التحفيز العميق للدماغ لمساعدة مرضى باركنسون في الإمارات
مرض الباركنسون هو مرض يظهر بصورة تدريجية، ويبدأ غالبًا برجفة تكاد تكون غير محسوسة وغير مرئية في إحدى اليدين. وبينما يعتبر ظهور الرجفة السمة المميزة الأكثر وضوحًا لمرض باركنسون، تؤدي المتلازمة بشكل عام إلى إبطاء أو تجميد الحركة أيضا.
ويمكن للأصدقاء وأفراد العائلة ملاحظة الجمود في ملامح الوجه العاجزة عن التعبير وعدم تحرك الذراعين في جانبي الجسم عند المشي. كما يصبح الكلام غالبا، أكثر رخاوة تتخلله التمتمة. وتزداد أعراض مرض الباركنسون سوءًا كلما تقدم المرض أكثر.
ووفقاً لما نقله موقع "ويب طب"، وعلى الرغم من عدم إمكانية الشّفاء من مرض باركنسون، إلا أن الأنواع العديدة من الأدوية من أجل علاج الباركنسون يمكن أن تساعد في التخفيف من حدة الأعراض. وقد تستدعي الحاجة، في حالات معينة، اللجوء إلى علاجات جراحية.
تخفيف اعراض باركنسون باستخدام التحفيز العميق للدماغ
والآن، أصبح بوسع الأشخاص المصابين بمرض باركنسون في دولة الإمارات الاستفادة من عملية التحفيز العميق للدماغ، بوصفها علاجاً متقدماً يمكن أن يخفض من اعراض المرض بنسبة كبيرة.
والتحفيز العميق للدماغ هو اجراء جراحي متقدم، يستخدم أقطاباً كهربائية تزرع في أجزاء معينة من الدماغ لتقليل اهتزاز العضلات وتصلبها وبطء حركتها، وغيرها من الأعراض الأخرى للمرض.
وقد بدأ مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي، تقييم مرضى باركنسون أو الشلل الرعاش في دولة الإمارات لتحديد المرضى الذين يمكن أن يستفيدوا من هذا العلاج.
وبحسب الدكتور فلوريان روزر، رئيس معهد الامراض العصبية في مستشفى كليفلاند كلينك ابوطبي، فإن المشاكل الحركية الناجمة عن مرض باركنسون تؤثر تأثيراً كبيراً في مستوى حياة الفرد. وقال إن حالة المريض "يمكن أن تتحسن بسرعة" بمجرد البدء في إيصال نبضات معينة إلى الجزء المسؤول عن التسبب في حدوث هذه المشاكل.
وأضاف روزر: "يمكن للمرضى استعادة السيطرة على حركتهم كثيراً، ما يسمح لهم بالعودة إلى ممارسة الأنشطة التي لم يكونوا ليظنوا أن بوسعهم العودة إليها مرة أخرى".
جراحة التحفيز العميق للدماغ
تستخدم في علاج التحفيز العميق للدماغ، أقطاب تزرع في أجزاء معينة من الدماغ لتقليل الاهتزازات الحاصلة في العضلات عن طريق منع الإشارات الشاذة التي تسببها. ويمكن لهذه العملية الجراحية المعقدة تحسين مستوى حياة المرضى بشكل كبير.
وبعد الجراحة، يتطلب التحفيز العميق للدماغ برمجة من قبل فريق متعدد التخصصات من أخصائيي اضطرابات الحركة للحفاظ على الأقطاب المزروعة وضبطها، بغية الحصول على أفضل النتائج لكل مريض.
تجدر الاشارة الى ان عدد المصابين بمرض باركنسون حول العالم يقدر بين 7-10 ملايين شخص، مع توقع بان يشهد هذا العدد ارتفاعاً كبيراً في السنوات المقبلة.
أسباب وعوامل خطر مرض باركنسون
الغالبية الساحقة من أعراض مرض الباركنسون تنتج عن نقص في ناقل كيميائي في الدماغ يسمى دوبامين. ويحصل هذا الأمر عند موت او ضمور خلايا معينة في الدماغ مسؤولة عن إنتاج الدوبامين.
لكن الباحثين لا يعرفون بشكل مؤكد وقاطع حتى الآن، العامل الأول والأساسي الذي يسبب هذه السلسلة من العمليات. فيما يرى بعض الباحثين أن التغييرات الجينية، والسموم البيئية قد يكون لها تأثير على ظهور مرض باركنسون.
كما ان التقدم بالسن والعوامل الوراثية والجنس تلعب عوامل خطر الاصابة بمرض باركنسون، حيث ان الرجال اكثر اصابة بهذا المرض من النساء.