ما هو مرض الصدفية وكيف يمكن علاجه
شهر سبتمبر هو شهر التوعية بمرض الصدفية، وفيما أن ملايين الأشخاص حول العالم مصابين بهذا المرض، فإن نسبة صغيرة فقط هي التي تعلم بالفعل ما هي الصدفية، أسبابها وكيف تعالجها بطريقة صحيحة.
وفي هذا الصدد، تشرح الدكتورة دانيا راجكومار، أخصائية الأمراض الجلدية في مستشفى ميدكير الشارقة، لبعض الحقائق عن مرض الصدفية وتنفي أيضاً بعض المعلومات الخاطئة.
ما هو مرض الصدفية
تقول د. راجكومار أن الصدفية هي مرض من الامراض المزمنة الشائعة ويسبب التهاب الجلد، كما يؤثر على العديد من أعضاء الجسم الاخرى. والصدفية مرض غير معد، يشوه الشكل ويعيق المريض وله تأثير سلبي كبير على جودة حياة المصابين بالمرض.
الطفح الجلدي الأكثر تميزاً هو عبارة عن آفات حمراء قشرية ومحددة بشدة، يمكن رؤيتها بوضوح على الأسطح الباسطة وفروة الرأس، ويمكن أن تصيب الصدفية أيضاً الأظافر والمفاصل. ووفقاً للرابطة الدولية لاتحادات الصدفية، فإن حوالي 125 مليون شخص حول العالم مصاب بالصدفية.
وفي سؤال حول ما يمكن فعله في حال الإصابة بالصدفية، تقول د. راجكومار، يجب إعطاء اعتبار خاص لعامل نمط الحياة والسلوكيات التي تساهم في الصحة العامة والاستجابة للعلاج. ويشمل ذلك التحكم في الوزن والإقلاع عن التدخين. كما تنصح د. راجكومار باستخدام مرطبات كثيفة وغير معطرة بصفة يومية بالإضافة إلى زيادة أعداد الإستحمام يمكن أن تكون مشبعة بطحين الشوفان الغروي، أو أملاح إبسوم أو قار الفحم لتساعد على تخفيف الالتهاب، والتهيج، والجفاف، والاحمرار.
الأشعة فوق البنفسجية والصدفية
إستخدام الأشعة فوق البنفسجية، لأسباب لم تُعرف بعد، يساعد على تهدئة الجروح الصدفية. بينما يتجنب معظم الأشخاص حمامات الشمس في محاولة لتقليل خطر الإصابة بسرطان الجلد، والذين يعانون من الصدفية قد يستفيدون منها. ومع ذلك، تنصح د. راجكومار بتعريض المناطق المصابة فقط بالصدفية. ولتجنب حروق الشمس، يمكن تغطية المناطق غير المصابة بالملابس أو استخدام كريم شمس بمعامل 30 وتحديد وقت التعرض للشمس بحيث لا يزيد عن 15 دقيقة.
توصي دكتورة راجكومار أيضاً باللجوء لأفراد العائلة، والأصدقاء وطلب النصيحة الطبية حيث إن الصدفية ليست ببساطة حالة صحية مؤلمة، بل هي أيضاً استنزاف عاطفي مع اكتئاب، وعدم رضا، وشعور بالوحدة يختبرها المصابون بالمرض. والعلاج الأمثل للمشاكل النفسية المذكورة هو استشارة طبيب الأمراض الجلدية، لأنه سيكون قادراً على شرح المرض بطريقة أفضل وتقديم المشورة بشأن أفضل علاج ممكن، الذي بدوره قد يقلَل من التأثير النفسي الذي يخلَفه مرض الصدفية.
كيفية تجنب مرض الصدفية
لا يوجد سبب معروف للصدفية، ومع ذلك تشير د. راجكومار لوجود عوامل متعددة لأسلوب الحياة يمكن أخذها في الإعتبار لتقليل ظهورها وانتشارها. مع الإشارة إلى أن الإستهلاك المفرط في الكحوليات مرتبط بالصدفية المتوسطة إلى الشديدة وبالتالي يجب تجنبه، كما يسبَب التدخين أيضاً خطراً متزايداً لتطور الصدفية.
وتضيف د. راجكومار: "أي مرض يصيب الجهاز المناعي يمكن أن يبدأ ببعض أنواع الصدفية، لهذا السبب قد تظهر بعض أنواع الصدفية بعد التهاب الأذن، أو الإلتهاب الشعبي، أو التهاب اللوزتين، أو حتى عدوى الجهاز التنفسي". وهذه الأنواع من الإصابات يجب علاجها فوراً.
تشرح د. راجكومار أيضاً أن المستويات المرتفعة من الاكتئاب، والاضطراب والقلق غالباً ما تتسبب في تحفيز المرض، مما يؤدي إلى الصدفية المتوسطة أو أحياناً الحادة. وبالرغم من الإشارة إلى أن أشعة الشمس مفيدة للأشخاص المصابين بالصدفية، إلا أن في بعض الحالات قد تحفز أشعة الشمس الصدفية، لذا إن اختبر الشخص حالة إثارة للصدفية بعد التعرض للشمس، فمن المقترح التعرض لفترات أقل في المستقبل.
طرق علاج مرض الصدفية
من المهم التذكير بوجود أشكال متنوعة للعلاج، تعتمد على نوع وشدة المرض. وبحسب د. راجكومار، فإن الصدفية اللوحية الخفيفة بدون التهاب المفاصل يمكن علاجها بأدوية موضعية متنوعة مثل قار الفحم، والكورتيكوستيرويدات الموضعية القوية، ونظائر فيتامين د، يليها العلاج بالضوء كخط ثان للعلاج.
و بالنسبة لعلاج الصدفية المتوسطة إلى الشديدة، تقول د. راجكومار أن العلاج بالضوء هو الإختيار الأول للعلاج، متبوعاً بأدوية عن طريق الفم مثل مثبطات المناعة والأبريميلاست.
وفي حال عدم استجابة المرضى للعلاج السابق، تكون الخطوة التالية من العلاج هي الأدوية البيولوجية، والتي يُشاع أنها ستعطي أملاً كبيراً للمصابين بالصدفية المتوسطة إلى الشديدة، وتمثل خطوة مهمة للأمام في تطور أدوية الصدفية التي ستحسن من جودة حياة المرضى.