الرئة الحديدية.. اختراع قديم قد يحل أزمة نقص أجهزة التنفس
يعكف علماء بريطانيون، على تطوير نسخة حديثة من جهاز التنفس ذي "الضغط السالب"، الذي استخدم في القرن الماضي، وعرف بـ"الرئة الحديدية"، في مسعى لتخفيف النقص الحاصل على مستوى أجهزة التنفس الاصطناعي، في كثير من دول العالم.
الرئة الحديدة:
لفهم الفرق بين جهاز التنفس الاصطناعي وبين الرئة الحديدية، تجدر الإشارة إلى أن الأول الذي نستخدمه حاليا يعرف بجهاز التهوية بالضغط الإيجابي المتقطع، ويعمل من خلال ضخ الأوكسجين بشكل مباشر صوب الرئة، حتى يساعد المريض على التنفس، لكن ما يعرف بالرئة الحديدية أي جهاز التنفس "سالب الضغط" يقوم بالعكس تماما.
وجرى اقتراح الرئة الحديدية لأول مرة، خلال القرن السابع عشر، وكان الجهاز، وقتئذ، في صيغته الأولى، شبيها ببرميل أسطواني يسع المريض بشكل كامل.
وحينما يدخل الشخص المريض إلى الجهاز، يظل رأسه في الخارج، ولا يجري ربطه بأي شيء عن طريق الفم، ويقوم محرك كهربائي، داخل الجهاز بالتأثير في مستوى ضغط هواء، فيجعله متراوحا بين الهبوط والارتفاع.
وحينما يتأثر ضغط الهواء حول جسم المريض، بين انخفاض وارتفاع، يتمدد صدره، ويصبح قادرا على التنفس.
وجرى استخدام النسخة القديمة من الرئة الحديدية، خلال القرن العشرين، لأجل مواجهة شلل الأطفال، ثم تم الاستغناء عنها في وقت لاحق، بفضل ظهور جهاز التنفس الاصطناعي ذي "الضغط الموجب".
تطوير الرئة الحديدة:
ويجري تطوير الجهاز في إطار شراكة واسعة بين جامعة وارويك، ومجموعة "مارشال" للفضاء والدفاع، والمستشفى الملكي الوطني البريطاني، وبمساعدة عدد من الأكاديميين.
وتم إطلاق اسم "إيكسوفنت" على جهاز "الرئة الحديدية" الجديد، ويقول القائمون على المشروع إنهم تمكنوا من تطوير نموذج وسيقومون بتجربته في مصحتين للعناية المركزة بالمملكة المتحدة.
ويقول مطورو الجهاز، إنه لا يتطلب ربط المريض بأي أنابيب، وبوسع من يخضع له أن يكون في حالة يقظة ويتناول الدواء.
ولا تقف المنافع المترتبة على هذا الجهاز عند هذا الحد، فالرئة الحديدية تحسّن أداء القلب، بشكل أفضل، بنسبة 25 في المئة، مقارنة بجهاز التنفس الاصطناعي الذي يؤثر على وظائف القلب.
وفي حال وافقت الهيئات الصحية المختصة في بريطانيا على الجهاز، سيكون بوسع البلاد أن تصنع ما يقارب 5 آلاف وحدة منه في كل أسبوع.