هذا ما سيحدث لجسمك إن شربت الماء فقط لمدة شهر

الماء مادة شفافة عديمة اللون والرائحة، وهو المُكون الرئيسي للجداول والبحيرات والبحار والمحيطات وكذلك للسوائل في جميع الكائنات الحية، ويُعد الماء أكثر المُركبات الكيميائية انتشاراً على سطح الأرض. والماء هو أساس وجود الحياة على كوكب الأرض، ويغطي 71% من سطحها.

وللدلالة على أهمية الماء، فقد جاء ذكره في القرآن الكريم ضمن الآية الكريمة: (وَجَعَلْنَاْ مِنَ المَاْءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلاْ يُؤْمِنُوْنَ)، فالله عز وجل جعل من الماء السر الدفين لكل شيء حي على هذه الكرة الأرضية، وباختفائها تختفي الحياة.

يعتمد الإنسان في تغذيته اليومية، على نسبة كبيرة من الماء سواء على هيئة الماء، أو السوائل الموجودة في الأطعمة وغيرها من أصناف الغذاء الغنية بالماء. ما يسهم في ترطيب الجسم ومنع جفافه، كما يحمي من أمراض عدة نتيجة تقوية الجهاز المناعي وغيرها من الفوائد التي نجنيها من شرب الماء بانتظام.

وقد قام أحد الأشخاص بتجربة خاصة لتبيان تأثير شرب الماء فقط لا غير لمدة شهر كامل (30 يوماً) دون أية مشروبات أخرى، وفي ظل الحرارة المرتفعة التي يشهدها العالم حالياً في فصل الصيف.

سوف نستعرض وإياك عزيزتي لنتائج هذه التجربة الفريدة في موضوعنا اليوم، كما سنتطرق في الوقت ذاته للماء البارد الذي يتهافت الكثيرون على تناوله لمحاربة العطش والحر، والتأثيرات السلبية التي تنجم عن هذا الأمر.

شرب الماء لمدة شهر وآثاره على الجسم

أورد موقع "سكاي نيوز عربية" تفاصيل التجربة التي تحدثت عنها صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، مشيرة لوجود العديد من الفوائد التي يمكن أن يحصل عليها الإنسان في حال تناول الماء بشكل حصري خلال فصل الصيف.

والتجربة التي قام بها أحد الأشخاص، ارتكزت على شرب الماء فقط لمدة 30 يوماً دون أية سوائل أخرى مثل العصائر والمشروبات الغازية وغيرها. وجاء النتائج على الشكل التالي:

• استهلاك سعرات حرارية أقل: بعد مضي 30 يوماً، بات الشاب قادراً على استهلاك سعرات حرارية أقل من خلال تجنب تناول الشاي الذي يحوي كوباً واحداً منه، على 30 سعر حراري. فيما يحتوي شراب الموكا الصباحي على 250 سعر حراري، وعبوة مشروب غازي على حوالي 215 سعر حراري.
• كبح الشهية: ساهم تناول الماء فقط لمدة شاب، في كبح شهيته تجاه تناول الطعام. كما كان هذا الأمر فعالاً في تقليل الشعور بالعطش أيضاً.
• تعزيز عمل الدماغ: كلنا يعلم أن حوالي 75-85% من دماغ الإنسان هو ماء، وبقاء الإنسان رطباً لمدة معينة من خلال الإنتظام في شرب الماء يجعل الدماغ يعمل بشكل أفضل وأكثر سعادة. ومعروف أن الماء يساعد في الحفاظ على مستوى مرتفع من التركيز والطاقة، لهذا ينصح الخبراء بضرورة إبقاء الجسم رطباً من خلال شرب الماء خلال فترة الإمتحانات.
• الماء أرخص: ليس أفضل من شرب الماء لتقليل المصاريف، كون الماء أرخص ثمناً من بقية المشروبات.
• تحفيز عملية التمثيل الغذائي: إن شرب الماء في بداية اليوم، يسهم بشكل فعال في تحفيز عملية التمثيل الغذائي (تحويل الغذاء إلى طاقة) طوال اليوم. وقد خلص الباحثون في تجارب سابقة إلى أن شرب 500 ملم من الماء يساعد على تحفيز عملية الأيض بنسبة 30% عند النساء والرجال على حد سواء.
• إزالة البقع عن الجلد: ينعكس تحول الإنسان من المشروبات السكري إلى المياه فقط، إيجاباً على صحة الجلد كونه يسهم في التخلص من البقع التي تغزوه.

• تنظيم عملية الإخراج: إذ يساعد اعتماد الماء كمشروب وحيد، بالإضافة إلى النظام الغذائي الغني بالألياف، على تنظيم عملية الإخراج ومنع الإصابة بالإمساك أحد أكثر مشكلات الجهاز الهضمي شيوعاً خاصة عند النساء.
• تقوية القلب: يصبح دم الإنسان أكثر كثافة في حال كان الجسم يعاني من الجفاف الإستثنائي، ما يعني حاجة القلب للعمل بجهد أكبر لضخة الماء لكافة أعضاء الجسم. ويأتي الحل لهذه المشكلة باعتماد شرب الماء بانتظام دون غيره من المشروبات الأخرى.
• تفعيل التمارين الرياضية: لنكن واضحين، لن يكون الإنسان قادراً على القيام بأية تمارين رياضية سواء عادية أو شاقة، في حال كان يعاني من الجفاف. لذا يسهم شرب الماء في الحفاظ على ترطيب الجسم وتعزيز قدرته على القيام بالتمارين.

الماء مفيد.. لكن حذاري من المياه الباردة

مما تقدم، يتبين لنا أن الماء هو أفضل وسيلة حياتية رخيصة ومتوافرة، للحفاظ على الصحة ومنع الإصابة بالأمراض، بل وتفعيل قدرتنا على القيام بأية نشاطات رياضية نرغب فيها.

لكن الحديث هنا ليس عن الماء البارد بل الماء العادي الذي يأتي بدرجة حرارة الغرفة، كون المياه الباردة يمكن أن تعود علينا بنتائج عكسية مختلفة عن النتائج المذكورة أعلاه، وهو ما حدث مع أحد الشبان في بريطانيا.

فقد ذكر آدم شواب في منشور توعوي على فيسبوك، لتجربته القاسية التي عانى منها جراء تناول الماء البارد بكمية كبيرة. وقال شواب أنه كان يعمل خلال موجة الحر التي تشهدها بلاده حالياً، بدرجة حرارة وصلت لحوالي 37 مئوية ما جعله يشعر بالحر الشديد. وفي محاولة منه لتبريد جسمه، عمد شواب لشرب زجاجتين من الماء المثلج، داخل سيارة مكيفة بالهواء البارد.

ما حصل بعد ذلك كان مرعباً بحسب شواب، الذي ذكر في منشوره: "بدأت أشعر بشيء غريب، وببقع غريبة تظهر على جسدي، أصبتُ بغثيان شديد، وبوخز حاد في يداي وقدماي". وأضاف: "فتحت باب السيارة، فسقطتُ أرضاً واندفع والدي مرعوباً لإسعافي، حيث تعرض جسمي لصدمة حادة من المياه الباردة".

وفي تعليقها على الحادث الأليم الذي تعرض له آدم، قالت الدكتورة سارة جارفيس لصحيفة "ذا صن": "إذا كنت تشرب شيئا باردا جدا، وبسرعة كبيرة، فإن البرودة الموجودة على سقف فمك تحفز الأعصاب، وهذا بدوره يؤدي إلى تقلص سريع، ثم توسع الأوعية الدموية الدقيقة في الجيوب الأنفية".

مضيفة: "يقطع الدماغ الرسائل من هذه الأعصاب، وبمجرد حدوث ذلك، عادة ما تُصاب بألم مفاجئ قد يجعلك تشعر بالدوار".

وأوصت الدكتورة جارفيس الجميع بوجوب تجنب شرب الماء البارد أثناء موجات الحر القاسية. ويمكن في أسوأ حالات ارتفاع درجات الحرارة، محاربة الحر والعطش بشرب رشفات قليلة من الماء البارد، وإن كان الماء بدرجة حرارة الغرفة هو الأكثر أمانا في هذه الحالات.