ما تحتاجين معرفته عن داء بطانة الرحم المهاجرة (ج1)

ما تحتاجين معرفته عن داء بطانة الرحم المهاجرة (ج1)

جمانة الصباغ
15 ديسمبر 2014
إعداد: الدكتورة/ راشي جوبتا – أخصائية أمراض النساء، عيادات آي كير
 
إن داء بطانة الرحم المهاجرة (Endometriosis) هو تكاثر الأنسجة التي تنمو عادةً داخل الرحم أو بطانة الرحم في مناطق خارج الرحم (زرع بطانة الرحم). ومن أكثر المناطق تعرضاً لهذه الظاهرة المبيضين أو الأمعاء أو تجويف الحوض، وقد نراها أيضاً، في بعض الحالات النادرة، في مناطق أخرى من الجسم خارج منطقة الحوض. 
وفي حالات بطانة الرحم المهاجرة، تواصل أنسجة بطانة الرحم التي تكاثرت خارج الرحم وظائفها بشكل طبيعي بالتزامن مع موعد حدوث كل دورة شهرية (حيض) كما لو أنها تنمو داخل الرحم، حيث تتكاثف هذه الأنسجة وتتكسر ومن ثم تتحول إلى نزيف. إلا أن هذه الأنسجة تعلق داخل الجسم ولا تجد أمامها أي طريق للخروج بشكل طبيعي. ويؤدي نمو هذه الأنسجة على المبيضين إلى حدوث خراجات وتقرحات، وهذا يؤدي إلى تضخم المناطق المحيطة بهما مما يؤدي إلى ظهور ندوب وجروح وحدوث التصاقات والتي تتمثل بقيام الأنسجة غير طبيعية بلصق الأعضاء ببعضها البعض.
 
ومن الأعراض المعروفة لمرض بطانة الرحم المهاجرة، الشعور بآلام شديدة أثناء الحيض وآلام عند الجماع والتغوّط والتبول (خصوصاً  أثناء فترة الدورة الشهرية) وحدوث نزيف شديد (خلال الدورة الشهرية أو بين كل دورة شهرية) وانخفاض الخصوبة والشعور بالتعب والإمساك وانتفاخ البطن والغثيان وغير ذلك. 
 
أسباب حدوث بطانة الرحم
هناك العديد من التفسيرات المحتملة لحدوث مرض بطانة الرحم المهاجرة، ولكن لم تثبت صحتها بشكل مؤكد. فبالإضافة إلى الحيض الإرتدادي أو الرجعي، هناك عوامل أخرى تؤدي إلى حدوث المرض مثل نمو الخلايا الجنينية والندب الجراحية الناتجة عن عمليات الزراعة والنقل المباشر لأنسجة بطانة الرحم واضطرابات في جهاز المناعة. كما تلعب عوامل أخرى دوراً في احتمال تعرض النساء لخطر الإصابة بهذا المرض، منها عدم الإنجاب أو إصابة أحد الأقارب (الأم أو الخالة أو الأخت) بمرض بطانة الرحم المهاجرة أو أي حالة مرضية تمنع خروج الحيض من الجسم بشكل طبيعي أو حدوث التهابات مسبقة في الحوض أو تشوهات في الرحم إلخ.
 
العلاج
يمكن علاج مرض بطانة الرحم المهاجرة إما عن طريق الأدوية أو التدخل الجراحي أو كليهما. ويعتمد المنحى العلاجي الذي يختاره الأطباء على شدة الأعراض التي تعاني منها المرأة المصابة وفرص الحمل وتوقع حدوثه. ويوصي الأطباء عادةً باتباع النهج التحفظي لعلاج المرض والمتمثل بتناول الأدوية أولاً واللجوء إلى الجراحة كحل أخير. ويشمل نهج العلاج التحفظي تناول مسكنات الألم مثل الأيبو بروفين (أدفيل وموترين آي بي وغيرها) أو نابروكسن (آليف وغيرها) للتخفيف من آلام تشنجات الحيض. كما قد تكون الحبوب الهرمونية في بعض الأحيان فعَالة في تخفيف الآلام أو حتى التخلص منها. إلا أن العلاج الهرموني لا يُعتبر حلاً دائماً لعلاج مرض بطانة الرحم المهاجرة، كما أن هناك احتمالٌ لتكرر الأعراض عند المرأة المصابة.
 
نتابع غداً في الجزء الثاني العلاجات الهرمونية والعلاجات الأخرى لمرض بطانة الرحم المهاجرة.