما، بعضهن قد يعانين من الاورام بطيئة النمو وبالتالي يحتجن للجراحة او الجراحة مع العلاج الاشعاعي.
بعض انواع الاورام تحتاج العلاج الكيماوي والعلاج الموجه اضافة الى الجراحة.
هي: هل الحالة النفسية والدعم يساعدان على تخطي سرطان الثدي؟
حورية كاظم: يعد الدعم النفسي مهماً جداً وملازماً لعلاج سرطان الثدي، ومحظوظة هي المرأة التي تجد الدعم من الاهل والاصدقاء لمساعدتها خلال رحلة التعافي.
لكن معظم النساء هن وافدات وليس لديهنً عائلات تدعمهن في الامارات، لهذا قمتُ بتأسيس "برست فريندز" وهي مجموعة دعم تلتقي فيها النساء لأخذ الأفكار والتجارب من بعضهن البعض. وتساعد المتعافيات بشكل خاص في تثقيف النساء المصابات حديثاً، بما يجب توقعه وما يجب تجنبه لتخفيف حدة العلاج قدر الامكان.