كل ما تحتاجين معرفته عن نقص فيتامين (د) وعلاجه (ج2)
تحدثنا في تقرير سابق (كل ما تحتاجين معرفته عن نقص فيتامين "د" وعلاجه) عن أهمية فيتامين "د" للجسم وتشخيصه وأعراض نقصانه وكيفية معالجة هذا النقص. وفي تقريرنا هذا، يتحدث الدكتور محمد أحمد بورني، إستشاري علم الأمراض السريرية في مستشفى برجي أبو ظبي، عن شيوع نقص فيتامين (د) في منطقة الشرق الأوسط وأكثر الأشخاص المصابين به، وكيفية تجنب تطور نقص هذا الفيتامين الهام.
1. ما مدى شيوع نقص فيتامين (د) في كل من دولة الإمارات/ الشرق الأوسط / شمال أفريقيا؟
وفقاً لهيئة الصحة في دبي، يوجد ما يقارب من 81٪ من سكان الإمارات ممن يعانون من نقص في فيتامين (د) - وترتفع هذه النسبة بالخصوص عند المرأة الإماراتية. أضف إلى ذلك، فقد كشفت مجلة العلوم الصحية في عام 2012 أن 70٪ من الفتيات المراهقات في إيران و 80٪ في السعودية يعانين من نقص في فيتامين (د) . علاوةً على ذلك، وفي مقال نشرته المجلة الدولية للأمراض الروماتيزمية في عام 2011 أظهرت هذه المجلة أن ما بين 20 - 80% من الأفراد الأصحاء في الشرق الأوسط من الأرجح أنهم يعانون من نقص في فيتامين (د).
2. من هو الشخص الأكثر عرضةً لمخاطر هذا النقصان؟
في منطقة الشرق الأوسط، نجد أن عوامل ومخاطر تطور هذا النقصان تعود في الأساس للأسباب الإجتماعية والدينية والبيئية. حيث تشير هيئة الصحة في دبي إلى أن النساء المحجبات هنَ الأكثر إحتمالاً من المعاناة من النقص في فيتامين (د) لأن بشرتهنَ لا تتعرض بما يكفي لأشعة الشمس، وهي العنصر الهام الذي يساعد في تكوين فيتامين (د). كذلك الحال بالنسبة لذوي البشرة الداكنة فهم أيضاً معرضون لخطر هذا النقصان بسبب أن بشرتهم لا تنتج ما يكفي من الفيتامين بالمقارنة مع أولئك الذين يتمتعون ببشرة فاتحة اللون.
أما أولئك الذين يتبعون نظاماً غذائياً نباتياً صارماً فهم أيضا عرضة للخطر بمرور الوقت، وذلك لعدم قيامهم باستهلاك المستويات الموصى بها من الفيتامين من المصادر الغذائية الطبيعية التي توجد في الأسماك وصفار البيض والكبد ولحوم الأبقار. أضف إلى كل هذا عاملي التدخين والسَمنة اللذين يرتبطان إرتباطاً وثيقاً بهذا النقصان.
3. كيف يمكننا اكتشاف أعراض النقصان؟
أحد الأعراض الخفية والهامة كنتيجة لنقص فيتامين (د) هو الشعور بآلام في العظام وضعف في العضلات. وقد وجدت دراسة أجرتها المجلة الأمريكية للأمراض النفسية المرتبطة بالشيخوخة في ديسمبر من عام 2006 أن الأفراد من فئة كبار السن الذين لديهم مستويات منخفضة من الفيتامين هم الأكثر عرضة للإكتئاب من غيرهم.
4. ما هي أفضل الطرق لتجنب تطور النقصان؟
تُعتبر الأسماك مثل التونة والسلمون عناصر غنيةٌ بفيتامين (د) لذلك يجب أن يشمل نظامك الغذائي على كميات كبيرة منها. كما أن التعرض لأشعة الشمس باعتبارها مصدر هام لفيتامين (د) سوف يساعد في تشكيل هذا الفيتامين في البشرة. غير أنه يجب عدم تعريض البشرة لأشعة الشمس لفترة طويلة لأنه يتسبب في حروق للبشرة أو يحوّل لونها للأحمر أو الوردي.
إن البقاء لما يقارب 30 دقيقة تحت أشعة الشمس عندما تكون في كبد السماء في فترة بعد الظهيرة بمعدل مرة أو مرتين في الأسبوع يُعتبراً مناسباً بما فيه الكفاية.
5. العيش في مثل هذا المكان الذي تسطع فيه أشعة الشمس على مدار العام، لماذا تُعتبر نسبة نقصان فيتامين (د) فيه عاليةً جداً؟
على الرغم من أن دولة الإمارات تتمتع بأشعة شمس ساطعة معظم أيام السنة، إلا أن استمتاع قاطنيها بقضاء أوقات تحت أشعة الشمس هو الأقل احتمالاً بسبب ارتفاع معدلات درجات الحرارة، مما يؤدي إلى تطور مخاطر النقصان في فيتامين (د).