مرض الزهايمر المؤلم

الزهايمر ونظرةٌ شاملة على المرض المؤلم

جمانة الصباغ
8 فبراير 2016
يُسبَب موت خلايا الدماغ فقداناً في الذاكرة وتدهوراً في القدرة على الإدراك. وهي حالةٌ تتزايد في المجتمعات بسرعة، وتُقدّر منظمة الصحة العالمية إرتفاع عدد مرضى الزهايمر بنسبة 125% في الشرق الاوسط بحلول عام 2050.
 
اليوم يلقي الدكتور عطا غسان عطا الخزنجي، اختصاصي الأمراض العصبية في مستشفى برجيل بأبوظبي الضوء على هذا المرض.
 
نظرة عامة على مرض الزهايمر
الزهايمر هو مصطلحٌ عام لفقدان الذاكرة والقدرات العقلية الأخرى، ويُعتبر خطيراً لتأثيره على مجرى حياة الإنسان اليومية، وهو النوع الأكثر شيوعاً من حالات الخرف، إذ يستأثر على 60 إلى 80% منها.
 
والزهايمر ليس من أنواع الشيخوخة العادية، وأكثر عوامله الخطرة هو التقدم بالسن وأغلب المصابين فيه من عمر 65 وما فوق. ومع ذلك، فهو لا يقتصر على كبار السن فحسب، إذ تصل نسبة المصابين به بسن مبكر بين الأربعين أو الخمسين إلى 5%.
 
الأسباب
كأي شكل من أشكال الخرف، يُصاب الإنسان بالزهايمر نتيجة موت خلايا الدماغ، ما يؤدي لانكماش حجم المخ بالكامل بسبب المرض ويقلَ عدد الخلايا والترابطات العصبية تدريجياً.
 
وأظهرت عمليات التشريح للأدمغة المصابة بهذا المرض أيضاً شوائب صغيرة في الأنسجة العصبية تُسمى اللويحات والحبيكات، يُعتقد أنها المشتبه الرئيسي به في تلف وموت الخلايا العصبية.  
 
وُجدت اللويحات بين خلايا الدماغ الميتة، وهي تتشكل من تراكم بروتين يدعى بيتا أميلويد. هذه الكتل بين الخلايا تتجمع في نقاط التشابك العصبي التي تنشَط خلايا نظام المناعة لتسبَب التهاباً وإبادةً للخلايا العاجزة.
 
أما الحبيكات فهي أليافٌ ملتوية لبروتين آخر يدعى تاو، يتراكم داخل الخلايا الدماغية، ليؤثر على توريد المواد الغذائية والعناصر الأساسية الأخرى من خلال الخلايا والتي ستموت في نهاية المطاف.
 
يزداد تشكَل اللويحات والحبيكات في أهم أقسام الدماغ وهي الذاكرة والتفكير والتخطيط على نحو أكثر مما كانت عليه في المراحل المبكرة، ما ينتج عنه إزدياد المشاكل في الذاكرة والتفكير والتفاعل بالعمل أو المحيط الإجتماعي. 
 
تنتشر اللويحات والحبيكات إلى المناطق المعنية بالنطق وإدراك الكلام وبإحساس الجسم بالأشياء المحيطة به. كما تتغير شخصية المريض وسلوكه خلال هذه المرحلة ويصبح عاجزاً عن التعرف على الأصدقاء وأفراد العائلة.
 
العلامات والأعراض
- تدهور القدرة على استيعاب وتذكَر المعلومات الجديدة. 
- عدم القدرة على تحكيم المنطق وتولي المهام المعقدة واتخاذ القرارات. 
- عدم القدرة على الإبصار الفراغي (ليس من مشاكل النظر). 
- عدم القدرة على الكلام والقراءة والكتابة. 
- تغيرٌ في الشخصية أو السلوك. 
 
الفحوصات والتشخيص
ليس من السهل تشخيص الزهايمر لعدم وجود فحص خاص به. لذلك يقوم الأطباء بالبداية باستبعاد المشاكل الأخرى من خلال الإستفسار عن تاريخ المريض بالتفصيل، وهنا يجب إشراك أفراد العائلة للحصول على التفاصيل الدقيقة، من ثم القيام بالفحص البدني لمعرفة أعراض المشاكل الأخرى مثل السكتة الدماغية، و القلب و/ أو حالات خلل التمثيل الغذائي وفحص الوظائف العصبية.
 
في حال لم يتوفر أي دليل عن مشكلة أخرى، يقوم الطبيب بعمل فحوصات الإدراك، ويشمل بعضها نتائج فحوصات القدرات العقلية، حيث يقوم الطبيب العام بتقييم حالة الإدراك والفحص المصغَر للحالة النفسية.
 
المعالجة
لا يوجد علاجٌ معروف لمرض الزهايمر، ومع ذلك تمَ تحقيق نتائج متقدمة في التعامل مع المرض. فالأدوية المُستخدمة لمساعدة المريض تقتصر إما على تعديل الحالة أو السيطرة على الإضطرابات والتغييرات في السلوك. كما تمَ تطوير الأنشطة والبرامج للرعاية اليومية  وتشكيل مجموعات وخدمات داعمة.