كيف نحمي أنفسنا خلال الطقس الحار والرطب؟
هي: جمانة الصباغ
ها نحن الآن في أقسى حالات فصل الصيف حدةً، حيث الحرارة المرتفعة الرطوبة الشديدة اللتين تخلَفان أعراضاً صحية عند الكثير من الناس. منها خطورة التعرض لضربة الشمس، والإنهاك الجسدي والصداع والجفاف والتعب الشديد. فما السبيل لمحاربة كل هذه الأعراض وحماية أنفسنا من أخطار الجو الحار والرطب؟
نبدأ أولاً بالحرارة المرتفعة، والتي تسجَل أرقاماً عالية خلال شهري يوليو وأغسطس. وبالتالي فإن التعرض الشديد للحرارة المرتفعة سيكون له أثرٌ سلبي على صحة الإنسان. ويختلف تأثير أشعة الشمس في الإنسان على حسب قوتها وتوهجها وتركيبها. فالأشعة تحت الحمراء مثلا تُمتص بواسطة الجسم والملابس ولهذا فإنها ترفع حرارة الملابس حتى أن الانسان يُضطر في الجو الحار إلى تخفيف ملابسه وتغيير نوعيتها والإبتعاد عن أشعة الشمس وتجنبها. وتتعاون أجهزةٌ كثيرة في الجسم على تنظيم درجة حرارته وجعلها ثابتة مثل جهاز رئيسي في المخ «Thalamus» يُعرف في اللغة العربية ب «ثلامس – المهاد» والرئتين والجلد والغدد العرقية والأوعية الدموية الطرفية.
لكن التعرض لأشعة الشمس المتوهجة لفترة طويلة يعطَل جهاز تنظيم الحرارة الذي يقع في المخ فيُصاب الإنسان بضربة الشمس وهي أشد أمراض الصيف خطورةً ويجب إسعاف المصاب فوراً. ومن علامات الإصابة بضربة الشمس الشعور بالتعب والصداع المستمر وارتفاع درجة حرارة الجسم ما بين 40 – 42 درجة مئوية.
الإنهاك الحراري
يحصل الإنهاك الحراري عندما يكون الجو رطباً ودرجة الحرارة مرتفعة، فيصاب الانسان بما يُعرف بالإنهاك الحراري الذي يفقد فيه الجسم السوائل والأملاح الحيوية نتيجة التعرق الغزير. بالإضافة إلى أن الإحساس الشديد بالعطش والتعرق الغزير هما بداية علامات الإصابة بالإنهاك الحراري، وهبوط الدورة الدموية بفعل فقد السوائل والأملاح بالجسم قد يودي بحياة الإنسان.
لهذا لا بد من التقيد بالمعايير الصحية المفروضة من قبل الوزارات المختصة وعدم التعرض للجو الحار والرطب أوقاتاً طويلة دون مدَ الجسم بالماء والترطيب الضرورين لمنع جفافه ودخوله في متاهة الإنهاك الحراري.
وللأطفال الحصة الأهم في الرعاية من هذا العارض الصحي لأن إصابتهم بضربة الشمس قد تتلف خلايا المخ وتصيبهم بالتخلف العقلي، وكذلك كبار السن.
إسعاف المصاب بضربة الشمس والإنهاك الحراري
لا بد أولاً من حماية الأفراد الذين يعملون في الأماكن المفتوحة خلال فصل الصيف، ومنهم عمال البناء الذين يكونون أكثر عرضةً لضربات الشمس والإنهاك الحراري نتيجة عملهم لساعات طويلة تحت الشمس خصوصاً في ساعات الذروة (من 12 ظهراً حتى الرابعة بعد الظهر).
وفي حال تعرض أحدهم لضربة الشمس والإنهاك الحراري، لا بد من نقله إلى مكان ظليل بعيداً عن أشعة الشمس المباشرة وعمل كمادات باردة على جبينه وأطرافه، ونزع بعض الملابس عنه بالإضافة إلى إعطائه السوائل الباردة المضاف إليها القليل من الملح. وطبعاً نقله إلى أقرب مستوصف أو مركز صحي حيث يتلقى العلاج المناسب حسب حالته.
الوقاية أولاً ودائماً
إن كنا نحرض منذ البداية على الوقاية من أعراض الجو الحار والرطب الذي نعيشه كل عام خلال فصل الصيف، فإننا بالتأكيد سنقلَص مخاطر تعرضنا لأي من أعراض هذا الجو الحار.
والوقاية تكون دوماً باتخاذ التدابير التالية:
1.عدم التعرض الشديد للشمس، خصوصاً في الفترة ما بين الثانية عشر ظهراً والرابعة بعد الظهر.
2.شرب السوائل بشكل دائم، خصوصاً الماء، خلال اليوم لمنع الجسم من الجفاف وإصابته بالإنهاك والصداع.
3.التأكد من حصول الأطفال وكبار السن وذوي الإحتياجات الخاصة على الرعاية الصحية بدءاً من عدم التعرض المباشر للشمس وإبقاء أجسادهم مرطبَة طوال اليوم.
4.أخذ قسط من الراحة خلال اليوم، ليستعيد الجسم عافيته وقوته بسبب الجو الحار والرطوبة المرتفعة.
5.إرتداء الملابس الخفيفة المريحة، خاصةً تلك المصنوعة من القطن الطبيعي.
6.إرتداء القبعات خلال الخروج نهاراً، أو حمل المظلة الشمسية لمنع تعرضنا المباشر لأشعة الشمس.
7.منع مرضى الأمراض المزمنة، مثل مرضى السكري وارتفاع ضغط الدم ومرضى قصور وظائف الكلى ومرضى هبوط القلب الإحتقاني وكذلك الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة من التعرض للشمس لفترات طويلة.